حملت بعد زواجي بشهر، وأجهضت بداية الشهر الرابع، وفي النفاس أهملت نفسي، ولم أقم بربط شداد على بطني، ولم أشرب أعشابا تسهل في التنزيل، مما سبب لي انتفاخا في بطني، وإلى الآن لم يحصل حمل، وعمتي أم زوجي تقول لي: دخل لك هواء، أو أنهم لم يقوموا بتنظيفك بشكل جيد، قصدها على التنظيف بعد الإجهاض أو الولادة.
الدورة إلى الآن لم تنزل، وهي تأخذ شهورا حتى تنزل، ولا أعرف ما السبب؟ وعندي شعر في صدري ووجهي، وبعد ما تزوجت حملت وأجهضت في بداية الرابع، وإلى الآن لم يحصل حمل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله عز وجل أن يعوضك بكل خير, وأن يجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة - إن شاء الله تعالى -.
ولم تذكري لي كم مضى على حدوث الإجهاض عندك؟ هل مرت سنة أم ليس بعد؟
وعلى كل حال, أريد أن أطمئنك، وأقول لك: بما أن الحمل قد حدث بسرعة بعد زواجك, فحتى لو انتهى بالإجهاض, فإن هذا يعتبر أمر مطمئنا لأنه يدل على أن الخصوبة عندك وعند زوجك طبيعية - إن شاء الله -.
والإجهاض لمرة واحدة يحدث كثيرا عند النساء, وخاصة بعد الزواج مباشرة, وهو لا يستدعي القلق, إلا في حال تكرر الإجهاض لثلاث مرات أو أكثر لا قدر الله.
ويا عزيزتي: لا داع للف البطن بعد الإجهاض, فلم يثبت علميا بأن لف البطن سواء بعد الولادة أو بعد الإجهاض, سيفيد في سرعة انطمار الرحم, والله عز وجل, قد خلق في الرحم آلية فيزيولوجية خاصة به, تجعله ينقبض وينطمر من تلقاء نفسه.
إن لف البطن سيكون له عامل نفسي فقط على السيدة, أي سيجعلها ترتاح نفسيا بأنها قد قامت بعمل شيء ما لمساعدة الرحم, وبالطبع لا مانع من لف البطن لمن تشعر براحة عند فعل ذلك, فإنه لن يضر بإذن الله.
المقصود بأن لا تشعري بالذنب، أو بتأنيب الضمير لعدم فعلك ذلك، أما شرب مغلي الأعشاب, فقد يكون له فائدة في بعض الحالات, ولكن في حال كانت هنالك بقايا من المشيمة على إثر الإجهاض, فإن شرب مغلي الأعشاب لن يغني عن تنظيف الرحم بالأدوية، أو بعملية التنظيف.
وأحب أن أوضح لك بأنه لو كان هنالك بقايا من الحمل السابق في داخل الرحم, لما توقف نزول الدم, بل لاستمر بعد الإجهاض بشكل دائم أو متقطع, ولذلك هوني على نفسك فأنت لم تقومي بفعل أي شيء خاطئ.
إن عدم نزول الدورة بانتظام، وتأخرها لأشهر, وشعورك بالانتفاخ بالبطن, وهو ليس بسبب وجود بقايا للحمل, وليس بسبب وجود هواء في الرحم, إنما هو بسبب حدوث اضطراب في الهرمونات في جسمك, قد تكون سببت لك حالة من تكيس المبايض, وهذه الحالة تؤدي إلى تأخر الدورة لأشهر, مع ظهور شعر في الصدر والوجه, وقد تكون هذه الحالة موجودة أصلا عندك من قبل الحمل, وقد تكون هي السبب في حدوث الإجهاض, لكنها لم تكن مشخصة, فهذا الاحتمال موجود.
لذلك يا عزيزتي, ومع احترامي الشديد لرأيك ورأي عمتك في الحالة, إلا أنني أرى أن ننظر للحالة بطريقة علمية وطبية, فأنت بحاجة إلى عمل تحاليل هرمونية، ويجب أن تقومي بعملها في ثاني أو ثالث يوم من نزول الدورة الشهرية، وفي الصباح, وهذه التحاليل هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-TSH-FREE T3
-T4- PROLACTIN- DHEAS-17 HYDROXYPROGESTERON.
كما يجب أن يتم عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين, فأحيانا يظهر على المبيضين تكيسات صغيرة جدا, تساعد في وضع التشخيص.
وبنفس الوقت سيظهر لنا التصوير حالة الرحم وبطانته من الداخل، فإن تأكد تشخيص تكيس المبايض عندك, فيجب أن يتم علاجه, ولا يجوز ترك الحالة بدون علاج, لأن العلاج سيساعد في انتظام الدورة، وفي حدوث الحمل بسرعة - إن شاء الله -, والعلاج حسب نتائج التحاليل الهرمونية, والتي أؤكد عليك ثانية بضرورة عملها.
نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.