السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وجزاكم الله خيراً على إرشاداتكم الطبية.
عمري 40 سنة ولم أنجب بعد، كانت آخر دورة لي في (1-8-2012) وبعدها لم تأت هذا الشهر، عملت تحليل حمل منزلي يوم (31-8-2012) وكان سالباً، وانتظرت إلى هذا اليوم (17-9-2012) فزرت الدكتورة وعملت ألتراساوند فوجدت عندي كيساً شمالاً وبويضة بحجم (11) على اليمين، وبطانة الرحم (5.3) فهل لديكم تفسير ما حدث لي بالضبط؟ من أين الكيس؟ وما تفسير البويضة والدورة لم تنزل؟ هل هناك أمل هذا الشهر بالحمل؟ هل هذه البويضة يمكنها أن تكبر وتكون صالحة للتلقيح؟
لقد أحسست لأول مرة بالهبات الساخنة، وتعرق في الجبهة والظهر والصدر للحظات، ثم أحس بالبرودة، وذلك في الأسبوع الذي انتظرت فيه الدورة ولم تأت، فهل هذه علامات سن اليأس ولن أحيض مرة أخرى؟
أحيطكم علماً بأن لدي مشكلة في هرمون (fsh) فهو كان قبل رمضان الماضي (13.45)، وأحياناً يصل لأكثر من ذلك، كما أني عملت عملية طفل أنبوب مرة واحدة ولم تنجح، فأثناء عملية سحب البويضات لم تجد الدكتورة البويضات، وإنما حويصلات فارغة، أرجوكم ساعدوني، أرشدوني فإني مدمرة نفسياً، وخصوصاً أن هرمون (amh) الآن هو (0.047).
لقد عملت مرة أخرى سوناراً يوم (20-9-2012) ووجدت الكيس مازال موجوداً، والبويضة على اليمين مازالت موجودة، كما وجدت بويضة أخرى على اليسار بنفس الحجم تقريباً, والكيس مازال موجوداً، وعندما قرأت الدكتورة النتيجة قالت سبحان الله هناك بويضتان، والتي على اليمين يمكن أن تتلقح، ولكن ماذا يحصل معي؟ فطلبت مني أعمل تحليل حمل وتحليلاً للغدة الدرقية و (free T4) فهل يمكن أن أجد عندكم تفسيراً لما يحصل معي؟ وبماذا تنصحونني؟ وجزاكم الله عني خيراً.
أرجوكم اقرؤوا أسئلتي بتمعن، وردوا عليها كلها بالتفصيل، فربما أجد عندكم الاستفادة، وادعوا لي بظهر الغيب، فإني أخذت بكل الأسباب، حتى نفدت كلها، وعجزت كل الأدوية، وعجز كل الأطباء، ولكن الله باقي لا يعجزه شيء، أنا فقط أبحث وآخذ بالأسباب، وجزاكم الله عني كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم قلقك -يا عزيزتي- وعلى الأغلب بأن تفسير ما يحدث معك هو أنك تمرين بمرحلة تسمى (ما حول سن انقطاع الدورة) أو مرحلة (ما قبل قصور المبيض) ففي هذه المرحلة يكون المبيض مازال يحوي على بويضات, ولكن نوعية هذه البويضات وجودتها ليست كالبويضات التي كانت موجودة سابقاً في مرحلة الشباب, فهي لا تستجيب على المستوى العادي لهرمون (FSH)، بل تحتاج إلى كمية عالية من هرمون (FSH) حتى تبدأ بالتطور, وعندما تبدأ بالتطور فهي لا تستطيع إكماله, بل تتوقف في مرحلة معينة وعند حجم معين, مما يؤدي إلى زيادة أكثر في إفراز الـ (FSH) ليعمل على تطورها, ولكنها لا تستجيب أيضاً، أو قد يحدث أحياناً أن تستجيب واحدة منها، لكن ليس بالشكل الطبيعي المطلوب، بل بشكل مفرط، لدرجة أنها تشكل كيسة؛ لأن جدارها سميك ولا يسمح بخروج البويضة, ويبدو بأن هذا ما حدث معك, فالتصوير أظهر وجود بويضات صغيرة, وهي التي لم تستجب, وبنفس الوقت أظهر كيسة كبيرة، وهي التي حدث فيها فرط استجابة، ولم تنفتح, وكلتاهما غير طبيعية وغير صالحة للإباضة, كل هذا بسبب أن البويضات المتبقية في المبيض قد أصبح أغلبها غير صالح للإخصاب, -كما سبق وذكرت-.
هذه الحالة تحدث عند أغلب النساء، لكنها تحدث بعد سن الـ (45) أي في الفترة التي تسبق سن انقطاع الدورة, أو سن اليأس كما يسمى خطأ, فيكون هرمون (FSH) عالياً, وقد تتطور بويضات وترى بالتصوير, لكنها بويضات غير قادرة على إتمام النضج, وبنفس الوقت قد يصل بعض هذه البويضات لحجم كبير، بسبب خلل في استجابتها, فتشكل كيسة وتسبب تأخير الدورة، أو تزيد في اضطرابها.
بالنسبة لك, وبما أن هرمون (FSH) مرتفع, لكن ليس بالشكل الكبير الذي نراه في سن انقطاع الدورة, وبما أن الدورة الشهرية ماتزال تنزل بشكل عفوي وبدون أدوية, وحتى لو كانت بشكل غير منتظم, فإذن الحل هو الاستمرار بمحاولة تنشيط المبيض, ومراقبة تطور البويضات, بحيث لو نجحت إحدى محاولات التنشيط في أي شهر، وتم الحصول على بويضات جيدة, يتم فوراً عمل عملية أطفال الأنابيب.
إن تشخيص سن اليأس لا يتم إلا بعد أن تنقطع الدورة مدة سنة كاملة, وبنفس الوقت يكون هرمون (FSH) قد وصل إلى مستوى فوق (35) وحدة دولية, وهذا لم يحدث عندك -حسب ما فهمت من رسالتك-.
لذلك أدعوك إلى الاستمرار بالأخذ بالأسباب, وأدعوك إلى عدم اليأس, ولا أقصد أن أعطيك توقعات عالية, أو آمالاً كبيرة, لكني أريد أن أقول لك بأننا نرى بعض الحالات -ولو أنها قليلة- قد يمر المبيض فيها بفترة من القصور المؤقت لسبب ما نجهله, ثم ما يلبث أن يعود إلى نشاطه, لذلك فطالما أن الحالة عندك لم تصل إلى القصور الحقيقي والدائم, فإن الأمل يجب أن يبقى موجوداً -بإذن الله تعالى- والأمر يعتمد على مدى صبرك وتحملك للعلاجات وللمتابعة.
يجب أن يكون يقينك كبيراً بالله, فالذرية هي رزق كباقي الأرزاق, فإن كان لك نصيب فيها فستنالينه -إن شاء الله- عاجلاً أم آجلاً، نسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.