الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله
.. وبعد:
أربع طرق تعبدية لاغتنام أوقات الملاحظة:
1- مراقبة الله تعالى (الأمانة)،
2- الدعاء،
3- الذكر،
4- الدعوة.
أخي المعلم الفاضل: جزاك الله خيراً وأعانك الله تعالى على أداء أمانة العلم والتعليم وجعلك مباركاً حيثما كنت وبعد:
أوقات الملاحظة على الطلاب وهم يؤدون الامتحان فرصة أيّها المعلم لكي تستغل هذا الوقت الذي قد يستغرق الساعتين والثلاث وخاصة في المدارس الثانوية والجامعات في أكثر من عبادة من استشعار ومراقبة الله تعالى وتأدية الواجب المناط بك من خلال الملاحظة والذكر والدعاء والنصح والإرشاد لإخواننا الطلاب وهذا الطريقة لا يعرفها إلا الحافظون لأوقاتهم والحريصون على أنفاسهم أن تذهب في غير طاعة الله تعالى.
فهل يكون هذا الوقت فرصة لزيادة الحسنات والارتقاء في الدرجات وزيادة الإيمان؟
أرجو ذلك من إخوتي معلمي المدارس والجامعات ولكم مني الدعاء والتوفيق في حياتكم العملية وأن يجعلكم دعاة خير وهدى في هذا الميدان الفسيح من ميادين العلم والمعرفة، فهو فرصة لدعوة الأقربين إلى الله تعالى.
قال رسول الله
:
{ ليس يتحسر أهل الجنة على شيء إلا على ساعات مرت لم يذكروا الله عز وجل }.
للمعلم برنامج عملي لاغتنام أوقات الملاحظة أثناء الاختبار:
فضل هذا البرنامج: قال الله تعالى:
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الأحزاب:35].
مغفرة لذنوبهم وأجراً عظيماً لطاعتهم لله تعالى.
قال رسول الله
:
{ سبق المفردون }. قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال:
{ الذاكرون الله كثيراً والذاكرات }. المفردون هم: الذين انفردوا بذكر الله تعالى وأشغلوا أنفسهم به.
قال الحسن البصري: ( الدنيا ثلاثة أيام، أما أمس فقد ذهب، وأما غداً فلعلك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل به ).
البرنامج المقترح لاغتنام الملاحظة في الذكر والدعاء والدعوة:
استشعر أخي المعلم الفاضل أنك في عبادة لله تعالى من خلال أداء الأمانة ومراقبة الله تعالى في تأدية الواجب المناط بك فاحفظ الله تعالى يحفظك.
أولاً: البرنامـج العملـي من الذكـر:1-قول:
{ سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر } (100 مرة) فهي أحب الكلام إلى الله.
2-قول:
{ سبحان الله وبحمده } (100 مرة) فهي وسيلة لمغفرة الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر.
3-قول:
{ أستغفر الله وأتوب إليه } فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً.
4-قول:
{ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم } فهي خفيفة على اللسان وثقيلة في الميزان وحبيبة إلى الرحمن.
5-قول:
{ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير } (100 مرة) تكسب أخي المعلم من وراء الذكر العظيم خمس جوائز:
فـي الآخــرة:
أ- عــــدل عشـــر رقـــــاب.
ب- تكتب لك مائــة حسـنة.
ج- تمحي عنك مائة سيئة.
فـي الدنـيـا:
أ- أن تكون لك حرزاً من الشيطان في يومك هذا حتى تمسي.
ب- ولم يــأت أحد أفضـل ممــا جئت بـه إلا رجـــل زاد عليـــك.
6- قول:
{ سبحان الله العظيم وبحمده } تغرس لك نخلة في الجنّة.
7-قول:
{ لا حـول ولا قـوة إلاّ بالله } كنـز من كنـوز الجنّة.
8-الإكثـار مـن قـول:
{ لا إله إلاّ الله } فهي أفضـل الذكـر.
9-قول:
{ سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضاء نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته } ثلاثة مرات فهذا الذكر مضاعف أجره عند الله.
10-قول سيد الاستغفار:
{ اللهم أنت ربي لا إله إلاّ أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }. من قاله في الصباح موقناً به ومات قبل المساء دخل الجنة، ومن قاله في المساء موقناً به ومات قبل الصباح دخل الجنة، فيا لها من فرصة عظيمة.
11-الصلاة على النبي
بلا حدود فإذا صليت واحدة صلى الله عليك عشر مرات (أي يثني عليك في الملأ الأعلى بما أثنيت على نبيه
).
ثانياً: بـرنامـج الـدعـاء:قال تعالى:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186].
وقال
:
{ من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر من الدعاء في الرخاء }.
من الأدعيـة المقترحـة:
أ-
{ اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار } فهو أكثر دعاء النبي
.
ب-
{ يا مقلب القلوب ثبت ثبت قلبي على دينك } فهو أكثر دعاء المصطفى
.
ج-
{ اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت }.
د- من قال:
{ بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم }. ثلاث مرات لا يضره شيء حتى يمسي.
هـ- قول:
{ اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى }.
و- قول:
{ اللهم أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل }.
أخي المعلم: حاول أن تعود نفسك الدعاء في كل أمر من أمورك ( وأوقات الملاحظة فرصة لذلك فاغتنمها ).
فهل يكون هذا الوقت الثمين فرصة لكسب قدر من الحسنات.
أترك الإجابة لك أخي المعلم الفاضل ولك مني جزيل الشكر والعرفان على ما تقدمه لأبنائنا وإخواننا الطلاب وجزاك الله خيراً.
فـائـدة: افتح يومك أخي المعلم بهذا الدعاء:
{ اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه، ونصره، ونوره، وبركته، وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده }.
ثالثاً: البرنامـج العملـي الدعـوي:مـن خـلال عــدة وسـائــل:
1- بيان حرمة الغش في الاختبار للطلاب من خلال:
أ- النصيحة والتوجيه المباشر.
ب-توزيع فتوى أو مطوية تبين حرمة الغش في الاختبارات.
ج-كلمة توجيهية قبل بداية الاختبار.
2- تذكير الطلاب بهذا الدعاء في بداية الاختبار أو وضعه في ورقه الأسئلة.
الـدعـاء:
{ اللهم لا سهل إلا ماجعلته سهلاً، وأنت تجعل الحزن إن شئت سهلاً }.
3- بيان فضل مراقبة الله تعالى وأنها عبادة يتضح واقعها من خلال هذا الامتحان.
4- ربط هذا الاختبار الدنيوي المحدود المدة المنفعة بامتحان الآخرة، وأنه لا شيء مع أهوال وعظمة ذلك اليوم.
5- توزيع كتيب يحمل عنوان: ( الامتحان الرهيب: للأخ عبد اللطيف بن هاجس الغامدي جزاه الله خيراً ).
6- وضع آية كريمة أو حديث نبوي أو وقفة تربوية في ورقة الأسئلة تتعلق بهدف تربوي للطالب.
7- ربط أسئلة الاختبار بأهداف تربوية مقصودة في جميع المواد الدراسية ما استطاع المعلم إلى ذلك سبيلاً.
8- وأخيراً توزيع هذا البرنامج العملي في مؤسسات التعليم من مدارس وجامعات وكليات، ولك أجر الدلالة على الخير إن شاء الله.