موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 عذاب القبر ونعيمه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

عذاب القبر ونعيمه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

عذاب القبر ونعيمه Empty
مُساهمةموضوع: عذاب القبر ونعيمه   عذاب القبر ونعيمه Emptyالسبت 21 مارس 2015 - 9:39

عنوان الخطبة
عذاب القبر ونعيمه
اسم الخطيب
ناصر بن محمد الأحمد
رقم الخطيب
55
رقم الخطبة
3484
اسم المسجد
النور
تاريخ الخطبة
14/2/1415
عذاب القبر ونعيمه Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- ضرورة تفكر الإنسان في قاله. 2- ظلمة القبر. 3- ضمة القبر. 4- سؤال القبر. 5- موعظة في الموت والاحتضار. 6- حديث عن النزع والقبض والقبر. 7- احتضار بعض السلف.
الخطبة الأولى
أما بعد: هناك الكثير من الحقائق الإيمانية، والتي يعتقد بها المسلم، ويعلم علماً يقيناً أنه سيمر بها، لكنه مع زحمة الحياة، والتناسي والانشغالات يغفل عن هذه الحقائق. وإن كان يعتقد بها.
وهذه الغفلة يا عباد الله، يجب أن لا تطول بل لابد بين كل آونة وأخرى، أن يقف مع نفسه، ويتذكر ويتأمل، تلك اللحظات التي سوف يمر بها، ويفكر بعد ذلك بحاله ومآله، هل سيكون من الذين يقال في حقهم، عذاب القبر ونعيمه Start-iconيُثَبّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلآخِرَةِعذاب القبر ونعيمه End-icon [إبراهيم:27]. أم يكون من الذين قال الله تعالى فيهم: عذاب القبر ونعيمه Start-iconوَلَوْ تَرَى إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ فِى غَمَرَاتِ ٱلْمَوْتِ وَٱلْمَلَـئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ ٱلْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيْرَ ٱلْحَقّ وَكُنتُمْ عَنْ ءايَـٰتِهِ تَسْتَكْبِرُونَعذاب القبر ونعيمه End-icon [الأنعام:93].
أيها المسلمون، إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، القبر ذلك المكان المظلم الضيق، الذي لابد لكل منا أن يلِجَه، ويسكن فيه ما شاء الله له أن يسكن ثم يذهب بعد ذلك إلى مستقره، فإما إلى جنة وإما إلى نار.
فكر يا أخي في القبر، هل وقفنا مع أنفسنا يا عباد الله، وحاولنا أن نتذكر القبر وضمته، وضيقه وظلمته، أم أننا مشغولون بدنيانا، حتى لم نجد لحظة واحدة، نتذكر فيه هذا الموقف العظيم. في كل يوم نفقد أحد الأحباب، وندفن بعض الأصحاب.وكأن هذه المواقف تمر بغيرنا، ونحن بعيدون عنها.
الموت في كل يوم ينشر الكفنا             ونحـن في غفلة عما يراد بنـا
لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتهـا             وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلـوا             أين الذيـن همُ كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأساً غير صافية             فصيرتهم لأطباق الثرى رهنـا
أيها المسلمون، والله إن القبر له هول عظيم، وإن فظاعته لشديدة، قال عليه الصلاة والسلام: ((ما رأيت منظراً قط إلا القبر أفظع منه)).
إن القبر له ظلمة شديدة، قال عليه الصلاة والسلام ذلك، عندما ماتت المرأة التي كانت تَقُمّ المسجد في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ففقدها الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخبروه أنها ماتت من الليل، ودفنوها، وكرهوا إيقاظه، فطلب من أصحابه أن يدلوه على قبرها فجاء إلى قبرها، فصلى عليها ثم قال: ((إن هذه القبور مليئة ظلمة على أهلها، وإن الله عز وجل منورها لهم بصلاتي عليهم)) متفق عليه.
إن للقبر لضمة، لا ينجو منها أحدا، كبيراً كان أو صغيراً، صالحاً كان أو ظالماً، ولو نجى منها أحد، لنجى منها سعد بن معاذ، كما قال عليه الصلاة والسلام، ذلك الذي تحرك لموته عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفاً من الملائكة رضي الله عنه.
أيها المسلمون، يا من تقدمون على قبوركم، وليس بينكم وبين ذلك، إلا مفارقة الروح للبدن، اعلموا أيها الإخوة، أن للقبر فتنة، وإن هذه الأمة تفتن في قبورها، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق،  صلى الله عليه وسلم، ثبت فيما صح عنه: ((أنه إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، وللآخر النكير، فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول ما كان يقول، هو عبد الله ورسوله، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله وإن كان منافقاً قال: سمعت الناس يقولون قولاً، فقلت مثله، لا أدري)). وفي رواية البراء بن عازب رضي الله عنه: ((فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له:من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: عذاب القبر ونعيمه Start-iconيُثَبّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَاعذاب القبر ونعيمه End-icon فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فينادى منادٍ من السماء أن صدق عبدي)) وقال في العبد الكافر أو الفاجر: ((ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له: من ربك؟فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان له ما دينك فيقول: هاه هاه، لا أدري، فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يُهتدى لاسمه، فيقال محمد، فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون ذاك، قال: فيقولان: لا دريت ولا تليت، فينادي منادى أن كذب عبدي)).
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، أن تجعلنا من الذين تثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة. اللهم اجعل قبورنا، وقبور آبائنا وأمهاتنا، وقبور من له حق علينا، وجميع المسلمين، روضة من رياض الجنة، ولا تجعلها حفرة من حفر النيران، يا أرحم الراحمين.
أيها الأحبة في الله، تفكروا في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله، كفى بالموت مفزعاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهادماً للذات، وقاطعاً للأمنيات.
هل فكرت يا عبد الله، في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك إلى قبرك، إذا نُقلت من سعة إلى ضيق، وخانك الصاحب والرفيق، وهجرك الأخ والصديق، وأُخذت من فراشك وغطائك إلى غرر، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر، فيا جامع المال، والمجتهد في البنيان، ليس لك من مالك إلا الأكفان، بل هي للخراب والذهاب، وجسمك للترائب والمتاب. فأين الذي جمعته من المال، فهل أنقذك من الأهوال، كلا بل تركته لمن لا يحمدُك، وقدِمت بأوزارك على من لا يعذرُك.
أيها المسلمون، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم، من كان القبر طالبه، والقبر بيته، والتراب فراشه، والدود أنيسه، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر، فكيف يكون حاله؟.
مثِّل لنفسك يا عبد الله وقد حلت بك السكرات ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول، إن فلاناً قد أوصى، وماله قد أحصى، ومن قائل يقول: إن فلاناً ثقل لسانه، فلا يعرف جيرانه، ولا يكلم إخوانه، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب، ولا تقدر على رد الجواب، فتخيل نفسك يا عبد الله، إذا أُخذت لفراشك، إلى لوح مُغسّلك، وغسلك الغاسل، وألبست الأكفان، وأوحش منك الأهل والجيران، وبكت عليك الأصحاب والإخوان، وقال الغاسل: أين زوجة فلان تحلله، وأين اليتامى، ترككم أبوكم، فما ترونه بعد هذا اليوم أبداً.
ألا أيهـا المغـرور مـالك تلعب                  تؤمــل آمـالاً وموتـك أقـرب
وتعلـم أن الحـرص بحر مُبعـدٌ                   ســفينة الدنيـا فإيـاك تعطـب
وتعلم أن الموت ينقـضّ مسرعاً          عليك يقيناً طعمُـه ليـس يُعْـذَب
كأنـك توصي واليتـامى تراهم                   وأمهـم الثكلـى تنـوح وتنـدب
تغص بحـزن ثـم تلطم وجهها           يراها رجـال بعدمـا هـي تحجب
وأقبل بالأكفــان نحوك قاصدٌ           ويحثى عليك التراب، والعين تسكب
يا غافلاً عن هذه الأحوال، يا غافلاً عن قبرك والمآل، إلى كم هذه الغفلة أتحسب أن الأمر بسيط، وتزعم أنه يسير، وتظن أن سينفعك حالك، إذا آن ارتحالك أو ينتقذك مالك، حين تُوبِقُك أعمالك، أو يفنى عنك ندمك، إذا زلت بك قدمك، أو يعطف عليك عشيرتك، حين يضحك محشرك.
كلا والله ساء ما تتوهم، ولابد أن ستعلم. لا بالكفاف تقنع، ولا من الحرام تشبع، ولا للعظات تسـمع، ولا بالوعيد ترتدع، دأبك أن تتقلب مع الأهواء، وتخبط خبط عشواء، يعجبك التكاثر بما لديك، ولا تذكر ما بين يديك، أتزعم أن ستترك سدى، وأن لا تحاسب غداً، أم تحسب أن الموت يقبل الرِشا؟
كلا، لن يُدفع عنك الموت بمال ولا بنون، ولا ينفع أهل القبول إلا العمل المبرور، فطوبى لمن سمع ووعى، وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى وأن إلى ربك المنتهى، فانتبه من هذه الرقدة، واجعل العمل الصالح لك عدة، ولا تتمن منازل الأبرار، وأنت مقيم على الأوزار، عاملٌ بعمل الفجار.
راقب الله يا عبد الله في الخلوات، ولا يغرنك الأمل، فتزهد عن العمل.
تـزود من معاشك للمعـاد              وقم لله واعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيـرا                فإن المال يجمع للنفـاد
أترضى أن تكون رفيق قوم                 لهم زاد وأنت بغير زاد
اللهم ارحمنا برحمتك فإنك الغافر ولا تعذبنا فإنك علينا قادر.
بارك الله لي ولكم ..
 
 
الخطبة الثانية
أما بعد: أيها المسلمون، قال صلى الله عليه وسلم: ((القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه)).
أيها الأحبة في الله، في بعض الكلام تكرار، وغالبه معروف وليس بجديد، لكن نحن بحاجة إليه، بحاجة أن يذكر بعضنا بعضاً بين فترة وأخرى بمثل هذا الكلام.
وهذا من أجل أن يتنبه الإنسان ويحاسب نفسه، نحاسب غيرنا وننسى محاسبة أنفسنا. فقفوا الوقفة الصادقة مع النفس محاسبةً ومساءلة. فوالله لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون، ولتجزون بما كنتم تعملون.فجنة للمطيعين، ونار جهنم للعاصين عذاب القبر ونعيمه Start-iconأَفَمَن يُلْقَىٰ فِى ٱلنَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِى ءامِناً يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌعذاب القبر ونعيمه End-icon [فصلت:40].
إخوتي في الله، من غفل عن نفسه تصرمت أوقاته ثم اشتدت عليه حسراته. وأي حسرة على العبد أعظم من أن يكون عمره عليه حجة.وتقوده أيامه إلى المزيد في الردى والشقوة. إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين.. فانتبهوا بإيقاظه، واعتبروا بألفاظه. ورد في الأثر: "أربعة من الشقاء: جمود العين، وقسوة القلب، وطول الأمل، والحرص عن الدنيا".
معاشر الإخوة، من حاسب نفسه في الدنيا خف في القيامة حسابه، وحسن في الآخرة منقلبه، ومن أهمل المحاسبة دامت حسرته وساء مصيره. وما كان شقاء الأشقياء إلا لأنهم كانوا لا يرجون حساباً. وقعوا ضحايا خداع أنفسهم، وأحابيل شياطينهم، وافتهم المنايا وهم في غمرة ساهون.
في الشباب من غره شبابه فنسى فقدان الأقران، وغفل عن سرعة المفاجآت، وتعلق بالآمال والأماني، وما هي والله إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين، وما الاعتماد عليها إلا بضائع الحمقى، ورؤوس أموال المفاليس، والتمني والتسويف إضاعة للحاضر والمستقبل.
وفي أهل العلم من جدّ في التحصيل وغفل عن العمل، أعطوا علوماً فصرفوها في الرياء والمجادلات، والعلو على الأقران، يمزق دينه من أجل ترقيع دنياه، لا يتحاشى غيبة ولا يسلم من حسد.
وفي أهل الدنيا من صرف أمواله في الشهوات والمحرمات. وأشد هؤلاء من كسب مالاً، فأدخله النار وورثه من بعده قوم صالحون عملوا فيه بطاعة الله، فأدخلهم الجنة. ليس أعظم حمقاً ممن ضيع ماله وأصلح ماله غيره، وقد علم أن ماله ما قدم، ومال غيره ما خلّف.
ألا ينظر هؤلاء وهؤلاء: لقد وهن العظم، وابيض الشعر، ورحل الأقران، ولم يبق إلا الرحيل. عجيب حال هذا الغافل: يوقن بالموت ثم ينساه ويتحقق من الضرر ثم يغشاه، يخشى الناس، والله أحق أن يخشاه، يغتر بالصحة وينسى السقم، ويفرح بالعافية ولا يتذكر الألم، يزهو بالشباب ويغفل عن الهرم، يهتم بالعلم ولا يكترث بالعمل، يحرص على العاجل ولا يفكر في خسران الآجل، يطول عمره ويزداد ذنبه، يبيض شعره ويسود قلبه، قلوب مريضة عز شفاؤها، وعيون تكحلت بالحرام فقل بكاؤها. وجوارح غرقت في الشهوات فحق عزاؤها.
سبحان الله ـ عباد الله ـ ألم يأنِ لأهل الغفلة أن يدركوا حقيقة هذه الدار. أما علموا أن حياتها عناء، ونعيمها ابتلاء، جديدها يبلى، وملكها يفنى، وُدّها ينقطع، وخيرها ينتزع، المتعلقون بها على وجل، إما في نعم زائلة، أو بلايا نازلة، أو منايا قاضية. عذاب القبر ونعيمه Start-iconيٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا مَتَـٰعٌ وَإِنَّ ٱلاْخِرَةَ هِىَ دَارُ ٱلْقَـرَارِعذاب القبر ونعيمه End-icon [غافر:39]، العمر قصير، والخطر المحدق كبير. والمرء بين حالين: حال قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وأجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه.
إذا كان الأمر كذلك أيها الأحبة، فعلى صاحب البصر النافذ أن يتزود من نفسه لنفسه، ومن حياته لموته، ومن شبابه لهرمه، ومن صحته لمرضه، فما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا سوى الجنة أو النار.
ومن أصلح ما بينه وبين ربه كفاه ما بينه وبين الناس، من صدق في سريرته حسنت علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه.
والمحاسبة الصادقة ما أورثت عملاً، فعليك ـ يا عبد الله ـ أن تستدرك ما فات بما بقي فتعيش ساعتك ويومك، ولا تشتغل بالندم والتحسر من غير عمل. واعلم أن من أصلح ما بقي غُفر له ما مضى، ومن أساء فيما بقي أُخذ بما مضى وبما بقي. والموت يأتيك بغتة، فأعط كل لحظة حقها، وكل نَفَس قيمته، فالأيام مطايا، والأنفاس خطوات والصالحات هي رؤوس الأموال، والربح جنات عدن، الخسارة نار تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى. وأنت حسيب نفسك.
روى الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح، حديث البراء بن عازب رضي الله عنه قال : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار، فانتهينا إلى القبر ولمّا يلحد، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبلاً القبلة، وجلسنا حوله، وكأن على رؤوسنا الطير، وفي يده عود ينكت في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء، وينظر إلى الأرض، وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً، فقال: ((استعيذوا بالله من عذاب القبر ـ مرتين أو ثلاثاً ـ))، ثم قال: ((اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ثلاثاً، ثم قال: إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة. نزل إليه ملائكة من السماء، بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس، معهم كفن من أكفان الجنة، وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيّ السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، فذلك قوله تعالى: عذاب القبر ونعيمه Start-iconتَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرّطُونَعذاب القبر ونعيمه End-icon [الأنعام:61]، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها، فلا يمرون، يعني بها، على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب، فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له، فيفتح لهم، فيشيعه من كل سماء مقربوها، إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل:  اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وما أدراك ما عليون، كتاب مرقوم، يشهده المقربون، فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرد إلى الأرض وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين، فيأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه ويجلسانه، فيقولان له: من ربك ؟فيقول: ربي الله، فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له، ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟، فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان له: وما يحملك، فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت، فينتهره فيقول: من ربك، ما دينك، من نبيك، وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن، فذلك حين يقول الله عز وجل: عذاب القبر ونعيمه Start-iconيُثَبّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَاعذاب القبر ونعيمه End-icon فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادى مناد في السماء: أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً من الجنة، قال: فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، قال: ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول: أبشر بالذي يسرك، أبشر برضوان من الله، وجنات فيها نعيم مقيم، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له: من أنت، فوجهك الوجه يجيء بالخير فيقول: أنا عملك الصالح، فوالله ما علمتك إلا كنت سريعاً في إطاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له باب من الجنة، وباب من النار، فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله، أبدلك الله به هذا، فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقال له: اسكن)).
قال: ((وإن العبد الكافر وفي روايةٍ الفاجر، إذا كان في انقطاع من الدنيا، وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد، سود الوجوه، معهم المسوح من النار، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت، حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة، اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده فينزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فتقطع معها العروق والعصب، فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء، وتغلق أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله ألا تعرج روحه من قبلهم، فيأخذها، فإذا أخذها، لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك السموح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها، فلا يمرون بها على ملأٍ من الملائكة، إلا قالوا:ما هذا الروح الخبيث فيقولون: فلان ابن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا، حتى ينتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له، فلا يفتح له))، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: عذاب القبر ونعيمه Start-iconلاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوٰبُ ٱلسَّمَاءِ وَلاَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلْجَمَلُ فِى سَمّ ٱلْخِيَاطِعذاب القبر ونعيمه End-icon [الأعراف:40]، ((فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين، في الأرض السفلى، ثم يقال، أعيدوا عبدي إلى الأرض، فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، فيطرح روحه من السماء طرحاً، حتى تقع في جسده))، ثم قرأ: عذاب القبر ونعيمه Start-iconوَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍعذاب القبر ونعيمه End-icon [الحج:31].
((فتعاد روحه في جسده، قال: فإنه ليسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه، ويأتيه ملكان شديدا الانتهار، فينتهرانه، ويجلسانه، فيقولان له، من ربك، فيقول: هاه هاه لا أدري، فيقولان له: ما دينك؟فيقول: ها هاه لا أدري، فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟فلا يهتدي لاسمه، فيقال محمد، فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون ذاك، قال: فيقال: لا دريت ولا تلوت، فينادى مناد من السماء، أن كذب، فأفرشوا له من النار وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرها وسمومها، ويضيق عليه قبره، حتى تختلف منه أضلاعه. ويأتيه رجل قبيح الوجه، قبيح الثياب، منتن الريح، فيقول أبشر بالذي يسوؤك، هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول: من أنت؟ فوجهك الذي يجيء بالشر، فيقول: أنا عملك الخبيث، فو الله ما علمتك إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله، سريعاً إلى معصية الله، فجزاك الله شراً، ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة، لو ضرب بها جبل كان تراباً، فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً، ثم يعيده الله كما كان، فيضربه به ضربة أخرى، فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين، ثم يفتح له باب من النار، ويمهد من فرش النار، فيقول: رب لا تقم الساعة)).
فاتقوا الله عباد الله، كفى بالموت واعظاً، فإنه لا يقرع باباً، ولا يهاب حجاباً لا يقبل بديلاً، لا يأخذ كفيلاً، ولا يرحم صغيراً، ولا يوقر كبيراً.
أكثروا من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ولا تغتروا يا عباد الله، بهذه الأعمال البسيطة التي تقدمونها.
يروى أنه لما احتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قالت عائشة:
لعمـرك ما يغني الثـراء عن الفتى                  إذا حشرجت يوماً وضاق بها الصدر
فقال: ليس كذلك، ولكن قولي: عذاب القبر ونعيمه Start-iconوَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُعذاب القبر ونعيمه End-icon [ق:19].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند موته، ويلي وويل أمي، إن لم يرحمني ربي.
ولما احتضر أبو هريرة رضي الله عنه بكى، فقيل له: وما يبكيك؟فقال: بُعد المفازة وقلة الزاد، وعقبةٌ كئود، المهبط منها إلى الجنة أو إلى النار.
ولما احتضر عمر بن عبد العزيز، قال: إلهي أمرتني فلم ائتمر، وزجرتني فلم أنزجر، غير أني أقول: لا إله إلا الله.
وقال المزني، دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها، فقلت له: أبا عبد الله، كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً، ولإخواني مفارقاً، وبكأس المنية شارباً، وعلى الله واراداً، ولا أدري نفسي تصير إلى الجنة فأهنئها أم إلى النار فأعزيها. ثم بكى وقال:
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبـي                جعلت رجائي نحو عفوك سلما
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــه                بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عـن الذنب سيدي               تجود وتعفـو منّـة وتكرمـا
ولـولاك لم يغـوِ بإبليـس عابـد                فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله كما أمركم.
اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
اللهم اجعل قبورنا روضة...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عذاب القبر ونعيمه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» شبهة .. عذاب القبر ونعيمه: ليس له وجود
» اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال
» عذاب القبر والوقاية منه
» عذاب القبر والوقاية منه
» شبهة حول عذاب القبر



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: