هل تترك البيت لسوء معاملة الزوج
كتاب الطلاق والخلع »
باب النشوز وأحكامهالسؤال:
زوجي – سامحة الله – على الرغم مما يلتزم به من الأخلاق الفاضلة والخشية من الله ، لا يهتم بي إطلاقاً في البيت ، ويكون دائماً عابس الوجه ضيق الصدر ، قد تقول : إنني السبب ، ولكن الله يعلم إنني ولله الحمد قائمة بحقه وأحاول أن أقدم له الراحة والإطمئنان وأبعد عنه كل ما يسوؤه وأصبر على تصرفاته تجاهي . وكلما سألته عن شيء أو كلمته في أي أمر غضب وثار ، وقال : إنه كلام تافه وسخيف مع العلم أنه يكون بشوشاً مع أصحابه وزملائه .. أما أنا فلا أرى منه إلا التوبيخ والمعاملة السيئة . وقد المني ذلك منه وعذبني كثيراً وترددت مرات في ترك البيت . وأنا ولله الحمد امرأة تعليمي متوسط وقائمة بما أوجب الله علي . سماحة الشيخ : هل إذا تركت البيت وقمت أنا بتربية أولادي وتحملت وحدي مشاق الحياة أكون آثمة ؟أم هل أبقى معه على هذه الحال وأصوم عن الكلام والمشاركة والإحساس بمشاكله ؟
الاجابه:
لا ريب أن الواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف ، وتبادل وجوه المحبة والأخلاق الفاضلة ، مع حسن الخلق ، وطيب العشرة ، لقول الله عز وجل : -( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)- (النساء: من الآية19) ، وقوله سبحانه : -( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )- (البقرة: من الآية228) . وقول النبي (ص) :*( البر حسن الخلق)* وقوله ، عليه الصلاة والسلام :*(لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلق أخاك بوجه طلق)* أخرجهما مسلم في صحيحه وقوله
: *( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ، وخياركم خياركم لنسائهم وأنا خيركم لأهلي)* إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على الترغيب في حسن الخلق وطيب اللقاء وحسن المعاشرة بين المسلمين عموماً ، فكيف بالزوجين ، والأقارب ؟ ولقد أحسنت في صبرك وتحملك ما حصل من الجفاء وسوء الخلق من زوجك ..وأوصيك بالمزيد من الصبر وعدم ترك البيت لما في ذلك – إن شاء الله – من الخير الكثير والعاقبة الحميدة لقوله سبحانه : -(وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)*(لأنفال: من الآية46)-، وقوله عز وجل : -( إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)-(يوسف: من الآية90) ، وقوله سبحانه :-( أِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)-(الزمر: من الآية10) ، وقوله عز وجل : -( فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ)-(هود: من الآية49) ، ولا مانع من مراغبته ومخاطبته بالألفاظ التي تُلين قلبه ، وتسبب انبساطه إليكم وشعوره بحقك . واتركي طلب الحاجات الدنيوية ما دام قائماً بالأمور المهمة الواجبة ، حتى ينشرح قلبه ، ويتسع صدره لمطالبك الوجيهة وستحمدين العاقبة – إن شاء الله- وفقك الله لمزيد من كل خير ، وأصلح حال زوجك وألهمه رشده ومنحه حسن الخلق وطيب البشر ، ورعاية الحقوق إنه خير مسئول وهو الهادي إلى سواء السبيل (1) .
المرجع:
(1) كتاب فتاوى الدعوة ، للشيخ ابن باز ، جـ1/ص 193.