سمعت أحدهم يذكر حديثاً هذا نصه :
( يأتي اقوام في اخر الزمن يخضبون السواد باللحى كأنها حواصل حمام ) أو كما قال .
ما درجة هذا الحديث من حيث الصحة ؟
وهل من تفسير بسيط حول معنى الحديث ؟
الحديث ورد بلفظ : يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي وغيرهم ، وصححه الألباني .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : وإسناده قوي إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه ، وعلى تقدير ترجيح وقفه ، فمثله لا يُقال بالرأي ، فحكمه الرفع . ولهذا أختار النووي أن الصبغ بالسواد يُكره كراهية تحريم ، وعن الحَلِيمي : أن الكراهة خاصة بالرجال دون النساء ، فيجوز ذلك للمرأة ، لأجل زوجها . وقال مالك : الحناء والكتم واسع ، والصبغ بغير السواد أحب إليّ . ويُستثني من ذلك المجاهد اتفاقا .
والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات ، ولكن رُدّ عليه .
قال الحافظ ابن حجر في القول المسدد : وأخطأ في ذلك ، فإن الحديث من رواية عبد الكريم الجزري الثقة المخرّج له في الصحيح ، وقد أخرج الحديث المذكور من هذا الوجه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه وغيرهم . اهـ .
والحديث حسّنه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء .
وفي هذا الحديث التغليظ والتشديد على الصبغ بالسواد خلافاً لمن يتساهل فيه .
وأحاديث الوعيد تُترك على ظاهرها أبلغ في الزجر والردع .
والله تعالى أعلى وأعلم
المفتي / عبد الرحمن السحيم