نفع الله بعلمكم، وجزاكم الله خيرا على تعاونكم.
كثيرا ما قرأت هنا ما يسمى ( بالمعدل التراكمي للحمل)، ماذا يقصد بهذا؟
وهل يعني أنه في كل شهر تحاول الأنثى به الحمل تزداد النسبة لديها أم ماذا؟ يعني أول شهر 20% والشهر الذي يليه 40% وهكذا، أرجو التفصيل في ذلك.
ثم أنني عندما كنت في سن العشرين لم أكن أعاني من آلام التبويض، ثم بعد ذلك لاحظت أن بدخولي العقد الثالث بدأت أعاني من آلام التبويض، وأحيانا تستمر من يوم التبويض إلى يوم الدورة الشهرية آلاما، أحيانا تجعلني أقصر في واجباتي.
على ماذا يدل هذا الألم؟ هل أن البيوضة انطلقت أم أنها سوف تنطلق؟
مع العلم أني تناولت حبوب منع الحمل لمدة 10 سنوات متتالية وكنت أجعل فترة راحة بالسنة شهرين أو ثلاثة، الآن تركتها منذ سنة وبدأ القذف داخليا من حوالي شهرين رغبة في الحمل.
هل آلام التبويض لها علاقة بالخصوبة؟ بمعنى أنه إذا لم يكن هناك ألم هذا يعني أن الخصوبة أفضل، كما ذكرت أني في فترة العشرين لم أكن أعاني، وكان حملي سريعا، فهل هناك علاقة بين الألم وحبوب منع الحمل أم له علاقة بالعمر والخصوبة.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ FARAH حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما.
إن فرصة حدوث الحمل عند زوجين طبيعيين، يعيشان سويا ويمارسان العلاقة الزوجية بشكل منتظم، ولا يوجد لدي أي منهما مانع للحمل، هي تقريبا بحدود 15% إلى 20% فقط في كل شهر.
هذا معناه بأن من بين كل 100 زوجين، فإن ما يقارب 15-20 فقط منهم سيحدث الحمل عندهم في الشهر الأول من الزواج أو من إيقاف مانع الحمل.
وعندما نقول بأن النسبة تزداد بشكل تراكمي، فهذا لا يعني بأنها تتضاعف في كل شهر، أي لا تصبح من 30 إلى 40 % في الشهر الثاني، بل معنى إن النسبة تزداد بطريقة تراكمية هو: أن النسبة ستزداد لكن حسب معادلة إحصائية خاصة، تحسب بطريقة معينة، بحيث يمكن القول بأن نسبة الحمل في كل شهر من 15 إلى 20% ستتراكم (ولا تتضاعف)، لتصبح بعد 6 شهور حوالي 60% إلى 65% ، وفي نهاية السنة الأولى تصبح تقريبا من 80% إلى 85% وذلك حسب معادلة إحصائية خاصة في علم الإحصاء، كما ذكرت.
هذه النسب هي التي تبينت بعد عمل دراسات إحصائية عالمية في مختلف بقاع الدنيا، وقد تبين بأنها متشابهة تقريبا لا تتأثر بالزمان ولا بالمكان -فسبحان الله رب العالمين - في حكمته وفي قدرته.
بالنسبة للإباضة فقد يترافق حدوثها مع ألم بسيط، على شكل نخز أو ثقل أو تقلصات في فترة التبويض ولمدة لا تتجاوز 2-3 أيام فقط، وهو ألم محتمل وغالبا ما تستطيع المرأة تميزه، وهو يعني: إما إن جراب البويضة يتمدد بشدة وأصبح متوتر الجدار، أي أن البويضة على وشك الخروج، أو أن الجراب قد انبثق والبويضة قد خرجت، وتسربت معها السوائل التي بداخلها إلى جوف البطن فسببت تخريش الغشاء البريتواني، وهو ما قد يسبب الألم في البطن.
إن الألم الذي يستمر لفترة طويلة، أو يستمر لحين نزول الدورة وخلالها هو على الأغلب ليس بسبب التبويض.
لذلك يا عزيزتي أرى بأنه يجب التأكد من سبب حدوث الألم عندك، بمعنى أنه يجب نفي الأسباب المرضية الأخرى المحتملة قبل القول بأنه ألم التبويض.
فيجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين لنفي وجود تسمك في جدار الرحم، أو وجود تليف أو أكياس لا قدر الله، كما يفضل أخذ مسحة من عنق الرحم للزراعة وكذلك لدراسة الخلايا.
إن كان كل شيء طبيعي ولم يتبين سبب للألم, وبنفس الوقت تأخر حدوث الحمل لأكثر من سنة بعد أن توقفت عن مانع الحمل، فيجب هنا نفي احتمال وجود حالة تسمى ( بطانة الرحم الهاجرة) لا قدر الله؛ لأن هذه الحالة تترافق مع حدوث الألم في مختلف أوقات الدورة الشهرية، وتسبب تأخر الحمل, وتشخيص هذه الحالة يحتاج إلى تنظير للحوض.
إن الخصوبة في مثل عمرك ما تزال جيدة، ومخزون المبيض جيد، إن شاء الله فلا داع للقلق من هذه الناحية.
نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.