موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Empty
مُساهمةموضوع: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ   وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Emptyالسبت 21 مارس 2015 - 9:55

عنوان الخطبة
وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon
اسم الخطيب
صالح بن عبد الله بن حميد
رقم الخطيب
2
رقم الخطبة
2478
اسم المسجد
المسجد الحرام
تاريخ الخطبة
13/2/1423
وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- حال أهل الأرض عند مجيء الإسلام. 2- الإسلام رسالة أمن وسلام. 3- انتشار الإسلام في ظرف قصير. 4- حقيقة الإسلام ووظيفته. 5- مقصود الإسلام وغايته. 6- الإسلام دين قوة وإباء ضيم. 7- الأمر بإعداد القوة بمختلف أنواعها. 8- فوائد القوة. 9- ضرورة القوة الروحية المعنوية. 10- ذم الجبن والإحجام. 11- أباة الضيم في الأرض المقدسة. 12- فضل العزة والكرامة وإباء الضيم. 13- الحكمة من إعداد القوة: السلام المسلح. 14- من آداب الحرب في الإسلام. 15- القوة المحمودة. 16- القوة المذمومة. 17- قوى الشر الطاغية في العصور الراهنة.
الخطبة الأولى
أما بعد:
فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله عز وجل، فاتقوا الله رحمكم الله، فبتقواه تُنال الدرجات، وتزكو الأعمال، وتزوّدوا من ممرِّكم لمقرِّكم، فأنتم في فترة الإمهال، فالدنيا غرّارة مكّارة، والموت آت لا محالة، والأجل قريب، والأحمال ثقال. فاغتنموا ـ رحمني الله وإياكم ـ سُويعات أعماركم، فالأيام فانية، ولسوف يندم أصحاب القلوب القاسية، وطهِّروا درن الذنوب بفيض العبرات، واستثيروا رقّة القلوب بذكر يوم الحسرات، فالناس فيه سكارى من طول الوقوف، حيارى من هول يومٍ مخوف، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconيَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الحاقة:18].
أيها المسلمون، جاء الإسلام وأممُ الأرض تشتبك في حروب لا تُحصى، ولأغراضٍ من المطامع شتى، دولٌ في القديم كبرى كان القتال بينها سجالاً، فنيت فيها جيوشها، وناءت بمغارمها شعوبها، لم يكن وقود تلك الحروب إلا مطامعَ الكبار، ولم يشعل فتيلَها إلا شهوةُ التوسع والمباهاة في الاستبداد.
لقد جاء الإسلام وجاءت حضارته والعالم تحكمه قوانين الغاب، وتسوده شريعة الوحوش، القوي يقتل الضعيف، والمسلَّح ينهب الأعزل، والحرب تنشب من غير قيد أو حد، فكلّ من ملك قوّة امتطى صهوة جواده، وشهر سلاحه ليستذلّ الأمة الضعيفة على أرضها، ويغلبها على قوتها، ويكرهها على عقيدتها، فيشعلها حرباً آثمة، ويوقدها على الضعفاء ناراً تلظَّى.
وأما العرب أنفسهم في تلك الأحقاب فقد أكلتهم غاراتهم، فكان الاقتتال لهم طبعاً، والقتل بيتهم عادةً، حتى إذا لم يجدوا غارةً على البعيد أغاروا على القريب، فهم على بكرٍ أخيهم إن لم يجدوا إلا أخاهم.
في هذه العصور المظلمة والظروف الكالحة تفجّر ينبوع الإسلام، فلانت القلوب الصلدة، وترطّبت العصور الجافة، وأقبل فيه العالم على دينٍ جعل الإيمان صنو الأمان، والإسلام قرين السلام، فانحسرت مطامع النفوس، وتجافت وساوس الشيطان، وتقاصرت العدوان على الحقوق، وكان النداء لأهل الإيمان: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱدْخُلُواْ فِي ٱلسّلْمِ كَافَّةًوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [البقرة:208].
بهذه الروح وبهذه المبادئ انتشر الإسلام في سنواته الأولى، حتى بلغ مشارق الأرض المعمورة ومغاربها في أقلّ من قرن من الزمان، ومن المعلوم قطعاً أن المسلمين لم يكن لهم في ذلك الوقت من القوة العددية ولا من الآلات العسكرية ولا من تقنيات الاتصالات ولا من وسائل المواصلات ما يمكِّنهم من قهر الشعوب على ترك دينها، ولا فرض الحكم على الديار التي دخلوها، لولا أنه دين حقّ، وحضارة سلام، وسياسة عدل. فالشعوب المفتوحة لم تدِن بالإسلام ولم تتعلم لغة القرآن ولم تخضع للمسلمين إلا لِما ظهر لها فيه من الحق والرحمة والعدل الموصِل لسعادة الدنيا والأخرى.
إن الإسلام دين الفطرة، سمتُه البارزة وعلامته المسجّلة نشرُ الحق وفعل الخير وهداية الخلق، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [آل عمران:104]، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱرْكَعُواْ وَٱسْجُدُواْ وَاعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَٱفْعَلُواْ ٱلْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الحج:77]. تلكم من حقيقة الإسلام ووظيفته التي يجب أن تُعرف في أروقة الأمم ومحافل الدول ومجامع العالم.
أيها المسلمون، والإسلام في غايته والدين في مبادئه لا ينظر إلى مصلحة أمةٍ دون أمة، ولا يقصد إلى نهوض شعب على حساب آخر، ولا يهمّه في قليل أو كثير تملّكُ أرض أو سيادةُ سلطان هذا أو ذاك، ولكن مقصوده وغايته سعادةُ البشرية وفلاحُها وبسط الحق والعدل فيها، فكل توجهٍ غير هذا وكل هدف سوى هذا لا اعتبار له في الإسلام، بل إذا كانت التوجهات تتضمّن ظلماً أو تقود إلى غمط حق فلا بد حينئذ من مقاومتها حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله، فالأرض كلها لله، ويرثها الصالحون من عباد الله.
أمة الإسلام، ولئن كان الإسلام دين رحمة وعدل وسلام فإنه في الوقت نفسه دين قوةٍ وإباء ضيم؛ لأنه دين عملي يأخذ الحياة من واقعها، ويعامل الخلائق من طبائعها، وفي الحياة والطبائع ميلٌ إلى المشاحنات وتوجهٌ نحو المنازعات ودخول في المنافسات، من أجل ذلك وبجانب عدله ورحمته أمر بإعداد القوة التي تحمي الحق، وتبسط العدل، وتزرع الخير، وتنشر السلام، بل إن القوة العادلة أقوى ضمان لتحقيق السلام، وحذّر من أن يفهم الناسُ أن السلام معناه القعود عن الاستعداد ما دام في الدنيا أقوامٌ لا تعرف قيمة السلام، ولا تحترم حرية غيرها في أن تعيش آمنةً مطمئنة في بلادها.
ومن أجل ذلك كله أُمر المسلمون بإعداد القوة وأخذ الأهبة، والقوة المأمور بها قوةٌ شاملة تُحشد فيها كل مصادر القوة، الاقتصادية منها والساسية، والاجتماعية والعسكرية، والأخلاقية والمعنوية، وقبل ذلك وبعده قوةُ الإيمان والاستمساك بالشرع المتين، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الأنفال:60].
والأمة القوية والدولة القوية تُحفظ مهابتها ما دامت صفة القوة ملازمةً لها، وتلكم سنةُ إلهية من السنن التي تبنى عليها الحياة، فلا خير في حق لا نفاذ له، ولا يقوم حق ما لم تحُط به قوةٌ تحفظه وتسنده، وما فتئت أمم الأرض ودولها تُعدُّ نفسها بالقوة، بمختلف الأنواع والأساليب، حسب مقتضيات العصر ومتطلبات الظروف في الزمان والمكان.
أيها المسلمون، ولعل من المناسب الوقوف عند صورة من صور القوة، تلكم هي قوة الروح المعنوية. إن من يقلِّب النظر في تاريخ الأمم التي تتمتّع بالعزّ والسيادة يجدها لم تبلغ ما بلغت إلا بما تربّت عليه من قوّة الروح قبل البناء العسكري، فبقوة الروح وارتفاع المعنويات ـ بإذن الله ـ تَسلم من خطر يمتدّ إليها من الخارج، ويستتبّ لها الأمن من الداخل، وتكون ذات شوكة ومهابة، ولا عجب أن يُولي القرآن الكريم ذلك ما يستحق من عناية، فتنزّلت الآيات التي تربّي النفوس على خلُق البطولة وتحفز الدواعي لإعداد الوسائل واتباع النظم، فالظفر بعيد عن الجبناء، وبعيد عن المهازيل، ولقد توجّهت الآيات الكريمة إلى النفوس تنقّيها من رذلية الجبن والإحجام، وتنذرها بسوء عاقبة الجبناء، اقرؤوا وتدبروا قول الله عزو جل: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconكَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةًوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [التوبة:8]، إن الآية صريحة في أن الجبان يُبتلى بذي قوة لا يعرفُ للعهد رحمة، ولا يقيم للعدل وزنا، ولا يعرف للحق طريقاً.
ولقد سجّل الشجعان وصدّقت الحكماء أن الموت في مواطن البطولة أشرف من حياة يكسوها الذل ويغمرها الهوان، والحر يلاقي المنايا ولا يلاقي الهوان، ومن العجز أن يموت الفتى جباناً.
وآيةٌ أخرى في كتاب الله تفضح فئات من الجبناء الخوارين، أنكروا رجولتهم، ودفنوا كرامتهم، وقعدوا مع فئات لم تُخلق للضرب ولا للطعان، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconرَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوٰلِفِوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [التوبة:87]. ولا يتوارى عن هواتف الشرف أو دواعي البطولة إلا من كان حظه من الرجولة ضئيلاً، ومن الكرامة منقوصاً.
وبثُّ القوة الروحية ـ أيها المسلمون ـ ورفع المعنويات يكون بتربية النشء على خلُق الشجاعة وصرامة العزم والاستهانة بالموت. وإخواننا وأولادنا في فلسطين المحتلة قد ضربوا من ذلك بسهم وافر، أعلى الله قدرهم، ورحم شهداءهم، وشفى مرضاهم، وعوَّضهم ما فقدوا، وحقق لهم النصر على عدوّنا وعدوِّهم.
إن الأمة التي تأبى الضيم بحق هي الأمة التي تلد أبطالاً، وتبذل كل مجهود في إعداد وسائل الدفاع، لا يقعُد بها بخل، ولا يُلهيها ترف.
إن تفاضل الأمم في التمتّع بالحرية والسلامة من أرجاس الضيم لا يتبيّن إلا بقدر ما فيها من شهامة الرجال، وما تدّخره من أدوات الرمي والطعان، فإذا ما اجتمع للأمة رأي وسيف وعزّة تجافت عنها المظالم.
إن العزة وإباء الضيم خلقُ عظيم، ومركب عزيز، أول ما يقع في نفوس الرجال الموكولِ إليهم تدبيرُ شؤون الأمة، وتنفيذ آمالها، وتحقيق طموحها، ورسم خططها.
إن إباءَ الضيم يدفعها إلى أن تذود عن حياضها، وتدافع عن حماها، ولو كان خصمها أعزَّ نفراً وأقوى جنداً وأكثر نفيراً، بل تقف موقف الرجولة والاحتفاظ بالكرامة ولو غلب على ظنّها أنها ستُغلب على أمرها، تفعل هذا إيثاراً لحياة العزة على حياة المهانة، وتجافياً عن خزي وعار تتناقله الأجيال: الخصوم يبغون الفتنة وهم يبغون السلام.
بإباء الضيم تكون الأمة قوية القنى، جليلة الجاه، وفيرة السنا، تزحزح سحائب الظلم والاستعباد، لا تستكين لقوة، ولا ترهب لسطوة.
أمة الإسلام، ذلك شيء مما يتعلق بالقوة المعنوية والعزة النفسية، أما القوة المادية فلا تحتاج إلى مزيد حديث. إنها إعداد ما يتطلبه الدفاع من وسائل الانتصار على العدو، ولقد تفتقت أذهان أبناء العصر عن مكتشفات ومخترعات لأنواع من القوى وأساليب من الاستعداد والإنذار فاقت كل تصوّر.
أيها المسلمون، إن الاستعداد بالقوة يمنع الحرب من أن يتّقِد أوارها، ويجعل الأمة المستعدة في منعةٍ من أن تهضَم حقوقها، إعدادٌ واستعدادٌ من أجل اتقاء بأس العدو وهجومه. ولقد جاء هذا العرض جلياً واضحاً في قول الله عز وجل: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ وَمِن رّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الأنفال:60]، إنه استعداد ليكون سبباً في منع الحرب قبل أن يكون استعداداً عند نشوبها واشتعالها.
نعم، إنه السلام المسلّح، ذلكم أن الضعف يغري الأقوى بالتعدِّي على الضعفاء. إن القوي المستعدّ للمقاومة قلّما يُعتدى عليه، وإن اعتُدي عليه قلّما يظفر به عدوُّه أو ينال منه. إن ترك الاستعداد يُغري بالعدوان ويُسرع بالاستسلام.
إن أخطر ما تتعرض له الأمة هو الغفلة عن الخطر المحدق بها، والتقاعس عن إعداد القوة القادرة على الدفاع.
إن على الأمة الأبية أن تعُدَّ ذلك مسألة حياة أو موت، اقرؤوا قول ربكم في محكم كتابه: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَدَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَّيْلَةً وٰحِدَةًوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [النساء:102]. ومن دقائق تعاليم ديننا وآدابه وشريف غاياته أن العدو إذا عدل عن العدوان وأرهبه السلام المسلَّح كان التوجه حينئذ نحو السلم والحرص عليه وقبوله، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الأنفال:61]، وإن أبى العدو إلا الحرب والقوة فالقوة لا تُدفع إلا بالقوة، والعدوان لا يرد إلا بمثله، وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَقَـٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَـٰتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [البقرة:190]، ففي آداب القتال عندنا: لا يقاتل غيرُ مقاتِل، ولا يُحاسَب إلا المعتدي.
وبعد ـ عباد الله ـ إنما تسقط الأمم في هاوية الذلة إذا صغرت همة رجالها، فلا يُحسون بظلم، ولا يأنفون لعزة، ولا يأثرون لكرامة، يُساقون بذلتهم ومهانتهم إلى جهل ونفرة وشقاق، العاجز لا يُرجى لدفع ملِمَّه، ولا يُؤمَّل في النهوض بهمَّة، كما أنه ليس من العقل ولا من الحكمة الوقوف مع الهزائم، واستعادة الأحزان، والتعثرُ في عقابيلها[1]، وتبادل كلمات اللوم وآهات التحسر: ليت ولو أن، فما كان ذلك من أخلاق الأقوياء، ولا من مسالك ذوي العزة والأنفة وأباة الضيم، وفي التنزيل العزيز حثُّ لأهل الإيمان أن لا يكونوا مثل أصحاب هذه المسالك: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوٰنِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِى ٱلأرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ حَسْرَةً فِى قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ يُحْيىِ وَيُمِيتُ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Mid-icon وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Mid-icon وَلَئِنْ مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى ٱلله تُحْشَرُونَوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [آل عمران:156-158].
نعفني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Salla-icon، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


[1] العقابيل بقايا العلّة والعداوة أو الشدائد.
الخطبة الثانية
الحمد لله الإله الحق، لا تُحصى دلائل وحدانيته ولا تُعد، أحمده سبحانه وأشكره، لا ينتهي كرمه ولا يحد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تنزّه عن الصاحبة والولد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أكرم رسول وأشرف عبد، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان وسلك مسالك الرَشَد.
أما بعد:
فإن القوة متمدَّحَة حين تكون في طرق الخير ووجوه المنافع للنفس والأهل والناس أجمعين، قوةٌ تحقّ الحق وتبطل الباطل، تسير في المسار الصحيح والغايات الشريفة.
أما حينما توظَّف القوةُ في سبيل الشر والأنانية والمصالح الضيقة وإيذاء الناس وبسط النفوذ المستكبر تكون وبالاً على البشرية، بل إنها في المآل وبالٌ حتى على أصحابها، ولقد قالت قوم عادٍ الأولى: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconمَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [فصلت:15]، وقال لهم نبيهم هود عليه السلام محذِّراً ومنذراً: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconوَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Mid-icon فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الشعراء:130، 131].
وفي مراجعة القوة في العصور الراهنة، تلك القوة المتسلطة التي صحبت عهود الاستعمار، إنها قوى شر تسلطت على أمم ضعيفة، جاسوا خلال الديار، يفتشون عن الثروات ويقطعون طرق التجارات، ويستأثرون بالمنافع، في قلوب ملأى بالجشع، ونفوس مفتوحة بالشره، تتقدّمها معدات مُجَنْزَرة، وتظلِّلها طائرات مُزمجِرةً، في عساكر مدربة وإرساليات ماكرة، يقطعون على أهل البلاد أرزاقهم، ويكدِّرون على الوادعين أمنهم، لم تكن تلك القوى في سبيل الله، ولم تكن لإعلاء كلمة الله، بل كانت للشهوات والمصالح الضيقة.
ولقد علم من استقرأ التاريخ أن الحروب المعاصرة أشدّ حروب البشر ضراوة، وأقساها معاناة، ولا يزال كثير من الدول الكبير منها والصغير تنفق على الاستعداد للحروب فوق ما تنفق على المصالح الأخرى الضرورية للدولة وللأمة، بل إن فيها من يُرهق شعوبه بالضرائب لأجلها.
ولولا سوء النية وفساد الطوية في بعض النفوس وقلة الثقة المتبادلة بين كثير من الدول لأمكن الاتفاق سراً وجهراً على ما ينادي به الفضلاء ويقترحه العقلاء من تقليل الاستعداد لهذه الحروب المدمّرة، والتي كثرت أسبابها، واتسعت اختراعاتها، وتنوّعت تقانياتها، فصارت خطراً على غير المقاتلين، تُهلك الحرث والنسل، بل تقضي على كل آثار الحضارة والعمران، ولكن مع الأسف إذا ساد قانون الغاب فلا يُسمع لضعيف قول، ولا يُعترف له بحق، ولو أقام كلَّ البراهين وأدلى بكل الصحيح من الحجج. وحينما يكون العقل لشريعة الاستبداد فالقول قول القوي، والنافذ فعل الظالم، يأخذ وينهب، وليس معنياً بحجة، ولا سائلاً عن برهان.
ألا فاتقوا الله ـ أيها المسلمون ـ ما استطعتم، وأعدوا من قوة الخير والحق ما استطعتم، ثم صلوا وسلموا على نبيكم محمد نبي الرحمة والملحمة، فقد أمركم بذلك ربكم فقال في محكم تنزيله وهو الصادق في قيله: وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ Start-iconإِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماًوَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ End-icon [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر والخلُق الأكمل، وعلى آله الطيبين الطاهرين...
 
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُم مّن قُوَّةٍ
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ
» فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
» فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
» وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ ... موثق من قنوات عالمية
» تفسير قوله تعالى : ( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ )



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: