الحمد لله خالق الخلق والعالم بخفايا النفس من أرسل الرسل وأنزل الكتاب بالعلاج الناجع لصلاح الأرض والعرض والصلاة والسلام على معلّم البشرية الأول من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وبعد ،،
أيها الشباب يا حاضر الأمة ومستقبلها:
لا يكاد بلد من بلاد المسلمين إلا وترى شبابه -إلا ما رحم ربي-في ضياع وتيه عن الهدف السامي الذي وُجِدَ من أجله ،، فهو غارق في ارتكاب المعاصي والذنوب ومجاهرته بها دون رادع يردعه من نفسه أو من نظام مفروض بتحكيم كتاب الله وسنّة رسوله الكريم،،وعليه فإنك أينما تقلّب ناظرك في أرض المسلمين فإنّك لا تجد إلا مجتمعات مهانة ذليلة لا تملك من أمرها شيء ، تسلّط عليها أعداؤها من كلّ الإتجاهات ، وهذا بسبب تنحية شرع الله عن الحكم ، وبسبب ارتكاب الذنوب والفساد الذي استشرى في بلداننا
اليهود يمكرون بالأمّة ، ويحتلون مقدساتها ، وينفذون مخططا لهدم المسجد الأقصى ، وشبابّنا غافل في تتّبع شهواته ! ، والنصارى تسلطوا على ديار المسلمين ويسعون بالليل والنهار لمحاربة هذا الدين ، والمسلمين لاهين في ملذاتهم !
والرافضة يخططون ويتآمرون، ونحن في غفلة نمكن لهم بالمعاصي التي يرتكبها شبابنا وفتياتنا !
والعلمانيون ينفذون أوامر أعداء الإسلام لسلخ المسلمين عن دينهم وأخلاقهم ، وقومنا في سباتٍ عميق !! .
أمتي .. يا أمة السيادة والريادة يا خير أمّة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ،، ماذا حلّ بك حتى أصبحت أهون الأمم؟؟!!!!
أمتي ماذا دهاها؟! فتردّت في المهاوي!!!
كيف ذلّت؟! كيف هانت؟! وحداها كلّ غاوي!!
أمتي ذلّت وهانت حين ولّت عن علاها!!
حين يا قوم استكانت وتوارت عن علاها!!
وارتضت كلّ هوان وتمادت في هواها!!
يا شباب الأمّة وشابّاتها:
لقد غلبت على مجتمعاتنا مظاهر المجاهرة بالمعاصي من تبرّج وسفور وغناء وطرب وترويج لهذه الآفة المدمّرة لمجتمعاتنا فمن استريوهات لتسجيلها وترويجها إلى مجلات وصحف تنظّر لها إلى قنوات ومواقع إنترنت تقوم بالدعاية لها وحسبنا الله ونعم الوكيل،، ولا أدري هل فكّر هؤلاء المحاربون لله بعملهم هذا بشديد عقاب الله؟هل فكّروا بأنه لا خلود وأنهم لا محالة راحلون؟؟هل راجعوا أنفسهم وحاسبوها قبل الرحيل؟؟ هل يعلمون أنهم بذنوبهم تُذل الأمة ويهزمها أعداءها ؟ يا ترى هل يقرأون كلام ربّ العباد؟؟وإذا قرأوه هل يا ترى يتدبّرون؟؟!!!!
كلام ربهم الذي خلقهم وأحسن صورهم
كلام ربهم الذي كساهم وأطعمهم
كلام ربهم الذي أصح أبدانهم ورزقهم وعافاهم
كلام ربهم الذي هداهم للإسلام ، والذي أعطاهم وحرم غيرهم , غيرهم لا يسمع وهم يسمعون !!!
كلام ربهم الذي يرحمهم و يغفر لهم ويعفو عنهم و يكرمهم ويمتن عليهم
كلام ربهم الذي يأمرهم بترك سماع مزمار عدو الله " الشيطان "
فهل سيطيعون ما أمر ؟ ؟
يا فتيان الأمّة وفتياتها :
الغناء تُصَدُّ به القلوب عن القرآن .. فتصير عاكفة على الفسوق والعصيان .
والغناء قرآن الشيطان .. والحجاب الكثيف عن الرحمن عز وجل .. فمن انشغل بالغناء هجر القرآن ولا شك.
والغناء هو رقية الزنا واللواط .. وهو بريد العشاق والسفهاء والفساق .. وهو الرباط الذي يربط بين قلوبهم وأجسادهم في علاقات محرمة تنتهي بالفواحش ما ظهر منها وما بطن .. تنتهي بسخط الله وعقابه في الدنيا والآخرة .
والغناء يفعل بالقلوب والنفوس فعل الخمور .. بل أشد .. فيا حسرة على العباد .. ويا شماتة أعداء الإسلام في أمة تصبح وتمسي على الغناء واللهو .. دينهم الطبلة والمزمار .. وذكرهم العود والكمان .. وإذا تليت عليهم آيات الله ما اهتزت لهم شعرة ، وإذا تليت عليهم آيات الشيطان تراهم يضطربون ويرقصون ويهتزون ويتمايلون ، لا يكلون ولا يملون ، قال تعالى (( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ .)) [الزمر:45]
ولقد حرم الله عز وجل الغناء في كتابه الكريم ، وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة ، وعلى ذلك كان عمل الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان من علماء الأمة المعتبرين قديمًا وحديثًا بما فيهم الأئمة الأربعة رحمهم الله .
قال الله تعالى (( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ )) . [ سورة لقمان ]
وسئل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء .. يرددها ثلاثًا .
وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء .
وعن عبد الرحمن بن غنًم قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ** ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف } أخرجه البخاري .
أيها الشباب الحّرّ الأبي :
لقد رفعت صوتك مطالباً بالحرية من أنظمة الإستبداد فلنواصل دعوتنا مطالبين بالحرية ؛ ولكنها حرية شاملة من التبعية لأهوائنا ونزواتنا وشهواتنا ومن التبعية لكلّ ما يروّج لنا على أنّه صور بهية من صور الحضارة الماديّة الغربية الملحدة الكافرة،،
لنطالب جميعاً بتحكيم شرع الله الخالق العالم بما يصلح أحوالنا كلّها:
قال الله تعالى : (( وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ .)) [المائدة: 49]،
ثم قال عز وجل :
(( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ))[المائدة: 50]
ليس هناك حكم أحسن من حكم الله -عز وجل-،
وسبق قوله تعالى :
(( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.))[المائدة: 44](( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ.))[المائدة: 45] (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ .)) [ المائدة:47]
فيا أيها الأحباب لنسارع في التوبة قبل أن لا ندركها فكم من مبتلى بسماع الأغاني سوّف بالتوبة ولكن الأجل عاجله فكانت خاتمته وهو يلهج بما اشتغل به لسانه وقلبه،،
فإلى كلّ أحبابنا:
إلى من هجر القرآن ، واستهان بالمحرمات ، وابتعد عن الدين ، وانفلت من أحكام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وجاهر بالفسق والمجون واتخذ اللهو والغناء مذهبًا ودينًا .. إلى الغافل عما يراد به .. إلى الغافل عن الموت وظلمة القبر وعذابه .. إلى الغافل عن أهوال يوم القيامة .. إلى الهارب من ربه .. إلى الغافل عن ذكر الله .. إلى من ترك الصلوات وسائر العبادات .. توبوا إلى ربكم .
وإليك خطوات تعينك أخي التائب إن شاء الله :
* الصدق في التوبة .. كن صاحب همة عالية وجرأة وشجاعة كي تتخذ هذا القرار الشجاع…
* حطّم كل ما تملك من أشرطة …
* سارع بفتح أقرب مصحف والقراءة منه إذا أحسست برغبة في سماع الأغاني فهو يطمئن النفس ويقمع رغبتها في المعصية…….
وهذه بعض المواد التي تفيد الإخوة والأخوات بإذن الله :
1) أشرطة القرآن الكريم و هي لأئمة كثيرون ( سعود الشريم - أحمد العجمي – ياسر الدوسري – خالد الجليّل )
2) أشرطة محاضرات : (ماذا بعد الالتزام – المحرومون – الملتقى الجنة – قوافل العائدين – ذكريات تائب – القابضات على الجمر – قوافل العائدات) .
3) أشرطة أناشيد ( يا عابد الحرمين – الفاتنة – طموح – كفى ما كان – هموم أمة – ومضة – شيماء تبكي – من للثكالى) …
ومن هنا نزف إليكم بشرى عن توبة صاحب أكبر موقع أغاني ، وقد تم إغلاق الموقع والحمد لله ، وفي داخل الموقع حالياً رسالة من الأخ التائب صاحب الموقع ، نسال الله لنا و له الثبات
وأخيراً ،، أيها الغيارى الصادقين :
إنّ إخوانكم قد عزموا على إطلاق حملة ( اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون) للتحذير من الأغاني ببيان حكمها وكشف مآلاتها السيئة على النفوس والمجتمعات ، وللتعريف بوجوب الحكم بما أنزل الله عز وجل .
فقوموا وهبّوا لنصرة دين الله وانشروا هذه الحملة المباركة
لعل عاصٍ يهتدي .. ومفرط يتوب ..فتكون كفارة للمعاصي والذنوب وعونا على التوبة،،
ألا وإن هذه الحملة بما ورد فيها هي حجة على العصاة الغافلين .. فلا عذر لأحد بعد سماعها ..
وكل إنسان مسئول عن عمله يوم القيامة .. والحساب يوم الحساب ..
يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولا يفلح إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرًا .
( وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ )