كل الشكر والامتنان لخدماتكم، وجعلكم الله من أهل الجنة.
سؤالي أني أنجبت مولودي الثاني منذ حوالي الشهر، إلا أن بطني لا تزال كبيرة جداً، كأني في الشهر الخامس أو السادس، وهي مكورة إلى الأمام كما لو كنت حاملاً فعلاً، فهل هذه ترهلات وكرش؟ أم أن الرحم لم يعد لوضعه الطبيعي بعد؟ وكم يحتاج ليعود؟ علماً أنه بعد ولادتي الأولى عادت بطني إلى طبيعتها سريعاً، وهل حجم الطفل (4 كلغ) يؤثر في تأخر انكماش الرحم؟
أرجو الرد على كل تساؤلاتي؛ لأن هذا الأمر أتعبني نفسياً، فقد كان جسمي متناسقاً وجميلاً، أما الآن كأني لازلت حاملاً، أريد استعادة شكلي السابق، خاصة وأني نحيلة والكرش كبيرة جداً، حتى عندما أشفطها للداخل فهي تظل بارزة، ساعدوني أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة, وجزاك الله كل خير على دعائك الجميل, والملائكة ترد وتقول: ولك مثله إن شاء الله.
عزيزتي: أتفهم لهفتك لتستعيدي رشاقتك السابقة, ولكن لم يمض بعد إلا شهر واحد على ولادتك, أي أنك لم تنه بعد فترة النفاس, وهي (6) أسابيع, وفيها يحدث انطمار كامل للرحم, وتختفي كل هرمونات الحمل من الجسم.
إن تكرر الولادات يؤدي إلى ترهل في جلد البطن, وإلى فقدان عضلات جدار البطن الأمامي لمقويتها, وقد يحدث تباعد في هذه العضلات، وهو ما نسميه (الاندحاق) فتندفع أعضاء البطن قليلاً إلى الأمام, وهذه الظاهرة تحدث خاصة عندما يكون الجنين بحجم كبير -كما حدث معك-.
يجب الانتظار بضعة أشهر تصل إلى (6) أشهر, وهذه هي المدة اللازمة لتراجع التغيرات التي حدثت بفعل الحمل, ولذلك فإننا لا نقوم بعملية شد المهبل قبل مرور (6) أشهر على الولادة؛ وذلك لأن الأنسجة لا تكون قد عادت تماماً إلى طبيعتها السابقة لما قبل الحمل، وبعد ستة أشهر -وهي المدة القصوى- سيمكنك الحكم بشكل نهائي على ما سيتبقى من تأثيرات الحمل في جسمك, والمتوقع ألا يعود جسمك إلى ما كان عليه تماماً قبل الحمل؛ وذلك لأن تأثيرات الحمل تراكمية, تزداد بتكرار الحمل, وكذلك تزداد بزيادة حجم الجنين.
أنصحك بالإرضاع المنتظم, فهو خير وسيلة تعيد الجسم إلى طبيعته, وأن تقومي بممارسة الرياضة التي تحبينها يومياً لمدة ساعة, مع إضافة تمارين لتقوية عضلات جدار البطن الأمامي, فهي هامة جداً, وهي كثيرة ومتنوعة, فعليك اختيار ما يناسبك.
أكرر لك -يا عزيزتي- بأن الحالة ستتحسن كثيراً عندك, لكن بالتدريج, وقد يتطلب ذلك (6) أشهر, وبالطبع جسمك قد لا يعود إلى سابق عهده تماماً, وعليك حينها أن تتقبلي نفسك, وأن تنظري إلى هذه التغيرات بطريقة إيجابية, فهي ليست عيباً أو نقصاً, بل يجب أن تكون مصدر اعتزاز وفخر لك, فهي دلالة على قيام جسمك بأعظم مهمة خلق من أجلها, وهي مهمة الحمل والإنجاب, والتي تتمناها الكثيرات, والتي من أجلها جعل الله عز وجل الجنة تحت أقدام الأمهات.
أسأل الله العلي القدير أن يلبسك ثوب الصحة والعافية دائماً.