إن دين الإسلام الذي أكرم الله به هذه الأمة وأتمه لها ورضيه لها دينا، ورتب عليه من حسن الجزاء وعظيم المثوبة ما تتمناه الأنفس وتلذ به الأعين، هذا الدين قد بني على أسس وقواعد متينة لا ينجو من بلغته من أليم العقاب وشدة العذاب، ويحظى بما يترتب على الإتيان بها من عزة واحترام في الدنيا، ولذة وسيادة في الآخرة، لا ينال المسلم هذه الأمور حتى يأتي بهذه الأسس والقواعد موفورة كاملة. ومن بين هذه الأسس التي بني عليها الإسلام، الصلاة، الصلاة التي هي عمود هذا الدين وأهم أركانه بعد الشهادتين .. الصلاة التي ملأت فضائلها أسماع العالمين بما أعد للمحافظين عليها . قال صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما، كتاب في عليين)) أبو داود بإسناد حسن، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)) الطبراني في الأوسط حسن. وقال مرة عليه الصلاة والسلام لبعض أصحابه: ((أكثر من السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة، وحط عنه بها خطيئة)) أحمد بإسناد صحيح، بكل سجدة ترفع درجة في الجنة ويحط عنك بها خطيئة، وما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، بل وإن من فضائل هذه الصلاة ما قاله عليه الصلاة والسلام: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، صلاة الفجر والعصر. أيها الإخوة المؤمنون، وكثير من الناس لا يلقون لفضل الصلاة بالاً ولو لركعتين، مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر دفن صاحبه حديثاً، فقال لأصحابه: ((ركعتان خفيفتان، مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما هذا في عمله ـ وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر ـ احب إليه من بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط و السند صحيح. نعم، أيها الإخوة المؤمنون، إن بعض الموتى يودون لو يخرجوا من قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الـطبراني بإسـناد صحيح. بكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك الـعظيمة أمام معاول: وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ [البقرة:238]. وقد ورد الأمر بالمحافظة على صلاة الجماعة وأداء هذه الصلاة المكتوبة في المساجد. قال تعالى: حَـٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوٰتِ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَ ، وقال: وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيّمَةِ [البينة:5]، وتمام المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان إلا بأداء الصلوات في جماعة، لقوله تعالى: وَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ [البقرة:43]. أيها الإخوة المؤمنون، إن الأحاديث والآيات التي فيها إيجاب صلاة الجماعة على المؤمن كثيرة وتلك التي فيها الترهيب من ترك الجماعة كذلك، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم)) رواه البخاري ومسلم، وعند أحمد بلفظ: ((لولا ما في البيوت من النساء والصبيان لأحرقتها عليهم)) لو كان عليه الصلاة والسلام حياً لهمّ بإحراق مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا يشهدونها مع المسلمين… فجلجلة الأذان بكـل حـي ولكن أين صوت من بلال مـنابركم علت في كل ساح ومسجدكم من العباد خالي أيها الإخوة المؤمنون، وإذا كانت الصلاة بهذه المنـزلة من أهمية الحفاظ عليها في جماعة والترهيب من تركها وعدم شهودها، حتى قال شيخ الإسلام: ((اتفق العلماء على أن صلاة الجماعة من أوكد العبادات وأجلّ الطاعات وأعظم شعائر الإسلام)) وإذا كانت هكذا، فلماذا تكون أحوال الكثير من المسلمين عدم الاكتراث بها وعدم رؤية أهميتها والمحافظة عليها؟؟ إن الإجابة عن مثل هذا التساؤل تكمن في عدة أمور: الأمر الأول: تعظيم الشعيرة وتعظيم أمر الله سبحانه وتعالى. والثاني: معرفة فضائل صلاة الجماعة وماذا يجني العبد من حضوره للمسجد؟ والأمر الثالث: معرفة الوعيد الشديد المترتب على التهاون بها والتكاسل عنها، وقد تعود الكثيرون على إسماع التهديد والترهيب من تركها.. ونحو ذلك.. إلا أن هناك أموراً يغفل عنها المسلم فلا يعطيها حقها، ولما كان هذا الخلل حاصلاً في الصلاة والنظرة إليها فإن البعض لا يحافظ عليها. إن نظرة التعظيم والتسليم والانقياد لأوامر الله عز وجل خافتة بعض الشيء في نفوس المسلمين، ولو تغيرت هذه النظرة لتغير كثير من أحوالهم فهذه الصلاة مثلاً لأهميتها وعظمها فإنها تعد من أركان الدين الخمسة. ثم إن كل العبادات قد نزل الوحي بها على رسول رب العالمين على وجه الأرض هنا في مكة والمدينة وما حولهما، أما الصلاة فقد شرعت في السماء عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، وسمع هنالك صرير الأقلام التي تكتب مقادير الخلائق... ثم تأمل أنها فيصل وبرزخ بين الكفر والإيمان، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن. ومن تركها وتهاون بها كان هو الكافر: ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). وإذا تم تعظيم الصلاة في قلب المؤمن وأنزلها منزلتها التي تستحقها فإنه لا يمكن أن يفرط فيها و يتهاون بها، بل تحصل له تقوى القلب وطمأنينته التي ينشدها المؤمن، وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ [الحج:32]. قال الإمام ابن القيم: والله تعالى قد ذمّ من لا يعظمه ولا يعظم أمره ونهيه، (ومن جملة ذلك، صلاة الجماعة) قال تعالى: مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً [نوح:13]، قالوا في تفسيرها: مالكم لا ترجون لله عظمة. ومن علامة التعظيم للصلاة: أن يراعى وقتها وحدودها وأركانها، والحرص على تحسين أدائها، والمسارعة إليها عند وجوبها، والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها، فكيف إذا فاتت بالكلية، كمن يحزن على فوت صلاة الجماعة ويعلم أنه لو تقبلت منه صلاته منفردا إلا أنه قد فاته سبع وعشرون ضعفاً. لو أن رجلاً يعاني البيع والشراء يفوته في صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة سبعة وعشرون ديناراً، لأكل يديه ندماً وأسفاً، فكيف وكل ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من ألف، وألف ألف، وما شاء الله تعالى. أيها الإخوة المؤمنون، لما وقر تعظيم الصلاة وأمر الله في قلوب الصحابة هانت أمامهم كل الصعاب في سبيل المحافظة على صلاة الجماعة، مَنْ بعيدة بيوتهم عن المسجد النبوي فيأتون يسعون إليه.. يمرضون فيؤتي بهم، يهادى الرجل منهم بين الرجلين حتى يقام في الصف، الأعمى منهم يسابق البصير على الصف الأول، وليس فيهم أعمى رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ـ يعنى في المسجد ـ فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)، وفي رواية: (لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة) رواه مسلم. ولم يرخص عليه الصلاة والسلام للأعمى عدم حضورها. والدليل ما روى مسلم عن أبي هريرة قال: أتى ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: إني رجل ضرير البصر، شابع الدار، ولي قائد لا يوافقني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال: هل تسمع النداء، قال: نعم، قال: لا أجد لك رخصة)، وفي رواية: (أتسمع: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فحي هلا). وبوب العلماء على هذا الحديث بقولهم: " باب إقرار العميان بشهود صلاة الجماعة، وقد اجتمع في ابن مكتوم ستة أعذار: 1) كونه ضرير البصر. 2) عدم وجود قائد يوافقه. 3) بعد داره عن المسجد. 4) وجود نخل وشجر بينه وبين المسجد. 5) وجود الهوام والسباع الكثيرة بالمدينة. 6) كبر سنه ورقّ عظمه. مع هذا كله إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص له، ولهذا بوب عليه ابن المنذر بقوله: "ذكر إيجاب صلاة الجماعة على العميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد". وهذا أبي بن كعب رضي الله عنه يقول: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، كانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك منه: ((قد جمع الله لك ذلك كله))، وفي رواية أن أُبياً رضي الله عنه لما رأى هذا الأنصاري يكابد المشاق حتى يأتي إلى صلاة الجماعة، قال أُبي: "فتوجعت له، فقلت: يافلان! لو أنك اشتريت حماراً يقيك الرمضاء وهوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم! قال أبي لما سمع ذلك منه، فحملت به حملا ـ يعني أنه استفظع هذه الكلمة من هذا الأنصاري وعظمت في سمع أبي ـ فأتى أبي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأنصاري، فقال الأنصاري: رجوت أجر الأثـر والممـشى، فقـال صلى الله عليه وسـلم: ((إن لك ما احتسبت)) رواه مسلم. بيته بعيد عن المسجد، وآفات في الطريق تعترضه في كل صلاة، ومع هذا يحافظ عليها ويدأب في العمل لها، عظم أمر الله في قلبه فأحب الصلاة فلما أحبها هان في سبيلها كل شيء فماذا يقول المسلم اليوم الذي يحتج ببعد بيته عن المسجد. والمتأمل في أحوال الصحابة يجد عجباً في تعظيمهم للصلاة. كان تميم الداري إذا دخل وقت الصلاة قام إليها بالأشواق. قال رضي الله عنه: ما دخل علي وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق، يشتاق إلى الصلاة وينتظر دخول وقتها.. ونقلوا هذه السمات الإيمانية إلى التابعين: فكان الربيع بن خثيم يقاد به إلى الصلاة وبه مرض الفالج، فقيل له: قد رخص لك قال: إني أسمع: حي على الصلاة، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبوا. أيها الإخوة المؤمنون، والعلاقة بين الاهتمام بصلاة الجماعة والمحافظة عليها وبين الخشوع فيها وإحسانها فيها كبيرة جداً، فمن كان محافظاً على صلاة الجماعة مبكراً إليها، مسابقاً إلى الصفوف الأولى منها كان على جانب كبير من الإقبال على الله وانشراح الصدر فيها والتنعم والتلذذ بها، ومن كان متأخراً عنها، يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى كلما غدا أو راح إلى المسجد فـإنه على جانب كبير من الوسوسة فيها وعدم التنعم بها.. وهذا أمر مجرب معروف وسير الصالحين والطالحين تدل عليه. صلى أبو زرعة الرازي عشرين سنة وفي محرابه كتابة، فسئل عن الكتابة في المحراب، فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. فقال السائلون له: هو ذا في محرابك، محرابك فيه كتابة؟؟ ما علمت بها؟؟ قال: سبحان الله، رجل يدخل على الله ويدري ما بين يديه؟؟ بقي أن تعرف أن أبا زرعة الرازي لم تفته صلاة الجماعة عشرين سنة. وقال أبو عبد الرحمن الأسدي: قلت لسعيد بن عبد العزيز: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن أخي وما سؤالك عن هذا؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به.. فقال: ما قمت إلى الصلاة إلا مثلت لي جهنم. وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى.. وسعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مدة خمسين سنة، وما نظر إلى قفا رجل منذ خمسين سنة، يعنى لمحافظته على الصف الأول. وهذا كله لأنهم عظموا الصلاة وأدركوا منزلتها... بينما الكثيرون اليوم لم يدركوا منزلتها ولم يتلقوا أمر الله بها بالتعظيم والتوقير. وكان العلامة ابن خفيف به مرض الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ويحضر به إلى المسجد فقيل له: لو خففت على نفسك؟! ـ فاستعظم هذا الكلام منهم ـ الله يقول: يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاً [النساء:28]، أَوَ في حضور صلاة الجماعة مشقة لا يمكن أداؤها، ثم التفت إليهم وهو يعاني من مرضه، فقال: إذا سمعتم: "حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة.." [النزهة: (1181/3)]. وأهل المحافظة على صلاة الجماعة هم أقرب الناس في يوم المزيد إلى ربهم سبحانه وتعالى . قال ابن القيم: أو ما سمعت بشـأنهم يوم المزيـد وإنه شأن عظيـم الشـان هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الرحمن وقــت صـلاتنـا وأذان والسابقون إلى الصلاة هم الألـى فازوا بذاك السبق بالإحسان سـبق بسبق والمؤخـر ههنـا متأخـر فـي ذلك الميدان من سبق إلى صلاة الجماعة كان سابقاً في ذلك اليوم يوم المزيد لمقابلة ربه ورؤيته، ومن تأخر عن الجماعة تأخر في ذلك الميدان، والجزاء من جنس العمل. والأقربون إلى الأمام فهم أولو الزلفى هناك فهنا هنا قربـان قـرب بقـرب والمباعد مثله بعـدٌ ببعـد حكمة الديـان ولهم منابر لـؤلؤ وزبرجـد ومنابر الياقـوت والعقيـان هـذا وأدناهم وما فيهم دني من فوق ذاك المسك كالكثبان وقد وردت بعض الآثار الدالة على أن قرب المؤمنين من ربهم يوم القيامة على حسب استباقهم إلى الصلاة وشهودهم للجماعة. الجزاء من جنس العمل، فمن تقرب إلى ربه ومولاه وسارع في تنفيذ أوامره كان محظياً عنده في يوم تطايرالصحف ووضع الموزاين .. أين أنت من هؤلاء؟! سبقوا وتأخرت .. ونافسوا ولهوت .. وتقدموا فأجّلت. نزلوا بمكـة من قباـئل نوفـل ونزلت بالبيـداء أبعـد منزل وتقلبوا فرحيـن تحت ظلالهـم وطرحت بالصحراء غير مظلل وسقوا من الصافي المعتق ربهـم وسقيت دمعـة والـه متململ يا قسمـة قسمت ولم يعلم بها وقضيـة ثبـتت لأمر الأول هل فيك للملك المهمـين نظرة فتزيل من داء البعـاد المعضل نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. أقول قولي هذا... |