نَذَرَت إن رُزقت ذكراً أن تزور قبر العباس
كتاب الأداب والأخلاق »
باب مسائل متفرقة الجزء الثانيالسؤال:
إنها قد أنجبت عدة بنات ولم تنجب ذكراً فنذرت إن رزقها الله بمولد ذكر أن تزور قبر العباس كل عام وبالفعل فقد رزقها الله بالمولود فهل يجوز الوفاء بنذرها ؟ ماذا يجب عليها نحوه ؟
الاجابه:
هذا النذر لا يجوز الوفاء به لأنه نذر معصية لأن المرأة يحرم أن تزور القبور لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال *" لعن الله زوارات القبور "* ففي لفظ *" لعن الله زائرا ت القبور المتخذين عليها المساجد والسرج "* زيارة القبور إنما هي مشروعة في حق الرجال فقط دون النساء فإذا نذرت المرأة أن تزور القبور أو تزور قبرا معيناً فإنها لا يجوز لها الوفاء بهذا النذر لأنه نذر معصية لقوله صلى الله عليه وسلم من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعص الله فلا يعصه " علاوة على أن زيارة قبور الأولياء والصحابة مثل العباس رضي الله عنه يغلب أن مقصود الزائرين فيها زيارة شركية التي هي طلب المدد والعون من الموتى والتبرك بأضرحتهم هذه زيارة شركية والعياذ بالله إنما الزيارة الشرعية هي التي يقصد منها الدعاء لأموات المسلمين والاعتبار بحال الموتى وتذكر الآخر ة قال صلى الله عليه وسلم *"
فزوروا القبور فإنها تذكر الموت "* وكان صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان قائلهم يقول : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ،أسال الله لنا ولكم العافية . هذا هو القصد من زيارة القبور أما أن يقصد منها التبرك بالأموات وطلب المدد وقضاء الحوائج منهم فهذه زيارة شركية من فعلها فإنه قد أشرك الشرك الأكبر وكذلك يشترط لزيارة القبور الزيارة الشرعية أن تكون بدون سفر لقوله صلى الله عليه وسلم " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى " فلا يسافر الإنسان لبقعة من ببقاع الأرض بقصد التبرك بها أو العبادة فيها لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك وإنما شرع السفر للمساجد الثلاثة للصلاة فيها وعبادة الله لأنها مساجد الأنبياء أما القبور فإنها لا يسافر لها وإنما يزورها الرجال خاصة بدون سفر ويزورونها لما ذكر من الدعاء للأموات ( المسلمين ) ، والتراحم عليهم ، والاعتبار بأحوالهم (1)
المرجع:
(1) مجلة البحوث الإسلامية