أعاني من تكيس المبايض، وتظهر بجسمي حبوب وتترك أثرا، حتى بوجهي، وأعاني من السمنة، مع أني لا آكل بكثرة ،حتى بين الوجبات وحتى الحلويات، وأعمل ريجيماً، ولا يبين، والمشكلة أني حامل، وجسمي فيه زيادة غير طبيعية، ولدي تورم في الأقدام، واحتباس السوائل بجسمي.
كما قلت لكم فأنا حامل بالحمل الخامس، وقد سبق لي أن أجهضت قبل أقل من سنة، والآن أعاني من إفرازات مع قليل من اللون البني معها، علماً أني أتناول مثبتاً، ولكن ما زال هذا اللون ينزل مع الإفرازات، فهل هي من المهبل أم من الرحم؟ ولدي أربعة أطفال، وكانت ولاداتي طبيعية، وقد عملت عملية تجميلية بعد الولادة الرابعة، وأنا الآن لا أنام من التفكير والخوف من القيصرية؛ لأن زميلتي بالدوام ولدت قيصري، فهل التي تعمل عملية تجميلية لابد من القيصرية بعدها؟
ساعدوني بعد الله بالعلاج، وشكراً.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ر.ع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن كان لديك حالة تكيس مبايض, وكانت مشخصة من قبل الحمل, كان من الواجب علاجها وبشكل جيد قبل حدوث الحمل؛ وذلك لأن تكيس المبايض يرفع من نسبة الإجهاض، وقد تكون الإفرازات البنية, والتي هي عبارة عن دم قديم اختلط بالإفرازات, هي ناتجة عن الحمل نفسه، أي تكون الحالة هي تهديداً بالإجهاض، وقد يكون للتكيس دور في ذلك, أو قد لا يكون لها علاقة بالحمل, وإنما مصدرها عنق الرحم أو المهبل.
لذلك -يا عزيزتي- يجب الآن وقبل كل شيء, عمل تصوير تلفزيوني لرؤية كيس الحمل في الرحم, والتأكد من أن المضغة قد تشكلت في داخله, وأن نبض القلب في المضغة موجود، إن وجدت هذه العلامات, فهذا يدل غالباً على أن الحمل يسير بشكل طبيعي, وأن احتمال الإجهاض ضعيف.
إن كنت تلاحظين زيادة غير طبيعية في الوزن, وزيادة في حبس السوائل, فيجب أولاً عمل بعض التحاليل، منها: تحليل للغدة الدرقية، وتحليل لوظائف الكلية والكبد, وتحليل للبول, وذلك للتأكد من عدم وجود سبب مرضي -لا قدر الله- فإن كانت كل التحاليل طبيعية, وكان الضغط عندك طبيعياً, فتكون الحالة ناتجة عن استعداد في جسمك للتأثر بهرمونات الحمل، ولحبس السوائل, وهنا يفيدك كثيراً اتباع بعض الإجراءات الملطفة, مثل الابتعاد عن الأطعمة الكثيرة الملح، أو البهارات, والمعلبات، والمأكولات المحفوظة, مع العمل على تفادي الوقوف والجلوس لفترة طويلة, ورفع الساقين إلى مستوى القلب عند الجلوس أو عند النوم.
بعض السيدات يحدث لديهن حبس شديد للسوائل خلال الحمل, ولا يكون لديهن أي سبب مرضي, لذلك فعندما تكون التحاليل طبيعية، والحمل يسير بشكل طبيعي, ففي هذه الحالة نقول بأن لدى السيدة استعداداً في جسمها لحبس السوائل, وتكون أوعيتها الدموية حساسة جداً للهرمونات, ونسمي الحمل حينها (الحمل الرطب) أي الذي تكثر فيه السوائل، وهو حالة لا تستدعي القلق, فالحمل يسير عادة بشكل طبيعي، مع اتباع التعليمات السابقة.
بالنسبة لطريقة الولادة بعد عملية تجميل المهبل, فهي تعتمد على نوع العملية التي تم القيام بها, فإن كانت عملية تجميلية فقط لشد جدران المهبل وتضييقه, ولم يتم فيها إصلاح هبوط في المثانة أو في المستقيم, فهنا من الممكن أن تتم الولادة الطبيعية, ولا داعي للعملية القيصرية, على أن يتم عمل شق عجاني (أي شق ولادي) لتسهيل مرور الرأس بشكل وقائي, ثم إعادة خياطة الشق بطريقة جيدة, ولن تتأثر عملية التجميل.
أما إن كانت العملية قد تم فيها إصلاح هبوط للمثانة أو للمستقيم, فهنا يجب عمل عملية قيصرية, لتفادي حدوث تمزقات في المهبل, أو تكرر الهبوط ثانية, -لا قدر الله-.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.