أهمية الموضوع ودواعي الكتابة فيه. لم يبق ذو حس وشعور في شرق الأرض وغربها، إلا وقد أحس وشعر بضرورة الاتحاد والاتفاق، ومضرَّة الفرقة والاختلاف، حتى أ صبح هذا الحس والشعور أمراً وجدانياً محسوساً يحسُّ به كلُّ فرد من المسلمين، كما يحسُّ بعوارضه الشخصية مِنْ صحته وسقمه، وجوعه وعطشه. وفي هذه الخطبة يعلم الله أني ما قصدت تفريقاً ولا تشهيراً, ولكني أحببت أن أعين صاحب الطريق القويم على المضي قدماً راسخ الخطا مطمئن الفؤاد, أما الآخر فأدعو الله بأن يفتح قلبه وأذنه لقبول الحق والعمل به, وذلك حتى يكون التقارب والتعاون بين المسلمين مستنداً إلى أسس واضحة راسخة لا تعصف بها الفتن ولا تتشتت بها الأهواء. حديثي معكم اليوم سوف يكون عن الشيعة الاثنا عشرية, عن معتقداتها وتصوراتها, وذلك من مصادرهم ومن أفواه أئمتهم حتى نكون على بينة من أمرنا، فنتجنب مواضع الزلل والخسران, وفي هذه البحث سأذكر كثيراً فتاوى مكتب آية الله السيد محمد الحسيني الشاهرودي, حيث يشارك فيها العديد من كبار وفطاحل علماء الشيعة المعاصرين والذين عاش معظمهم وتلقى العلم أولاً في النجف ثم هاجر إلى الجمهورية الإيرانية واشتغل بالتدريس في أعلى المدارج العلمية, لذلك فهم حجة على المذهب الاثنا عشرية ولا يستطيع أحد أن يتملص من إفتاءاتهم الجماعية المؤيدة بالأدلة من مصادر مذهبهم المعتبرة. وقد أنشأ هؤلاء عام 1999 موقعاً على الشبكة يحوى إفتاءاتهم ويهدف إلى بث الأفكار العقائدية الدينية والتبليغ للمذهب الجعفري . فمن هم الشيعة الاثنا عشرية؟ وما هي أهم معتقداتهم؟
من هم الشيعة الاثنا عشرية؟ هم فئة يدعون محبة أهل البيت، ويقوم مذهبهم على مخالفة أهل السنة، ويعتقدون بإمامة اثني عشر إماماً معصوماً, بدءاً بعلي بن أبي طالب وانتهاءً بمحمد العسكري، وهم أحد فرق الشيعة, ولهم انتشار واسع في بلاد الإسلام، إذ أنهم أكثر فرق الشيعة انتشاراً. شطحات الشيعة الاثنا عشرية: يمكن إجمال معتقدات الشيعة الاثنا عشرية بشكل عام في مجموعة من النقاط الأساسية.. إذ أن الإحاطة بكل شطحات ذلكم المذهب أمر ليس باليسير.. والسبب في ذلك أنهم يختلقون الأقوال وينسبونها إلى رسول الله حيناً وإلى أئمتهم أحياناً كثيرة، ولذا فإن الإحاطة بكل شطحاتهم أمر غير ممكن .. فرأيت أن أكتفي بالإشارة إلى أبرز هذه الشطحات، وبرفقة كل واحدة من هذه الشطحات مستندها من أقوال علمائهم، وذلك لكي لا يظن ظان أن هذه الأقوال والمعتقدات مفتراة عليهم .. فمن أفواههم يدانون. موقفهم من القرآن يتبين موقف الشيعة الاثنا عشرية من القرآن من خلال الآتي : أ- القول بتحريف القرآن: إن أحد كبار علماء النجف وهو الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي – الذي بلغ من إجلالهم له عند وفاته سنة 1320هـ أن دفنوه في بناء المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمى بنت السلطان الناصر لدين الله، وهو ديوان الحجرة القبلية عن يمين الداخل إلى الصحن المرتضوي من باب القبلة في النجف بأقدس بقعة عندهم –، هذا العالم النجفي ألف في سنة 1292هـ، وهو في النجف عند القبر المنسوب إلى الإمام علي -رضي الله عنه- كتاباً سماه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ((أي القرآن)) وقد طبع كتاب الطبرسي هذا في إيران وقد جمع فيه مئات النصوص عن علماء الشيعة ومجتهديهم في مختلف العصور، تنص على أن القرآن قد زيد فيه ونقص منه، ثم قال: (واعلم أن تلك الأخبار منقولة عن الكتب المعتبرة التي عليها معوّل أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية). وعند طبعه قامت حوله ضجة، لأنهم كانوا يريدون أن يبقى التشكيك في صحة القرآن محصوراً بين خاصتهم، ومتفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم، وأن لا يجمع ذلك كله في كتاب واحد تطبع منه ألوف النسخ ويطلع عليه خصومهم، فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع، ولما أبدى عقلاؤهم هذه الملاحظات، خالفهم فيها مؤلفه وألف كتاباً آخر سماه: (رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) وقد كتب هذا الدفاع في أواخر حياته قبل موته بنحو سنتين، وقد كافئوه على هذا المجهود في إثبات أن القرآن الكريم محرف بأن دفنوه في ذلك المكان المميز من بناء المشهد العلوي في النجف. ومما استشهد به هذا العالم النجفي على وقوع النقص بالقرآن إيراده في الصفحة 180 من كتابه سورة تسميها الشيعة (سورة الولاية) مذكور فيها ولاية علي (رضي الله عنه) وهو ما يثبت تحريفهم للقرآن: النص "يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالنبي والولي اللذيّن بعثناهما يهديانكم إلى الصراط المستقيم. نبي وولي بعضهما من بعض وأنا العليم الخبير. إن الذين يوفون بعهد الله لهم جنات النعيم. والذين إذا تليت عليهم آياتنا كانوا بآياتنا مكذبون. إن لهم في جهنم مقاماً عظيماً إذا نودي لهم يوم القيامة: أين الظالمون المكذبون للمرسلين. ما خلفتهم المرسلين إلا عني وما كان الله ليظهرهم إلى أجل قريب وسبح بحمد ربك، وعليّ من الشاهدين". تعالى الله عما يقولون ويفترون. والقول بتحريف القرآن كفر، إذ هو مناقض لصريح القرآن لَكِتَـٰبٌ عَزِيزٌ لاَّ يَأْتِيهِ ٱلْبَـٰطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:41-42]. ب-الانحراف في تفسير القرآن: مع أن الشيعة الاثنا عشرية يقولون بتحريف القرآن، وأنه تعرض للحذف والتبديل، إلا أنهم يتناولون آياته بالتفسير المخالف لمعاني الآيات ومدلولات ألفاظها، وهم يزعمون أن هذه التفسيرات من أقوال أهل البيت، وينسبون معظمها إلى الإمام جعفر الصادق، وفيما يلي بعض الأمثلة والشواهد: - قول الله تعالى: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَ [الصف:8]. قالوا: "يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم". قول الله تعالى: ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلأرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ [النور:35]. قالوا: "فاطمة" فِيهَا مِصْبَاحٌ قالوا: "الحسن" ٱلْمِصْبَاحُ فِى زُجَاجَةٍ قالوا: "الحسين".... الخ!!. قول الله تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ [البقرة:41]. قالوا: "يعني علياً". قول الله تعالى: الجبت والطاغوت قالوا: "أبو بكر وعمر". وهم العلامات في قوله تعالى: وَعَلامَـٰتٍ وَبِٱلنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل:16]. وولايتهم هي الطريقة المذكورة في قوله تعالى: وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لاَسْقَيْنَـٰهُم مَّاء غَدَقاً [الجن:16]. وهم النحل في قوله تعالى: وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ [النحل:68]. وعليّ هو سبيل الله في قوله تعالى: وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ [الأنفال:47]. وهو الحسرة في قوله: وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ [الحاقة:50]. وهو الهدى وهو الصراط المستقيم وهو حق اليقين !! وادعوا أنه في علي وفي أهل بيته (دون باقي آل بيت النبي) نزلت آية التطهير, وأنها دلّت على عصمته إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرّجْسَ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيــراً [الأحزاب:33]. كذلك قالوا أنه إذا كان آصف بن برخيا الذي جاء بعرش بلقيس بأقل من لمح البصر عنده علم مِنَ الكتاب، فإنه عليه السلام- أي علي - عنده علم الكتاب كلّه، كما في صريح الآية الشريفة وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ [الرعد:43]. حيث نزلت فيه. [(فتاوى مكتب آية الله الشاهرودي) عن (الوسائل ج12 ص5 ح13, باب1 مقدمات التجارة). للاستزادة: تفسير العياشي1/11، والبحار19/30، والبرهان1/20، والصافي1/14]. ج - دعواهم تنزل كتب إلهية على أئمتهم: ومن بين هذه الكتب المزعومة: (1) مصحف فاطمة: ويزعمون أنه نزل على فاطمة بعد وفاة الرسول عن طريق جبر يل، وكتبه علي رضي الله عنه، قال شيخهم الكليني في (الكافي1/238): "وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال أبو بصير: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، ما فيه من قرآنكم حرف واحد". وعن هذا المصحف جاء في فتاوى مكتب الشاهرودي ما يلي: ورد في روايات كثيرة مصحف فاطمة - عليها السلام- وإنّ الأئمة كانوا يفتخرون بأنّ عندهم مصحف فاطمة - عليها السلام - وقد روي أنّها كانت محزونة ومهمومة بعد أبيها فأراد الله تعالى أن يسلّيها فأنزل عليها جبرئيل – أو ملك آخر – فأخذ يُحَدّثها بما يجري في العالم من الحوادث والوقائع والفتن والأحداث، وكان الإمام علي عليه السلام يكتب ذلك ولأجل ذلك سُميّت الزّهراء بالمحدَّثَة كما أنّها مُحَدِّثة لأنها كانت تُحَدِّث اُمّها وهي في بَطنها!!! (2) دعواهم نزول صحيفة من السماء تتضمن صفات أئمتهم: ويروي ابن بابويه القمي-(في إكمال الدين ص263)- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال-كما يفترون-: "إن الله تبارك وتعالى أنزل عليّ اثني عشرة خاتماً واثني عشرة صحيفة، اسم كل إمام على خاتمه، وصفته في صحيفته". و في الكافي الشريف "أن الأئمة - عليهم السلام - يتوارثون كتاباً مختوماً، أو خواتيماً" (ج1 كتاب الحجة باب: أن الأئمة - عليهم السلام - لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله) "يفتحها كل منهم ويمضي ما فيها، وأن الحسين - عليه السلام - فتحها فوجد فيها أن: قاتل، فاقتل وتُقتل، واخرج بأقوام للشهادة، لاشهادة لهم إلا معك، ففعل. وأن زين العابدين - عليه السلام - فتحها فوجد فيها أن اصمت وأطرق، وأن الباقر - عليه السلام - فتح الخاتم الخامس فوجد فيه فسّر كتاب الله وصدّق أباك وورّث ابنك واصطنع الأمة . . ." وهكذا (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). وسوف أجمل انحرافات الشيعة الاثنا عشرية تجاه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما يلي: اتهامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بكتمان الدين: يزعم الرافضة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ هذا الدين كاملاً، لكنه كتم شيئاً منه وأودعه عند الإمام علي?، فأظهر منه جزءاً وترك الباقي للحسن? ... وهكذا، حتى بقي منه بقية لم تخرج، وهي عند الإمام المنتظر!! (أصل الشيعة وأصولها لمحمد آل كاشف الغطا ص77). أما في فتاوى مكتب الشاهرودي فقالوا عن ذلك: "أما عقيدتنا فهي أن النبي - صلى الله عليه وآله- أودع علومه وجميع أحكام الشريعة وما تحتاجه الأمة عند الإمام علي - عليه السلام - الذي عبّر عنه القرآن بقوله: وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَـٰبِ " [الرعد:43]. (راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). اعتبار أقوال أئمتهم الاثني عشر كأقوال الله ورسوله: قال المازندراني في (شرح جامع على الكافي2/271): "يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد الله-جعفر الصادق-أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول: قال الله تعالى"!. بل إنهم قالوا "والمطلب الأساس أن الإمام إذا عمل عملاً واتخذ موقفاً فلابد من قبوله تعبداً حتى إذا لم نتمكن من تفسيره وتعليله، كما لا يمكن تعليل بعض الأحكام العبادية مع الاذعان بشرعيتها" . (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). الانحراف في تفسير الأحاديث: منها تفسيرهم لحديثه صلى الله عليه وآله وسلم: ((من كنت مولاه فعلي مولاه)) على أنه تعيين من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي خليفة وولياً على المسلمين من بعده. (فتاوى مكتب آية الله الشاهرودي عن كتاب الغدير الجزء الأول). ردهم للأحاديث التي يرويها الصحابة: حيث يعتقد الشيعة الاثنا عشرية كفر الصحابة وردتهم (كما سيوضح لاحقاً)، يقول أحدهم في تقرير هذا الأمر عند طائفته: أن الشيعة "لا يعتبرون من السنة- أعني من الأحاديث النبوية-إلا ما صح لهم من طرق أهل البيت.. أما ما يرويه مثل أبي هريرة وسمرة بن جندب.. وعمرو بن العاص ونظائرهم فليس له عند الإمامية مقدار بعوضة" (شرح جامع على الكافي ص 79). وقد قال الله في هؤلاء الصحابة: لاَ يَسْتَوِى مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ ٱلْفَتْحِ وَقَـٰتَلَ أُوْلَـئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مّنَ ٱلَّذِينَ أَنفَقُواْ مِن بَعْدُ وَقَـٰتَلُواْ وَكُلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ [الحديد:10]. أي الجنة. تلقيهم السنة عن ما يسمى بـ( أحاديث الرقاع): وهي أقوال مكتوبة من قبل بعض مشايخهم الذين يزعمون أنهم التقوا إمامهم المنتظر، ونقلوا عنه، ويسمونها (التوقيعات الصادرة عن الإمام)، وهي عند الشيعة الاثنا عشرية كقول الله ورسوله، بل إنهم رجحوا هذه التوقيعات على ماروي عندهم بسند صحيح عند التعارض !؟ انفصالهم عن جماعة المسلمين بمصادر خاصة بهم في تلقي السنة : إذ يعتمد الشيعة الاثنا عشرية على مراجع خاصة يعتبرونها عمدةً لهم وعليها يعولون، فلا يقيمون لصحيح البخاري أو صحيح مسلم أو سائر كتب أهل السنة قيمة أو قدراً..، وهذه المراجع التي يعتمدون عليها هي: (الكافي في الأصول والفروع) لمحمد بن يعقوب الكليني و(من لا يحضره الفقيه) لابن بابويه القمي، و(تهذيب الأحكام) و(الاستبصار فيما اختلف من الأخبار) كلاهما لأبي جعفر الطوسي. يضاف إلى ذلك بعض ما ألفه شيوخهم في القرون المتأخرة واعتبروه من الأصول، وهي: (بحار الأنوار) للمجلسي و(وسائل الشيعة) للعاملي و(مستدرك الوسائل) للنورسي صاحب (فصل الخطاب)!!. كما أنهم قد استشهدوا بكتب غيرهم ممن تسربت قصصهم المختلقة إلى كتبهم، وقد يلجأون إلى الاستشهاد ببعض المصادر غير الجعفرية حتى لو أشار المؤلف إلى الرواية المكذوبة للرد عليها. فمثلاً يذكرون في مصادرهم أن المرجع السني كذا وكذا يؤيد القضية أو أن علماء السنة يوافقون على كذا أو مائة من كتب السنة أشارت إلى الرواية المذكورة.. وعندما تعود إلى تلك المصادر المشار إليها تجد إما أن القصة الشيعية وردت للرد عليها من قبل المؤلف أو أن القصة لم ترد بتاتاً أو تختلف عنها. ولإخفاء كذبهم دائماً ما يكررون هذا التنبيه الخبيث: إذا أردت مراجعة المصادر فعليك بالطبعات القديمة، إذ يحتمل قوّياً إسقاط بعض المطالب من الطبعات الجديدة إخفاءً للحق!! (انظر فتاوى مكتب الشاهرودي وتكرار هذا التنبيه فيها). عقيدة الإمامة والإمامة أحد دعائم معتقدهم، وهم يعتقدون أن الإمامة "منصب إلهي كالنبوة" -كما في (أصل الشيعة وأصولها ص58)-، ويعدون الإيمان بالإمامة ركناً من أركان الدين، ورد في (الكافي2/18): "بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية. قال زرارة: وأي شيء من ذلك أفضل ؟ فقال: الولاية أفضل"، وفي رواية أخرى:"ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه-يعني الولاية-". فجعلوا الإيمان بالولاية والإمامة أفضل وأعظم من سائر أركان الإسلام كالصلاة والزكاة والصيام والحج ؟! على الرغم من أنه لم يرد في القرآن أي ذكر لهذا المعتقد مما يدل على أنه بدعة مختلقة لا أصل لها. وإليك بعض معتقداتهم فيها: غلوهم في فضائل الأئمة وصفاتهم: يغلو الشيعة الاثنا عشرية في أئمتهم غلواً مفرطاً، وإليك بعض عناوين فصول كتبهم دونما تعمق في مروياتهم، فيكفيك من الشيء مطلعه، فمن ذلك: (باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام)، (باب تفضيلهم "ع" على الأنبياء وعلى جميع الخلق..)، (باب أنهم يقدرون على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء)، (باب الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.!؟، وهذه الأبواب تجدها بأحاديثها في كتابي (البحار للمجلسي 26/194-319، والكافي للكليني 1/260) وهي أوصاف ومزاعم تخرج الأئمة من منزلة الإمامة إلى منزلة النبوة أحياناً بل إلى منزلة الألوهية في أحيان أخرى. بل إنهم يقولون بأنه لا بأس بالاعتقاد بما جاء في زيارة الجامعة الكبيرة، فمثلاً يقولون: جملة "إياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم" لا ينافي قوله تعالى: إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [الغاشية:25-26]. فإن عمل الأئمة حيث كان بإذن الله عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ [الأنبياء:26-27]. وفي بيان معنى العبارة الآتية التي وردت في دعائهم المسمى دعاء رجب: "أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك"؟ كان قولهم: "معناه أن كل ما لله تعالى فهو لهم أيضاً، لكن بالعَرض، فلا فرق بينهم إلا أن الله تعالى جعلهم كذلك، فيفعلون بإذنه لا في عرضه بل في طوله" (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). وعن الإمام علي والسيدة فاطمة والحسن والحسين قالوا: "لا ريب أنّ الله تعالى خلق نُور محمّد - صلى الله عليه وآله - وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام - قبل أن يخلق العالم وآدم، فقد كانوا أنواراً وأشباحاً بظلّ العرش والرّوايات في ذلك متظافرة بل متواترة ولا مجال للتشكيك في ذلك" (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي نقلاً عن البحار ج25 ص15-25، ج43 ص4 ح3). وعن تفضيل الإمام علي على آدم ونوح وموسى وعيسى يقولون: "يؤيد ذلك ما رواه صاحب كتاب (المناقب) مسنداً إلى صعصعة بن صولجان أنه دخل على أمير المؤمنين عليه السلام لما ضُرب فقال: يا أمير المؤمنين أنت أفضل أم آدم أبو البشر؟ قال علي عليه السلام: تزكية المرء نفسه قبيح. لكن قال الله تعالى لآدم: ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّـٰلِمِينَ [البقرة:35]. وأنا أكثر الأشياء أباحها لي وما قاربتها. ثم قال: أنت أفضل يا أمير المؤمنين أم نوح؟ فقال علي عليه السلام: إن نوحاً دعا على قومه، وأنا ما دعوت على ظالمي حقي، وابن نوح كان كافراً، وابناي سيدا شباب أهل الجنة. قال: أنت أفضل أم موسى؟. قال عليه السلام: إن الله أرسل موسى إلى فرعون فقال: وَلَهُمْ عَلَىَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ [الشعراء:14]. وقال: رَبّ إِنّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ [القصص:33]. وأنا ما خفت حين أرسلني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتبليغ سورة براءة أن أقرأها على قريش في الموسم، ومع أني كنت قتلت كثيراً من صناديدهم، فذهبت بها إليهم، وقرأتها عليهم وما خفتهم. ثم قال: أنت أفضل أم عيسى بن مريم؟ قال: عيسى بن مريم كانت أمه في بيت المقدس، فلما جاء وقت ولادتها سمعت قائلاً يقول: اخرجي، هذا البيت العبادة لا بيت الولادة. وأنا أمي فاطمة بنت أسد لما قرب وضع حملها كانت في الحرم، فانشق حائط الكعبة وسمعت قائلاً يقول: ادخلي، فدخلت في وسط البيت، وأنا ولدت به. وليس لأحد هذه الفضيلة لا قبلي ولا بعدي!! غلوهم في قبور أئمتهم: إذ يعتبرون قبور أئمتهم المزعومة أو الحقيقية حرماً مقدساً، فـ(الكوفة)، و(كربلاء) و(قـم) كلها عندهم حرم؛ بل ويعتبرون كربلاء أفضل من الكعبة –كما في البحار (ج111/107)-، ويزعمون أن زيارة قبور أئمتهم والدعاء والصلاة عندها والاستشفاع بهم أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام، يقول حديث لهم-كما في الوافي ص234-: "الصلاة في حرم الحسين لك بكل ركعة تركعها عنده كثواب من حج ألف حجة واعتمر ألف عمرة وأعتق ألف رقبة، وكأنما وقف في سبيل الله ألف مرة مع نبي مرسل". فقد وقعوا فيما وقعت به اليهود والنصارى، وهو ما حذر النبي أمته منه، وذلك في قوله: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)). بل وصل بهم الغلو والضلال والكفر أن زعموا أن الله يزور قبور أئمتهم-تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً-، ففي البحار للمجلسي (ح100/258): "أن قبر أمير المؤمنين يزوره الله مع الملائكة، ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون"!!. كما وضعوا الحديث التالي: روى أبو عامر واعظ أهل الحجاز عن الصادق عن أبيه عن جدّه - عليهم السلام - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي - عليه السلام -: يا أبا الحسن إن الله جعل قبرك وقبر ولدك بقاعاً من بقاع الجنة وعرصات من عرصاتها، وإن الله عز وجل جعل قلوب نجباء من خلقه وصفوة عباده تحنّ إليكم وتحمل المذلة والأذى فيكم، فيعمرون قبوركم ويكثرون زيارتها تقرّباً منهم إلى الله ومودةً لرسوله -صلى الله عليه وآله- أولئك ياعلي المخصوصون بشفاعتي والواردون حوضي، وهم زوّاري وجيراني غداً في الجنّة، يا علي من عمّر قبوركم فكأنما أعان سليمان بن داود على بناء بيت المقدس، ومن زار قبوركم عدل ذلك ثواب سبعين حجة بعد حجة الإسلام، وخرج من ذنوبه حتى يرجع من زيارتكم كيوم ولدته أمّه، فأبشر يا علي، وبشّر أوليائك ومحبيك من النعيم بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولكن حثالة من الناس يُعيّرون زوّار قبوركم بزيارتكم كما تُعيّر الزانية بزناها، أولئك شرار أمتي لا تنالهم شفاعتي ولا يردون حوضي" (فتاوى مكتب الشاهرودي نقلا عن التهذيب ج 6 ص 107 ح 189). أما عن اللطم والخدش والأهوال التي تحدث يوم عاشوراء بدعوى الحزن على الحسين فقالوا: "إقامة الشعائر الحسينيّة أمرٌ محبوب ومستحسن ومرغوب لله تعالى، بل هو من شعائر الله ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ شَعَـٰئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ [الحج:32]. وأحذّر المؤمنين عن التراجع عن الشعائر الحسينية قيد أنملة، فتمسي واقعة كربلاء موضع النسيان بل الجحد والإنكار كواقعة الغدير التي بلّغ النبي -صلى الله عليه وآله- فيها إمرة علي - عليه السلام - بأمر العلي القدير على رغم حضور ستين ألف صحابي على أقل تقدير، وقد سلموا ذلك وسلموا عليه - عليه السلام - بأمرة المؤمنين، فإن واقعة الحسين - عليه السلام - أيضاً مهددة بالإنكار والإبادة من قبل مخالفي الولاية، ومن يروم قطع شجرة عظيمة يبدأ بالأغصان اللطيفة فيتدرج إلى قطع الأصل، والله الحكم العدل، وهو متم نوره ولو كره الكافرون. ولا نظنّ أنّ البكاء الشديد أو اللطم يكون مضّراً بالنفس وإن كان موجباً للادماء والخدش، ولا دليل على حرمة الإضرار بالبدَن مالم يؤدِّ إلى قتل النفس أو نقص العضو أو فقدان بعض الحَواسّ!!" (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). 3- تكفيرهم لمنكر إمامة الاثني عشر: ورد في (البحار 27/181) عن الصادق أنه قال: "الجاحد لولاية علي كعابد الوثن"، وقال القمي في (رسالته في الاعتقادات ص111): "واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعده أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء"، وروي وقال ابن المطهر الحلي في (الألفين ص3): "الإمامة لطف عام والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص" وبذلك جعلوا جحد النبوة وإنكارها أيسر من إنكار الإمامة!. وورد في (الكافي 1/373): عن أبي عبد الله "ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له، ومن جحد إماماً من الله، ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً". كما أنهم جعلوا ولاية الأئمة - عليهم السلام - شرط قبول الأعمال وهو يتوقف على معرفتهم فلابد من تحصيلها (راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). منزلة من آمن بإمامة الاثني عشر عندهم: كما يغالي الشيعة الاثنا عشرية في ذم وتكفير منكر الإمامة فإنهم في المقابل يغالون في مدح أنفسهم وأتباع مذهبهم، فهذا شيخهم المجلسي يعقد في كتابه (البحار 68/83) باباً نصه (باب أن الشيعة هم أهل دين الله، وهم على دين أنبيائه، وهم على الحق ولا يغفر إلا لهم، ولا يقبل إلا منهم). وفي (الكافي بشرح المازندراني 12/331): قال أبو عبدالله "شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله عز وجل يوم القيامة"، وقال علي كما يزعمون (المرجع السابق 12/270) "لقد مات رسول الله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة، وإن لكل شيء عزاً، وعز الإسلام الشيعة، ألا وإن لكل شيء دعامة، ودعامة الإسلام الشيعة، ألا..."، وعن الصادق يخاطب الشيعة (البحار68/117): "إن من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع له فنشفّع، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد". اعتقادهم العصمة في أئمتهم: للعصمة عند الشيعة الاثني عشرية منزلة عظيمة، وهي من القضايا التي يقوم عليها معتقدهم، فإنهم اتفقوا كما يقول شيخهم المجلسي (البحار25/211): "على عصمة الأئمة عليهم السلام من الذنوب صغيرها وكبيرها، فلا يقع منهم ذنب أصلاً، لا عمداً ولا نسياناً ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه"! فهم بذلك زعموا لأئمتهم عصمة لم تتحقق للأنبياء والرسل، إذ وقوع الأنبياء في الصغائر سهواً أو نسياناً جائز شرعاً، وقد وقع لعدد من الأنبياء كما ثبتت بذلك النصوص العديدة. عقيدة البــداء: ومعنى البداء في اللغة-كما في القاموس المحيط 4/302-: إما الظهور والانكشاف، أو نشأة الرأي الجديد. والبداء بهذين المعنيين لا يجوز نسبته إلى الله عز وجل، وهو في الأصل عقيدة يهودية ضالة، ثم انتقلت هذه العقيدة إلى فرق السبئية، وتبعتها الشيعة الاثنا عشرية في هذا المعتقد. وخلاصة هذا المعتقد : أن الله تعالى قد يقدر أمراَ من الأمور ثم يبدو له أن يغيره بعد ذلك. وقد جعلت الشيعة الاثنا عشرية هذا المعتقد من أصول مذهبها، ففي الكافي(1/146) عقد الكليني باباً أسماه (البداء) ضمنه عدداً من أحاديثهم ومن ذلك: حديث "ما عُبد الله بشيء مثل البداء" و" مابعث الله نبياً قط إلا بتحريم الخمر، وأن يقر لله بالبداء" و"ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه". وهذا المعتقد يعني في حقيقة نسبته الجهل والنسيان إلى الله تعالى. ولعلك تتساءل عن سبب تعلق الشيعة بعقيدة البداء واهتمامهم البالغ بها؟. والجواب عن ذلك: أن السبب هو غلوهم في أئمتهم وزعمهم أنهم يعلمون الغيب! حتى عقد صاحب (الكافي) باباً يقول بأن الأئمة يعلمون ما كان وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء، فكان القول بالبداء هو المخرج إذا حدّث الأئمة بشيء ثم كذبهم الواقع فيحتجون بأن يقولوا: (بداء لله في ذلك يكونه) أي أن ما قاله الأئمة حق لكن الله نشأ له رأي جديد!؟-تعالى الله عما يقول الظالمون الكاذبون علواً كبيراً. ومن ذلك أنهم ذكروا في بروز علي لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق الآتي: "لعل الإمام - عليه السلام - كان يعلم أنه لن يقتل (لأنه يعلم الغيب مثل باقي الأئمة الإثني عشر)، ولكن يحتمل البداء من ناحية الله تعالى!!", ثم استطردوا: "وقد يقال: إن علم الإمام مشروط بإرادته حيث جاءت بعض الروايات بمضمون أنهم - عليهم السلام - إذا شاءوا علموا" (للاستزادة راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). عقيدة الغيبة: وهي من العقائد الأساسية عندهم وذلك أن الشيعة تعتقد "أن الأرض لا تخلو من إمام لحظة واحدة، ولو بقيت الأرض بغير إمام لساخت"، "ولو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله" وذلك أنه عندهم هو "الحجة على أهل الأرض"، وحتى كتاب الله عندهم ليس بحجة بدون الإمام "لأن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم"، والقيم هو أحد أئمتهم الاثني عشر. ولكن: أين إمام الشيعة اليوم؟. لقد توفي الحسن العسكري-إمامهم الحادي عشر- سنة 260هـ وليس له ذرية ولا ولد.. واعترفت كتب الشيعة بأنه "لم ير له خلف ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ميراثه أخوه جعفر وأمه"، وتحيـَّر الرافضة بعد وفاة الحسن بلا ولد وتفرقوا فيمن يخلفه فرقاً شتى بلغت 20 فرقة! وكاد أن يكون موت الحسن نهاية للشيعة والتشيع حيث سقط عموده وهو "الإمام"، ولكن فكرة (غيبة الإمام) كانت هي القاعدة التي قام عليها كيانهم بعد التصدع.. وكان صاحب الفكرة وواضعها رجل يدعى (عثمان بن سعيد) حيث زعم أن للإمام الحسن ولداً اختفى، وعمره أربع سنوات، وزعم أنه هو الذي يعرفه وأنه وكيله في استلام أموال الشيعة وإجابة أسئلتهم.. ورفض عثمان بن سعيد ومن معه التصريح باسم هذا الولد المزعوم أو ذكر مكان وجوده.. ويكتفي الشيعة الرافضة غالباً بذكر لقب من ألقابه الكثيرة مثل: (المهدي، الحجة، القائم، صاحب الأمر، الناحية المقدسة...). وقد استمرت نيابة (عثمان بن سعيد) عن الإمام المزعوم ثم نادى بها من بعده (ابنه محمد)، ثم (النوبختي)، وأخيراً (السميري) الذي طور فكرة الغيبة ... وأعلن انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي وقال: "كل مجتهد شيعي هو نائب عن الإمام"، وأخرج توقيعاً منسوباً للإمام يقول: "أما الوقائع الحادثة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله"- (الكافي بشرحه مرآة العقول4/55-). ولعل سبب إعلان السميري ذلك هو المحافظة على كيان فكرة الغيبة إذ كثر المتنافسون على دعوى النيابة عن الإمام لما في ذلك من مكاسب مادية كبيرة حتى قال (الشلمغاني)-وهو أحد المدعين للنيابة، غير المعترف بهم عند الإمامية-: لقد كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف!!- كما في (الغيبة) (للطوسي ص241-). يقول الكسروي -رحمه الله- معلقاً على هذه العقيدة الفاسدة: "وإذا كان منتظرهم قد اختفى لخوفه على نفسه فلم لم يظهر عندما استولى آل بويه الشيعيون على بغداد وصيروا خلفاء بني العباس طوع أمرهم؟، فلم لم يظهر عندما قام الشاه إسماعيل الصفوي وأجرى من دماء السنيين أنهاراً؟، فلم لم يظهر عندما قام كريمخان الزندي وهو من أكابر سلاطين إيران يضرب على السكة اسم إمامكم (صاحب الزمان) ويعد نفسه وكيلاً عنه؟ وبعد: فلم لا يظهر اليوم وقد كمل عدد الشيعيين ستين مليوناً، وأكثرهم من منتظريه؟"- (التشيع والشيعة ص42-). ولو كان الكسروي حياً لقال: ولِمَ لم يظهر وقد قامت دولة الخميني الذي يدّعي النيابة عن المعصوم في كل شيء؟! ومن نتائج هذا المعتقد أن يزعم الشيعة الاثنا عشرية أن من انتظر خروج هذا القائم فهو "كالمتشحط في دمه في سبيل الله"، وهو كمن استشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم!!-منتخب الأثر للطف الله الصافي (ص 498). وإمام المسلمين هذا هو" المنتظر"، ويزعمون أنه يغير من شريعة رسول الله? إذا خرج وأنه يحكم بحكم داود وسليمان، ولا يقبل الجزية، ولا يسأل الناس بينة، وأنه يقتل المولي ويجهز على الجريح، ويقتل ذراري قتلة الحسين بفعال آبائهم، وأن عند منتظرهم القرآن الكامل غير المحرف، ومصحف فاطمة وسائر الكتب السماوية!!!. [للاستزادة: انظر الكافي1/179،188 والبحار23/29 وج52/152، 313وغيرها]. موقف الشيعة الاثني عشرية من الصحابة رضي الله عنهم: لا شك أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم خير الناس بعد الأنبياء، وقد اختارهم الله لصحبة نبيه، ونشر دينه، وأثنى عليهم في كتابه، كما سجل التاريخ مآثرهم بمداد من نور، ولم تشهد الدنيا إلى يومنا هذا مجتمعاً كمجتمعهم رضوان الله عليهم. ومع تلك الفضائل العظيمة والمنزلة العالية لهؤلاء الصحب الكرام إلا أن الشيعة الاثنا عشرية قد تناولوهم بالثلب والتجريح، بل نسبوا إليهم الكفر والنفاق!! إذ تحتوي كتب الشيعة -المعتمدة عندهم- على روايات كثيرة تزعم بأن الصحابة رضي الله عنهم قد ارتدوا وكفروا بعد إيمانهم إلا ثلاثة!، وتزيد روايات أُخرى عدد الذين بقوا على دينهم، لكنهم لا يتجاوزون السبعة في كل الروايات!. فمن ذلك ما رواه الكليني في (الكافي12/321) عن أبي جعفر: "كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة، فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي رحمة الله وبركاته عليهم..."، وفيه كذلك : "أن الشيخين فارقا الدنيا ولم يتوبا ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين". ويقول المجلسي في (البحار25/110) عن الخلفاء الثلاثة الراشدين: "إنهم لم يكونوا إلا غاصبين، جائرين، مرتدين عن الدين، لعنة الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين"؟. للاستزادة :انظر الكافي (2/244)، والبحار (22/345)، وكتاب سليم بن قيس (74)، ورجال الكشي (6)، وتفسير العياشي (1/199)، والبرهان (1/319)، والصافي (1/305)وغيرها. كما أنهم ادعوا أن صحابة رسول الله, مع ارتدادهم, قد ظلموا آل بيت رسول الله وأذاقوهم الذل والويلات, فقد ورد في فتاوى مكتب الشاهرودي حول ظلم الصحابة لفاطمة ما يلي: "ما رواه في ج 43 من البحار ص 179 س 7 قال وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي برواية أبان بن أبي عياش عنه عن سلمان وعبد الله بن عباس قالا (أي سلمان الفارسي وعبد الله بن عباس): قال توفّي رسول الله -صلى الله عليه وآله- فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدّوا،.. (إلى أن قال في سطر19) .. فأقبل عمر حتى ضرب الباب ثم نادى: يا ابن أبي طالب افتح الباب، فقالت فاطمة -عليها السلام-: يا عمر ما لنا ولك لا تدعنا وما نحن فيه؟ قال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم... إلى آخر ذلك الحديث السمج والركيك". ثم استطردوا قائلين: "هذا ولا مجال لنا لذكر جميع الأخبار الواردة في هذا الموضوع، ويكفينا ما ذكرناه فإنّه فوق التواتر. وممّا بينّاه يُعلم تعدّد الضرب من عمر ومولاه قنفذ، بل يظهر من بعض الأخبار التي لم نذكرها أنَّ المغيرة بن شعبة اشترك في ضرب فاطمة - عليها السلام - أيضاً. وهل يُرجى من الذين ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وآله ـ كما في رواية سليم بن قيس الهلالي، والذين انقلبوا على أعقابهم، كما نصّت عليه الآية الكريمة قوله تعالى: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِينَ [آل عمران:144]. ـ غير هذا؟". وقد قال الله عنهم في نفس السورة: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110]. وقال عنهم أيضاً وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلاْوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلانْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلانْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَداً [التوبة:100]. ثم لإخفاء افتراءاتهم, حيث أنهم استشهدوا ببعض كتب السنة, قالوا مرة أخرى في هذا الموضع بالتنبيه الخبيث المتكرر عندهم: "إذا أردت مراجعة المصادر، فعليك بالكتب القديمة لأنّ المنقول أنّهم كلّما جدّدوا طبعاً أسقطوا منه ما يكون دالاً على مَساوئ الشيخين ومظلومية أهل البيت وحقّانيّتهم" (راجع فتاوى مكتب الشاهرودي). عقيدة الرجعة: ومعناها عندهم: طرجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة في نفس صورهم التي كانوا عليها" -أوائل المقالات للمفيد ص95. والراجعون عندهم فريقان: أحدهما: من علت درجته في الإيمان-ويعنون بذلك أئمتهم-، والآخر: من بلغ الغاية في الفساد- وعلى رأسهم حسب هذا المعتقد: صاحبي رسول الله وخليفتاه وصهراه: أبوبكر وعمر، وبقية أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم. ويزعمون أن زمن هذه الرجعة: "عند قيام مهدي آل محمد" (المصدر السابق 7/438 و-من لا يحضره الفقيه- لابن بابويه القمي2/128). وتعتبر هذه العقيدة أصلٌ من أصول مذهبهم، ففي (الوسائل للعاملي 7/438): "ليس منا من لم يؤمن بكرّتنا"، ويقول العاملي عنها إنها "موضع إجماع من جميع الشيعة الإمامية" بل إنها "من ضروريات المذهب" (الإيقاظ من الهجعة ص33). وتجديد الاعتراف بها مأمور به كما يؤمر بالإقرار بالتوحيد والنبوة.. وقد ألفوا فيها مؤلفات خاصة، وبلغت رواياتهم فيها أكثر من مائتي حديث في أكثر من خمسين كتاباً من كتبهم المعتبرة عندهم، ومن يراجع كتب الفرق يجد أن كثيراً من فرق الشيعة تزعم أن إمامها سيرجع، وإن اختلفوا في تحديد ذلك الإمام، مخالفين بذلك صريح القرآن الذي نفى مسألة الرجعة مطلقاً. وأخيراً .. فهذه معتقدات الشيعة الاثنا عشرية، وهذه أقوالهم .. تجاه كتاب ربنا وسنة نبينا وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونسأل الله تعالى بأن يهديهم ويهدينا لما فيه لم شمل المسلمين على كتاب الله العزيز وعلى سنة نبيه الكريم, ففي ذلك مصلحة الإسلام وعز المسلمين. |