أنا طالبة في الجامعة ، قبلت في الجامعة في " كلية الهندسة " ، ولكني لم أرتح فيها ؛ لأني أشعر أن معظم الوظائف الخاصة بالهندسة تتطلب الاختلاط بالرجال ، إلى أن قدمت تحويلاً إلى " كلية العلوم " ، وفكرت في المواد مثل الرياضيات ، والكيمياء ، والفيزياء ، فوجدتها كلها مواد لا أتذكر فيها ربي ، على الرغم من أنني أرتاح عند دراستها ، وفكرت أنها ستكون على نمط واحد ، وستكون مملة ، ثم فكرت في دراسة " الأحياء " ، على الرغم من أنني أشعر بالفشل في هذه المادة منذ المدرسة ، واخترتها لكي أتعرف أكثر عن خلق الله ، وفيها أحس بالتغيير في المنهج ، ومنه أزداد إيمانا كلما فكرت في خلق الله ، وكنت آمل الكثير في دراسة " الأحياء " ، واستخرت قبل تحويلي ، لكني وجدت نفسي لا أستفيد منه ، وأحيانا أتأثر بالعلم ، وبالأفكار الغربية ، على الرغم من أنني كنت أريد أن أدرس الدكتوراة ، والماجستير ، لكنني الآن لا أفكر حتى في تكملة الجامعة ، فصرت كثيراً أترك القرآن بسبب كثرة الأشغال ، والدراسة ، وكذلك أتأثر بالبنات مما صرن فيه من كثرة تبرج ، وسفور ، فصرت مشوشة ذهنيّاً ، ولا أعرف هل ما أنا فيه صح أم خطأ ، فمنذ أن دخلت الجامعة صرت أخاف أكثر على نفسي ؛ لأنني لا أختلط بالرجال منذ الصغر ، لكن في الجامعة رأيت أنواعاً من المدرسين ، فغيرت عباءتي ، والتزمت بالحجاب الشرعي ، ولا يظهر من جسمي شيء غير عيني لأرى بها ما يكتب على السبورة ، فماذا تنصحني أن أفعل على الرغم أن في الجامعة يوجد حلقات تحفيظ قرآن ؟ وهل تعتقد أن الدراسة باللغة الانجليزية تأثر فينا ؟ فصرت لا أحب أن أتعلم الانجليزي على الرغم من أن الجامعة معظمها باللغة الانجليزية ، والسبب : لأننا أبدلنا الكثير مثل " السلام عليكم ورحمة الله " بكلمة " هاي " ، وصار البنات يتفاخرن بالتحدث باللغة الانجليزية ، والآباء يشجعون على تعلم اللغة الانجليزية أكثر مما يشجعون على الصلاة وغيرها ، فصرت أكره من يتحدث كثيراً بالإنجليزية وهو عربي ، والوقت الذي لا يحتاج التكلم باللغة الانجليزية ، فماذا تنصحني أن أفعل جزاك الله خيراً ؟ .
الحمد لله
الدراسة المختلطة بين الشباب والشابات فيها الكثير من المفاسد ، والآثار السيئة على الدِّين والأخلاق ، وقد سقط كثيرون وكثيرات في حبال شياطين الإنس والجن ، والمآسي أكثر من أن تُحصر في مثل هذا المقام ، وأشهر من أن تُذكر لمن التحق بتلك الجامعات والمؤسسات المختلطة .
والذي يفتي به علماؤنا هو تحريم الدراسة المختلطة ، ومن تأمل أصول الشريعة ، وعرف ما جاءت به من أحكام جليلة ، ورأى واقع الاختلاط في الجامعات والمعاهد : لم يتردد في أن ما قالوه هو الحق ، ولكنها المكابرة في قبول ذلك الحق ، أو الضعف نتيجة قوة الضغط من الأسرة والمجتمع ، وبخاصة أن الدراسة في تلك الجامعات تأتي في وقت أوج الشهوة وقوتها ، وينتقل الطالب من عالم إلى عالَم آخر ، يرى فيه كل جنس الجنس الآخر في أبهى زينته ، وأجمل حلته ، ويحصل النظر والكلام والمزاملة والمصادقة ، وإذا صادف هذا الأمر ضعفاً في الإيمان : حصلت التهلكة ، وينجي الله من يشاء .
1. سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
أنوي العمل في مدرسة يدرُس فيها الطلاب والطالبات جميعاً ، وهم فوق الخامسة عشرة من العمر ، وهذا هو السبيل الوحيد للحصول على المال الذي أستطيع به مواصلة دراستي الجامعية العليا ؟ .
فأجاب :
لا يجوز الاختلاط بين الطلبة والطالبات في الدراسة ، بل يجب أن يكون تدريس البنين على حدة ، وتدريس البنات على حدة ؛ حماية للجميع من أسباب الفتنة ، ولا يجوز لك العمل في المدارس المختلطة ؛ حماية لدينك ، وعرضك ؛ وحذراً من أسباب الفتنة ، وقد قال الله سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) الطلاق / 2 ، 3 ، وقال عز وجل : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً ) الطلاق/ 4 .
" فتاوى الشيخ ابن باز " ( 24 / 41 ) .
2. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
أنا طالبة في كلية الطب ، منَّ الله علي بعد التحاقي بالكلية وهداني إلى صراطه المستقيم فغطيت وجهي ، والتزمت بكتابه ، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فله الحمد سبحانه ، ولكن دارستي بالكلية تستلزم مني الوقوع في كثير من المنكرات ، أهمها : الاختلاط بالجنس الآخر منذ خروجي من البيت ، وحتى عودتي إليه ، وذلك في الكلية حيث إنها مختلطة ، أو في وسائل المواصلات ، وفي الشارع ، لعدة سنوات حتى التخرج ، وأنا الآن أريد أن أقّر في البيت ، وأترك الدراسة ، لا لذات الدراسة ، ولكن للمنكرات التي ألاقيها ، ووالدي ووالدتي يؤكدان عليَّ بمواصلة الدراسة ، وأنا الآن متحيرة هل أدخل بطاعتي لهما وممن يعنيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( من أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ) أم أن عدم طاعتي لهما في هذا الأمر تعتبر عقوقاً ؟ .
فأجاب :
إذا كان الحال على حسب ما وصفت هذه المرأة بالنسبة لدراستها : فإنه لا يجوز لها أن تواصل الدراسة مع هذا المنكر الذي وصفته لنا في رسالتها ، ولا يلزمها أن تُطيع والديها في الاستمرار بهذه الدراسة ؛ وذلك لأنّ طاعة الوالدين تبع لطاعة الله عز وجل ، وطاعة الله هي العليا ، وهي المقدَّمة ، والله تبارك وتعالى ينهى المرأة أن تكشف وجهها للرجال ، وأن تختلط بهم هذا الاختلاط على الوجه الذي وصفت هذه المرأة في كتابها ، وإذا تيسر لها أن تحوِّل دراستها إلي جامعات أخرى في حقل آخر لا يحصل به هذا الاختلاط : فهو أولى ، وأحسن ، وإذا لم يحصل : فإنها تبقى في بيتها ورزق الله تعالى واسع .
" فتاوى نور على الدرب " ( شريط رقم 60 ، وجه أ ) .
فالذي ننصحك به هو الخروج من هذه الجامعة المختلطة ، ولا بأس من الدراسة في المعاهد والكليات النسائية ، ولا شيء أفضل للمرأة من بيتها تربي فيه ولدها ، وتطيع ربها ، وتحسن عشرة زوجها ، ويمكنها طلب العلم الشرعي وهي آمنة مستقرة في بيتها .
ونسأل الله أن يوفقك لما يحب ويرضى .
وانظري جواب السؤال رقم : (
72448 &
45883) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب