ان الناظر الي حال الامة الاسلامية الان يجد ان الاسلام تحققت غربته بنسبه كبيره بين المسلمين فأصبحنا في زمن المصلحه فوق الدين اصبحنا في زمن تسيطر فيه الاهواء والمطامع علي كل شئ بغض النظر عن ما هو هذا الشئ تعالوا معي نتامل سويا هل اصبحنا نطبق قول الله ورسوله ام اننا نطبق عكس ما امرنا به ؟
قال صل الله عليه وسلم
" تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي "
صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
وقال تعالي " ان الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم "
هل فعلا نحن متمسكون بكتاب الله وسنت نبيه صل الله عليه وسلم ام العكس ؟ تعالوا نتامل في بعض الاحاديث الهامه ونري اتمسكنا ام ضيعنا وفرطنا
اولا : قال صل الله عليه وسلم : ( لا تحاسدوا ، ولا تناجشوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبع بعضكم على بيع بعض ، وكونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره ، التقوى هاهنا – ويشير إلى صدره ثلاث مرات – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) رواه مسلم .
هل هذا الحديث مطبق بيننا ام لا ؟ فلننظر الي واقعنا ونحكم
ننظر الي القتل الذي انتشر والاموال التي سلبت والاعراض التي انتهكت
واصبحت هذه الامور عاديه تفعل علي الملئ ويصفق لها المسلمون ولا حول ولا قوة الا بالله فاي مسلم الذي يفرح بقتل اخيه المسلم واي مسلم الذي يفرح حين تسلب اموال اخيه بغير وجه حق واي مسلم الذي يفرح حين تنتهك اعراض اخيه
لكن اسال كل من يفرح بهذه الامور اترضاه لنفسك اترضاه لاهلك فاتقي الله واعلم انك ستحاسب علي هذا لانك تفرح بشئ باطل تفرح بكبائر الذنوب تفرح بما حرم الله فانت كفاعل الذنب لانك وافقت عليه وايدته فستيقظ من غفلتك وعود الي رشدك قبل فوات الاوان
ثانيا :اصبحنا في زمن من يسير علي هدي نبيه ويستن بسنته يقال عنه ارهابيا ومكانه السجون والمعتقلات بل وقتلهم مباح والامر من ذلك ان المسلمين اصبحوا يحبون ويؤيدون الكفار علي المسلمين وهذا واقع مرير اليم كيف تعين كافرا علي مسلما كيف تفرح يا مسلم ان قتل يهوديا مسلما كيف تفرح ان اغتصب يهوديا مسلمه اي اسلام هذا اللذين تدعونه
ثالثا : عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : \" كُلُّ أَمَّتِى مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ ، وَإِنَّ مِنَ الْمَجَانَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ .
أخرجه البخاري 8/24(6069) و"مسلم" 8/224 .
الان وما نراه من مجاهرة الناس بالمعصيه بل والافتخار بفعلها فنري الانسان يزني ويفتخر بذلك بل ويدعوا اصدقاؤه ليفعلوا ذلك دون حياء ولا خوف من بشر ولا من رب البشر
وما نراه في زمن الانترنت من افلام اباحيه تعرض واجساد عاريه ودعوة الناس للزني والفجور علي الملاء وتضع المراه صورتها وعنوانها وهاتفها للتواصل والمواعده امام الجميع ولا حول ولا قوة الا بالله
وايضا مانراه من نشر الاغاني والكليبات والصور المحرمه والافتخار بفعل ذلك حتي يقال عنها انها فتاه رومانسيه او شاب رومانسي سبحان الله لقد مات الحياء والضمير في مجتمعاتنا الاسلاميه
وعلي الوجهه الاخر اصبح هؤلاء الفجره ينادون بخلع الحجاب واصبحت المحجبه ارهابيه مضطهده واصبح الحجاب تخلف ورجعيه كيف ذلك ايها المنافقون الكاذبون فوالله لو كان كذلك ماامرنا به الله ورسوله صل الله عليه وسلم
رابعا : اصبحنا في زمن يبيع فيه العالم علمه ودينه ولا يقول الحق ويدعوا الناس الي الضلال والهلاك لانه يخشي علي نفسه من بعض الاشخاص
اقول لك ايها العالم اتقي الله في نفسك وفي علمك وفي دينك وقل خيرا او اصمت فالصمت افضل من ان تضل الناس فكما قال صل الله عليه وسلم " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او ليصمت " واحذرك ان تكون ممن تعلم العلم وتكتمه والناس في حاجة اليه فعن أبي هريرة قال قال رسول الله : صلى الله عليه وسلم { من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة } ورواه ابن ماجه والترمذي وحسنه , وصححه الألباني "
فانتم مصابيح هذه الامه الذي قال عنكم خير الانام صل الله عليه وسلم " العلماء ورثة الانبياء " فكونوا علي قدر المسئوليه التي وكلها الله ورسوله اليكم كونوا انتم شعاع النور الذي يضي للمسلمين طريقهم في زمن الاهواء والفتن وكما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله " ان لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل "
وفي كتاب أصول الدين الإسلامي للشيخ محمد بن إبراهيم التويجري .يقول
"والأمة تحتاج إلى العلماء في كل زمان ومكان وأمة بلا علم ولا علماء تعيش في الأوهام وتتخبط في الظلمات إذا تعلم الإنسان ما شرع الله , ومن كتم هذا العلم , وحرم الأمة منه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة واستحق اللعنة إلا من تاب كما قال سبحانه : ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ، إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )
خامسا : اتحدث معكم حول امر مهم وخطير جدا وهو شائع جدا الان وهو من اهم الوسائل التي استغلها الظالمين واعداء الدين لتايد ظلمهم من طرف الناس الا وهو قذف المحصنات
لقد حرّم الله تعالى على المسلم الاستطالة في عرض أخيه المسلم ( و سواء في هذا الحكم الرجال و النساء ) .
قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَ إِثْمًا مُبِينًا ) [ الأحزاب : 58 ] .
و المعنيّون بالوعيد في هذه الآية هم الذين يستطيلون في أعراض المسلمين ظلماً و عدواناً ( أي ينسبون إليهم ما هم برآء منه لم يعملوه و لم يفعلوه " فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً " و هذا هو البَهت الكبير : أن يحكيَ أو ينقل عن المؤمنين و المؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب و التنقص لهم )
وروى أبو داود في سننه و أحمد في مسنده بإسنادٍ صحيحٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ ) .
و المنهي عنه في هذا الحديث هو إطالة اللسان في عرض المسلم ؛ باحتقاره و الترفع عليه , و الوقيعة فيه بنحو قذفٍ أو سبٍ , و إنما يكون هذا أشد تحريماً من المراباة في الأموال لأن العرض أعز على النفس من المال ، كما قال أبو الطيب العظيم آبادي في ( عون المعبود ) .
و لمّا كان القذف من أشنع الذنوب ، و أبلغها في الإضرار بالمقذوف و الاساءة إليه ، كان التحذير منه في القرآن الكريم شديداً ، و مقروناً بما يردع الواقع فيه من العقوبة .
قال تعالى : ( وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ لا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ النور : 4 ] .
و التوبة من القذف كالتوبة من الغيبة من حيث حكمها و كيفيّتها و شروط قبولها
و الحمد لله ربّ العالمين .
اخوكم / عابر سبيل