الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه وعمل بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فلقد شاهدت من خلال عملي في موسم الحج بعض أقوال وأفعال وعقائد الرافضة الفاسدة، وأحببت أن أذكر منها باختصار.
1- كنت جالساً مع أحد الرافضة يزعم أنه من آل البيت وهو أستاذ لمادة أصول الفقه بجامعة القمّ الإيرانية منذ عشر سنوات، حسب ما قال لي في داخل المسجد الحرام.
فأراد أن يُناقشني في بعض المسائل، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم: { ألست أولى بأنفسكم، من كنت مولاه فهذا هو علي موالاه }، فقال: هذا يدل على خلافة علي عليه السلام.
فقلت له: أشرح لي هذا الحديث كلمة كلمة؛ لكي أستفيد منك، فشرح شرحاً غربياً، مرة يقول: (أولى) بمعنى أفضل، ومرة يقول: (أولى) بمعنى خليفة.
فقلت له: يا شيخ! أليس (أولى) اسم تفضيل؟
فقال: نعم.
قلت أليس (مولاه) اسم المفعول؟
فقال: نعم.
فقلت: إذاً أين معنى الخليفة؟
فسكت قليلاً فقال: غير هذا الحديث عندنا موجود وأحاديث كثيرة تدل على خلافة علي عليه السلام.
فاستطعناه بنفس شرحه الحديث الذي شرح لي... ولله الحمد والمنة.
2- يوم لقيت أحداً من مشايخ الشيعة الإثني عشرية جعل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبدأ يدعوني أن أدرس أحد جامعات في إيران، فقلت له: كيف علوم الشرعية هناك؟ فمدحها مدحاً كثيراً جداً.
فقلت: كيف تمدح جامعاتكم وأنتم تبغضون وتسبون أمهاتكم وأصحاب خبر البشر صلى الله عليه وسلم، وأنهم من أفضل الناس بعد الرسل والأنبياء؟
فقال: لا، لا، لا. هذا بهتان بهتان..
فقلت: كيف بهتان وأنا قرأت في كتبكم .. ومن كتبكم: كشف الأسرار للخميني، والاحتجاج للطبرسي، وحق اليقين للباقر المجلسي، والكافي للكليني الذي هو أصح الكتاب بعد القرآن عندكم، وغير ذلك كثيرة جداً؟
وخلاصة الكلام... جئت بأدلة من القرآن التي تدل على فضل صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام، فبدأ تقاس بيننا وما استطاع أن يستعطنا فقام وقال: عندنا الآن اجتماع ثم راح.
3- قال أحد الشيعة: أن العرش ليس مجسماً بل هو بمعنى عظمته وكبريائه سبحانه وتعالى.
فقلت: في أيما كتاب يوجد -أقصد به كتب اللغة- أن العرش يأتي بمعنى العظمة والكبرياء، بل أن العرش مجسم، كما ذكر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله واسلم، وأنه أكبر مخلوقات وأنه فوق الفردوس وأفوقه سبحانه وتعالى. ولا يوجد في اللغة العربية: أن العرش بمعنى العظمة والكبرياء، بل أنتم تخونون الله ورسوله وتخونون اللغة العربية. انتهى.
وقال أحد الشيعة: إن أهل السنة قتلوا الحسين رضي الله عنه.
فقلت: كيف قتلوه وفي كتابكم (احتجاج) يقول الطبرسي: قال زين العابدين رضي الله عنه: [[ قاتل أبي هم الذين يزعمون بأنهم شيعة أهل البيت ]].
قال لي: أنا سمعت هكذا.
فقلت: أنا ما سمعت بل قرأتها من كتابكم.. فبعد ذلك لم يقل لي شيئاً.
ولقد شاهدنا بأن الشيعة لهم دعاة في موسم الحج وفي غير الموسم وأنهم يجتهدون دعوتهم، ولاحظنا بأن دعاتهم يتكلمون بالقرآن المختلفة، وحتى لهم داعيات يدعن نساء حول المسجد النبوي الشريف، وحول البقيع وغيرهما، وكذلك نسائهم الداعيات يتكلمن باللغات مختلفة، ورأيت بعض دعاتهم يدعون الحجاج إلى مذهبهم.
وأول ما يبدءون في الدعاة هو كلامهم (نحن نريد الوحدة) أو غير هذا الكلام مثل: السياسية، أو يتكلمون عن التاجرة، أو بطرق مختلفة، وكنت أحرص أن أتدخل معهم.
وذات يوم جلست معهم وهم يدعون الحجاج بأقوالهم الفاسدة والكاذبة، فقلت: كيف تقولون نحن نريد الوحدة وأنتم تقولون بأن القرآن محرف وتسبون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين خدموا الدين؟
ثم قال: نحن ما نقول هذا الكلام بل وهي كذب.
فقلت له: أترك التقية أنا أعرفكم جيداً فجلس قليلاً، ثم قام وذهب.
فقلت للحجاج: يا إخواني! هؤلاء الروافض انتبهوا منهم، أنهم يدعونكم إلى عقيدة فاسدة، وكل شيء الذي قلت له والله هذا حق، عقيدتهم هكذا.
فقالوا: ما كنا نعرف بأن عقيدتهم هكذا.
قلت: هذا بداية دعوتهم لا سامح الله دخلتم معهم فسوف ترون كل شيء.
فقالوا: الآن عرفنا من هم الشيعة فشكروا ثم ذهبت.
عرفنا طريقة الجيد في إفساد الدعوة الشيعة هي التداخل في دعوتهم ورأيت بعض دعاة من نفس بلدي (طاجكستان) كانوا يدعون الحجاج الطاجيكين، وكنت أذهب كل يوم إليهم لأحذرهم عن عقيدة فاسدة شيعية، وكان عندي كتيب صغيرة ست وخمسون صفحة، يبين عقيدة الشيعة وأقوال علماء أهل السنة والجماعة فيهم.
واسم الكتيب (بيان الحقيقة) وأحببت أن أصورها لكي أوزعها على الحجاج الطاجيكين، وصورنا خمسمائة نسخة بمساعدة أحد المحسنين -جزاه الله خيراً كثيراً وبارك في جهوده الدعوية- ثم وزعنا على الحجاج ولله الحمد والمنة.
وأيضاً طلبوا مننا هذا الكتيب لنوزع عليهم ولأسف الشديد ما كان عندنا بل انتهت. ونتمنى أن نحصل على نسخ أخرى لنوزع على حجاجنا.
ورأينا أيضاً العلاقات في الحج بين دعاة الشيعة من طاجكستان مع بعثة الإيرانية في مكة المكرمة وفي المنى.
ورأينا في كل مجموعة يوجد ثلاثة أو أربعة من دعاة الشيعة وهم طاجيك وكنت أناقش معهم. وبعضهم درسوا في إيران وبعضهم درسوا في طاجكستان.
وهؤلاء الروافض شكوا عند وزير الحج والأوقاف طاجكستان، بأن طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يشوشون الحجاج ويزعجونهم؛ وسبب هذا الشكوى؛ لأن نحن كنا حريصون لكي نفسد دعوتهم، بل كتبوا خطاباً من طاجكستان إلى أمير منطقة المدينة المنورة بأن طلاب الطاجيك الذين يدرسون في المدينة المنورة هم يزعجون الحجاج ويضيقون مكانهم (( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ))[الصف:8].
رأيت في أيام الحج داعياً من دعاة الرافضة كان يدعو رجلاً وهو من أفريقيا فذهبت إليه مع أحد أخواننا فوقفت معهم ورأيت هو يتكلم باللغة الإنجليزية وهو من إيران فقلنا له: تعال معنا ولما جاءنا سلمناه على المشايخ والشرطة.
لو كتبت كلما عملت أيام الحج ليزيد على أكثر من مائة صفحة.
وخلاصة كلامي: استفدنا كثيراً من خلال علمنا في موسم الحج وعرفنا طريقة الدعوة وشاهدنا أن الشيعة يحرصون في دعوتهم حرصاً شديداً، لنشر عقيدتهم الباطلة.
ويجب علينا أن نبين الحق على جميع الناس كان حاجاً أو زائراً في كل مكان وزمان، وأحب أن يكون لنا درساً قبل بدء علمنا، وأود أن يكون لنا اجتماعاً في كل أسبوع مرتين لكي تستفيد بعضنا من بعض. وأخيراً أدعوا الله أن يوفق الجميع.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن مما لا يخفى على أحد خطر الروافض على أهل الإسلام، فإنهم ذو كيد ومكر، فهم ألد الخصام لأهل السنة، مهما تظاهروا بالمحبة والألفة وجمع الكلمة والوحدة، فإنهم لا يقصدون من وراء هذه الكلمات إلا ترويج شركياتهم وأباطيلهم، ويصيدون بذلك عوام أهل السنة, ويستميلون إلى تُرَّهاتهم من حيث لا يشعر أحد إلا من أوتي بصيرة، وقرأ التاريخ، ونظر إليه نظرة الاعتبار، فلا ريب أنهم أشد على أهل الإسلام من اليهود والنصارى، فما أوتي الإسلام إلا من قبلهم، كما قال بعض السلف رحمهم الله تعالى.
فإنهم لا يألون جهداً لخداع أهل السنة وتدميرهم، وتلبيس الحق عليهم.. والله المستعان وعليه التكلان.
وبعد التأمل في حركاتهم وسكناتهم، وتعاملهم مع الناس يرى جلياً، فإن معظمهم لا يأتون إلى هذه البلاد المباركة -حرسها الله- إلا لترويج معتقداتهم، وإظهار شعائرهم الباطلة، والاستفادة من جهل الناس بمعتقدهم، والاستغلال لهذا الموسم المبارك لنشر عقائدهم وأكاذيبهم، وترويج الشبهات بين المسلمين، وتشويه العلماء وولاة الأمور للعوام، وإفقاد الثقة بهم.
فيسعدني أن أسطر بعض المواقف والجلسات التي رأيتها منهم من خلال ممارستي وتعاملي معهم في هذا الموسم لعل الله أن ينفع بها أحداً، وينتبهوا إلى أخطار هذه الفئة، ويدركوا مدى نشاطهم وسعيهم واستغلالهم الفرص لإضلال الناس، ونصرة مذهبهم بكل ما يملكون من نقير وقطمير عسى أن يستيقظوا من غفلتهم، ويستعدوا بكل ما يملكون لمواجهتهم ودحض شبهاتهم.
فالمواقف كثيرة لا يمكن إحصائها ولكن أذكر أهمها، وذلك ما يلي:
1- قبل أيام الحج ذهبت إلى البقيع ودخلت مع الزائرين، فوقفت في بداية البقيع، ورأيت أحد علماء الرافضة ومعه جماعته وبعض أهل السنة العوام، فجعل يقرأ لهم أدعية مختلفة، ثم توجه إلى أئمة البقيع كما يزعمون، فبدأ يقرأ الدعاء، فاجتمع حوله جمع من الناس فألقى كلمة فقال ما يلي:
أولاً: بدأ التحذير من الوهابية، والاستهزاء بالمترجمين والمرشدين.
ثانياً: تأسف على حالة أئمة البقيع لعدم إعمار قبورهم، وعدم وضع قباب عليها.
ثالثاً: قال: فإن الوهابية قد حرفوا الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: { بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة } إلى كلمة (بين بيتي ومنبري)، وكتبوه محرفاً على اللوحات؛ لأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يهمهم.
رابعاً: تقديس الشيء وعبادته لا يعني هدمه كالكعبة المشرفة.
كم من الناس يقبلون ويعبدون ويسحون ومع ذلك لا يجوز هدمه فكذلك القبور، ثم قال: علينا جميعاً أن نطالب بإعادة القباب على القبور وترميمها، فما رأيت مصلحة للتعرض له والإجابة عن شبهاته فبلغت أحد المسئولين على هذه الحالة.
2- يوماً كنت أتجول في ساحات الحرم، وذلك قبل أيام الحج فرأيت بعض الرافضة حولهم بعض أهل السنة يتكلم معهم، فيشير بالأيدي، فلحقت بهم، فإذا الكلام حول الإمامة والخلافة والظلم لأهل البيت، فخضت معهم في الكلام والرد عليهم حتى أحاطوا بي، فكثر الشغب فطلبت منهم أن يتكلم معي واحداً منهم، فقابلني أحدهم واستمع الباقي، فطفق الحوار يدور في الحديث: { من كنت مولاه... } حتى لجأ إلى الفرار، وظهر الاضطراب بين الرافضة ينظر بعضهم إلى البعض حتى دخل الآخر، فبعد الأخذ والرد اضطر إلى الفرار، فجعل منهم من يضحك ومنهم من يلعن، حتى جاء ثالثهم وفي النهائية .. بحجة أنه ليس بروحاني تنازل عن الكلام، فجاء بأحد علمائهم العراقي فرفضت الكلام معه بحجة أن المسلمين أهل إيران لا يفهمون لغة العرب، فجاء بعالم آخر وهو يعرف لغة الفرس فبعد الأخذ والرد حار عن الموضوع، فجعل يتهم أنكم تثبتون لله يداً ورجلاً وغيره وبدايتهم البخاري بالوضع حتى علم أهل المجلس من الرافضة والسنة فقاموا قائلين له: إنكم تخدعوننا بزي العلماء، فلا تجيبون أمام الخصم وتتكلمون كلاماً فاضياً، ثم أخذته إلى المكتبة فوضعت أمامه البخاري فطلبت منه أن يبحث ما ادعاه ونقله، فبعد البحث خلال ساعة كاملة اعتذر بأن الطبعات مختلفة، ولو كانت المكتبة رقمية لأخرجه، فقلت: إن من عادة الرافضة قديماً وحديثاً الكذب على أهل السنة والافتراء عليهم، فتحدّيته بعدم وجود ما أدعاه في البخارى، ولكنه أصر أن ذلك موجود، وأنه يستطيع إخراجه من المكتبة الرقمية، فأخذته إلى المكتبة الرقمية، وبعد ساعة من البحث لم يعثر على أمله، فاعتذر على ما ادعاه، فوعدني بمزيد من البحث والتنقيب، ثم خرج خجلاً وأسفاً على الإشاعات التي يُرَوَّج بين الرافضة.
3- وبعد ذلك بيومين كنت في ساحة البقيع بعد صلاة العصر أدعو بعض الإيرانيين وأسمع منهم، حتى تدخل أحد الشباب من الروافض من طلبة العلم، كان من أذربيجان وكانت قصته على المنوال السابق.. فناولته بعض الوسائل الدعوية، فقبلها بالترحيب والتقدير.
4- وفي صباح يوم الخميس جئت إلى البقيع وخرجت إلى الساحة فرأيت أحد علماء الهنود الروافض ولكنه في هيئته ومظهره كعلماء المملكة -أي: بغترة ولباس- ومعه بعض إخواننا المصريين يتكلم معهم فلحقت بهم، فإذا هو يدعو إلى الرفض، وينكر خلافة عمر رضي الله عنه وغيره، فقاطعته بالجواب، ثم ألقى شبهة أخرى بالخلافة والإمامة فأجبته فزدت عليه بيان بعض عقائد الرافضة وأباطيلهم حتى انزعج وأراد التخلص والفرار، فجعل يتكلم باللغة الإنجليزية، ويلقى الشبهات فعجزت عن الجواب بالإنجليزية حتى رأيته يعطي بعض البطاقات عليها عناوين بعض شبكات الإنترنت وبريده الإلكتروني، فأخذت أنصح إخواننا المصريين وأحذرهم، وأنصحهم بالرجوع إلى علماء السنة في كل ما أشكل عليهم حتى ساعدني على ذلك أحد إخواننا الإماراتيين -جزاه الله خيراً- إلى أن تركهم ذلك الرافضي، وبعد الاستبيان علمت أن الرافضي هندي الأصل تجنس في أمريكا.
5- وبعد أيام الحج دخلت يوماً في المسجد النبوي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر من باب مكة فرأيت بين باب مكة وبلال أحد علماء الرافض واقف مع بعض الأتراك، فكان ذلك اليوم يوم غدير خم كما يزعمون، وكنت ألاحظ من بعيد فطال قيامهم والكلام معهم، مع أن الرافضي عجوز ومسن حتى وصلت إليهم وسلمتُ عليهم، ووقفت معهم، فإذا هو يحكى أساطير غدير خم ونزول آية الولاية...
فقاطعته برد ما زعم، وتفنيد ما حكى لهم من القصص المكذوبة الواهية.
ثم انفردت بالأتراك، وبينت لهم زيف ما يقولون ويفترون، وسألتهم عن كيفية التعرف عليه فقالوا: كنا نمشي فاعترضنا في الطريق، وهنأنا بعيد الغدير وصافحنا، ثم سألنا عن حقيقة يوم الغدير، فأجبناه بعدم العلم والإطلاع، حتى سرد لنا حكايات كثيرة باللغة التركية، وكان يتقن اللغة التركية، فاستمعنا إليه مع أننا كرهنا ما قال وحكى من الأغاليط والشبهات.
فطفقت أنصحهم بعدم الاستماع إلى ما يقولون، ولو سمعوا شيئاً من شبهاتهم عليهم الرجوع إلى علماء أهل السنة، والتثبت من حقيقته، ووضحت لهم بعض معتقداتهم وأفكارهم الباطلة، ومدى خطرهم على أمة الإسلامية، وحقدهم وعنادهم لأهل السنة، فشكروني على هذه النصيحة، وأظهروا الفرح والسرور، ثم قاموا عني.
وبعد لحظات رأيت ذلك الرافضي يدور خلفهم ويتابعهم، ولكن بعد البحث والجهد الشديد ما وجدهم، فخرج من باب بلال خاسراً (والحمد لله).
6- وفي ذات يوم بعد الإشراق خرجت من الحرم إلى الساحات، فوجدت أحد الدعاة الإيرانيين من الروافض مع حاج أفريقي يتحدثا في ناحية فوصلت إليهما، فإذا هو يدعوه إلى الرفض، وفي النهاية أعطاه كتاباً باللغة الإنجليزية، فلحقت بالحاج الأفريقي، فسألته عما قال له؟ فقال: إنه علمني بعض الأدعية وفضائل المشاهد والمزارات، ودعاني إلى زيارة المزارات في إيران، والأخذ من علوم آل بيت من منهلها الصافي...
فقلت: هل عرفت من هؤلاء؟
فقال: إخواننا مسلمي إيران.
فقلت: إنه رافضي يستدرجك إلى الرفض والضلال.
فقال: أنا أول مرة أسمع من هؤلاء، فبينت له بعض عقائدهم وأفكارهم، فجعل يتبرأ منهم ويلعنهم.
فقال: حاشا لله، وطلب مني رسالة ليطلع على معتقداتهم من خلالها، ولكن مع الأسف الشديد ما كان عندي رسالة باللغة العربية تتعلق بالموضوع، فأخذته إلى كابينة التوعية الإسلامية، وأخذت له بعض الرسائل العامة، فوجدت أفريقياً من جنسه داخل الكابينة يوزع الكتب فسلمته له، وشرحت له حاله، فخرج من الكابينة وأخذه معه فنصحه وحذره بلغته (جزاه الله خير الجزاء).
7- كنت يوماً في ساحات الحرم اتصل بي الأخ (عبيد الإيراني). فدعاني إلى داخل الحرم عند مكتبة عمر رضي الله عنه، ولما وصلت إليه أشار إلى أسطوانة فإذا بإيراني من دعاة الرافضة يدعو أحد الباكستانيين ويتحاور معه، فقال الأخ عبيد: إني لا أعرف اللغة الأردية، وهو يتكلم معه منذ نصف ساعة في هذا المكان فتوجهت إليهما فإذا هما يتكلمان باللغة الإنجليزية، فاتصلت بأحد الإخوة الذي يعرف اللغة الإنجليزية، وبعد محاولات كثيرة لم يرد علي، ولم أتمكن من الاتصال به، فسلمت عليهما، وجلست معهما، فعلمت من فحوى كلامها أن الرافضي يدعوه إلى الرفض والضلال، ويلقي الشبهات، فبدأت الكلام مع الرافضي باللغة الفارسية، فجاء ببعض الشبهات فأجبت عنه، ثم قام بحيلة الوضوء وذهب.
فسألت الحاج الباكستاني عن هذا الرافضي وعما جرى بينهما؟ فقال: كنت جالساً أذكر الله وأتلو كتاب الله، فجاء وجلس عندي، وبعد التعرف علي دخل في مسائل الخلاف والتظلم لأهل البيت والتّنقّص من بعض الصحابة، فكلما جاء بشبه سألني: ما رأيك؟ فكنت أقول: أنا عامي لا أعرف هذه المسائل، ولكن الساعة قريبة سيقضي الله بينا بالحق إن شاء الله.
ثم أخرج بطاقة وقال: أعطاني هذه البطاقة ليكون التواصل بيننا عن طريق الإنترنت أو الهاتف، وفي الأخير حذرته من الرافضة، وبينت له بعض عقائدهم، فقام بالشكر والتقدير، فأخذ عنواني ووعدني بالتواصل إذا وجد عنده أي إشكال أو سؤال حول الرافضة.
8- يوم الثلاثاء في شهر محرم صليت المغرب في الحرم تحت المظلة من جهة مكتبة عمر، فإذا بجانبي أحد الإيرانيين، فسلمت وتعرّفت عليه، فطفقت أسأل عن أحوال الإيرانيين ومعتقداتهم وتعاملهم مع غيرهم، فقال: عندنا متطرفين كما عندكم هنا في المملكة (الوهابية). فسألت عن الوهابية كما زعم؟ فقال: ما أعرف عنهم شيئاً إلا أني سمعت أنهم متطرفون يكفرون جميع المسلمين ويقتلون الشيعة.
فقلت: إن هذا من الافتراءات التي لا أصل لها، وعليك كمسلم أن تتأكد مما سمعت، فلا ترمى إليهم ما ليس عندهم.
فقال: بين لي حقيقة الأمر أريد أسمع وأتعرف على الحقيقة.
فقلت: لا يوجد هناك طائفة تسمى بالوهابية بل هذه من الأكاذيب والافتراءات، فقد أطلقوا هذا الاسم على المملكة؛ لتنفير المسلمين وتحذيرهم من أهل السنة، وقصدهم من وراء ذلك تفريق كلمة المسلمين، وإساءة ظن بعضهم ببعض، ثم بينت له عقائد أهل السنة، والموازنة بين عقائد الرافضة وأهل السنة، فسألته عن الاحتفال بشهادة عمر رضي الله عنه، وإقامة العزاء باسم شهادة الزهراء فأقر ذلك.
فسألته: قل لي بالله عليك من المتطرف؟ ثم بينت له فتوحات عمر وأبا بكر، وفضائلهم، وعقائد أهل السنة في على رضي الله عنه وأهل بيته.
فقال: كنا نسمع أن أهل السنة يعادون أهل البيت، ولكنك تقول خلاف ما سمعت، ثم ذكرت له كذب علماء الرافضة، وافتراءهم على أهل السنة، وأنهم يعتبرون ذلك قربة إلى الله.
وفي النهاية شكرني على هذه الجلسة والمعلومات الدقيقة عن أهل السنة فناولته بعض الوسائل الدعوية فقبلها مني بكل شكر وتقدير، ووعدني بأن يبحث عن الحق، ويترك الخرافات، وعدم بيان كل ما يسمع من علماء الشيعة إلا بعد الإطلاع والتثبت من الكتب المعتمدة عند المخالف.
هذا باختصار شديد وموجز ببعض ما رأيت بأم عيني في الحرم.
أسأل الله أن ينفعني به وكل من يطلع عليه، كما أسال الله الكريم رب العرش العظيم أن يلهمنا رشدنا وأن يجعلنا دعاة هداة مهتدين، وأن يقي جميع المسلمين من الشرور والشبهات، وأن يوفق المسلمين بالدفاع عن دينهم، والتنبه إلى ما ينال منهم، ومن عقائدهم، وأصولهم، والدحض عن شبهات الضالين المضلين وتحريف المبطلين، اللهم رد كيد الكائدين في نحورهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم يا عزيز يا قهار!
وفي نهاية المطاف لا يسعني إلا أن أتقدم بجميل الشكر والتقدير للقائمين على هذه اللجنة والعمل المبارك، والداعين له، والداعمين بكل ما يملكون من وقت وجهد بالأموال والتوجيه الدائم، والإرشاد السديد، جزاهم الله خيراً ووفقهم لما يحب ويرضى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.