أنا أم مرضعة، وعاملة، حيث أبلغ العمر 29 سنة، وابنتي عمرها 5 أشهر ظروفي الاجتماعية متدهورة، وزوجي بدون عمل.
أهله لا يقومون بتربية ابنتي في وقت عملي، ويشترطون في حالة بقاء ابنتي عندهم شروط تعجيزية، وأخذ أجر لكل واحدة، وهم ثلاث نسوة زائدا شراء الخبز يوميا غير هذا لا يقبلون، كيف أتصرف معهم أرشدوني؟
هل هناك أضرار للرضاعة بعد ساعات طويلة لي ولابنتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زكية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أتفهم ظروفك –يا عزيزتي- فليس أصعب على الأم من أن تجد نفسها غير قادرة على الجمع بين عملها وبين واجباتها كأم وزوجة, ولكنني واثقة من أنك وبحكمتك وخبرتك لابد أن تكوني قادرة على التصرف الصحيح.
عليك بمناقشة زوجك بكل لطف واحترام, وشرح هذه الظروف له مع إظهار حسن النية وحبك لأهله, ليقوموا بالتدخل عندهم لصالحك وصالح طفلتك, ففي النهاية أنتم جميعا عائلة واحدة, وهو لا يعمل, وما يصب في مصلحتك سيصب في مصلحة الجميع.
إن الإرضاع المنتظم للطفل هو هام جدا, ليس فقط لتأمين التغذية الجسدية له, بل لأن الإرضاع المتكرر يشبع غريزة الطفل في عملية المص أيضا, وهذا سيساعد في إدرار الثدي للحليب.
ولا يوجد توصية ثابتة بشأن عدد مرات الإرضاع في اليوم, فكل رضيع يختلف عن الآخر, والتوصية الحديثة تقول بأن على الأم أن تقوم بإرضاع وليدها كلما شعرت بأنه جائع.
وبالطبع إن عدم إفراغ الثدي باستمرار أو تباعد فترات الإرضاع سيعرض الثدي إلى الاحتقان وإلى تجمع الحليب في الثدي, وهذا سيؤدي إلى تكاثر الجراثيم التي تدخل عن طريق الحلمات مما يؤدي إلى حدوث التهاب في الثدي أو خراجات -لا قدر الله-.
وبالنسبة لك –يا عزيزتي-, فإن لم تتمكني من إرضاع طفلتك بانتظام, فيجب أن تقومي بإفراغ الثدي عن طريق جهاز خاص, فهذا بالإضافة إلى أنه سيمنع تجمع الحليب وحدوث الالتهابات في الثدي, فإنه أيضا سيضمن استمرار إدرار الثدي للحليب بإذن الله تعالى, ويمكنك حفظ هذا الحليب في الثلاجة في زجاجات معقمة وتقديمه لرضيعتك فيما بعد.
نسأل الله العلي القدير أن يفرج كربك, وأن يديم عليك وعلى طفلتك ثوب الصحة والعافية دائما.