أنا الآن حامل منذ 9 أسابيع، وهنا عند الحمل الطبيبة تطلب مني عمل تحليل دم ecografie خاص لمعرفة إن كان الطفل يحمل علامات المرض بمتلازمة داون.
أريد أن أعرف هل يجب علي عمل هذا التحليل لأنه ليس إجباري ولكنه غالٍ جدا؛ لذلك أرجو منكم النصيحة لأني في حيرة من أمري، مع العلم أن حملي جيد كما قالت الطبيبة: وعمري 31 عاما، ولي طفلين بصحة جيدة أخاف أن لا أعمل هذا التحليل وأندم وأريد أن أعرف لماذا أشعر بحرقة شديدة وألم في أعلى المعدة حتى أنني أقلق كثيرا قبل النوم، والطبيبة قالت: أن ضغطي منخفض جدا 60/85 مع العلم أنني دائما نائمة، وأشعر بتعب وإرهاق، وطلبت مني إعادة تحليل البول لأنها قالت: ربما عندي بكتيريا في البول، فهل هذه البكتيريا هي التي تسبب الألم في المعدة؟ وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتفهم مخاوفك يا عزيزتي, ولكن أريد أن أوضح لك بأنه حتى لو تم عمل تحليل للكشف عن مرض داون, فإن هذا التحليل لا يعطي نتائج مؤكدة, فهو يعتبر تحليلا ماسحا فقط, وليس تحليلا مشخصا, لأن هذا التحليل له نسبة دقة في حدود 60%-70% فقط, لذلك إن كانت نتائج التحليل غير طبيعية, فإن هذا يجعلنا نخطو الخطوة الثانية, وهي عمل التحليل المشخص, وهو تحليل لصبغيات خلايا الجنين, عن طريق عمل بزل للسائل الامنيوسي, عند بلوغ الحمل عمر 16 أسبوعا.
لذلك نصيحتي لك هي: إن كانت ظروفك المادية لا تسمح بعمل التحليل, فبالإمكان تجاوزه الآن, والاعتماد مبدئيا على التصوير التلفزيوني لقياس ثخانة الرقبة من الخلف عند الجنين, ثم وعند بلوغ الحمل عمر 16 أسبوعا, يمكن أن يتم عمل بزل للسائل الامنيوسي ودراسة الصبغيات.
أما بالنسبة للحرقة والألم الذي يحدث في المعدة خلال فترة الحمل, فإن سببه حدوث ارتخاء في المعصرة التي تربط المري بالمعدة, وتسمى (معصرة الفؤاد), وسبب الارتخاء هو ارتفاع مستوى هرمون (البروجسترون) في دم الحامل لمستويات عالية جدا, وعند ارتخاء هذه المعصرة فإن الحمض الذي يتم إفرازه في المعدة, ليساعد على هضم الطعام, يتمكن من الوصول إلى أسفل المري, فيحدث فيه التهاب، وأحيانا تقرحات؛ لأن البشرة المغلفة للمري, هي أرق، وأقل مقاومة من البشرة التي تغلف باطن المعدة.
إن انخفاض الضغط الذي يحدث في الحمل لا يستدعي القلق, فهو يعتبر آلية من آليات المعاوضة التي يتبعها جسم السيدة الحامل, ليتمكن من تأمين وصول أكبر كمية من الدم إلى المشيمة، وإلى الجنين, فما يحدث هو أن الأوعية الدموية تتمدد بشدة, فيزداد حجم ومساحة ما نسميه بـ(الشجرة الوعائية ) في جسم الأم, لتتسع لأكبر كمية من الدم وتوصلها إلى كل أنحاء الجسم وإلى الجنين, وهذا التوسع يحدث هبوطا في الضغط, لكنه هبوط فيزيولوجي دفاعي, ولا يسبب ضررا للأم, لذلك لا داعي لتناول أية أدوية أو علاجات, وبشكل عام نحن نعتبر بأن هبوط الضغط في الحمل هو أفضل من ارتفاعه, فهو يعتبر مؤشر غير مباشر على ليونة ومطاوعة الأوعية الدموية عند الحامل وعدم تصلبها.
وتحليل البول يجب أن يتم عمله كإجراء روتيني لكل سيدة حامل وبشكل دوري, وإن وجد أي التهاب فيجب علاجه بأسرع ما يمكن, لكن التهاب البول لا يسبب ألما في المعدة, بل قد يسبب ألما أسفل البطن, أو في أحد أو كلا الجانبين.
نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل على خير.