مشكلتي هي: زوجي منذ أن تزوجته منذ 3 أعوام اكتشفت أنه يشاهد الأفلام الإباحية باستمرار, وواجهته أكثر من مرة, وفي كل مرة كان يضع لي مبررا, فمرة يقول: لم تفتشين أغراضي؟ ومرة يعدني بالترك, وأخرى يحلف لي بولده ويهادنني ببواكيه.
أخيرا قال لي: إنه شيء لا بد منه, وفي بداية السنة الجديدة قال لي: إنه سيفتح صفحة جديدة معي، وهو بالطبع نادرا ما يصلي؛ لأنه في الغالب يكون غير طاهر, وعندما أحرجه وأقول له قم صل؛ يذهب لأي مكان بعيدا
عني ويقول لي: صليت.
هو لا يعرف أنني أعلم أني عندما أتركه وحيدا, ولو لربع ساعة أو أقل, يشاهد تلك الأفلام, والله إني أعلم من نظرات عينيه, ومن كلامه, ومن ملابسه الداخلية أيضا؛ لأنه أصبح يمسح من ورائه كل شيء ممكن أعرف منه, ولكنه ينسى شيئا واحدا, وهو الذي أعرف منه أنه شاهد، فأنا لو عرّفته هذه المرة أنني أعلم؛ سيكتشف هذا المكان وسيمسحه لاحقا.
فكرت أيضا أن أقول لأمه, فهي امرأة عاقلة, فقلت لها مرة في أول الزواج لكني لا أحب أن يعرف أحد ما يدور في بيتي.
وفكرت كثيرا أن أواجهه, أو أترك له ورقة, وأترك البيت لكي يرتدع, لكن لا أعرف هل هذا صحيح أم خطأ, فأنا كل يوم أنام وأنا أبكي وقلبي يتفطر بسبب أفعاله, أطلبه كثيرا لكنه يأبى, ويقول عندي شغل باكرا, وأنا أعلم أنه مارس العادة اليوم، لدرجة أنه شهرا كاملا نسيني, نسي أنه متزوج.
أعيش في جحيم, فهو منذ أن تزوجته لم يقرأ آية واحدة, ولم يصل بي جماعة ولا مرة, وعندما أترك الصلاة لا يقول لي قومي للصلاة, وأحيانا أفكر أن أطلب الطلاق حتى أتزوج من رجل متدين, ليترعرع ولدي في بيئة متدينة, لا أعرف ماذا أفعل، هل أعيش لأربي ولدي؟ لكني لا أعمل, وأكره بيت أهلي؛ لأنه مليء بالمشاكل والخناق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مروة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك الحرص على تماسك الأسرة, ونتمنى أن تبدئي مع زوجك أولاً في تصحيح عقيدته، فلا يجوز له أن يحلف بولده, فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت, ومن حلف بغير الله فقد أشرك وقد كفر.
احرصي بعد ذلك على أن ينتظم في صلاته، واقتربي منه في حياته, وأعطيه الأمان, أعطيه الثقة, وادخلي إلى حياته الخاصة، فإنه يحتاج إلى أن تثقي فيه, ثم بعد ذلك امنحيه التقدير والاحترام, ليعطيك الأمن الذي أنت بحاجة إليه, فالمرأة إذا أمنت مع زوجها, واطمأن إليها, وقدرته واحترمته تلاشت مثل هذه الخلافات الصغيرة.
كما أرجو أن تقتربي من حياته، ولا تكوني سلبية, وبادري أيضاً بالدخول إلى حياته, والتعامل معه, واقتربي منه جداً, وكوني المبادرة أيضاً لطلبه بطريقة عملية ليس بمجرد طلب، ولكن عليك أن تتزيني له, وتحرصي على الاقتراب منه, وتدخلي إلى حياته.
كذلك ينبغي أيضاً أن لا تحاصريه أكثر من اللازم, وأن لا تتخذي أسلوب التحقيق, ونرفض كذلك التنبيش والتجسس عليه, فإنك عرفت المرض, وينبغي أن تبدئي رحلة العلاج، فإن التفتيش والتنبيش يدفعك إليه الشيطان؛ ليملأ حياتك نكداً وحزناً ودموعاً, وهذا طبعاً ليس في مصلحة أحد, بل شعوره بمثل هذه الأشياء يزيده إحباطا.
احرصي كذلك على أن تذكريه بالله، فإن مشاهدته للأشياء السيئة هي رأس البلاء, والإنسان إذا شاهد الأشياء المخالفة بعد ذلك يندفع في هذا الاتجاه, فكوني قريبة منه, ودائماً احرصي على أن تثني عليه, وسلطي الأضواء على جوانب تميزه.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير, وسوف نسعد جداً بالتواصل بعد العمل بهذه الإرشادات, إعطائه الثقة, الاقتراب منه, تذكيره بالله تبارك وتعالى, تشجعيه, ذكر إيجابياته, تذكيره بالأيام المشرقة, تذكيره بولده, تذكيره بحرصك على المحافظة على الأسرة, عدم الشكوى منه لأي أحد من الناس.
نسأل الله أن يعينك على الخير, وعليك كذلك قبل ذلك وبعده بالدعاء, فإن قلبه وقلوب العباد بين أصابع الرحمن يقلبها.
نسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد والهدايا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح ما بينك وما بين زوجك, وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة, وأن يغفر له وأن يتوب عليه, وأن يديم بينكم المودة والوآم أنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -ابنتنا الكريمة الفاضلة- فإنه مما لا شك فيه أن هذه التصرفات ليست مريحة, وأنها قطعاً ستقضي على المودة والمحبة الموجودة بينكما, وستقطع عرى الحياة الزوجية، لأن هذا التصرف المشين الذي يصدر من زوجك لا يقره شرع, ولا يقبله العرف, ولا الواقع.
زوجك قد حفر قبر الأسرة كلها بيده، وأراد أن يذهب ريحها بتصرفه المشين, الذي لا يرضي الله رب العالمين, ولا يقبله أحد من البشر أجمعين.
ولكن؛ نقترح -بارك الله فيك- أن نبدأ الأمور خطوة خطوة, فأول شيء على سبيل الإصلاح, إنما يكون بالمواجهة, جلسة بينك وبين زوجك, تحاولين فيها أن تبيني له وجهة نظرك, وخطورة ما يفعل ويقدم عليه من الأفعال التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى، ولا توافق الشرع, ولا تتفق أيضاً مع أسرة ينبغي أن تكون مترابطة متحابة, وأن تكون العلاقة بينها طبيعية, بيني له أولاً أنك تعرفين هذه التصرفات المشينة, وأنك لن تقبليها؛ لأنها لا ترضي الله سبحانه وتعالى, خاصة وأنه رجل مقصر في صلاته كما ذكرتي, ويتعلل بعلل لا أساس لها من الصحة, ولا وجود لها في الواقع.
فأنا أرى أن يكون الأمر بينك وبينه خاصة, وأنت قلت أنك لا تحبين أن تخرج المشاكل إلى خارج بيتك, اشرحي له كل الذي يعتمل في نفسك بالتفصيل, وبيني له أن هذه التصرفات غير مقبولة, وأنك قد صبرت عليه إلى أبعد حد، ولست على استعداد أن تواصلي الرحلة مع هذا الوضع, فإما أن يتوقف نهائياً عن هذه التصرفات المحرمة, وإما أن تضعي حداً لهذه الحياة, وأن يذهب كل واحد منكم إلى حال سبيله.
بيني له أنك جادة, وأنه كان من الممكن أن أترك البيت, وانصرف دون أن أمهد هذا التمهيد, ولكن لحرصي على الأسرة, وحرصي على استقرارها, وأملي وطمعي في أنك لن تضحي بي, ولا بولدك من أجل هذه الشهوات المحرمة, وهو الذي جعلني ابدأ بهذه الخطوة، فإذا أتت هذه الخطوة أكلها ولو لفترة من الزمن؛ أعتقد أنك قد نجحت فعلاً, وحتى وإن ترك بعض الأحايين وضعف بعض الأحايين, المهم أنه بدأ يدخل بعض التغيرات على نفسه, وأعتقد أن هذا مشجع في حد ذاته، ثم بعد ذلك مع مواصلة الضغط من الممكن أن يتخلص من هذه المعصية حرصاً على استمرار حياته الزوجية هذا أولاً.
وثانياً بارك الله فيك: إذا لم يتيسر ذلك فلا مانع من عرض الأمر على أمه، وأن تخبريها بما تم بينك وبينه؛ لأن أمه ستراً عليه يقيناً، وهي أقرب الناس إليه، ولن ترغب في فضيحة ولدها، إذا لم تجدي هذه الوسيلة الأولى ولا الثانية؛ فمن الممكن فعلاً أن تهجري البيت, وأن تتركي البيت تماماً على سبيل التهديد, لعله يرتدع, لعله يعيد النظر في موقفه, فإذا كان رجلاً جاداً وحريصاً على حياته الأسرية؛ أعتقد أنه لن يضحي أبداً بسهولة بهذه العلاقة القائمة بينكما الآن وبولده، أما إذا كان رجلاً مستهتراً مهملاً لا يعبأ بالآثار المترتبة على تصرفاته المحرمة؛ فمما لا شك فيه أنه لن يهتم بتصرفه, وفي تلك الحالة نقول إنه من حقك فعلاً أن تضعي حداً لهذه الحياة الزوجية التعيسة, عسى الله أن يبدلك خيراً منه.
هناك أمر آخر لا بد أيضاً من الحرص عليه, وهو الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجك؛ لأن الله تبارك وتعالى أمرنا بالدعاء, ووعدنا بالإجابة, وعد الله لا يخلف الله وعده, فعليك بالدعاء والإلحاح على الله تعالى أن يصلح الله لك زوجك, وأن يعيد إليه رشده وصوابه, وأن يبصره بالحق, وأن يجعله من صالحي المؤمنين (أسأل الله أن يكون كذلك).
وبالله التوفيق.