أود أن أشكر القائمين على هذا الموقع، وجزاكم الله عنا كل خير.
أنا امرأة متزوجة، وعندي طفل، أنجبته في الشهر السادس والنصف من حملي له، وذلك إثر إصابتي بتسمم الحمل، والآن أريد الحمل مرة أخرى، ولكن خوفي الشديد، وعقدتي مما أسمعه وأقرؤه عن تسمم الحمل، وخطورته على الأم، وما مررت به، يمنعني بشدة من أن أفكر بالإنجاب مرة أخرى.
وأريد السؤال: ما هي طبيعة الخطورة على الحامل من تسمم الحمل مرة أخرى طالما أنها تنبهت لهذه المسألة من حملها الأول، وأصبحت تتابع دوريا مع الطبيبة في الحمل الآخر؟
وهل إصابتي بتسمم الحمل في المرة الأولى يعني إصابتي به في المرات القادمة؟ أقصد هل آلية حملي معرضة دائما لتسمم الحمل؟ لأني سمعت أن سبب تسمم الحمل ناتج عن زيادة في انقباض الأوعية الدموية، أو وجود عيب فيها، فهل يعني أن الأوعية الدموية لدي ستكون في كل حمل بهذه الصورة؟ أم أن هرمونات الحمل تختلف من حمل لآخر عند المرأة ذاتها؟
وهل ينبغي على المرأة التي أصبيت بتسمم الحمل سابقا، أن تلغي فكرة الحمل مرة أخرى خوفا من خطورة التسمم على حياتها؟
ولقد سمعت عن تسمم الحمل بعد الولادة، فما هو تعريف هذه الحالة؟ وكيف تعالج طالما أن الولادة قد تمت؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بثينه كنجو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن تسمم الحمل هو حالة مرضية خاصة بالحمل فقط, وتبلغ نسبة حدوثها حوالي 7% من كل الحمول, ولغاية الآن لا يعرف على وجه الدقة السبب المرضي المحدث للحالة, ولكن النظرية الحديثة تقول: بأن السبب هو عدم حدوث اختراق جيد من قبل الزغابات الدموية المشيمية للأوعية الدموية الوالدية في جدار الرحم, مما يؤدي إلى حدوث خلل في تعشيش المشيمة, ومعه يحدث إفراز لمواد هرمونية قابضة للأوعية الدموية الوالدية, تسبب رفع الضغط، والتسمم الحملي.
وهنالك عوامل أخرى تعتبر مؤهبة لحدوث هذه الحالة، من أهمها:
- أن تكون الحامل بكرية, أي في حملها الأول, وأن تكون أما صغيرة جدا, أو متقدمة بالسن (فوق الأربعين) عند حملها لأول مرة.
- أن تكون بدينة, أي أن السمنة تزيد من احتمال حدوث الحالة.
- أن تكون أصلا مصابة بارتفاع في الضغط.
- كما تبين حديثا وجود استعداد وراثي لحدوث الحالة, فمثلا تبلغ إصابة الأخت- في حال كان لديها أخت مصابة بالتسمم - حوالي 37%, وتبلغ إصابة البنت - في حال أصيبت والدتها سابقا بالتسمم - خوالي 26%.
أما احتمال تكرر الحالة في الحمل الثاني بعد إصابة السيدة به في حملها الأول، فهو تقريبا 30%, في حال كان التسمم خفيفا أو متوسطا, وتقريبا 40%، وفي حال كانت الإصابة السابقة شديدة.
ولا يوجد بين أيدينا طريقة تمكننا من معرفة من ستصاب بتسمم الحمل مستقبلا, أي لا يوجد لغاية الآن تشخيص ماسح يمكن من ذلك, ولكننا نقول للسيدة بشكل عام: بأن عدم حدوث الإصابة في الحمل الثاني يبقى هو الاحتمال الأكبر - إن شاء الله - وهو بحدود 70%.
وعلى السيدة أن تراجع مبكرا في الحمل الجديد, من أجل قياس الضغط والبول بفترات متقاربة, وبالتالي وضع التشخيص، وبدء العلاج مبكرا, فهذا يساعد كثيرا في السيطرة على المرض إن حدث – لا قدر الله -.
وللأسف لم يثبت لغاية الآن وجود معالجة مضمونة يمكن أن تقي من تكرر الإصابة, ولكن أنصحك بخفض وزنك ليكون ضمن الحدود الطبيعية قبل حدوث حمل جديد - في حال كان وزنك زائدا - وبممارسة التمارين الرياضية باستمرار.
وفي حال حدث حمل جديد - إن شاء الله -, قد يفيد تناول أسبرين الأطفال مع حبوب الكالسيوم يوميا في الحمل, مع تقليل تناول الملح.
إن حالة تسمم الحمل تزول عادة بعد الولادة بأيام, ولكن ارتفاع الضغط قد يستمر في بعض الحالات القليلة, وهي التي يكون لديها أصلا استعداد أو مؤهبات أخرى لارتفاع الضغط, لذلك يجب متابعة السيدة بعد الولادة لفترة للتأكد من أن الضغط قد عاد إلى طبيعته.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية.