بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير,
إلى كل أمٍ فقدت ابنها في سبيل الله, إلى كل أمٍ حُبس عنها ابنها لصدعه بكلمة الحق إعلاءً لشرع الله, إلى كل أمٍ نُفي عنها ابنها وفارقت بينهم الأيام وحجز بينهم الطغاة..
أماه لقد علمتُ الحق ولا ارتضي عنه بديلاً ولا عن سبيل الله سبيلاً, أماه لقد حال الطغاة بين الخلق وتعبيدهم للخالق, فما كان مني إلا أن ذكّرتهم بالله..
أماه, لقد دافعتُ عن القدس الأبيّة فقتلني الطغاة..
أماه لقد طالبتُ بتطبيق شرع الله, وألا نحتَكِمَ إلا إياه فحبسني عنك البغاة..
أماه مهما باعدت بيني وبينك الحدود, وحالت بيني وبينك الحواجز والسدود, فاعلمي يا قرّة عيني ونور الدجى، أن ابنك هامته عَلَمٌ على طول المدى, قَصَدَ العُلا ولن يضيع تعبُك والله سدى..
أماه إن كنتُ في محبسي فحالي خيرٌ أم حال عباد الخنا والردى؟..
أمِن أجل الدنيا تعبتُ أم من أجل الآخرة؟..
والله يا أماه لو تطلعت إلى ما عند الله فما فقدتيني, واعلمي أن ما عند الله خير وأبقى, فالباقي هو ما عند الله وما كان له..
بالله عليكِ يا نور الفؤاد أدِمائي الطاهرة في سبيل الله تنهمر أمام عينيك أفضل, أم ركوني جوارك هائماً في دنيا عابثاً في لهوٍ بائعاً للدين؟..
أماه باعوا القدس, أماه خانوا العراق, أماه تركوا كابل, أماه انتهكوا عرض أختي في الشيشان وكشمير, أماه شرع ربي ليس له أثر في ديار المسلمين, آاااه وألف آاااه على أشباه الرجال..
أماه عسى نفيي سياحة..
أماه عسى قتلي شهادة..
أماه عسى حبسي خلوة..
أماه عسى أي من هذا يكون لي عذر أمام الله يوم يسألنا عن الأمانة التي ماصانها القاعدون..
أماه لا تبكي وتذكري الجنة..
أماه قد بعت الدنيا لله, واشتريت الآخرة لي إن أخلصتُ ولكِ إن صبرتِ بإذن الله, فما أربحَ البيع, وما أعظم الشراء..
أماه لا تحزني عسى أن يأتي الفرج..
أماه عسى بجهدي ويدي في أيدي إخواني يتحقق النصر, أماه عسى أن يسطع النور, فما بعد اشتداد الظلام إلا بزوغ الفجر..
أماه قال تعالى {
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }
فيا أمي.. يا أم الداعية
يا أمي يا أم الشهيد..
يا أمي يا أم العالِم الموثوق..
إن مات ابنك على الإسلام وفي سبيله، فاعلمي أنه أحرز الخير بإذن الله..
فلستُ أُبالي حين أُقتل مسلماً على أي جنبٍ كان في الله مصرعي..
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلوٍ ممزَّع
فيا أمي.. يا أمّ الداعية، يا أمي يا أمّ الشهيد.. يا أمي يا أمّ العالِم الموثوق..
إليكِ هذه الأبيات جمعتها لكِ بفؤادي الممزق حرقةً على فراقك, وكله أملٌ في بزوغ الفجر, وكله إصرارٌ بإذن الله على المُضِيِّ قُدُماً لنصرة الحق
أماه ديني قد دعاني للجهاد وللفــــــــــــدا
أماه إني ذاهب للخلـــــــد لــــــــــن أترددا
أماه لا تبكي علي إذا سقطت ممــــــــــدداً
فالموت ليس يخيفني ومناي أن أستشـهدا
الله أكبر كلما صوت القنابل زغــــــــــــردا
الله أكبر كلما صدح الرصاص وغــــــــردا
الله أكبر لن تضيع دماء إخواني ســــــــدى
فالنصر أقبل ضاحكاً والحق زاد توقــــــــداً
نأبى الخنوع وهامُنا عَلَمٌ على طول المدى
نأبى الصَّغارَ ولو أعد الذابحون لنا المدى
نأبى الركون إلى الطغاة الحاقدين على الهدى
فالحُرُّ يأبى أن يلين وأن يهادن مفســـــــــــــداً
أماه والله إني أحبكِ, ووالله ما أقسى على قلبي بعدكِ ولكن والله يا أمي ما أبعدني عنكِ هوانُكِ عليّ, ولكن هوانُ الدّينِ على الناس, فاحتسبي واصبري، وأبشري وتذكّري أن الرسول الكريم الذي أرسله ربه رحمة للعالمين قال لآل ياسر وهم في محنتهم
« صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة » فإن لم نلتقِ في الأرض يوماً وفرّق بيننا ريب المنون، فموعدنا غداً في دار خلدٍ بها يحيا الحنون مع الحنون..
(وأخيراً اعلمي يا أماه أن كل رجال الحق لكِ أبناء) , أسأل الله أن يأجركِ خيراً