اليوم وبسبب تأخر دورتي، قمت بعمل تحليل دم، والنتيجة كانت - والحمد لله – أني حامل، علما بأنه مضى على زواجي سنة وشهران.
قبل شهر ونصف عملت منظارا بطنيا، وتبين وجود هايروسلبنكس في قناة فالوب اليمنى، وحسب كلام الطبيب الذي قال: بأنه من الصعب الحمل الطبيعي، ولكن كرم الله ومنته أكبر من كل كلام الأطباء - مع تقديرنا لكلامهم-.
وسؤالي هو:
1. ماذا يجب علي الآن أن أعمل كخطوات أولى بعد علمي بوجود الحمل، من متابعة أو تصوير أو مسموح أو ممنوع وهكذا؟ فأرجو إحاطتي وإعلامي بكل ما يتطلبه هذا الخبر السعيد الذي أدعو ربي ألا يحرمه أحدا.
2. هل لنتيجة المنظار البطني تأثير على الحمل؟
3. متى أستطيع أن أقوم بتصوير تلفزيوني يوضح تفاصيل الحمل، لتلاشي أي مخاطر لا سمح الله؟
4. ما هي الأدوية أو العلاجات أو المقويات اللازمة لأخذها في هذه المرحلة؟
5. ما هي نصائحكم لي كاملة، خاصة وأن هذا هو أول حمل لي؟
أرجوكم أعلموني بكل النصائح، وما يجب علي عمله، وما لا يجب، وما الذي يجب أن آكله أو أشربه، وما الذي لا يجب أن أقترب منه؟
وبارك الله فيكم، مع رجائي لكم بسرعة الإجابة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مؤمنة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنبارك لك بالحمل, ونسأل الله العلي القدير أن يتمه على خير، وأن يجعله من أبناء السعادة في الدارين.
ولا يجوز القول لمن كانت في مثل حالتك, بأن احتمال الحمل بشكل طبيعي غير وارد إطلاقا، ولكن وجود حالة مرضية في أحد الأنابيب يجعل فرصة الحمل في كل شهر أقل, والوقت اللازم لحدوث الحمل يكون أطولا.
ولذلك فمدة الانتظار المعتمدة طبيا هي سنة كاملة, وبعدها إن لم يحدث الحمل, فيمكن اللجوء للوسائل المساعدة.
وأتفهم خوفك وقلقك يا عزيزتي, وأحب أن أطمئنك وأقول لك: بأن التنظير الذي تم عمله لك, لن يؤثر على الحمل, بل بالعكس قد يكون التنظير، وحقن المادة السائلة أو الغاز في الأنابيب لاختبارها, له دور في حدوث الحمل والعلم عند الله.
وذلك لأن حقن السائل أو الغاز في الرحم والأنابيب يعمل على تنظيف أو شطف الأنابيب, فيزيل أي إفرازات، أو خثرات، أو خلايا متجمعة في لمعة الأنابيب, مما يؤدي إلى فتحها، وسهولة نزول البويضة فيها, ويبدو بأن هذا ما حدث عندك.
فمن مراجعتي لاستشارتك السابقة, فقد ذكرت بأن الأنبوبة اليسرى قد مرت فيها الصبغة, ولكن بصعوبة, وهذا معناه بأنه قد كان هنالك عائق ما في الأنبوبة, وحقن الغاز قد ساعد في إزالته وفتح الأنبوبة.
على كل حال:
كون الحمل قد حدث بشكل طبيعي عندك, فإن هذا أمر مطمئن, ولا يجوز المبالغة في الخوف, بل يجب التعامل معه كأي حمل طبيعي - إن شاء الله -.
ولعل الخطوة الهامة عندك, والتي يجب عملها بأسرع ما يمكن, هي أن يتم التأكد من أن الحمل هو بداخل الرحم - إن شاء الله -, وذلك لأن وجود مشكلة في الأنابيب يعتبر عاملا مساعدا في حدوث الحمل خارج الرحم.
لذلك فيجب عمل التصوير التلفزيوني عن طريق إما: المهبل عندما يبلغ هرمون الحمل في الدم20001500وحدة, أو عن طريق البطن عندما يصل إلى 5000-6000 وحدة, ففي هذا المستويات يجب أن تتم رؤية كيس الحمل في داخل الرحم.
وعند مرور 7 أسابيع على آخر دورة شهرية, فيجب عمل تصوير تلفزيوني جديد لرؤية ثلاثة أمور هامة:
1- كيس الحمل المنتظم الحواف في داخل الرحم.
2- ورؤية المضغة بداخل الكيس.
3- رؤية نبض القلب في داخل المضغة.
فإن تمت رؤية هذه الأمور الثلاثة، فالقاعدة هي أن الحمل يسير بشكل طبيعي - إن شاء الله - وأن احتمال الإجهاض قليل جدا.
ويمكن تناول حبوب الفوليك أسيد إن لم تكوني قد بدأت بها, أما الفيتامينات الأخرى والحديد فيفضل الانتظار إلى ما بعد انتهاء الشهر الثالث, إلا في حال كان لديك فقر بالدم - لا قدر الله -.
بعض الأطباء يصف حبوب أسبرين الأطفال بشكل روتيني لمن يتأخر حدوث الحمل عندها, وبالنسبة لك فالتأخير لا يكاد يذكر, ولكن ولوجود مشكلة في الأنابيب, وللأخذ بكافة الأسباب التي بين أيدينا، فإنني أرى أن تتناولي حبوب أسبرين الأطفال, بمعدل حبة يوميا, بالإضافة إلى المثبتات الحملية على الشكل الذي تفضلينه, إما أن يكون حبوبا، أو تحاميلا، أو أبرا.
عند بلوغ الحمل 14 أسبوعا, فيجب تقييم عنق الرحم بالتصوير التلفزيوني، للتأكد من عدم وجود توسع لا قدر الله، أو قصور, وتحديد إن كنت بحاجة إلى ربط أم لا.
وعليك أخذ قسط وافر من الراحة، مع تفادي الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة, وتفادي كل ما يزيد الضغط في داخل البطن، مثل: حمل أو دفع الأشياء الثقيلة, ويجب تفادي الإمساك, وعلاج السعال إن حدث بشكل سريع وجيد.
وأنصحك بعدم استخدام الماء الحار في الاستحمام, فهذا يضر بالحمل, ويجب أن يكون الماء معتدل الحرارة، أو فاترا فقط.
ويجب الابتعاد أو التقليل كثيرا من تناول الأطعمة المعلبة والمحفوظة, أو المضاف إليها المواد الصناعية الملونة والمنكهة, وكذلك التقليل جدا من التعرض للمواد الكيماوية المختلفة، خاصة المنظفات المنزلية، والعطور، وما شابهها.
بالنسبة للأطعمة, فيجب الإكثار من الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة, وكذلك تناول ما يكفي من مشتقات الحليب, وأن تتناولي ما مقداره يوميا 2800 سعرة حرارية, تكون موزعة على 3 وجبات رئيسية، و3 وجبات صغيرة، لتفي بحاجتك وحاجة الجنين.
أما الجماع فالأفضل الآن الامتناع عنه, إلى أن يتأكد بأن الحمل يسير بشكل طبيعي - إن شاء الله -، وبعدها يسمح به، وننصح باستعمال الواقي الذكري.
نسأل الله عز وجل أن يمتعك بالصحة والعافية دائما.