موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة Empty
مُساهمةموضوع: صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة   صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة Emptyالأحد 16 مارس 2014 - 17:16

صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة
حسين بن رشود العفنان

فرش:
هذه القصة وقعت أحداثها في الدنيا،سمعتها من المربي الفاضل فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد ـ حفظه الله تعالى ـ في بضعة أسطر فخلطتها بقلمي الضعيف.
(الكاتب...)


(1)


هذا الهزيع يهبط على (البصرة)،سرة الأرض ،وواسطة الدنيا، مدينة قد رُميتْ بالأبصار ،وقصدتْ بالآمال، وشدتْ إليها الرحال ، ميرادُ أهل العلم والرأي ،ومنهل أهل الثقافة والفكر، يرومونها لجمع نفائس العلم ، وصيد كرائم المعرفة، ويقصدونها للقاء لِداتهم من أهل اللب والنهى !

هبط، وكم تحته من قائم يصلي، قد بل َّموضع سجوده! وكم من مُحبّر للقران قد خشعت له الملائكة!وكم من مجاهد قد أَرِقتْ عينه على أعراض المسلمين !

تنام ( البصرة ) ملأ جوفنها،والبسيطة ترتجف فرقا منها،وتتزلزل هلعا من أسودها!
تنام (البصرة) وقد نُكّست رؤوس أهل الكفر، ووطِئتْ معاطس أهل الزندقة فمُنع تخلفهم، وقُطعت رجعيتهم، وكُف أذاهم ، ورُفع ظلمهم عن البشر!
تنام (بالبصرة ) والإسلام قد أفغم ما بين الخافقين بشذاه وعَرفه.فقد أظل الغبراء بعدله، ورحمته، وفضله،وبركته، فأضاء القلوب فطربت،وشرح الصدور فرضيت!
تنام (البصرة)وهي تمسك بيد واحدة وتتكلم بلسان واحد فالقلوب مُجتمعة،والهوى متفق،والشمل متحد لأن ربها واحد ودينها واحد ورسولها ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحد!


(2)


بدأ سواد الليل يعظم فمال ميزانه حتى تنفس الصبح وانساب أذان الفجر بصوت رخي بين الأزقة والسُّبل ومع أفواه الدارات والمنازل فمسح قلوب الأتقياء ببرده وسلامه ،وأنعش أفئدة الأنقياء بطيبه وأريجه،فصرصرت الأبواب، ونضحت المياه فازدحمت الطرق وامتلأت المساجد..!

خلا دار (صاحب الثوب الأحمر) فلم يتناهى إليها الأذان إلا وهي خامدة كالقبور،لا نأمة فيها ولا حَسيس (الصوت الضعيف)، فالدنان قد شُعبت،والأعواد قد تعطلت،والطنافس قد قلبت، والأجساد قد مددت، وكأنما قد ضربها قاصف من الريح، أو اجتاحها سيل العرم !

فمن (صاحب الثوب الأحمر )هذا؟!
ويحه!!
قد تقلب أهل زمانه في جنة الإسلام ونعيمه وهو منبوذ في العراء! راضٍ أن يكون مع الخوالف المتأخرين!
وَيْلُمِّهِ ؟! أراغب هو عن الخير ؟! أزاهد هو بالعز؟! أمستغنٍ هو عن المجد؟!ألا يعلم أن الله قد كرّمه وخلقه في القرون المفضلة؟!
فمن هذا الرجل؟!


(3)


إنه (عبد الله ) صاحب لغو ولعب وخرافة ، لا يشهد الخمس ويزامل الأحداث والأوباش!ويجتمع معهم فتضرب الأوتار، وتدار الكؤوس، ويَقْصِفون (أي يأكلون ويشربون ) ويتمايلون، فيميتون ليالي (البصرة) المِسْكيّة ـ التي لم تسلم من أهل الغواية والضلالة ـ جهلا وفسقا، وغفلة وإعراضا!حتى إذا باح الصباح بسره، تفرقوا كل إلى داره!

ولهم على هذا حين من الدهر، وجوه قد اسودّت من مغبة الذنب، وصدور قد اضطربت من ضيق المعصية،ونياتٌ قد خبثت من طول الغفلة، أضاعوا زهرة عمرهم، ومَيعة شبابهم، وشَرْخ أيامهم، في مراتع الهوى والغي !نهجوا سَبيل إبليس، وسلكوا مِنهاجه،فاستغواهم، وزلت بهم أقدامهم!


(4)


قالت ( أم عبد الله ) لابنها يوما وهي تعظه، يا بني:
ما لي أراك معرضا عن الله، غارقا في لهوك ، ما كأنك خلقت لعبادة!أترغب أن تعيش تِلوا لهواك؟! تَبعا لنفسك؟!أُجلّك ـ والله ـ عن حياة الهَمَل والدّواب! إن أجسادنا يا بني لا تقوى على النار وويلاتها !

ووالله إن في الدنيا جنة، لا يلجها الإنسان، إلا من طريق التقوى، والكف عن الحرمات،وهي الطريق الفرد إلى جنات النعيم!ففيها بشاشة الحياة ونضرتها وزهرتها.

بني : من العجب أن تطلق السهم عن القوس لتصيب نفسك! وأن تجأ بطنك بحديدتك! و أن تجرد السيف من غمده لتهوي به على هامتك! وأن تكون راميا و هدفا تعتورك سهامُك! وأعجب من هذا كله بأنك تعلم أنك وحدك المستهدف من تلك الضربات .!

عفواً ـ بني ـ أنا لا أُلغِز(أي أبهم الكلام وأجعله لغزا) فهذه حالي وحالك حين نقترف الذنب! إن ما تفعله ليحكم عليك بفراغ الرأس وخواء العقل .!!
وطفقت تعظه على هذا النسق، من آية عظيمة تذيب القلوب، إلى حديث ترتعد منه الفرائس، إلى حكمة إلى عظة إلى عبرة، حتى انتهت ،وبثت ما في صدرها!!
قال أفرغتِ ؟!فاستبشرت ْو قالت نعم...نعم فرغت يابني! فانقلب على شقه ونام !!
فرفعت أمه يديها...فرفعت يديها ... وجعلتها ذاهبة في السماء حتى كاد نصيفها يسقط!
وقالت : اللهم ارحمه! ورده إليك ردا جميلا! وأقبلْ بقلبه إلى دينك وهُداك! يا أرحم الراحمين!


(5)

كان (عبد الله) جالسا بثوبه الأحمر، أمام داره، والشمس في الطَّفل (أي عند غروبها)، ينكت التراب بيده،شارد الذهن ، مسترسل الخيال ، ينتظر لداته وسمراءه، قد سكب لهم أم الخبائث ، وأعد من أجلهم المعازف.

وبينا هو كذلك إذ اضطرب الناس من بين يديه، وخرجوا من بيوتهم ،وأغلقوا متاجرهم ، وعطلوا مصالحهم ، فازدحمت السكك ،وارتفعت الأصوات ،وجعلوا يرددون على ألسنتهم: (شعبة ...شعبة...جاء الإمام شعبة....)!

فانتبه (عبد الله) وتملكته الحيرة، ودُهش!! فأوقف أحد السابلة واستفهم منه ،فقال الرجل بكل غبطة وسرور : جاء الإمام شعبة، فخرج الناس لاستقباله في صدر المدينة !

فقال (عبد الله) قولة جاهل لا يقدر لعالم قدره: وأيش شعبة؟! ومن شعبة هذا، حتى تتلاطم القرية؟!

قال ألا تعرفه؟! إنه من محدثي الزمان، وإمام من أئمة الهدى، ورجل من العلماء الأثبات، أبو بسطام (شعبة بن الحجاج) قد شابت لحيته في الإسلام، وأفنى عمره في العلم، ورجع ينشره بين الناس، ليقتبسوا من نوره!

فدارت فوق هامة (عبد الله ) علامات تعجب، وآيات استغراب، وقال:أكل هذه الجَلَبة، من أجل شيخ هِم، هو هامة اليوم أو غد؟!

فغضب الرجل وقال: ما أراك إلا رجلا قد رِين على عقلك!! ونهره وأبعده ،فابتعد (عبد الله) ولما يذهب ذهوله!!
فقال (عبد الله) لنفسه يحدثها:الفضول قد أخذ بفكري ،لم لا أقصد هذا الشيخ، أزجي الوقت عنده ،حتى يأتي أصحابي !!


(6)


فحث (عبد الله) خطاه إلى الإمام (شعبة)، وكان قد وصل إلى عَرَصة قريبة من داره ،قد طوقه الناس يصافحونه مستبشرين، ويعانقونه فرحين ،ويسألونه متأدبين، فشق الصفوف إليه، ثم قال بتعاظم ،وشموخ أنف : هيه أنت حدثني !!

فرفع (الشيخ) بصره في وجه (عبد الله)، فرأى شابا آيته آية عابث ، فطريقة كلامه، ومظهره، ولباسه، أنه لا يريد الحديث، ولا أخلاقه من أخلاق أهل العلم وطلبته!

فأعلَّ (عبد الله) السؤال وقد أسكرته خمرة التيه وقال : ألا تسمع قلت ُ : حدثني!!
فقال (الإمام) في حلم وكظم غيظ: لا أحدثك! أنت ليست من أهل الحديث!ولا يؤخذ العلم بهذه السبيل!
فعدا طوره وأخرج سكينا كانت معه وشهرها في وجه (الإمام)..!!

فلما طفح الكيل فار الناس غيضا، وتميزوا حقدا، وتلظوا غضبا، واضطربوا واضطرموا، وغلى الدم في رؤوسهم ، وعزموا على البطش به وأَخْذه ، والشيخ يحكمهم ويردهم حتى غضوا جفونهم على قذى، وطووا نفوسهم على جوى!

فلما حجز الإمامُ الناسَ، تلا بأناة وحكمة، وسكينة وحلم:حدثنا منصور ،عن ربعي بن حراش، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت ).

فشخص بصره، ووجب قلبه، فارتعشت أطرافه، وكأن الشيخ قد صفعه صفعة ، تصفر منها الأنام! وكأنه قد صب على جسمه سَجْلا( أي دلوا) من الماء ،والناس حوله يُسرِّحون النظر فيه، ويتعجبون من حِطته وسقوطه!
فبَضّتْ (سالت) عينه، ورمى سِكينته ،وقَفَل إلى دار ه يسعى!


(7)


فما إن صار إلى أمّه، قبّل رأسها وبكى، فحَدَبتْ عليه وأشفقتْ ، ورقتْ له وتحَننتْ، وبكتْ لبكائه وقالت : مالك يابني ؟! لقد أخذت بمجامع قلبي ...مالك !

فقص عليها ما كان ، ثم قال والندم يفري قلبه ويُذل عصي دمعه:إني في ضيق ،أكاد أُحبس في جسمي !كم أذنبت! وكم عصيت! كم غفلت! وكم تكبر كم أعرضت ! وكم ..وكم ..!

نسيت أن هناك جنة ونارا ،وحسابا وعذابا، وقبرا وحشرا
وأن الله مطلع وشاهد...فقطع كلامه عبرة تُشفق عليه منها! ثم التفتَ إلى أمه وقال : أيتها الكريمة! استغفري لي خطئي، إني كنت بك عاقا مسيئا! ثم كرَّ راجعا فأراق الدِنان واتلفَ أدوات الطرب فانتشرتْ في الغرفة كِسْراتها ، فأُزيل المنكر!

فبكتْ أمه فرحا ،وتهلل وجهها وأَسْفَر ، فرفعت كفيها وقالت :الحمد لله الذي هداك وفتح على بصائر قلبك!

ثم قال : أماه! أريد أن أظعن، وأشد الرحال إلى (المدينة)، وألازم إماما قد طار فضله وعلمه في الآفاق، وأمّه الناس من مشارق الأرض ومغاربها، يقال له (مالك بن أنس الأصبحي)! إني عازم على طلب العلم والتفقه في الدين، فقد أشار عليّ بعض الصالحين بذلك محوا لزلتي وغسلا لعثرتي! فإن أذنتي سِرتُ على بركة الله !

فتهللتْ بَشْرة أمه وقالت: ما كنت لأمنعك عن خير قط ! فسر لبُغْيتك موفقا مسددا وأنت في سبيل الله ، ثم جهزته وودعته ودعت له فقال وهو على ظهر راحلته : إن جاء أصحابي فأضيفيهم ثم قولي لهم إني قد سموت وارتفعت واستبدلت السعادة بالشقوة!والقُنّة بالحضيض!قولي لهم أني راحل عنهم، وعن عشرتهم!

فأم (المدينة النبوية) وألم الذنب يلازمه على ظهور السَبَاسِب (الصحاري)، وفي بطون الأودية، وفوق قُلل الجبال:


لهيبُ ذنبيَ نفسي منهُ تحترقُ = وجمرةُ الذنبِ في الأحشاءِ تلتهبُ
والروحُ ضاقتْ وكانتْ قبلُ في سعة ٍ= كأنها من أليمِ الموتِ تضطربُ
قد كفَ الهوى ناظريّ ثم صيرني = كحاطبٍ في ظلامٍ نالهُ عطبُ
أرخصتُ ساعاتِ عمري وهي غاليةٌ = في لذةٍ أثقلتْ ظهري...فيا عجبُ!!


( 8


حتى ألقى عصاه عند (مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحى)، إمام دار الهجرة، وصاحب السلسلة الذهبية في الإسناد، الموصوفة بالكاملة ، فعكف على دروسه بهمة ونشاط ،فأدناه(مالك) وقربه،واحتفى به، ووصله، فلم يقصر معه في إحسان، ولا تأخر عنه في بر، فأحبه(عبد الله )حبا جما، وأجلّه ووقره!

ورأى من دروس (مالك)، العبر !ومن ذاك شدة تعظيمه لكلام النبي العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإذا أراد تلاوة حديث (توضأ وتزين، وسرح لحيته، وتعطر، وجلس على هيئة التشهد، في هيبة ووقار، وكأن مجلسه، مجلس موتى من شدة السكون، ومن شدة إجلاله للحديث، وإجلال الناس له) فلما رأى ذلك أحد طلبته أنشد:


يدعُ الجوابَ فلا يراجعُ هيبةً = والسائلون نواكسُ الأبصارِ
عزّ الوقار ونور سلطان التقى = فهو المهيب وليس ذا سلطان


وأصاب من دروسه حظا حَفِيلا ،من علم الكتاب والسنة، فقرأ عليه كتابه(الموطأ) الذي وطأه للناس وهذبه حتى أصبح ( عبد الله) أحد رواته الثقات! وعده جِلّة من أئمة الإسلام كابن معين والنسائي وابن المديني من أثبت الناس فيه! وغدت روايته (للموطأ) من أكبر الروايات وأهمها !

وساعتئذ قفل راجعا إلى (البصرة)، يحدوه الشوق إلى أهله ووطنه ، فذاق في بُعدهم ألم الغربة. يحدوه الشوق إلى دليله على الهداية ، شيخه الأول الذي جهل عليه، وأخطأ في حقه!يحثه الشوق إلى (شعبة)، يريد أن يضمه إلى صدره، ويقبّل رأسه ، يزاحم في حِلقه المناكب ويثني في دروسه الركب، لينصت له ،ويروي عنه، فيقوى إيمانه ويزيد علمه ويمتّن سنده !

فلما برزت البصرة بسمائها وطيورها، و نخيلها ودورها، ومائها ونسيمها، وَجَبَ قلبه وخفق، ولما دخلها لم يستقر، حتى سأل عن الإمام (شعبة)، سؤالا لا كسؤاله الأول، وهو جاهل متكبر، بل سؤالا عن حب وشوق، ولهفة وحاجة، سؤال طالب متواضع يقدر للمعلم قدره!


(9)


فأجابوه ! وقالوا له مقالة قضّت مضجعه، وأسالت مَدمعه!

فجثا على ركبتيه وقال:
أحقا مات (الإمام شعبة) ! مات ولم أنظر إليه إلا نظرة على عجل ، ولم أسمع منه إلا حديثا واحدا كفني فيه عن جهل !!

فانتحب! حتى أشفق عليه طلابه، وواسوه، وذكروه بالله، فرضي وسلّم!

أرأيت أخي هذا الذي يتحلق حوله الطلبة!
أرأيت هذا الذي يتزاحم عليه الناس!
أرأيت هذا الذي يشع من وجه نور الطاعة، ووقار العلم!
أرأيت هذا الشيخ الباسم، المتهلل، الطلق!
أرايت هذا العالم المنطلق اللسان، الحسن البيان!
أرأيته!
إنه صاحبنا الشيخ المحدث
الثقة، الثبت، الحجة!
(عبد الله ...)!!!
(عبد الله بن مسلمة القَعْنبي)

هكذا يقول الموطأ فسرح النظر فيه تجد :
حدثنا:عبد الله بن مسلمة القَعْنبي

وهكذا تقول السنن فأمرّ بصرك فيها تجد :
حدثنا:عبد الله بن مسلمة القَعْنبي
فنَبَت اسمه ،على هذه الصفحات الطاهرات، وردا جنيا
يفوح شذاه ،ويتضوع عَرفه!
ما اسود ليل، وابيض نهار!
نسأل الله أن يجزيه عن الإسلام والمسلمين أتم جزاء وأوفاه!
وأن يرحمه رحمة تغفر ذنبه وتكرم مثواه!



شيّدها
حسين بن رشود العفنان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صاحب الثوب الأحمر...قصة قصيرة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها وإن أطلقها ذهبت
» وقفة قصيرة مع قصة
» تضحية / قصة قصيرة
» السرطان الأحمر
» المقصود بالكنزين الأحمر والأبيض



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: قصص اســــــلاميه :: قصص منوعة-
انتقل الى: