موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 صلاة الجماعة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

صلاة الجماعة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

صلاة الجماعة Empty
مُساهمةموضوع: صلاة الجماعة   صلاة الجماعة Emptyالأحد 8 مارس 2015 - 22:15

عنوان الخطبة
صلاة الجماعة
اسم الخطيب
ناصر بن محمد الأحمد
رقم الخطيب
55
رقم الخطبة
3479
اسم المسجد
النور
تاريخ الخطبة
2/4/1417
صلاة الجماعة Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- شيء من فضائل الصلاة. 2- فضل صلاة ركعتين. 3- الأمر بالصلاة جماعة. 4- أهمية عبادة الصلاة في جماعة. 5- حرص السلف على صلاة الجماعة. 6- فضل صلاة الجماعة. 7- فضل إدراك تكبيرة الإحرام.
الخطبة الأولى
إن دين الإسلام الذي أكرم الله به هذه الأمة وأتمه لها ورضيه لها دينا، ورتب عليه من حسن الجزاء وعظيم المثوبة ما تتمناه الأنفس وتلذ به الأعين، هذا الدين قد بني على أسس وقواعد متينة لا ينجو من بلغته من أليم العقاب وشدة العذاب، ويحظى بما يترتب على الإتيان بها من عزة واحترام في الدنيا، ولذة وسيادة في الآخرة، لا ينال المسلم هذه الأمور حتى يأتي بهذه الأسس والقواعد موفورة كاملة.
ومن بين هذه الأسس التي بني عليها الإسلام، الصلاة، الصلاة التي هي عمود هذا الدين وأهم أركانه بعد الشهادتين .. الصلاة التي ملأت فضائلها أسماع العالمين بما أعد للمحافظين عليها . قال صلى الله عليه وسلم: ((صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما، كتاب في عليين)) أبو داود بإسناد حسن، وقال عليه الصلاة والسلام: ((الصلاة خير موضوع، فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر)) الطبراني في الأوسط حسن. وقال مرة عليه الصلاة والسلام لبعض أصحابه: ((أكثر من السجود، فإنه ليس من مسلم يسجد لله تعالى سجدة إلا رفعه الله بها درجة في الجنة، وحط عنه بها خطيئة)) أحمد بإسناد صحيح، بكل سجدة ترفع درجة في الجنة ويحط عنك بها خطيئة، وما بين الدرجة والدرجة في الجنة كما بين السماء والأرض، بل وإن من فضائل هذه الصلاة ما قاله عليه الصلاة والسلام: ((لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها)) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح، صلاة الفجر والعصر.
أيها الإخوة المؤمنون، وكثير من الناس لا يلقون لفضل الصلاة بالاً ولو لركعتين، مرّ عليه الصلاة والسلام على قبر دفن صاحبه حديثاً، فقال لأصحابه: ((ركعتان خفيفتان، مما تحقرون وتنفلون، يزيدهما هذا في عمله ـ وأشار عليه الصلاة والسلام إلى صاحب القبر ـ احب إليه من بقية دنياكم)) رواه الطبراني في الأوسط و السند صحيح.
نعم، أيها الإخوة المؤمنون، إن بعض الموتى يودون لو يخرجوا من قبورهم فيصلوا ركعتين، فإنهم يرون أنها خير من الدنيا وما فيها. فهل يتعظ بهذا متعظ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه)) رواه الـطبراني بإسـناد صحيح. بكل ركوع وسجود تتهاوى وتتساقط آثامك وجرائرك الـعظيمة أمام معاول: صلاة الجماعة Start-iconوَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَصلاة الجماعة End-icon [البقرة:238].
وقد ورد الأمر بالمحافظة على صلاة الجماعة وأداء هذه الصلاة المكتوبة في المساجد. قال تعالى: صلاة الجماعة Start-iconحَـٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوٰتِ وٱلصَّلَوٰةِ ٱلْوُسْطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَـٰنِتِينَصلاة الجماعة End-icon، وقال: صلاة الجماعة Start-iconوَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيّمَةِصلاة الجماعة End-icon [البينة:5]، وتمام المحافظة التي أمر الله بها وكمال الإقامة التي يريدها الله لا يحصلان إلا بأداء الصلوات في جماعة، لقوله تعالى: صلاة الجماعة Start-iconوَٱرْكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاكِعِينَصلاة الجماعة End-icon [البقرة:43].
أيها الإخوة المؤمنون، إن الأحاديث والآيات التي فيها إيجاب صلاة الجماعة على المؤمن كثيرة وتلك التي فيها الترهيب من ترك الجماعة كذلك، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة، فأحرق عليهم بيوتهم)) رواه البخاري ومسلم، وعند أحمد بلفظ: ((لولا ما في البيوت من النساء والصبيان لأحرقتها عليهم)) لو كان عليه الصلاة والسلام حياً لهمّ بإحراق مدن ومجتمعات كثيرة لا يعرف أهلها المحافظة على صلاة الجماعة ولا يشهدونها مع المسلمين…
فجلجلة الأذان بكـل حـي              ولكن أين صوت من بلال
مـنابركم علت في كل ساح              ومسجدكم من العباد خالي
أيها الإخوة المؤمنون، وإذا كانت الصلاة بهذه المنـزلة من أهمية الحفاظ عليها في جماعة والترهيب من تركها وعدم شهودها، حتى قال شيخ الإسلام: ((اتفق العلماء على أن صلاة الجماعة من أوكد العبادات وأجلّ الطاعات وأعظم شعائر الإسلام)) وإذا كانت هكذا، فلماذا تكون أحوال الكثير من المسلمين عدم الاكتراث بها وعدم رؤية أهميتها والمحافظة عليها؟؟
إن الإجابة عن مثل هذا التساؤل تكمن في عدة أمور: الأمر الأول: تعظيم الشعيرة وتعظيم أمر الله سبحانه وتعالى. والثاني: معرفة فضائل صلاة الجماعة وماذا يجني العبد من حضوره للمسجد؟ والأمر الثالث: معرفة الوعيد الشديد المترتب على التهاون بها والتكاسل عنها، وقد تعود الكثيرون على إسماع التهديد والترهيب من تركها.. ونحو ذلك.. إلا أن هناك أموراً يغفل عنها المسلم فلا يعطيها حقها، ولما كان هذا الخلل حاصلاً في الصلاة والنظرة إليها فإن البعض لا يحافظ عليها.
إن نظرة التعظيم والتسليم والانقياد لأوامر الله عز وجل خافتة بعض الشيء في نفوس المسلمين، ولو تغيرت هذه النظرة لتغير كثير من أحوالهم فهذه الصلاة مثلاً لأهميتها وعظمها فإنها تعد من أركان الدين الخمسة.
ثم إن كل العبادات قد نزل الوحي بها على رسول رب العالمين على وجه الأرض هنا في مكة والمدينة وما حولهما، أما الصلاة فقد شرعت في السماء عندما عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه حتى انتهى إلى سدرة المنتهى، وسمع هنالك صرير الأقلام التي تكتب مقادير الخلائق... ثم تأمل أنها فيصل وبرزخ بين الكفر والإيمان، فمن أداها وحافظ عليها كان هو المؤمن. ومن تركها وتهاون بها كان هو الكافر: ((بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر)). وإذا تم تعظيم الصلاة في قلب المؤمن وأنزلها منزلتها التي تستحقها فإنه لا يمكن أن يفرط فيها و يتهاون بها، بل تحصل له تقوى القلب وطمأنينته التي ينشدها المؤمن، صلاة الجماعة Start-iconوَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِصلاة الجماعة End-icon [الحج:32].
قال الإمام ابن القيم: والله تعالى قد ذمّ من لا يعظمه ولا يعظم أمره ونهيه، (ومن جملة ذلك، صلاة الجماعة) قال تعالى: صلاة الجماعة Start-iconمَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراًصلاة الجماعة End-icon [نوح:13]، قالوا في تفسيرها: مالكم لا ترجون لله عظمة.
ومن علامة التعظيم للصلاة: أن يراعى وقتها وحدودها وأركانها، والحرص على تحسين أدائها، والمسارعة إليها عند وجوبها، والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها، فكيف إذا فاتت بالكلية، كمن يحزن على فوت صلاة الجماعة ويعلم أنه لو تقبلت منه صلاته منفردا إلا أنه قد فاته سبع وعشرون ضعفاً.  لو أن رجلاً يعاني البيع والشراء يفوته في صفقة واحدة في بلده من غير سفر ولا مشقة سبعة وعشرون ديناراً، لأكل يديه ندماً وأسفاً، فكيف وكل ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعة خير من ألف، وألف ألف، وما شاء الله تعالى.
أيها الإخوة المؤمنون، لما وقر تعظيم الصلاة وأمر الله في قلوب الصحابة هانت أمامهم كل الصعاب في سبيل المحافظة على صلاة الجماعة، مَنْ بعيدة بيوتهم عن المسجد النبوي فيأتون يسعون إليه.. يمرضون فيؤتي بهم، يهادى الرجل منهم بين الرجلين حتى يقام في الصف، الأعمى منهم يسابق البصير على الصف الأول، وليس فيهم أعمى رضوان الله عليهم. يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً، فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن ـ يعنى في المسجد ـ فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم، كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور، ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفع بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف)، وفي رواية: (لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه، أو مريض، إن كان الرجل ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة) رواه مسلم. ولم يرخص عليه الصلاة والسلام للأعمى عدم حضورها. والدليل ما روى مسلم عن أبي هريرة قال: أتى ابن أم مكتوم فقال يا رسول الله: إني رجل ضرير البصر، شابع الدار، ولي قائد لا يوافقني، فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي قال: هل تسمع النداء، قال: نعم، قال: لا أجد لك رخصة)، وفي رواية: (أتسمع: حي على الصلاة، حي على الفلاح، فحي هلا).
وبوب العلماء على هذا الحديث بقولهم: " باب إقرار العميان بشهود صلاة الجماعة، وقد اجتمع في ابن مكتوم ستة أعذار:
1) كونه ضرير البصر.
2) عدم وجود قائد يوافقه.
3) بعد داره عن المسجد.
4) وجود نخل وشجر بينه وبين المسجد.
5) وجود الهوام والسباع الكثيرة بالمدينة.
6) كبر سنه ورقّ عظمه.
مع هذا كله إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرخص له، ولهذا بوب عليه ابن المنذر بقوله: "ذكر إيجاب صلاة الجماعة على العميان وإن بعدت منازلهم عن المسجد".
وهذا أبي بن كعب رضي الله عنه يقول: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعد من المسجد منه، كانت لا تخطئه صلاة، فقيل له: لو اشتريت حماراً تركبه في الظلماء وفي الرمضاء، فقال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال صلى الله عليه وسلم لما سمع ذلك منه: ((قد جمع الله لك ذلك كله))، وفي رواية أن أُبياً رضي الله عنه لما رأى هذا الأنصاري يكابد المشاق حتى يأتي إلى صلاة الجماعة، قال أُبي: "فتوجعت له، فقلت: يافلان! لو أنك اشتريت حماراً يقيك الرمضاء وهوام الأرض؟ قال: أما والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم! قال أبي لما سمع ذلك منه، فحملت به حملا ـ يعني أنه استفظع هذه الكلمة من هذا الأنصاري وعظمت في سمع أبي ـ فأتى أبي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فدعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل الأنصاري، فقال الأنصاري: رجوت أجر الأثـر والممـشى، فقـال صلى الله عليه وسـلم: ((إن لك ما احتسبت)) رواه مسلم.
بيته بعيد عن المسجد، وآفات في الطريق تعترضه في كل صلاة، ومع هذا يحافظ عليها ويدأب في العمل لها، عظم أمر الله في قلبه فأحب الصلاة فلما أحبها هان في سبيلها كل شيء فماذا يقول المسلم اليوم الذي يحتج ببعد بيته عن المسجد.
والمتأمل في أحوال الصحابة يجد عجباً في تعظيمهم للصلاة.
كان تميم الداري إذا دخل وقت الصلاة قام إليها بالأشواق. قال رضي الله عنه: ما دخل علي وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق، يشتاق إلى الصلاة وينتظر دخول وقتها..
ونقلوا هذه السمات الإيمانية إلى التابعين: فكان الربيع بن خثيم يقاد به إلى الصلاة وبه مرض الفالج، فقيل له: قد رخص لك قال: إني أسمع: حي على الصلاة، فإن استطعتم أن تأتوها ولو حبوا.
أيها الإخوة المؤمنون، والعلاقة بين الاهتمام بصلاة الجماعة والمحافظة عليها وبين الخشوع فيها وإحسانها فيها كبيرة جداً، فمن كان محافظاً على صلاة الجماعة مبكراً إليها، مسابقاً إلى الصفوف الأولى منها كان على جانب كبير من الإقبال على الله وانشراح الصدر فيها والتنعم والتلذذ بها، ومن كان متأخراً عنها، يقدم رجلاً ويؤخر الأخرى كلما غدا أو راح إلى المسجد فـإنه على جانب كبير من الوسوسة فيها وعدم التنعم بها.. وهذا أمر مجرب معروف وسير الصالحين والطالحين تدل عليه.
صلى أبو زرعة الرازي عشرين سنة وفي محرابه كتابة، فسئل عن الكتابة في المحراب،  فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. فقال السائلون له: هو ذا في محرابك، محرابك فيه كتابة؟؟ ما علمت بها؟؟ قال: سبحان الله، رجل يدخل على الله ويدري ما بين يديه؟؟ بقي أن تعرف أن أبا زرعة الرازي لم تفته صلاة الجماعة عشرين سنة.
وقال أبو عبد الرحمن الأسدي: قلت لسعيد بن عبد العزيز: ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن أخي وما سؤالك عن هذا؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به.. فقال: ما قمت إلى الصلاة إلا مثلت لي جهنم.
وكان سعيد بن عبد العزيز إذا فاتته صلاة الجماعة بكى..
وسعيد بن المسيب لم تفته التكبيرة الأولى مدة خمسين سنة، وما نظر إلى قفا رجل منذ خمسين سنة، يعنى لمحافظته على الصف الأول.
وهذا كله لأنهم عظموا الصلاة وأدركوا منزلتها... بينما الكثيرون اليوم لم يدركوا منزلتها ولم يتلقوا أمر الله بها بالتعظيم والتوقير.
وكان العلامة ابن خفيف به مرض الخاصرة، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ويحضر به إلى المسجد فقيل له: لو خففت على نفسك؟! ـ فاستعظم هذا الكلام منهم ـ الله يقول: صلاة الجماعة Start-iconيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ ٱلإِنسَـٰنُ ضَعِيفاًصلاة الجماعة End-icon [النساء:28]، أَوَ في حضور صلاة الجماعة مشقة لا يمكن أداؤها، ثم التفت إليهم وهو يعاني من مرضه، فقال: إذا سمعتم: "حي على الصلاة، ولم تروني في الصف، فاطلبوني في المقبرة.." [النزهة: (1181/3)].
وأهل المحافظة على صلاة الجماعة هم أقرب الناس في يوم المزيد إلى ربهم سبحانه وتعالى . قال ابن القيم:
أو ما سمعت بشـأنهم يوم المزيـد                  وإنه شأن عظيـم الشـان
هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الرحمن                   وقــت صـلاتنـا وأذان
والسابقون إلى الصلاة هم الألـى                   فازوا بذاك السبق بالإحسان
سـبق بسبق والمؤخـر ههنـا           متأخـر فـي ذلك الميدان
من سبق إلى صلاة الجماعة كان سابقاً في ذلك اليوم يوم المزيد لمقابلة ربه ورؤيته، ومن تأخر عن الجماعة تأخر في ذلك الميدان، والجزاء من جنس العمل.
والأقربون إلى الأمام فهم أولو             الزلفى هناك فهنا هنا قربـان
قـرب بقـرب والمباعد مثله             بعـدٌ ببعـد حكمة الديـان
ولهم منابر لـؤلؤ وزبرجـد              ومنابر الياقـوت والعقيـان
هـذا وأدناهم وما فيهم دني              من فوق ذاك المسك كالكثبان
وقد وردت بعض الآثار الدالة على أن قرب المؤمنين من ربهم يوم القيامة على حسب استباقهم إلى الصلاة وشهودهم للجماعة. الجزاء من جنس العمل، فمن تقرب إلى ربه ومولاه وسارع في تنفيذ أوامره كان محظياً عنده في يوم تطايرالصحف ووضع الموزاين .. أين أنت من هؤلاء؟! سبقوا وتأخرت .. ونافسوا ولهوت .. وتقدموا فأجّلت.
نزلوا بمكـة من قباـئل نوفـل           ونزلت بالبيـداء أبعـد منزل
وتقلبوا فرحيـن تحت ظلالهـم           وطرحت بالصحراء غير مظلل
وسقوا من الصافي المعتق ربهـم            وسقيت دمعـة والـه متململ
يا قسمـة قسمت ولم يعلم بها            وقضيـة ثبـتت لأمر الأول
هل فيك للملك المهمـين نظرة            فتزيل من داء البعـاد المعضل
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، واتباع سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
 أقول قولي هذا...

 
الخطبة الثانية
والحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأجمعين.
وبعد: أيها الإخوة المؤمنون، إن فضائل صلاة الجماعة كثيرة وعديدة، وهي تبدأ من حين أن يهمّ الإنسان بالوضوء، عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما رجل قام إلى وضوئه يريد الصلاة، ثم غسل كفيه نزلت كل خطيئة من كفيه مع أول قطرة، فإذا مضمض واستنشق واستنثر، نزلت خطيئة من لسانه وشفتيه مع أول قطرة، فإذا غسل وجهه نزلت كل خطيئة من سمعه وبصره مع أول قطرة، فإذا غسل يديه إلى المرفقين ورجليه إلى الكعبين، سلم من كل ذنب كهيئته يوم ولدته أمه، قال: فإذا قام إلى الصلاة رفع الله درجته وإن قعد قعد سالماً)) رواه أحمد بسند صحيح.
ثم إذا مشى إلى الجماعة كانت له كل خطوة حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى الصلاة، كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر حسنات))، وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: ((من توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج عامداً إلى الصلاة، فإنه في صلاة ماكان يعمد إلى الصلاة، وإن يكتب له بإحدى خطوتيه حسنة، ويمحى عنه بالأخرى سيئة، فإذا سمع أحدكم الإقامة فلا يسعَ، فإن أعظمكم أجراً أبعدكم داراً)). قالوا: لم يا أبا هريرة؟! قال: من أجل كثرة الخطا.
 لو استحضر المؤمن هذا الأجر وإن له بكل خطوة عشر حسنات وإنه لا يفرط في صلاة الجماعة .. وهذا الأجر ليس فقط في الذهاب إلى المسجد بل وحتى في العودة إلى البيت . قال صلى الله عليه وسلم: ((من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي، فرِجل تكتب له حسنة، ورِجل تحط عنه سيئة حتى يرجع )) وعن جابر قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سليمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: ((بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد)) قالوا: نعم يا رسول الله قال: ((يا بني سلمة دياركم، تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم)) وفي رواية أنه قال لهم: ((إن لكم بكل خطوة درجة)) بكل خطوة إلى صلاة الجماعة درجة، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((ألا بعد فالأبعد من المسجد أعظم أجراً)) لأنه يمشي خطوات كثيرة... فتكفر عنه السيئات وتورثه الحسنات، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح )) أحمد، صحيح، هذه ليست إلا للمحافظين على الجماعة.
وللخارج لصلاة الجماعة أجر الحاج المحرم. قال صلى الله عليه وسلم: ((من خرج من بيته متطهراً إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم)) أبو داود، حسن. وفي حديث سلمان: ((ثم أتى المسجد فهو زائر لله، وحق على المزور أن يكرم الزائـر)).
والمحافظ على الجماعة ضامن على الله، في حفظه ورعايته. قال عليه الصلاة والسلام: ((ثلاثة كلهم ضامنين على الله، إن عاش رُزِق وكفي، وإن مات أدخله الله الجنة: من دخل بيته فسلم، فهو ضامن على الله، ومن خرج إلى المسجد فهو ضامن على الله، ومن خرج في سبيل الله فهو ضامن على الله)) أبو داود، صحيح.
والفضائل في مجرد الحضور إلى المسجد كثيرة، تغفر لها ذنوب المرء.. فكيف إذا دخل في الصلاة مع إمامه.. فههنا أبواب أخرى من الفضائل تفتح له، إن لم تكفر تلك عنه، كفرت هذه عنه.. قال صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ فأسبغ الوضوء ثم مشى إلى الصلاة المكتوبة، فصلاها مع الإمام غفر له ذنبه)) أحمد، صحيح.
وقد كان بعض السلف شديد المحافظة على صلاة الجماعة، ولا تكاد أن تفوته صلاة فيها، فنزل به بعض الضيوف ذات يوم، فانشغل عن صلاة الجماعة، ثم تنبه لصلاة الجماعة، فخرج يطلب الصلاة في مساجد البصرة، فإذا بالناس قد صلوا، فلما وجد الحال هكذا عاد إلى منـزله فصلى صلاة العشاء لوحده.. ثم رقد فرأى في منامه أنه مع قوم راكبي أفراس، يقول: وأنا راكب على فرس ونحن نتجارى ونتسابق، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك. (لا تتعب نفسك) فلست بلاحقنا. قال: فقلت: ولم؟! قال: لأنا صلينا العشاء في جماعة. (النـزهة 2/847) فاتته صلاة الجماعة مرة في عمره، فحصل له هذا فكيف بمن تفوته صلوات وصلوات.
أيهـا المعـرض عنـا                    إن إعراضـك منــا
لـو أردنـاك جعلنـا                    كل ما فيـك يردنـا
عباد أعرضـوا عنـا            بلا جرم ولا معنــى
أساؤوا ظنهـم فينـا            فهلا أحسنوا الظنــا
فإن خانـوا فمـا خنّا                    وإن عـادوا فقد عدنا
وإن كانوا قد استغنوا            فإنـا عنهـم أغنـى
ومن الأمور التي ينبغي التفطن إليها في موضوع صلاة الجماعة: هو ما إذا فاتت المسلم الصلاة في الجماعة وصلى الصلاة منفرداً في بيته فإن كثيراً من العلماء يقولون: لا صلاة له وهو بارد القلب، فارغ من هذه المصيبة، غير مرتاع لها، وكذلك يقال فيما إذا فاته أول الوقت أو الصف الأول.. وكذلك فوت الخشوع فيها وحضور القلب، فإن هذا من المصائب العظيمة، ومن الأمور التي ينبغي علينا أن نتنبه وذكر بعض أهل العلم من أن واجب صلاة الجماعة يبدأ بتكبيرة الإمام تكبيرة الإحرام، فمنذ ينقطع صوته يقول: ((الله اكبر)) يبدأ وجوب المتابعة له ويبدأ احتساب الفضل والأخذ في إدراك الجماعة إدراكاً كاملاً، ويبدأ احتساب الإثم في حق القادر المتخلف عن جزء منها عمدا. والدليل: قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما جعل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه)) والمقصود بقوله: ((لا تختلفوا عليه)) أي في الأمور الظاهرة من قيام وقعود ومتابعة، ومن ذلك ضرورة التكبير ومباشرته بعده.
ومن ظواهر التقصير في أداء هذا الواجب ما يرى من تخلف كثير من المصلين عن الحضور إلى مكان الجماعة لحين ما بعد الإقامة، ولا ريب في أن فعل هذا عمداً تقصير يفوت أجراً ويرتب وزراً،  يفوت أجر الجزء الذي تركه عمداً، ويرتب وزر تفويته عمداً، ولو كانت المسافة بين بيت المرء وبين المسجد لا تقطع إلا في خمس دقائق فإنه يجب على هذا الإنسان أن يخرج من بيته قبل الإقامة بخمس دقائق، حتى لا تفوته تكبيرة الإحرام.
اللهم اغفر لنا تفريطنا وتقصيرنا...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
صلاة الجماعة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  صلاة الجماعة
» حكم صلاة الجماعة
» فضل صلاة الجماعة
» صلاة الجماعة
» صلاة الجماعة



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: