حديث ( النساء ناقصات عقل ودين)
كتاب الأداب والأخلاق »
باب مسائل متفرقة الجزء الأولالسؤال:
دائما نسمع الحديث الشريف ، النساء ناقصات عقل ودين ويأتي به بعض الرجال للإساءة للمرأة . نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث ؟
الاجابه:
معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : *" ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن " وقيل يا رسول ما نقصان عقلها قال : " أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل " ، قيل : يا رسول الله ما نقصان دينها قال : " أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم "* بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها تجبر بشهادة امرأة أخرى وذلك لضبط الشهادة بسبب إنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه : -( واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى )- [ البقرة 282] .أما نقصان دينها فلأنها في الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة فهذه من نقصان الدين ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليها وإنما هو نقص حاصل بشرع الله عز وجل ، هو الذي شرعه عز وجل رفقاً بها وتيسيراً عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك . وأما الصلاة فإنها حال الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة فمن رحمة الله جل وعلا أن شرع لها ترك الصلاة وهكذا في النفاس ثم شرع لها أنها لا تقضي ، لأن في القضاء مشقة كبيرة لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة خمس مرات ، والحيض قد تكثر أيامه فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو أكثر ، والنفاس قد يبلغ أربعين يوماً ، فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها أن أسقط عنها الصلاة أداءاً وقضاءً ، ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في كل شئ ونقص دينها في كل شئ ، وإنما بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة ، ونقص دينها من جهة ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس ، ولا يلزم من هذا أن تكون أيضاً دون الرجل في كل شئ وأن الرجل أفضل منها في كل شئ ، نعم جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة كما قال سبحانه وتعالى -( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم )- [النساء 34] لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة فكم من امرأة فوق كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها وإنما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل والدين من هذين الحديثين الذين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح ، وفي تقواها لله عز وجل في منزلتها في الآخرة وقد تكون لها عناية في بعض الأمور فتضبط ضبطاً كثيراً أكثر من ضبط الرجال في كثير من المسائل التي تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها. فتكون مرجعاً في التأريخ الإسلامي وفي أمور كثيرة وهذا النقص لايمنع من الاعتماد عليه في الرواية وهكذا ف الشهادة إذا جبرت بامرأة أخرى ولا يمنع أيضا تقواها لله وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في دينها وإن سقطت عنها الصوم في الحيض والنفاس أداءً لا قضاء وإن سقطت عنها الصلاة أداء وقضاء فإن هذا لا يلزم منه نقصاً في كل شئ من جهة تقواها لله ومن جهة قيامها بأمره ومن جهة ضبطها لما تعني به من الأمور فهو نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شئ وضعف الدين في كل شئ ، وإنما هو ضعف خاص بدينها وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو ذلك فينبغي إيضاحها أو حمل كلام النبي صلى الله عليه وسلم على خير المحامل وأحسنها ، والله تعالى أعلم(1).
المرجع:
(1) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 4/292