أسطورة منع أم المؤمنين عائشة الحسن بن علي بن أبي طالب أن يدفن عند جده صلى الله عليه وسلم
أقول للرافضة: هذا الحديث في كتبكم ضعيف، وبعد بيان بطلانه إن شاء الله سأذكر قصة دفن الحسن بن علي رضي الله عنه، وكيف استأذن أم المؤمنين فرضيت رضي الله عنها، ومكان دفنه إن شاء الله.
أقول أولاً: الحديث في كتب الرافضة:
في الكافي [لمعرفة القصة كاملة وكم هي سخيفة عندهم عليك بالرابط
http://www.al-shia.com/html/ara/book...afi-1/131.html - باب الإشارة والنص على الحسين بن علي عليهما السلام .
1- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح [قال الكليني] وعدة من أصحابنا، عن ابن زياد، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمد ابن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما حضر الحسن بن علي عليهما السلام الوفاة قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، إذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه... فقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن في بيتي ويهتك على رسول الله حجابه...".
قال المجلسي في مرآة العقول [ج3 ص304] الحديث الأول: ضعيف.
3- وبهذا الإسناد، عن سهل، عن محمد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن علي عليهما السلام قال للحسين: يا أخي إني اوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه السلم لأحدث به عهداً، ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السلام، ثم ردني فادفني بالبقيع... فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها: إنهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجاً - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شيء ولا يهتك على رسول الله حجابه...".
قال المجلسي في مرآة العقول ج3 ص313: الحديث الثالث ضعيف.
قال الطوسي في الأمالي: حدثنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس. قال الغلابي: وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح بن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس.
قال: وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي،
قال: حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثني محمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) على أخيه الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فقال له: كيف تجدك يا أخي؟!
أقول لدينا هنا عدة أسانيد ولنأخذها واحداً واحداً:
الأول:
المهلبي، قال: حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس
لدينا هنا عدة مشاكل:
1- مزاحم بن عبدالوارث بن عباد البصري.
قال فيه (حسين الأستاذ ولي وعلي أكبر غفاري) محققا الأمالي في الهامش: (لم نعثر على عنوان مزاحم بن عبدالوارث في كتب الرجال) نشر دار المفيد بيروت صفحة (105).
وقال علي النمازي الشاهرودي في كتابه مستدركات علم الرجال ج 7 تحت رقم (14849): (مزاحم بن عبدالوارث بن عباد البصري لم يذكروه) فالرجل لا يعرفه علماء الرافضة فهو مجهول لديهم مجهول حال ومجهول عين.
المشكلة الثانية
2- العباس بن بكار.
جاء في زبدة المقال من معجم الرجال لبسام مرتضي [وهو ملخص لمعجم الخوئي] العباس بن بكار (مجهول) [ج 1 ص 563]، وجاء في المفيد من معجم رجال الحديث (لمحمد الجواهري) برقم (6172 - 6162 - 6163)
العباس بن بكار الضبي (مجهول)، وذكره علي النمازي الشاهرودي بالاسم في كتاب مستدركات علم الرجال فالرجل لا يعرف.
ولم ينص على توثيقه أحد فهو مجهول، وفيه أبو بكر الهذلي أيضاً، ولكن ما سبق يكفي لنسف الإسناد الأول.
هذا الرافضة الذين يتعلقون بالأكاذيب.
وتستمر الغارة السنية لدك أكاذيب الرافضة والتي اتخذوها دينا بعد نسف السند الأول في كتاب الطوسي أنتقل للسند التالي قال الطوسي في أماليه:
حدثنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدثنا مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري بمصر، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، قال: حدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، عن عكرمة، عن ابن عباس.
قال الغلابي: وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح بن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس. قال: وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثني محمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) على أخيه الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فقال له: كيف تجدك يا أخي؟!
فالأول انتهى والآن الثاني:
قال الغلابي: وحدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح ابن النطاح ومحمد بن الصلت الواسطي، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس أقول في هذا السند الغلابي والإسناد قبل الغلابي فيه:
مزاحم بن عبد الوارث بن عباد البصري، وهو المجهول الذي سبق ذكره وهو في كل السلسة ولكن لمزيد تحطيم للرافضة أقول في السند أيضاً:
1- ((محمد بن الصلت)) في زبدة المقال: (مجهول) [ج 2 ص 324].
وفيه:
2- ((محمد بن صالح بن النطاح)) أقول: لم أجد له أثر في كتب رجال الرافضة فإن وجده الرافضة فليتحفونا به، وعلى هذا فهو مجهول الحال حتى يتبين لنا وجوده ومن نص على توثيقه.
وفيه أيضاً.
3- ((عمر بن يونس اليمامي)) قال الشاهرودي ((لم يذكروه)) فهو مجهول الحال لم يوثقه أحد
ج 6 برقم (11152)، فالسند كله مجاهيل لا ذكر لهم ولا حس ولا خبر.
ثم أنتقل للسند الثالث:
وهو عن طريق الغلابي أيضاً، وكما مر في الإسناد الأول أن شيوخ الغلابي في السند مجاهيل
ولكن لكي تقر عيون الرافضة أقول هذا سندكم الثالث والأخير ولا عزاء لكم:
قال: وحدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل الطائي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثني محمد بن سلام الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن محمد الواسطي، قال: حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: دخل الحسين بن علي (عليهما السلام) على أخيه الحسن بن علي (عليهما السلام) في مرضه الذي توفي فيه، فقال له: كيف تجدك يا أخي؟!
ففيه أيضاً:
1- ((عبيد الله بن الفضل)) في زبدة المقال ((مجهول)) [ج 1 ص 665].
وفيه:
2- ((الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب)) قال الشاهرودي ((لم يذكروه)) [ج 3 برقم 4502].
فعلى هذا هو مجهول.
3- ((محمد بن سلام الكوفي)) ذكره الشاهرودي في المستدركات ولم يذكر أن أحداً نص على توثيقه [ج 7 برقم 13437].
وقال الطوسي من أصحاب جعفر الصادق [4111] وهذا كما هو معلوم ليس توثيق.
وأختم بقول محمد الجواهري في كتابه ((المفيد من معجم رجال الحديث)) ((محمد بن سلام البكري مولاهم الكوفي من أصحاب الصادق (ع) مجهول)) [10881 - 10854 - 10859].
وفيه:
4- حدثنا محمد بن صالح، ومحمد بن الصلت، قالا: حدثنا عمر بن يونس اليمامي.
مر معنا أنهم مجاهيل، والآن أين الرافضة هل تلعنون زوجة النبي صلي الله علية وسلم بسبب هذه الأكاذيب التي تسمعونها ليل نهار؟؟
وهنا أطلب من أي رافضي أن يأتي بسند صحيح غير ما مر لكي نعرف حقيقة ما حصل، وهل هو أسطورة رافضية أم حقيقة واقعية؟
ويستمر الموضوع .. فبعد نسف أكاذيب الرافضة أريد عرض ما قاله الألوسي رحمه الله في تفسيره عن هذه الخرافة الرافضية.
قال رحمه الله: ((ولهم في هذا الباب أكاذيب لا يعول عليها، ولا يلتفت أريب إليها، منها: أن عائشة رضي الله تعالى عنها أذنت للحسن رضي الله تعالى عنه حين أستأذنها في الدفن في الحجرة المباركة ثم ندمت بعد وفاته رضي الله تعالى عنه وركبت على بغلة لها وأتت المسجد ومنعت الدفن ورمت السهام على جنازته الشريفة الطاهرة وأدعت الميراث وأنشأ ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول:
تجملت تبغلت ** وإن عشت تفيلت
لك التسع من الثمن ** فيـف الكل ملـكت
وركاكة هذ الشعر تنادي بكذب نسبته إلى ذلك الحبر رضي الله تعالى عنه وليت شعري أي حاجة لها إلى الركوب ومسكنها كان تلك الحجرة المباركة فلو كانت بصدد المنع لأغلقت بابها ثم إنها رضي الله تعالى عنها كيف يظن بها ولها من العقل الحظ الأوفر بالنسبة إلى سائر أخواتها أمهات المؤمنين)) اهـ.
وهذا كاف لبيان سخف قول الرافضة وما فيه من خفة عقل والآن سننتقل للقسم الآخر من الموضوع وهو حقيقة مرة للرافضة في "أذن أم المؤمنين للحسن بن علي بالدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه"، "وأنها آثرته على نفسها عن طيب نفس" جاء في أسد الغابة [جزء 1 - صفحة 261 في سياق الكلام عن الإمام الحسن بن علي رضي الله عنه].
(ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة يطلب منها أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم فلقد كنت طلبت منها فأجابت إلى ذلك فلعلها تستحي مني فإن أذنت فادفني في بيتها وما أظن القوم يعني بني أمية إلا سيمنعونك فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك وادفني في بقيع الغرقد فلما توفي جاء الحسين إلى عائشة في ذلك فقالت: نعم وكرامة).
وفي تاريخ دمشق [جزء 13 - صفحة 289]: (أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن تأذن له أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها فقالت نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت احب أن ادفن فيه وأنا اؤثرك به)
وفي الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 115] (وقد كانت أباحت له عائشة أن يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتها وكان سألها ذلك في مرضه وقد كنت طلبت إلى عائشة إذا مت أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم وإني لا أدري لعلها كان ذلك منها حياء فإذا أنا مت فاطلب ذلك إليها فإن طابت نفسها فادفني في بيتها... فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة فطلب ذلك إليها فقالت نعم وكرامة)
وسأذكر بعد ذلك ما الذي حصل وأين دفن الحسن رضي الله عنه وأين دفنت أم المؤمنين رضي الله عنهم جميعاً بعد أن تبين أن أم المؤمنين رضي الله عنها لم تمانع من دفن الحسن بن علي رضي الله عنه في بيتها عند جده صلي الله علية وسلم.
ننتقل لما حصل بعد موت الحسن:
توفي الحسن واختلف في سبب وفاته هل مات مسموماً أم لم يمت منه الله أعلم بهذا.
جاء في تاريخ دمشق: [جزء 13 - صفحة 289] ((أن حسن بن علي بن أبي طالب أصابه بطن فلما عرف بنفسه الموت أرسل إلى عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن تأذن له أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها فقالت نعم بقي موضع قبر واحد قد كنت احب أن ادفن فيه وأنا اؤثرك به فلما سمعت بنو أمية ذلك لبسوا السلاح فاستلأموا بها وكان الذي قام بذلك مروان بن الحكم فقال والله لا يدفن عثمان بن عفان بالبقيع ويدفن حسن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولبست بنو هاشم السلاح وهموا بالقتال وبلغ ذلك الحسن بن علي فأرسل إلى بني هاشم فقال لهم رسوله يقول لكم الحسن إذا بلغ الأمر هذا فلا حاجة لي به ادفنوني إلى جنب أمي فاطمة بالبقيع فدفن إلى جنب فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم)).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: [جزء 13 - صفحة 308] ((وذكر بن سعد من طرق ان الحسن بن علي أوصى اخاه ان يدفنه عندهم ان لم يقع بذلك فتنة فصده عن ذلك بنو أمية فدفن بالبقيع))
البداية والنهاية [جزء 8 - صفحة 44] (عن أبى عتيق قال سمعت جابر عبد الله يقول شهدنا حسن بن على يوم مات وكادت الفتنة تقع بين الحسين بن على ومروان بن الحكم وكان الحسن قد عهد إلى أخيه أن يدفن مع رسول الله فان خاف أن يكون في ذلك قتال أو شر فليدفن بالبقيع فأبى ... قال جابر فكلمت يومئذ حسين بن على فقلت يا أبا عبد الله اتق الله ولا تثر فتنة فان أخاك كان لا يحب ما ترى فادفنه بالبقيع مع أمه ففعل ... وقد روى الواقدي عن أبى هريرة نحواً من هذا وفى رواية أن الحسن بعث يستأذن عائشة فى ذلك فأذنت له فلما مات لبس الحسين السلاح وتسلح بنو أمية وقالوا لا ندعه يدفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدفن عثمان بالبقيع ويدفن الحسن بن على فى الحجرة!!))
من الذي أقنع الحسين رضي الله عنه بترك القتال؟؟
جاء في البداية والنهاية [جزء 8 - صفحة 44] ((فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار سعد بن أبى وقاص وأبو هريرة وجابر وابن عمر على الحسين أن لايقاتل فامتثل ودفن أخاه قريبا من قبر أمه بالبقيع رضى الله عنه ... [أن أبا هريرة] قائما على مسجد رسول الله يوم مات الحسن بن على وهو ينادى بأعلى صوته يا أيها الناس مات اليوم حب رسول الله فابكوا وقد اجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدا من الزحام وقد بكاه الرجال والنساء سبعا)).
وفي الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 116] ((بلغ ذلك أبا هريرة فقال والله ما هو إلا ظلم يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انطلق إلى الحسين فكلمه وناشده الله وقال له أليس قد قال أخوك إن خفت أن يكون قتال فردوني إلى مقبرة المسلمين فلم يزل به حتى فعل وحمله إلى البقيع فلم يشهده يومئذ من بني أمية إلا سعيد بن العاص)).
وصف قبر الحسن ومكانه:
حمل الحسن بن علي للبقيع بعد أن كادت تنشب الفتنة:
جاء في تاريخ دمشق [جزء 13 - صفحة 290] ((فدفن في المقبرة إلى جنب فاطمة قال فائد واخبرني مولاي ومن شئت من اهلي ممن مضى منهم أن قبر فاطمة مواجه الخوخة التي في دار نبيه ابن وهب وطريق الناس بين قبر فاطمة وبين خوخة نبيه قال اظن الطريق سبع اذرع قال فائد وقال لي منقذ الحفار أن في المقبرة قبرين متطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فنحن لا نحركهما قال فائد وقال لي منقذ الحفار أن في المقبرة قبرين متطابقين بالحجارة قبر حسن بن علي وقبر عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فنحن لا نحركهما))
متى توفي الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة؟؟
الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 115] ((ومات الحسن بن علي رضي الله عنهما بالمدينة واختلف في وقت وفاته فقيل مات سنة تسع وأربعين وقيل بل مات في ربيع الأول من سنة خمسين بعد ما مضى من إمارة معاوية عشر سنين وقيل بل مات سنة إحدى وخمسين ودفن ببقيع الغرقد وصلى عليه سعيد بن العاص وكان أميرا بالمدينة قدمه الحسين للصلاة على أخيه وقال لولا أنها سنة ما قدمتك))
وهنا سؤال إن كان الحسن لم يدفن في بيت أم المؤمنين فهل دفنت فيه أم المؤمنين؟؟؟
سيأتي ذكر ذلك في الخاتمة إن شاء الله، وللحديث خاتمة بالفوائد من هذه الحادثة ستأتي إن شاء الله.
بعد أن دفن الحسن رضي الله عنه بقرب أمه فاطمة الزهراء بالبقيع بقي المكان الذي كان قد وهب له خالياً فلماذا لم تدفن فيه أم المؤمنين؟
روى البخاري والطبراني في الكبير وغيرهم عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها: (أنها أوصت عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما لا تدفني معهم وادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكى به أبدا).
البخاري باب: (باب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما)
قال الحافظ في فتح الباري - ابن حجر [جزء 13 - صفحة 307]: (أكره ان أزكى) بفتح الكاف الثقيلة على البناء للمجهول أي ان يثني علي أحد بما ليس في بل بمجرد كوني مدفونة عنده دون سائر نسائه فيظن اني خصصت بذلك من دونهن لمعنى في ليس فيهن وهذا منها في غاية التواضع)، وجاء عند الحاكم المستدرك [جزء 4 - صفحة 7].
قالت عائشة رضي عنها: (و كانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فقالت: إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثا أدفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع). هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه، تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.
أقول: إن كانت قد أحدثت حدثاً فهذا النص دليل توبة منها رضي الله عنها وتواضعها وإقرارها بعدم فعل الأولى إن كان قد وقع منها و أنها توابة رجاعة للخير والحق رضي الله عنها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
مجموع الفتاوى [جزء 27 - صفحة 419] (ولما احتضرت عائشة رضى الله عنها أوصت أن تدفن مع صواحباتها بالبقيع ولا تدفن هناك فعلت هذا تواضعاً أن تزكى به).
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
فتح الباري - ابن حجر [جزء 13 - صفحة 308]: (قال بن بطال عن المهلب إنما كرهت عائشة أن تدفن معهم خشية أن يظن أحد أنها أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه)
متى توفيت أم المؤمنين ومن نزل قبرها رضي الله عنها ومن صلى عليها؟
قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستيعاب [جزء 1 - صفحة 609]: (وتوفيت عائشة سنة سبع وخمسين وذكره المدائني عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه، وقال خليفة بن خياط وقد قيل: إنها توفيت سنة ثمان وخمسين ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان أمرت أن تدفن ليلا فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله ابن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر فالله أعلم ذكر ذلك صالح بن الوجيه والزبير وجماعة من أهل السير والخبر).
الوافي في الوفيات [جزء 1 - صفحة 2326]: (وتوفيت رضي الله عنها سنة سبع وخمسين من الهجرة وقيل ثمان وخمسين وأمرت أن تدفن ليلاً فدفنت بعد الوتر بالبقيع وصلى عليها أبو هريرة ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير والقاسم بن محمد وعبد الله بن محمد بن أبي بكر وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر)
وجاء عند الحاكم المستدرك [جزء 4 - صفحة 5]: (ماتت عائشة ليلة السابع عشرة من رمضان بعد الوتر فأمرت أن تدفن من ليلتها واجتمع الأنصار وحضروا فلم تر ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي فدفنت بالبقيع.
قال ابن عمر: فحدثني ابن جريج عن نافع قال: شهدت أبا هريرة صلى على عائشة رضي الله عنها بالبقيع و ابن عمر في الناس لا ينكره و كان مروان اعتمر تلك السنة فاستخلف أبا هريرة)
اللهم ارحم أم المؤمنين والحسن واجمعنا معهم تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك .. اللهم آمين.
وبعد هذه الجولة سأحاول أخذ العبر والدروس المستفادة من هذه القصة:
يمكن أن نستفيد ما يلي:
1- أن الأصل عند الرافضة بالاستدلال وبناء المواقف من الشخصيات الإسلامية إنما يقوم في الأساس على القصص المكذوبة فيستدلون بها مع علمهم بأنها مكذوبة كحال هذه القصة.
2- [عكس السابق] أن أهل السنة والجماعة لا يستدلون إلا بما ثبت لديهم وتسالم عليه أهل التأريخ وخصوصا إن كان في باب أخذ المواقف ممن لهم قدم صدق في دين الله تعالى.
3- من الفوائد بطلان قصة منع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها للحسن بأن يدفن بجوار جده.
4- ومنها صفاء قلب أم المؤمنين للحسن بن علي و فرحها بان يكون بقرب جده ودل على ذلك قولها لما طلبها الإذن ((نعم وكرامة)).
5- أن إذن أم المؤمنين لم يكن مجاملة للحسن في حال حياته كما يظن البعض بل إنها أنفذت وعدها بالرضى حتى بعد وفاة الحسن رضي الله عنه مما يدل على حسن السريرة للصديقة رضي الله عنها.
6- أن الذي منع الحسن من الدفن في بيت أم المؤمنين هو مروان بن الحكم ففي إقحام أم المؤمنين في الموضوع ظلم كبيرة لها رضي الله عنها وستنال بهذا الاجر كاملا إن شاء الله.
7- محبة الصحابة للحسن والحسين فبعد موت الحسن كادت تنشب الفتنة بين الحسين وبين مروان إلا أن الصحابة ومنهم سعد بن أبى وقاص وأبو هريرة وجابر وابن عمر تدخلوا في ذلك حرصا على آل البيت ومحبة لهم مما أثني الحسين رضي الله عنه عن القتال.
8- أن الحسن رضي الله عنه كان متوقعا أن يمنعه مروان من الدفن لذلك قال للحسن إن منعت فادفني بالبقيع عند قبر أمي فاطمة.
9- ومن الفوائد أن قبر فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالبقيع والحسن بجانبها ويمكن أن يقال أن عائشة رضي الله عنها بقربهم كما جاء مما مر في وصف قبر الحسن.
10 - أن الحسن توفي سنة (50) و ان الذي صلى عليه هو سعيد بن العاص قدمه الحسين تطبيقا للسنة لأن من السنة أن يصلي الأمير بالناس ولو كان هناك من هو خيرا منه كالحسين وبقية الصحابة رضي الله عنهم.
11- تواضع أم المؤمنين بقولها أدفن عند صواحبي رضي الله عنهن.
12- وفي القصة التأكيد على أن الحسن دفن في البقيع.
13- ومن الفوائد حكمة الحسن رضي الله عنه, كيف لا وهو الذي وحد كملة المسلمين؟ ومن حكمته رضي الله عنه عدم الحض على القتال عند وصيته لأخيه الحسين.
14- ومن الفوائد حسن ظن الحسن بأم المؤمنين فهو إن كان يعلم الغيب عند الرافضة ويعلم فساد أم المؤمنين كيف يستأذنها.
15- ومن الفوائد إثبات أن بيت عائشة أم للمؤمنين لها حتى بعد وافاه النبي صلى الله عليه وسلم لذلك استأذنها الحسن.