الإسلام بين الشرق والغرب
مؤلف الكتاب:
علي عزت بيجوفيتشمترجم الكتاب: محمد يوسف عدس
اصدار الكتاب: الطبعة الأولى
عدد صفحات الكتاب: 420صفحة
الناشر: مجلة النور الكويتية - مؤسسة بافاريا
سنة النشر: 1414هـ- 1994م
نبذة عن الكتاب: استطاع “علي عزت بيجو فيتش” بقدرته التحليلية في هذا الكتاب؛ أن يطالع القارئ على حقائق عن الإسلام ومؤسساته وتعاليمه لم تستلفت انتباه أحد من ذي قبل. ويتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق مع هدفه الذي عبر عنه بقوله: “لكي نفهم العالم فهمًا صحيحًا لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن ...
عدد الزيارات للكتاب: 2190
مرات تحميل الكتاب: 591
استطاع “علي عزت بيجو فيتش” بقدرته التحليلية في هذا الكتاب؛ أن يطالع القارئ على حقائق عن الإسلام ومؤسساته وتعاليمه لم تستلفت انتباه أحد من ذي قبل. ويتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق مع هدفه الذي عبر عنه بقوله: “لكي نفهم العالم فهمًا صحيحًا لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها”. وللمؤلف أفكار مفاهيم جديدة ويستخدم مصطلحات مألوفة في معان جديدة غير مألوفة.
فهو مثلاً عندما يتحدث عن “الدين” لا يشمل بهذا المصطلح الإسلام، وإنما يقصره على مفهومه عند الغربيين سواء من الذين اتبعوه أو الذين هدموه. فهو تعبير عن علاقة شخصية تأميلية بين الإنسان وبين ربّه ولا شأن له بالدنيا أو بأمور الحياة. وعندما يتحدث عن الإسلام، فإنه يتحدث عنه في إطار الفكرة الجديدة التي ابتدعها وهي فكرة “الوحدة ثنائية القطب” التي تضم في مركب جديد القضيتين المتصادمتين المنفصلتين في العقل الغربي، أولاهما: الروح والمادة، السماوي والأرضي، الانساني والحيواني، الدين والدنيا، هذه الثنائية الكامنة في طبيعة الإسلام هي التي مكنته من أن يجمع بين المتناقضتين في كيان واحد. ويؤكد المؤلف بتحليلاته الوثيقة أن الفشل الذي أصاب الايديولوجيات الكبرى في العالم، إنما يرجع إلى نظرتها إلى الإنسان والحياة نظرة “أحادية الجانب” شطرت العالم شطرين متصادمين بين مادية ملحدة وكاثوليكية معرفة في الأسرار، ينكر كل واحد منهما الآخر ويدينه بلا أمل في لقاء.
ولكن المؤلف خلال تحليله للفكر الغربي-يقع على نموذج تتميز فيه محاولة للتركيب بين النقيضين، وقد وجد ذلك متمثلاً في تقاليد الفكر الإنكليزي بصفة خاصة وفي العالم الانجلوسكسوني بصفة عامة، مسماه (الطريق الثالث خارج الإسلام) وعقد له فصلاً خاصًا في نهاية الكتاب. ويرى المؤلف في هذا الاتجاه سعيًا نحو ما يسميه “الإسلام الفطري” وإن كان دون قصد أو وعي. ولكنه يشير إلى حقائق تاريخية ذات دلائل هامة حيث يتتبع أصول الفكر الإنجليزى منذ “روجر بيكون” وينسبها إلى أصول إسلامية لا يمكن إنكارها. إن منهج “علي عزت” وتحليله لمفاهيم أخرى خلال القسم الأول من الكتاب أوصله إلى حقائق ربما تصدم القارئ لأول وهلة. بل إنه يتطرق إلى موضوعات ربما إبقاء القارئ العربي أن يطرحها جانبًا وهو يتناول قضية الدين ولكن علي عزت بنظرته الثاقبة يكشف عن عناصر دينية في موضوعات مثل: الفن والدراما، القانون وعلم الأخلاق وحتى الفلسفات الوجودية والعدمية.
ويلفت المؤلف انتباه القارئ إلى أن عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري المسلح بين الإسلام والغرب منذ الحملات الصليبية، وإنما يرجع إلى تجربته التاريخية الخاصة مع الدين، وإلى عجزه عن فهم الإسلام لسببين جوهريين، وهما طبيعة العقل الأوروبي “أحادي النظرة”، وإلى قصور اللغات الأوروبية عن استيعاب المصطلحات الإسلامية. وضرب لذلك مثالاً بمصطلحات الصلاة والزكاة والوضوء والخلافة والأمة حيث لا يوجد ما يقابلها في المعنى باللغات الأوروبية، وهو عندما يتحدث عن اليهودية أو المسيحية، فإنه يتحدث عنهما من واقع الصورة التي تعكسها الكتابات المصدرية التي اعتمدها أصحاب الديانتين أنفسهم، وعندما يتحدث عن عيسى وموسى عليهما السلام، فإنه يتحدث عن الشخصيتين كما صورهما أتباع عيسى وموسى. ومنطقه أنهما بهذه الصورة، فقط، كأن تأثيرهما التاريخي في العالم، بصرف النظر عن حقيقة ما ورد بشأنهما في القرآن الكريم مما لا يجهله المؤلف. وينهي “علي عزت” كتابه بتسبيحة بالغة الدلالة على موقفه النفسي تجاه المحن والخطوب التي تنزل بها الأقدار.