موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة Empty
مُساهمةموضوع: نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة   نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة Emptyالثلاثاء 18 مارس 2014 - 17:06

نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة
عبده قايد الذريبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسولِ الله، وعلى آله وصحْبه ومَن والاه.

أما بعد:

فإنَّ الدعوةَ إلى الله، والاحتساب على المنكرات؛ ليس حكرًا على الرِّجال فحسبُ، بل ذلك واجبٌ على الرِّجال والنِّساء على حدٍّ سواء، كل بحسب علمه وقُدرته واستطاعته؛ كما تدلُّ على ذلك نصوص الكتاب والسنَّة الصحيحة، ومِن ذلك قوله - تعالى -: ? كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ? [آل عمران: 110]، وقوله: ? وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ? [آل عمران: 104]، وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن رأى مِنكم منكرًا فليغيِّرْه بيده، فإنْ لم يستطعْ فبلسانه، فإنْ لم يستطعْ فبقلبه وذلك أضعف الإيمان))[1].

فهذه النصوص - وما في معناها - تدلُّ بعمومها على أنَّ الحِسْبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء جميعًا على حدٍّ سواء، فـ((مَن رأى منكم منكرًا)) وجَب عليه أن يحتسب عليه، سواء كان المُنكَر في البيت، أو في الوظيفة، أو في السوق، أو ما أشْبه ذلك، وسواء كان الرائي رجلاً أو امرأة، فليحتسبْ عليه إذا كان قادرًا عالمًا.

وقد جاءتْ نُصُوصٌ صريحة بحثِّ الرجال والنساء على الحِسبة جميعًا، فمن ذلك قوله تعالى: ? وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ? [التوبة: 71].

فهذه الآية الكريمة تدلُّ على أنَّ الحسبة واجبةٌ على الرِّجال والنساء، كل حسب قُدرته وعِلمه، وتدلُّ أيضًا على أنَّ الحسبة مِن أهم صفات المؤمنين والمؤمنات، وتدلُّ على أنَّ مَن اتصف بهذه الصفات كلها، فإنَّه أهلٌ لنيل رحمة الله، سواء كان ذلك رجلاً أو امرأة.

وهذه الآية تدلُّ على أنَّ المؤمنين والمؤمنات جميعًا معنيُّون بالحسبة، وأنهم إذا قاموا بذلك فازوا برحمةِ الله.

وقد حثَّ المولى - تبارك وتعالى - نِساء النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أمهات المؤمنين - على الحِسْبة؛ وأرشدهنَّ إلى آداب ذلك، فقال - تعالى -: ? يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ? [الأحزاب: 32]، قال ابن عبَّاس -رضي الله عنهما - في قوله: ? وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا ? \"أمْرهنَّ بالأمر بالمعروف، ونَهْيهنَّ عن المنكر\"[2]، وقال ابنُ زيد - رحمه الله تعالى -: \"قولاً حسنًا جميلاً معروفًا في الخير\"[3]، وقال البغويُّ - رحمه الله تعالى -: \"لوجه الدِّين والإسلام بتصريح وبيان مِن غير خضوع\"[4].

وقد بيَّن العلماءُ - رحمهم الله تعالى - أنَّ الحسبة واجبةٌ على النِّساء كوجوبها على الرِّجال، مع مراعاة الآداب الشرعيَّة المنوطة بها؛ قال الإمام ابنُ النحَّاس الدمشقي - رحمه الله تعالى -: \"إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ على النساء كوجوبِه على الرِّجال، حيثُ وُجِدت الاستطاعة\"[5].

وقال العلاَّمة ابن باز - رحمه الله تعالى - في ردِّه على سؤال: عن المرأة والدعوة إلى الله؛ ماذا تقولون؟

فأجاب - رحمه الله تعالى - بقوله: \"هي كالرَّجُل، عليها الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنَّ النصوص مِن القرآن الكريم والسنَّة المطهَّرة تدلُّ على ذلك، وكلام أهلِ العِلم صريحٌ في ذلك، فعليها أن تدعوَ إلى الله، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المُنكَر بالآداب الشرعيَّة، التي تُطلب من الرجل، وعليها مع ذلك ألاَّ يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجزعُ، وقِلَّة الصبر، لاحتقار بعضِ الناس لها، أو سبِّهم لها، أو سخريتهم بها، بل عليها أن تتحمَّل وتصبر، ولو رأتْ مِن الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء، ثم عليها أنْ ترعى أمرًا آخر، وهو أن تكون مثالاً للعفَّة والحجاب عنِ الرِّجال الأجانب، وتبتعد عنِ الاختلاط، بل تكون دعوتها مع العناية بالتحفُّظِ من كلِّ ما يُنكر عليها، فإنْ دعت الرجال دعتْهم، وهي محتجِبة بدون خلوةٍ بأحد منهم، وإن دعتِ النساء دعتهنَّ بحكمة، وأن تكون نزيهةً في أخلاقها وسيرتها؛ حتى لا يعترضْنَ عليها، ويقلْنَ: لماذا ما بدأت بنفسها؟!

وعليها أن تبتعدَ عن اللباس الذي قد تَفتن الناس به، وأن تكون بعيدةً عن كل أسباب الفِتنة، من إظهار المحاسن، وخضوع في الكلام، ممَّا ينكر عليها، بل تكون عندَها العناية بالدعوةِ إلى الله على وجهٍ لا يضرُّ دِينها، ولا يضرُّ سُمعتَها\"[6].

ولتعلم المرأة أنها نِصف المجتمع، فإذا قامتْ بدورها اكتملَ المجتمع، وإذا لم تقمْ بدورها تعطَّل نصف المجتمع، وعليها مسؤولية كما على أخيها الرجل؛ فعن عبدِالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنَّه سمِع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((كلُّكم راعٍ ومسؤول عن رعيته)) إلى أنْ قال: ((والمرأةُ في بيت زوجها راعية، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها))[7].

ولتوقِن المحتسِبة بعظيم الأجْر والثواب عندَ الله؛ قال تعالى : ? مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ? [غافر: 40]، وقال: ? وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ? [النساء: 124]، وقال: ? إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ? [الأحزاب: 35]، فالمرأةُ والرَّجل متساوون في الثواب والعقاب، فإذا عملتِ المرأة عملاً صالحًا أُثيبت عليه كما يُثاب الرجل، ومِن أجلِّ الأعمال وأفضلها، وأكثرها ثوابًا وأجرًا: الحِسبة؛ كما دلَّتْ على ذلك نصوصُ الكتاب والسنَّة الصحيحة؛ كقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن دعا إلى هُدًى كان له مِن الأجْر مثلُ أجور مَن تبِعه لا ينقُص ذلك مِن أجورهم شيئًا))[8]، وكقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن دلَّ على خيرٍ فله مِثل أجْر فاعله))[9].

وإذا قلبْنا صفحاتِ تاريخنا الإسلامي المجيد؛ فسنجد أنَّ المرأة المسلمة أسهمتْ إسهامًا عظيمًا في هذا الجانب، فقد سطرتْ لنا كُتب السنَّة الصحيحة، وكتب التراجِم الموثّقة - نماذجَ احتسابيَّةً فريدةً مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا وحديثًا، ومن هذه النماذج الفريدة ما يلي:

أولاً: أم المؤمنين عائشة الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق - رضي الله عنها -:

فقد سطرتْ لها كتُب السنة والتراجم عدَّةَ مواقف، ومنها ما يلي:

الموقف الأول:
احتسابها على نِسوةٍ مِن أهل الشام \"حمص\" دخولهنَّ الحمام الجماعي[10]:

فعن أبي المليح الهذلي - رضي الله عنه - أنَّ نِساءً من أهل حمص، أو مِن أهل الشام دخلْنَ على عائشة - رضي الله عنها - فقالتْ: أنتُن اللاتي تدخُلْن نساءكنَّ الحمَّامات! سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما مِن امرأة تضع ثيابَها في غير بيت زوجها إلا هتكتِ الستر بينها وبين ربِّها))[11].

وعن عطاءِ بن أبي رَباح، قال: أتيْنَ نسوةٌ مِن أهل حمص عائشة، فقالتْ لهنَّ عائشة: لعلكُنَّ مِن النساء اللاتي يدخلْنَ الحمامات؟ فقلن لها: إنَّا لنفعل، فقالت لهنَّ عائشة: أمَا إني سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((أيُّما امرأة وضعَتْ ثيابها في غير بيت زوجها هتكتْ ما بينها وبيْن الله))[12].

وعن سُبيعةَ الأسلمية - رضي الله عنها - قالت: ‏دخَل على عائشة - رضي الله عنها - نسوةٌ مِن أهل الشام، فقالتْ عائشة - رضي الله عنها -: ممَّن أنتنَّ؟ فقلنَ: \"مِن أهل حمص\"،‏ فقالت: \"صواحِب الحمَّامات؟!\"، فقلن: \"نعم\"‏، فقالت عائشةُ - رضي الله عنها -: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الحمَّامُ حرامٌ على ‏نساء أمتي))،‏ فقالت امرأةٌ منهن: \"فلي بنات أمشطهنَّ بهذا الشراب\"، قالت: بأيِّ الشراب؟ فقالت: الخمر، فقالت عائشة -رضي الله عنها -: \"أفكنتِ طيِّبة النفس أن تمتشطي بدمِ خنزير؟!\" قالت: لا، قالت: فإنَّه مثله\"[13].

الموقف الثاني:
احتسابها على امرأةٍ لبست بردًا فيه تصليب:

عن دِقْرة - بكسر الدال وسكون القاف - أمِّ عبدالرحمن بن أُذينة قالت: ‏\"كنَّا نطوف بالبيت مع أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها - فرأتْ على امرأة بردًا فيه تصليب، فقالت أم ‏المؤمنين - رضي الله عنها -: \"اطْرَحِيه، اطرحيه، فإنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان إذا رأى ‏نحوَ هذا قَضَبَه\"[14]؛ أي: قطعه.

الموقف الثالث:
احتسابها على بنتٍ رأتها لابسةً خمارًا رقيقًا:

عن علقمةَ بن أبي علقمةَ عن أمِّه، قالت: \"رأيتُ حفصةَ بنت عبدالرحمن بن أبي بكر - رضي عنهما - وعليها خمارٌ رقيق يشفُّ عن جيبها‏، فشقَّتْه عائشة - رضي الله عنها - وقالت: \"أمَا تعلمين ما أَنْزل الله في سورة النور، ثم دعتْ بخمار فكستْها\"[15].

وما أكثر مخالفات نسائِنا وبناتنا وفتياتنا اليوم في اللباس والزينة (الأزياء والموضة)! إنها مخالفات جمَّة، مخالفات في الحِجاب، ومخالفات في .......

الموقف الرابع:
احتسابها على ابنٍ لطحلة بن عُبَيدالله - ابن أختها - وعلى يزيد بن الأصمِّ أخذهما لشيءٍ ما مِن حائط مِن حيطان المدينة:

فعن يَزيد بن الأصم ابن أُخت ميمونة قال: تلقيتُ عائشة، وهي مقبلةٌ مِن مكة أنا وابنٌ لطلحة بن عُبيدِالله، وهو ابن أُختها، وقد كنَّا وقعْنا في حائط مِن حيطان المدينة، فأصبْنا منه، فبلغها ذلك، فأقبلتْ على ابن أختها تلومه وتعذله، وأقبلت عليَّ فوعظتْني موعظةً بليغة، ثم قالت: أمَا علمت أنَّ الله تعالى ساقَك حتى جعَلَك في أهل بيتِ نبيِّه، ذهبت والله ميمونة ورُمِي برَسَنِك على غارِبك[16]، أمَا إنَّها كانتْ من أتْقانا لله - عزَّ وجلَّ - وأوْصَلنا للرَّحِم\"[17].

الموقف الخامس:
احتسابها على النِّساء اللاتي يزاحمنَ الرِّجالَ عندَ الحجر الأسود:

فعن ابن جُرَيج قال: أخبَرني عطاءٌ: إذْ منَع ابن هشام النِّساء الطواف مع الرِّجال[18]، قال: كيف يمنعهنَّ، وقد طاف نِساء النبي[19] - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع الرِّجال؟! قلت: أبعدَ الحجاب أو قبل؟ قال: إي لعَمْري لقد أدركتُه[20] بعدَ الحجاب، قلت: كيف يخالطْنَ الرجال؟ قال: لم يكن يخالطْنَ؛ كانتْ عائشة - رضي الله عنها - تطوف حجرة[21] مع الرِّجال لا تُخالطهم، فقالتِ امرأة[22]: انطلقي نستلِم[23] يا أمَّ المؤمنين، قالت: \"عنكِ[24] وأبَتْ، وكنَّ يخرجْنَ متنكرات[25] باللَّيل فيطفن مع الرِّجال، ولكنهنَّ كُنَّ إذا دخلْنَ[26] البيت، قُمنَ حتى يدخلْنَ وأُخْرج الرِّجال\"[27] الحديث.

ولما دخلتْ مولاتها عليها، وقالتْ لها: \"يا أمَّ المؤمنين طُفتُ بالبيت سبعًا واستلمتُ الرُّكن مرَّتين أو ثلاثًا!\"، فقالت لها عائشة - رضي الله عنها -: \"لا آجَرَك الله، لا آجَرك الله، تدافعين الرِّجال، ألاَ كبَّرْتِ ومررتِ\"[28].

فكيف لو رأتْ عائشة - رضي الله عنه - نساءَنا وبناتِنا اليوم وهنَّ يزاحمن الرِّجال في الأسواق، وفي الأماكن العامَّة، فما عساها أن تقول؟!

الموقف السادس:
احتسابها على مرْوان بن الحكم في أن يرُدَّ امرأة طلقت إلى بيتها؛ لتعتدَّ فيه:

عن يحيى بن سعيدٍ عنِ القاسم بن محمَّد وسليمان بن يَسار: أنَّه سمعهما يذكران: أنَّ يحيى بن سعيدِ بن العاص طلَّق بنتَ عبدالرحمن بن الحَكم، فانتقلها[29] عبدُالرحمن، فأرسلتْ عائشة أمُّ المؤمنين إلى مرْوان بن الحَكم - وهو أمير المدينة -: \"اتَّقِ الله، وارددْها إلى بيتها[30]\"، قال مرْوان - في حديث سليمان -: إنَّ عبدالرحمن بن الحَكم غلبَني[31]، وقال القاسمُ بن محمد: أو ما بلغَك شأنُ فاطمة بنت قيس[32]؟ قالت: \"لا يضرُّك[33] ألاَّ تَذكُر حديث فاطمة!\"، فقال مرْوانُ بن الحَكم: \"إنْ كان بك شَرٌّ[34] فحسبك ما بيْن هذين[35] من الشر\"[36].

ولأمِّ المؤمنين مواقفُ كثيرةٌ في هذا الجانب؛ وما ذُكِر فيه غنية.

ثانيًا: ميمونة - رضي الله عنها -:

فقدِ احتسبتْ على قريبٍ لها وجدتْ منه رائحةَ الخمر: فعن يَزيد بن الأصم أنَّ ذا ‏قرابة لميمونة - رضي الله عنها - دخَل عليها، فوجدتْ منه ريحَ شراب: فقالت: \"لئن لم تخرُج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت: يُطهِّروك - لا تدخل عليَّ بيتي أبدًا\"[37].

ثالثًا: أم الدرداء - رضي الله عنها -:

فقد احتسبتْ على عبدِالملك بن مرْوان لعْنَه لخادمه: عن زيد بن أسلمَ: أنَّ عبدالملك بن مرْوان بعَث إلى أم الدرداء بأنجاد[38] مِن عنده، فلمَّا أن كان ذات ليلة قام عبدُالملك من اللَّيل، فدعا خادمه، فكأنَّه أبطأ عليه، فَلَعَنَه، فلمَّا أصبح، قالتْ له أمُّ الدرداء: سمعتُك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوتَه، سمعتُ أبا الدرداء - رضي الله عنه - يقول: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يكون اللعَّانون شفعاءَ، ولا شهداءَ يومَ القيامة))[39].

رابعًا: فتاة في عهْد الخليفة عمرَ بن الخطاب - رضي الله عنه -:

فقدِ احتسبت على أمِّها طلبَها منها خلطَ اللبن بالماء[40]: فعن عبدِالله بن زيد بن أسلمَ عن أبيه عن جدِّه أسلم، قال: بينا أنا مع عمرَ بن الخطاب وهو يعسُّ المدينة إذ أعيا واتَّكأ على جانبِ جدار في جوفِ الليل، وإذا امرأةٌ تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه - اخلطيه - بالماء، فقالت لها: يا أمَّتاه، وما علمت ما كان مِن عزمة أمير المؤمنين اليوم؟! قالت: وما كان مِن عزمته يا بُنية؟ قالت: إنَّه أمَر مناديًا فنادَى ألا يشاب اللبن بالماء، فقالتْ لها: يا بنية، قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء، فإنَّك بموضع لا يراك عمرُ ولا منادِي عمر، فقالت الصبية لأمها: يا أمَّتاه، ما كنت لأطيعه في الملأ، وأعصيه في الخلاء\"، وعمر يسمع كلَّ ذلك، فقال: يا أسلم علِّم الباب، واعرفِ الموضع، ثم مضى في عسسه حتى أصبح، فلما أصبح، قال: يا أسلم امضِ إلى الموضع فانظر مَن القائلة ومَن المقول لها، وهل لهما مِن بعْل؟ فأتيت الموضع فنظرتُ فإذا الجارية أيم لا بعْل لها، وإذا تيك أمها، وإذ ليس لهما رجلٌ، فأتيت عمرَ بن الخطاب فأخبرتُه، فدَعا عمرُ ولده فجمعهم، فقال: هل فيكم مَن يحتاج إلى امرأةٍ أزوجه ولو كان بأبيكم حركةٌ إلى النِّساء ما سبَقه منكم أحدٌ إلى هذه المرأة، فقال عبدالله: لي زوجة، وقال عبدالرحمن: لي زوجة، وقال عاصم: يا أبتاه، لا زوجةَ لي، فزوِّجْني، فبعث إلى الجارية فزوَّجها من عاصم، فولدتْ لعاصم بنتًا، وولدت الابنة عمرَ بن عبدالعزيز\"[41].

فهذه مجموعةٌ من النماذج الاحتسابيَّة مِن حياة المرأة المسلمة قديمًا، ولم تزل المرأةُ المسلمة تعمل في هذا المجال، وتحوز على قصبِ السبق في هذا الميدان، ففي عصرنا الحديثِ سطَّر ويسطر التاريخ نماذجَ احتسابيةً رائعة للمرأة المسلمة، ومِن ذلك ما يلي:

أولاً: امرأة مع زوجها:

يذكُر صاحب كتاب \"شباب عادوا إلى الله\" أنَّه كان ثمَّة رجلٌ يسافر إلى الخارج للمعصية، فيَعصي الله في الداخل والخارج، وفي اللَّيل والنهار، والسِّر والعَلن، ظنَّ أنَّ الحياة كأس وامرأة، فسقط في الملذَّات وهوى في الظلمات، وأوقع نفْسه في ورطات ونكبات.

آخر سفْرة له كانتْ إلى فرنسا - البلد المظلم المتهتِّك - سافَر إلى هناك، ومكَث بها مدةً حياةً بهيميَّة، يُؤنَف مِن بعض صورها، إنها حياة أعداءِ الله، أولئك: ? الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ? [الكهف: 104].

ثم عاد إلى أهله ودماغُه ممتلئٌ بأخبار تلك البلاد، وقصص تلك البلاد، فالعظماء عندَه عظماء الغرْب، وكان أن تزوَّج بامرأةٍ صالحة، امرأة عرَفَتِ الله - عزَّ وجلَّ - ولقد كانتْ هذه المرأة قُرَّة عين، خرجتْ مِن بيت يعيش الإسلام حقيقةً، وينعم بالإيمان، بيتٌ أهله مصلُّون، ذاكرون، متصدِّقون، بيتٌ يشرف بالحجاب والحِشْمة والعفاف، هذا البيت لم يعرفِ الأغنية.

كانتْ تدعو زوْجها إلى نجاته، وتدعو له بالنجاة، وبدأ يصلِّي، لكن في البيت لا في المسجد، وهذه خُطوة جيِّدة، وكانتْ تُذكِّره بفضل الجماعة، وتدعوه برِفْق، وبدأً يصلي في المسجد - أحيانًا - وحضر أوَّل يوم إلى المسجد في صلاة الفجر.

حَبَّبت إليه القرناء الصالحين، وبغَّضت إليه قرناءَ السوء، فهجَر أصحابه المعرضين عن الله، وأهدتْ إليه مصحفًا، وأخَذ يتلوه متأثرًا، هجَر الدخان وأطلق لحيتَه، وانتهى مِن إسبال ملابسه، أخَذ يحضر دروسَ العلم ومجالس الخير، حجَّ واعتمر.

وهو الآن يعيش حياةَ المسلم العامِر قلبُه بشكر ربه، لسانه رطْب بذِكْر الله، فسلامٌ على تلك الزوجة، ورفَع الله منزلتها[42].

ثانيًا: امرأة عجوز في مستشفى:

تقول إحدى الداعيات إلى الله: ذهبتُ يومًا إلى المستشفى في الصباح الباكر، فإذا بي أرى امرأةً كبيرةً في السن، تأتي مبكِّرة مثلي، ولعلَّ ابنها أتى بها، وذهب إلى عمله، لكن طال عَجبي وهي تحمل كيسًا كبيرًا يخطُّ منها على الأرض بيْن الحين والأخرى، حتى استوتْ على كرسي في غرفة المراجعة، فشمَّرتْ عن ساعدها، وفتحتِ الكيس، ثم بدأت توزِّع الكتب على المراجِعات، وكلَّما أتتْ مراجعة جديدة وجلستْ قامتْ إليها وأهدتْها كتابًا.

قالت الداعية: فجاءَ موعدي وقمتُ إلى الطبيبة، ثم إلى المراجعات في المستشفى انتهى بي إلى الصيدلية، ثم عدتُ إلى مكاني الأوَّل الذي أتيتُ إليه قبل أربع ساعات، فإذا المرأة في مكانها وتعمل عملها.

فعلمتُ أنَّها مِن أكبر الداعيات، وما أتتْ إلى هذا المكان إلا لهذا العمل العظيم، مع تأكُّدي من بُعد منزلها، وكِبر سنِّها وضعفها، ومع هذا تحمل كيسًا لا يحمله إلا الأشداءُ مِن الرجال، يا ترى كم مِن امرأة استقام أمرُها! وكم فتاة صلح حالها! كم مِن سافرة تحشَّمت! وكم مِن مفرطة أنابتْ! وكل ذلك في ميزان حسناتِ هذه المرأة العجوز لا ينقص مِن أجْر الفاعلة شيء[43].

فهذه نماذج احتسابيةٌ خالدةٌ سجَّلها لنا تاريخُنا الإسلامي للمرأة المسلِمة، وما أحسنَ قول بعض الشعراء:
وَلَوْ كَانَ النِّسَاءُ كَمَنْ ذُكِرْنَا
لَفُضِّلَتِ النِّسَاءُ عَلَى الرِّجَالِ
فَمَا التَّأْنِيثُ لِاسْمِ الشَّمْسِ عَيْبٌ
وَلاَ التَّذْكِيرُ فَخْرٌ لِلْهِلاَلِ [44]

فعلى المرأةِ المسلمة أن تقتدي بهؤلاء النِّسوة الخالدات المحتسبات، وأن تقومَ بواجبها المنوط بها، وأن تحتسبَ على أولادها، وعلى مَن هم تحت مسؤوليتها، وعلى بنات جِنسها عامَّة، وعلى أقاربها الرِّجال، بل لها أن تحتسب على الرِّجال عامَّة مع مراعاتها للآداب المنوطة بها كامرأة.

وفَّق الله نساءَنا ورِجالنا للقيام بهذه الوظيفة الربَّانيَّة الحميدة، وسدَّد على طريق الخير خُطاهم، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحْبه أجمعين.


------------------------------
[1] رواه مسلم (49) من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.
[2] تفسير القرطبي (14/178).
[3] تفسير القرآن العظيم (3/483) لابن كثير.
[4] معالم التنزيل (3/528).
[5] تنبيه الغافلين، (ص: 196).
[6] مجموع فتاوى العلامة عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - (4/240) أشرف على جمْعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر.
[7] رواه البخاري (2409).
[8] رواه مسلم (2674) من حديث عن أبي هُرَيرةَ - رضي الله عنه.
[9] رواه مسلم (1893).
[10] فدُخول المرأة للحمام الجماعي لغير ضرورة لا يجوز؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: \"قال العلماء: يُرخَّص للنساء في الحمام عندَ الحاجة كما يُرخَّص للرجال مع غضِّ البصر، وحِفظ الفَرْج، وذلك مثل أن تكون مريضة، أو نُفساء، أو عليها غسلٌ لا يمكنها إلا في الحمام\"؛ \"مجموع الفتاوى\" (15/379)، ويقول في موضع آخرَ عن دخول الحمامات: \"وأمَّا المرأة فتدخلها للضرورة مستورةَ العورة\"؛ \"مجموع الفتاوى\" (21/342).
[11] رواه الترمذي (2803) وقال: \"حديث حسن\"، وصحَّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (170).
[12] رواه أحمد (25099) وقال محققو المسند: \"حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد الهاشمي\".
[13] رواه الحاكم في المستدرك (7784 )، وقال: \"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه\"، وقال الذهبي: \"صحيح\" كما قي تعليقه على تلخيص الحبير.
[14] رواه أحمد (24567). وقال محققو المسند: \"إسناده حسن\".
[15] رواه ابنُ سعد الطبقات الكبرى (8/72)، وقال حسام الدين موسى عفانة: \"وهذا صالح للاستشهاد به\" كما في مختصر جلباب المرأة المسلم (1/32).
[16] قال القاسم بن سلاَّم - رحمه الله تعالى -: \"أرادت: إنك مُخَلًّى رَسَن غرْب سبيلك، ليس لك أحدٌ يمنعك ممَّا تريد; وأصل هذا أنَّ الرجل كان إذا أراد أن يخلِّي ناقته لترعى ألْقَى حبلها على غاربها، ولا تدعه ملقًى في الأرض، فيمنعها مِن الرعي\"؛ \"غريب الحديث\" (4/313).
[17] رواه الحاكم في المستدرَك (6799 )، وقال الذهبي: \"على شرْط مسلم\" كما في تعليقه على تلخيص الحبير.
[18] أي: في وقت واحد.
[19] أي: غير مختلِطات، وإنَّما مِن وراء الرجال.
[20] أي: رأيت طوافهنَّ مع الرجال.
[21] أي: معتزلة.
[22] قيل: اسمها دقرة.
[23] نمسُّ الحجر الأسود.
[24] أي: اتركي هذا عن نفسك.
[25] مستترات.
[26] وقفْنَ قائمات لا يدخُلْنَ إلا بعدَ خروج الرِّجال.
[27] رواه البخاري (1618).
[28] مسند الشافعي، (ص: 127)، والسنن الكبرى للبيهقي (5/81) رقم (9050).
[29] نقَلَها من مسكنها الذي طُلِّقت فيه.
[30] احْكُم عليها بالرجوع بحُكم ولايتك.
[31] لم أقْدِرْ على منعه مِن نقلها.
[32] أي: قصتها، وكيف أنها انتقلت، ولم تعتدَّ في بيت زوجها.
[33] أي: لا تحتج به؛ لأنَّ انتقالها كان لسبب.
[34] أي: إن كنت تقولين: إنَّها نقلت لعلَّة.
[35] كفاك في جواز انتقال بنت عبدالرحمن ما يكون بيْنها وبيْن زوجها من الشرِّ لو سكنتْ داره.
[36] رواه البخاري (5322).
[37] رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/139)، وابن أبي شَيبةَ في مصنفه (5/525) رقم (28630).
[38] الأنجاد: متاعُ البيت الذي يُزيِّنُه.
[39] رواه مسلم (2598).
[40] خلط اللبن بالماء لمَن يبيعه لا يجوز شرعًا، وأما خلْطُه لمن يشربه فجائز، فقدْ خلط للنبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - لبنٌ بماء، فشرِب - عليه الصلاة والسلام - ولم ينهَ عن ذلك.
[41] انظر: صفة الصفوة (2/203 - 204).
[42] انظر: \"شباب عادوا إلى الله\" (ص: 20 - 22) للشيخ عائض القرني.
[43] انظر: كتاب: \"من عمل صالحاً فلنفسه\".
[44] الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/949) لابن حجر الهيثمي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نماذج احتسابية من حياة المرأة المسلمة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خلق المرأة المسلمة
» المرأة المسلمة ...من تكون ؟
»  تداوي المرأة المسلمة
» فتاوى المرأة المسلمة
» مِنْ واجبات المرأة المسلمة



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: منتدي المرأه المسلمه :: مقالات المرأه المسلمه-
انتقل الى: