والحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه
إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه,,,
أحبتي في الله ...
جميع وسائل الإعلام تحدثت عن إعصار توسنامي و من منطلق كونه ظاهرة طبيعية لها
مسبباتها العلمية ولكن نضع هنا علامات استفهام ولنتوقف لنتفكر
نعم إن التحليل العلمي للظاهرة قد يجعل الباحثين يدرجونها تحت مسببات وظواهر في
علم الطبيعة ولكن الحقيقة أنها تخفي ورائها أمر أخر وهو غضب رب العباد على
العباد
ظاهره تفعل ما تؤمر به (أمرها ربها فاستجابت له ) يسلطها على من يشاء وكيف شاء
جل في علاه
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل : (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ
قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا
الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) [الإسراء : 16]
وإذا رجعنا لحوادث الكوارث والدمار التي لحقت ببعض البلاد المسلمة وغيرها بعد
توالي إعصار جونو عليها وربطناها بأحداث أخرى لوجدنا أن الدمار نتيجة فساد خرج
عن المألوف
من تعدي لحدود الله وانتهاك لحرماته
والله وحده يعلم ما يحدث في هذه المناطق من مجون وعهر وزنا وربا وفسق .... أليس
سببا منطقيا لوقوع العذاب ؟؟
هل نعتبر ونتوقف عن ما يغضب الله سبحانه وتعالى لنأتمن من بطشه يقول الله تعالى
: َ(وكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ
أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ) [الحج : 48]
كذلك نسمع إن في بعض الدول فيضانات وزلازل وحرائق و نلاحظ هذه الأيام تغيرات في
الجو حرارة غير عاديه ورطوبة وضباب.
عندنا هنا في الخليج حرارة جو تكاد تقتلنا أرى كذلك ارتفاع الأسعار رغم غنى
الدول وقله الموارد بسبب نكبات الدول التي نستورد منها ما الخطب ؟؟
الم نتساءل عن ذلك ولما ؟؟
سنعلق الأمور على كل شيء إلا إننا لم نعلقها ولو لمرة واحده في حياتنا أنها من
ذنوبنا؟؟
نعم الذنوب ولما نستخف بها الم تقرأ قول الله تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن
مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) [الشورى :
30]
أخبرتني إحداهن إن الهند تعرضت لفيضانات فتكت بمحصول الأرز وان الأرز سيتضاعف
سعره على ما ورد في النشرة الإخبارية فرددت عليها قائله والله انه من ذنوبنا
ألا نستغفر ؟؟
قال تعالى Sadوَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً
يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ
فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ
) [النحل : 112]
فتبسمت ابتسامه سخريه وقالت أين هم ؟؟
سكت فلاح في ذاكرتي حدث من عدة أيام في بيت الله الحرام لا أقول سمعت بل أقول
رأيت والله ربي رآهم قبل أن أراهم أنا
كنت أنا جالسه بالحرم المكي انتظر إقامة الصلاة وبينما أنا كذلك أتت فتاتين
شابتين لابسات عباءة كتف مزخرفه و محجبات لحظه فو الله إنني طعنت بالحجاب لما
قلت
إنهن محجبات ورأيت وجوههن مزينه بمساحيق ظننت منهن إنهن ضيعن طريقهن في دخول
المسجد لعلهن كن سيحضرن حفل والعياذ بالله فاتبعتهن أخرى تلبس ما يلبسن وتضع ما
يضعن
وبعدها دخلت امرأة عجوز تجلس على كرسي للصلاة فرايتها قد غطت وجهها ووضعت
عباءتها على رأسها فقالت إحداهن لها أمي فصدمت أنا إن هذه العجوز التي لا ترجوا
نكاحاٍ بكامل حجابها
وهن بعكسها في طريقة لبس الحجاب فتسألت ألا يتعلمون من أمهم العجوز الستر؟؟
فجلست انظر لهن ولها واردد قوله تعالى (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون
نكاحاً فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن
والله سميع عليم).
فبعد أقامه الصلاة والانتهاء منها نظرت لهن إذ بواحدة أخرجت ألمرآه وتنظر
لوجهها والأخرى تفتح حقيبتها وتخرج شيء فقلت في نفسي ماذا يا ترى ستفعل!!!
فإذا بها تأخذ مرآة أختها وتفتح قلم احمر الشفاه (روج) وتحمر شفتيها أنا هنا
تسمرت ورب العزة والجلال وعجزت عن النطق أحسست بشلل كامل إلا بعينيي وبقلبي
فكان قلبي يقول حسبي الله ونعم الوكيل أهذا يفعل في بيت الله
فبعد تزينها وقفت وبدأت تضع حقيبتها على كتفها ونظرت إلي وأنا نظرت لها فلم تعد
النظر بي لعله لم يعجبها حجابي الله اعلم بها وذهبت مع من معها والله لم يذهب
هذا المشهد عن فكري كلما تذكرته تحسبت ربي وتندمت على إنني لم انصحها فوالله
إنني لم أتوقف عن نصحها لعجزي ولكن من هول ما رأيت حسبنا الله ونعم الوكيل .
كيف سيرضى الله عنا وفينا من يفعل المنكر وفي بيته... رحماك ربي بنا ( ربنا لا
تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا)
ما أمرنا به ربنا كان كالعقد المنظوم كل لؤلؤه تتبع أختها فلما فرطنا بواحدة
فرطت لآلئه كلها
أختي اتقي الله واعلمي انه لك موعدا مع خالقك فكيف ستقفين بين يديه وبأي عذر
ستعتذرين منه به ؟؟
صاحوا بالحرية فتبعتيهم فلم نجني من الحرية إلا الفقر والجوع والنكبات والمصائب
والأمراض وهذه لا تأتي إلا بغضب ربنا علينا مما يفعل على أرضه وبين نعمه
يأكلون ويشربون ويتنعمون وليس من بينهم شاكر ولا ذاكر ولا عابد ولا متقي إلا ما
رحم الله
نسوا انه يملك أنفسهم وحركاتهم وسكناتهم إن شاء أوقفها وقبضها إليه وهي على وضع
مغضب له
فعلى أي هيئه سيبعث !!!
والذي اعلمه أختي الغالية أن الحجاب الصحيح هو :
((الجلباب والخمار)) ويقال: ((العباءة والمسفع)).
فصفة لبسهما مبتدأين بالخمار وهو أن تضع المرأة الخمار على رأسها ثم تلويه على
عنقها على صفة التحنك والإدارة على الوجه، ثم تلقي بما فضل منه على وجهها
ونحرها وصدرها، ويشترط لهذا الخمار ألاّ يكون رقيقاً يشف عما تحته من شعرها
ووجهها وعنقها ونحرها وصدرها وموضع قرطها.
أما الجلباب وهو ما يسمى بالعباءة فصفة لبسها أن تضعها فوق رأسها ضاربة بها على
خمارها وعلى جميع بدنها وزينتها حتى تستر قدميها، على أن تكون كثيفة، لا شفافة
رقيقة، وأن يكون لبسها من أعلى الرأس لا على الكتفين، وألاّ تكون زينة في
نفسها، وأن تكون ساترة من أعلى الرأس إلى ستر القدمين.
فو الله يا أختي هذا أمر حدث لأخت وهي في بيت الله الحرام تقول أحسست من هذا
الحدث إن حجابي أنقذني بعد الله من نار الدنيا
تقول لبست حجابي (عباءة الرأس, غطاء ألوجهه , القفازين , الجوربين ) وخرجت لا
صلي الجمعة ويوجد مسافة بين السكن والمسجد وبعد الانتهاء من الصلاة ليوم الجمعة
خرجت ولحقني احد الأطفال من أقاربي لخارج المسجد فنظرت للطفل انه لا يلبس نعليه
فقلت أين نعليك قال مع أهلي انتظرناهم عند احد أبواب الحرم فعلمت بعدها انه لا
جدوى من الانتظار فالمكان مزدحم بالناس الخارجين من المسجد فخلعت نعلي وألبستهم
الطفل ومشيت على ارض قد استوقدت من الشمس وأنا امشي والله لا أحس بحرارة الأرض
وكأنني انتعل رغم إنني لا البس إلا الجوارب وكان مع الازدحام لابد وان نتوقف
بالطريق حتى يتحرك الناس فو الله إنني كلما توقفنا لا أحس بأي حرارة للأرض
فوصلت لمكان السكن وقلت لعل الجوارب تشققت من الأرض وحرارتها فلم أجد بهم أي شق
فقلت رحمني الله وحفظني بحجابي .
نعم حجابك هو حجاب لك من النار ومن أيدي العابثين فصوني عفافك به ...
يقول الشيخ عبدا لمحسن الأحمد أن فتاة في المستشفى أتت إليهم وهو واقف مع
الشرطي كانت لا تلبس الحجاب الشرعي تشتكي من رجل يعاكسها
فأشار إليها الشيخ أنها لو كانت محتشمة لما لاحقها هذا الشاب
فشتان بينها وبين هذه المرأة السوداء التي رآها ابن عباس
قال : هذه امرأة من أهل الجنة، ثم أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم خيرها بين
الصبر والجنة، حيث جاءته وقالت:
يا رسول الله إني امرأة أصرع فادع الله لي.
فقال: أتصبرين و لك الجنة؟
قالت: نعم، ولكن ادع الله لي أن لا أتكشف.
فدعا الله لها فكانت تصرع ولا تتكشف رضي الله عنها
بشرت بالجنة لصبرها على قدر الله، ومع بشارتها بالجنة فهي لا تريد أن يرى أحد
شيئاً من جسدها، ولو حصل ذلك فهي معذورة لكنها تكرهه .
فأين هذه الصحابية التي بشرت بالجنة وتكره أن يرى أحد شيئاً من جسدها، أين هي
ممن لم يبشرن بالجنة ويعرضن أجسادهن أو شيئاً من مفاتنهم لكل غادٍ ورائح ؟؟؟
أين هي من نساء المسلمين اليوم اللاتي قلدن النساء الغربيات في لبسهن الضيق
والشفاف ؟ تخشى أن ينكشف شيء من جسدها وهي معذورة شرعا ، فلا إله إلا الله ما
أتقاهن لله !!
أحبتي في الله هذه رسالة موجهه لكل غيور
إن كنتم غيورين على دينكم فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حتى لا نكون كحال
الأقوام السابقة في عذابهم بعد تركهم للمعروف والنهي عن المنكر
فجميع الرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام بعثوا يدعون الناس إلى توحيد الله، الذي
هو أعظم المعروف، وينهون الناس عن الشرك بالله، الذي هو أعظم المنكر
ولما فرط بنو إسرائيل في ذلك وأضاعوه، قال الله جل وعلا في حقهم: [ لُعِنَ
الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ [المائدة:78[.
ثم فسر هذا العصيان فقال سبحانه : [كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ
فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ [المائدة:79[
فجعل هذا من أكبر عصيانهم واعتدائهم، وجعله التفسير لهذه الآية : [ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ
فَعَلُوهُ [المائدة:78-79].
وما ذلك إلا لعظم الخطر في ترك هذا الواجب.
فوالله إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛
لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير،
واختفاء الفضائل، وظهور الرذائل.
وقد أوضح الله جل وعلا في كتابه العظيم منزلته في الإسلام، وبين سبحانه أن
منزلته عظيمة، حتى إنه سبحانه في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل
الدين وأساس الإسلام،
كما في قوله تعالى: [كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل
عمران:110[.
ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب، وما يترتب عليه من
المصالح العظيمة العامة، ولا سيما في هذا العصر،
فإن حاجة المسلمين وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة؛ لظهور
المعاصي، وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة.
كذلك أوصيكم ونفسي أن لا نكون كالذي يأمر بالمعروف ولا يأتيه ، وينهى عن المنكر
ويأتيه، والعياذ بالله
عن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة- رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقولُ: " يؤتى بالرجل يوم القيامة فليقي في النار ، فتندلق
أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدورُ الحمارُ في الرحا
، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان مالك ؟ ألم تك تأمرُ بالمعروف وتنهى
عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت أمرُ بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه"
متفق عليه .(1)
فلا تقول لنصلح أنفسنا قبل أن نصلح غيرنا فبهذا تهلك الأمم وتضيع الأمانة علينا
أن نجتهد في تهذيب أنفسنا وصلاح من حولنا
بالنصيحة والكلمة الطيبة
فو الله إن عصي ربنا ونحن ننظر وتركنا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فلا نأتمن على أنفسنا من غضب الله
قال تعالى ((نبىء عبادي إني أنا الغفور الرحيم *وان عذابي لهو العذاب الأليم))
وأنت أيها العاصي قال تعالى ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمه الله ))
فبادر بالتوبة فباب التوبة مفتوح
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي ((يا بن ادم لو أتيتني
بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة))
سارع إلى مغفرة من ربك قبل أن تغرغر وقبل أن تطلع الشمس من مغربها فبعدها لا
تقبل توبتك
تقبل توبة العبد ما لم يغرغر أي قبل أن تترد الروح في الحلقوم ولذلك لما قال
فرعون حال الغرق : "آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنواسرائيل وأنا من
المسلمين"
قيل له "ألآن وقد عصيت من قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن
خلفك آية", فلم تقبل توبة فرعون.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة , دعوتهما
واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى
يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ـ القتل ـ
وحتى يكثر فيكم المال فيقيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول
الذي يعرضه عليه : لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل
بقبر الرجل فيقول : يا ليتنى مكانه , وحتى تطلع الشمس من مغربها , فإذا طلعت
ورآها الناس آمنوا أجمعين , فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيراً " رواه البخاري ومسلم
فعلينا أن نبادر امة الإسلام لصلاح أنفسنا ومن حولنا لعل الله يرحمنا .
اسأل الله العظيم أن يغفر لنا ولكم إسرافنا في أمرنا وان يتوب علينا انه التواب
الرحيم
وان يجعلنا من الهادين المهتدين لا من الضالين ولا المضلين.
إعداد وكتابة : نسرين السعدون