موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 مزاين الإبل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

مزاين الإبل Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

مزاين الإبل Empty
مُساهمةموضوع: مزاين الإبل   مزاين الإبل Emptyالأحد 8 مارس 2015 - 20:31

عنوان الخطبة
مزاين الإبل
اسم الخطيب
عبد العزيز بن محمد القنام
رقم الخطيب
153
رقم الخطبة
4888
اسم المسجد
جامع النويعمة القديم
تاريخ الخطبة
22/10/1428
مزاين الإبل Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- جزيرة العرب قبل البعثة. 2- نعمة بعثة النبي مزاين الإبل Salla-icon. 3- جهود محمد بن عبد الوهاب في تجديد التوحيد. 4- نعم الله تعالى على بلاد الحرمين. 5- ظاهرة (مزاين الإبل). 6- مفاسد هذه الظاهرة. 7- حكم هذه المسابقات والمهرجانات. 8- مشروعية الانتساب للقبيلة. 9- الأخوة الإيمانية والكرم بالتقوى.
الخطبة الأولى
أما بعد: أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى واذكروه، وارعوا نعمة الله التي أنعم بها عليكم وأخبركم أنكم لا تستطيعون عدها ولا حصرها، فإن النعم تتقيّد بشكرها، وإن الله تعالى قد وعدكم بالزيادة إن شكرتم وتوعدكم بالعذاب إن كفرتم، فقال جل وعلا: مزاين الإبل Start-iconوَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌمزاين الإبل End-icon [إبراهيم: 7].
أيها المسلمون، لقد كانت جزيرة العرب مرتعًا للجهل والفوضى قبل بعثة النبي مزاين الإبل Salla-icon، وكان سكانها أهل جاهلية جهلاء وفي ضلالة عمياء، كان فيهم القوي يأكل الضعيف، وكانت تستهين بهم الحضارات المجاورة في بلاد فارس وفي بلاد الروم، بل كانوا يعتبرون الجزيرة العربية مَهلَكة ليس فيها إلا قوم رعاة للأغنام وقوم يغزو بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم بعضًا، حتى أكرم الله العرب بالإسلام ببعثة محمد مزاين الإبل Salla-icon، مزاين الإبل Start-iconهُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍمزاين الإبل End-icon [الجمعة: 2].
لقد خرج محمد مزاين الإبل Salla-icon في شعاب مكة ينادي بـ"لا إله إلا الله" ليعتز بها العرب يوم تمسكوا بها ويخرجهم مزاين الإبل Salla-icon من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، فعزوا بعد ذلّ، واجتمعت كلمتهم بعد فرقة، وأغناهم الله بعد فقر، وخضعت الجزيرة العربية كلها لدعوة محمد مزاين الإبل Salla-icon قبل أن يفارق هذه الدنيا ملبّيًا نداء ربه، وأنزل الله تعالى عليه في آخر أيامه في صعيد عرفات قوله تبارك وتعالى: مزاين الإبل Start-iconالْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًامزاين الإبل End-icon [المائدة: 3]، فصلحت بعد فساد، وانتظمت بعد اختلال، وتوحّدت بعد شتات.
ثم تكرّر المشهد قبل عهد الإمام المجدد شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأعظم له الأجر والمثوبة، فقد قام بالدعوة إلى الله وتصحيح عقيدة المسلمين من الشركيات والبدعيات، وقيض الله له أنصارًا من أمراء آل سعود فآزروه ونصروه، فاحتضنوا هذه الدعوة السلفية النقية التي تدعو الناس إلى عبادة الله من جديد، فاجتمعت قوة العلم وقوة السلطان، فأصبحت هذه البلاد مضرب المثل في توفير الأمن والاستقرار وصفاء العقيدة، وتوارث ذلك الأجيال اللاحقة من أبنائهم وأحفادهم إلى يومنا هذا ولله الحمد والمنة.
كل ذلك لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم جهود القائد الموحد الإمام الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، حيث أعادها جذعة من جديد دعوة سلفية خالصة واجتماعًا وألفة ومحبة، فاجتمعت القلوب والنفوس الطيبة والآراء الصائبة على جمع شمل هذه الجزيرة من حجازها ونجدها وشمالها وشرقها وجنوبها تحت اسم المملكة العربية السعودية أعزها الله، فلا يوجد بين أبناء هذا الوطن أيّ ميزة غير الإسلام، ولا فضل لأبيض على أسود ولا فضل لغني على فقير ولا للون ولا لجنس، فالجنسية واحدة من شمال البلاد من حدود بلاد الشام وإلى حدود بلاد اليمن، ومن شاطئ الخليج إلى شاطئ البحر الأحمر، كلهم إخوة في الله، كلّهم سعوديون، وإذا قيل هذا الاسم ذُكِر الإسلام والإسلام وحده، لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، وهذه نعم كبرى وآيات عظمى تفضل بها رب السموات والأرض على أهل هذه الجزيرة، فنحن نعيش اليوم راحة في جميع متطلبات الحياة الدنيا، فكان هذا الأمن والرخاء والعز والفلاح، فمنذ أن فتح الملك عبد العزيز مدينة الرياض ونحن من خير إلى خير ومن عز إلى عز ومن فضل إلى فضل، مزاين الإبل Start-iconذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِمزاين الإبل End-icon [الحديد: 21]، وصدق المولى جل جلاله: مزاين الإبل Start-iconالَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِمزاين الإبل End-icon [الحج: 41].
نعم أيها الإخوة المؤمنون، لقد عجزت تجارب كثيرة في بلاد مجاورة وغير مجاورة عن اتحاد الناس وجمع كلمتهم، الكثير منكم يسمع عن أحوال كثير من البلدان في العالم، يقتَلون ويحرّق بعضهم بعضًا، وكلهم مسلمون، ومع ذلك لا يستطيعون الاجتماع والاتحاد، كما يحصل التفرقة والشتات والنزاع والشقاق والحرب بين أبناء كثير من البلدان أصغر من بلادنا هذه بكثير وأقل منها شعبًا، فما بالكم ببلاد واسعة كالمملكة العربية السعودية وما فيها من البلاد واتساع مساحتها؟! ومع ذلك خضعت كلها لله رب العالمين، ونجحت هذه الأسرة المباركة أسرة آل سعود في جمع الناس على راية "لا إله إلا الله"، ولولا ذلك لم يجتمع لهم الناس، فلله الحمد والمنة، وله الشكر والفضل، وهذه نعم نذكر بها أنفسنا وأبناءنا من الأجيال المتأخرة ممن لم يدركوا حال الأجداد يوم كان الناس في رعب وخوف وجهل ومرض واضطراب، كل قبيلة تغزو الأخرى، وكل قرية تحارب الأخرى، فالحمد لله أولا وأخرا، ثم الحمد لله حمدًا لا كفاءَ له على ما أنعَم وأسدَى.
هذه المقدمة ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ أذكرها لا تفاخرا ولا تعاليا، ولكن ليتضح أمام ناظرَي كلّ عاقل ومنصف ويظهر لكل مسلم أننا لا نحب بلادنا فطرة فحسب، ولكننا نحبها فطرة وجبلة وديانة. نعم أيها المسلمون، إن من أعظم نعم الله علينا أن جعلنا مسلمين ثم نعمة الأمن والإيمان والصحة في الأبدان، ونعمة الاجتماع والائتلاف والاعتصام والاستقرار والعزة والمنعة لهي من أعظم نعم الله علينا، والله تعالى قد اختارها واجتباها وهو يخلق ما يشاء ويختار قال تعالى: مزاين الإبل Start-iconوَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُمزاين الإبل End-icon [الحج: 78]. وإن تذكيرنا لكم ـ أيها الإخوة ـ ببعض نعم الله التي تترادف عليكم في هذا البلد الأمين إنما هو امتثالاً لأمر رب العالمين في كتابه المبين: مزاين الإبل Start-iconوَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْمزاين الإبل End-icon [الضحى: 11].
فالنعم تترادف وتدوم وتزداد إذا شكرت وأدّى الناس حقوقها، فيجدر بنا ـ أيها الإخوة ـ أن نتحدث ونلهج بذكر الله وشكره، ونطلب المزيد من فضله، ونستجلب رضاه ونعمه بطاعته فيما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر؛ لتدوم هذه النعم، فما أحوجنا إلى شكر الله! والاستقامة على دينه مصدر عزنا وفخرنا وسبب أمننا واستقرارنا ورخائنا، فالمؤمن الحق هو الذي يعرف قدر نعمة الله عليه ثم يشكرها حق شكرها لتدوم وتبقى، مزاين الإبل Start-iconوَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُممزاين الإبل End-icon [إبراهيم: 7].
أيها المسلمون، إن كلامنا اليوم لا مجاملة فيه؛ لأنه ينبع من قلب غيور على وحدة هذا الوطن الغالي وحبه له ولقادته الكرام وأهله أهل العزة والكرامة والنخوة والشهامة، ولا يساور أحد شكّ في غيرتكم وحبكم لهذا الوطن الغالي كما يغار عليه كل مواطن مخلص لأن حب الوطن فطرة بشرية فطر الله الناس عليها، فمن منطلق حبنا لهذا البلد المبارك بلاد الحرمين الشريفين وقبلة جميع المسلمين وموطن سيد الثقلين نَجْهدُ في النصح له وفي القيام بواجباتنا تجاهه، وليعلم كل واحد منا أنه حارس للمجتمع ومرابط على ثغر من ثغور الأمة، ومن هذا المنطلق ـ أيها الإخوة في الله ـ أرجو تقبل كلامي إن رأى أحدكم فيه شيئا من القسوة؛ لأنه من باب وضع اليد على الجرح النازف، هي تضغط عليه وتؤلمه بيدَ أنها تريد وقف نزيفه وحفظ حياته، وإن الجرّاح ليضع مشرطه في جسد المريض ويقطعه، وربما استأصل بعض أجزائه، ولكنه يريد إصلاح الباقي، وينشد عافية ونجاة حياة المريض لا شك، وهي كلمة من القلب للقلب لا أريد بها إِلا الإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ. فأقول متوكلا على الله:
إنه لا يخفى عليكم ـ أيها الإخوة ـ ظاهرة ظهرت علينا في السنوات الأخيرة في أنحاء البلاد، وهي ما تسمى بـ(مزاين الإبل)، وتقام فيها بعض المسابقات الوطنية العامة المفتوحة لكل القبائل، ثم نحت القضية منحى آخر فصارت كل قبيلة تقيم لها مهرجانًا خاصًا، لا يخلو من دعوى الجاهلية وهي العنصرية، ولا يخلو من التفاخر والتبذير، وإن من المؤسف أن تكون الإبل وقود هذه العصبية المقيتة.
وقبل أن أتحدث عن هذا الموضوع الهام أقول: اللهم اشهد أننا نُكِنّ كلّ تقدير واحترام لكل قبائل هذه البلاد، ونوجّه هذا الكلام لكل هذه المهرجانات القبلية، ولا نخصّ بالنقد قبيلة ولا مهرجانًا بعينه، وإن العاقل ليتساءل: ما الذي يستفيده الوطن أو المواطن من هذه المسابقات القبلية؟! وهل تأملنا قليلاً في المصالح والمفاسد المترتبة عليها؟! وحتى نكون منصفين فإن هذه المسابقات والتجمعات القبلية لا تخلو من بعض المصالح من إشاعة الألفة والتضامن بين أبناء القبيلة وتجديد أواصر القربى وتأكيد صلة الرحم، وربما يكون فيها بعض الفعاليات الدينية والثقافية والدعوية، وهذه المصالح المدَّعاة يجب أن لا تعمينا عن النظر في المفاسد الأصلية المترتبة على هذه الاجتماعات، ومنها:
أولا: لا شكّ أن المسلمين اليوم في أمسّ الحاجة إلى الوحدة واجتماع الصّف، ولو كانت هذه التجمعات لا يحضرها إلا العقلاء والأخيار لما سلمت من آثار التعصب الخفي والمعلن، فكيف والدهماء والرعاع وعوام الناس هم قوامها وجمهورها في الغالب، الحقيقة أن القضية تعدّت (مزاين الأبل) إلى إثبات وجود ومكانة القبيلة، بل وإحياء النعرات المدفونة تحت رماد الماضي، والتغنّي بأمجاد القبيلة وقصص الانتصارات على القبائل الأخرى، وهذا الأمر خطير جدًا، وشهد شاهد من أهلها، فقد قال أحد ملاك الإبل المعروفين في المملكة: "للأسف أن النعرات القبلية والعنصرية موجودة في مهرجانات مزاين إبل القبائل". ولا بد أن نشير بكل أسف إلى دور الأمسيات الشعرية في إشعال فتيل التفاخر والعصبية وقيام بعض الشعراء بإثارة النعرات القبلية بين أبناء القبائل، ويكفي أن تنظر لشريط الرسائل في إحدى قنوات الشعر الشعبي وكيف يتنابز بعضهم ببعض، فالأول يقول: من أنتم يا بني فلان وأنتم كنتم كذا وكنّا كذا، فيرد الآخر ببيت شعر: حنا كنا كذا وجدانك كذا. والأدهى من هذا أن تتسلّل هذه العادة الجاهلية إلى أطفالنا وسفهاء الأحلام منا مع رضا والديهم وللأسف, وهذا والله نذير سوء؛ لأنه يغرس مفاهيم خاطئة في نفوس الناشئة، أضف إلى ذلك ما تعيشه كثير من المجتمعات من ويلات العصبية التي تجرّ ذيلها في الأحياء والشوارع والمدارس.
 يا هؤلاء، إن التفاخر بالأنساب والأحساب والعصبية القبلية والتحزبات الجاهلية أعمال محرمة، قال عنها الحبيب مزاين الإبل Salla-icon: ((دعوها فإنها منتنة))، وقال فيها: ((ليس منا من دعا إلى عصبية)). إن هذه الأعمال تولد الصراع وتجلب الفرقة وتذكي الضغينة بين أبناء هذه الأمة في الوقت الذي يتربص الأعداء بها من كل جانب.
فيا هؤلاء، إن قبائل هذه البلاد المباركة قبائل معروفة، وتاريخها عريق في نصرة الدين وتوحيد هذه البلاد، وتقديم أبناء بررة في شتى التخصصات، وليست في حاجة لمثل هذه العصبيات والمهرجانات لتعرف بنفسها وتفاخر بمجدها.
ثانيا: الإسراف والتبذير وصرف المبالغ المالية الكبيرة في ما لا طائل وراءه، هناك تنافس ماديّ بين مشايخ وتجار القبيلة الواحدة لدعم هذه الاحتفالات، يصل إلى حد الإسراف المخيف والمنذر بانتقام الله، في الوقت الذي يعاني فيه كثير من أسر هذه القبائل وأفرادها من الفقر والإعسار والبطالة، بعض المهرجانات بلغت التبرعات فيها عشرات الملايين، بينما لا يوجد صندوق خيري واحد لسدّ حاجة الفقراء والمعسرين والأيتام وغيرهم.
ثالثا: التضييق على بعض المتعفّفين من مستوري الحال وإحراجهم للمشاركة الماليّة في المناسبة.
رابعا: المغالاة في أثمان الإبل بمبالغ خيالية لا شك في دخولها في الإسراف والتبذير المحرم. نعم، هناك من يهوى الإبل ويطلب الرزق بالمتاجرة فيها، ولكن هذه التجارة لا بد أن تكون في حدود المعقول، وليس كما نراه اليوم، المستفيد الأول من هذه المسابقات هم شيوخ القبائل وتجار الإبل، وهم أغلب المشاركين فيها، لقد أصبحت هذه المهرجانات أشبه ما تكون بالميسر المحرم، إثمه وضرره أكبر من نفعه، يكفي أن تعرف أن هذه الإبل لا تشترى للبنها ولا للحمها وإنما لجمالها، ولو أحجم بعض القادرين عن التداول فيها لبارت هذه السلع بيد أصحابها.
فيا هؤلاء، انظروا موقفكم من نعم الله، وتأملوا أحوال من حولكم ممن تنكروا لنعم الله واستكبروا في الأرض كيف دهمهم أمر الله، حتى لقد ملّكهم خوفًا وذعرًا، فبدلوا بالنعمة نقمة بالمنحة محنة، مزاين الإبل Start-iconذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌمزاين الإبل End-icon [الأنفال: 53]. فاحذروا أن يحل بكم مثل ما حل بهم، واتقوا أسباب سخطه وعقوبته، واشكروه على آلائه ونعمائه، وذلك بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والحذر من أسباب زوالها وتحولها، ولنعلم أنه قلّ أن زالت نعمة عن قوم ثم عادت إليهم، قال تعالى: مزاين الإبل Start-iconوَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًامزاين الإبل End-icon [الإسراء: 16]، وقال سبحانه: مزاين الإبل Start-iconيَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَمزاين الإبل End-icon [الأعراف: 31]، مزاين الإبل Start-iconوَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَمزاين الإبل End-icon [الأنعام: 141].
أيها الإخوة، إن العاقل اللبيب هو الذي لا يغيب عن باله فضل الله عليه، وكلما تذكر نعمة الله عليه ازداد له حمدًا وشكرًا، والله تعالى أمر نبيه مزاين الإبل Salla-icon بأن يحدث بنعمته عليه في قوله عز وجل: مزاين الإبل Start-iconوَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْمزاين الإبل End-icon [الضحى: 11]، وقال سبحانه: مزاين الإبل Start-iconيَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَمزاين الإبل End-icon [فاطر: 3]. ولا شكّ أن الإبل آية ربّانيّة، فلقد جاء الإسلام فرفع من شأن الإبل بما هو أهم وأعظم من مجرد النفع الدنيويّ، فجعل الله في التأمل فيها والنظر إليها وسيلة لمعرفة عجائب قدرته، وجعل النظر إلى كيفية خلقها مقدَّما على التأمل في السماء والجبال والأرض، وهذا مدخل إلى الإيمان الخالص بقدرة الله وجميل صنعه، ففي سورة الغاشية قال تعالى: مزاين الإبل Start-iconأَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ مزاين الإبل Mid-icon وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ ‏رُفِعَتْ  مزاين الإبل Mid-icon وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ مزاين الإبل Mid-icon وَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْمزاين الإبل End-icon [الغاشية: 17-20]. ففي هذه الآيات الكريمة يخصّ الله سبحانه وتعالى الإبل من بين مخلوقاته الحية، ويجعل النظر إلى كيفية خلقها أسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الأرض، ويدعو إلى أن يكون النظر والتأمل في هذه المخلوقات مدخلاً إلى الإيمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه. في هذه الآية الكريمة يحضنا الخالق العليم بأسرار خلقه حضًا جميلاً رفيقًا على التفكير والتأمل في خلق الإبل أو الجمال باعتباره خلقًا دالاً على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وكمال قدرته وحسن تدبيره، والنظر ومشاهدة الإبل كان من الأمور السهلة والممكنة في زمن النبي مزاين الإبل Salla-icon حين كان الجمل جزءًا من حياة كل إنسان في الجزيرة العربية. فلا شك أن الإبل رمز وطني اهتمّ به آباؤنا وأجدادنا، وكانت الإبل في وقتهم تحظى بعناية غير مُبالغ فيها، وأسعارها معقولة، مع أنهم كانوا أكثر حاجة منّا إليها.
هذه بعض مفاسد مسابقات المزايين، ومع هذا فلا يزال بعض الناس يكابر، بل إن أحدهم يتشدق بقوله تعالى: مزاين الإبل Start-iconأَفَلا يَنظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْمزاين الإبل End-icon على مشروعية هذه المسابقات، وقد ردّ عليه أحد الشعراء بقوله:
سيجمـع الجمـعُ أموالاً وأموالاً        فِي ذاك بغيتُهم حِـلاًّ وترحـالاً
لا للفقـيـر ولا للبـر سعيُهـمُ       لكن لأمرٍ غـلا في اللّغو إيغـالا
يـا أمةً رغم ضعفٍ بـات ينهشها      أمست تنازع ربَّ الكون سربالا
وتدّعـي أنـه عن أمـر بـارئها       وأنـه في جمـال الإبل قد قـالا
والله قـال: انظـروا فيها لتعتبروا       ولَم يقل: فانتقوا منهن أشكـالا
ولم يقل: واجعلـوا في ذاك محتفلاً        وقوموا الليل تصفيقًـا ومـوّالاً
و أترعـوه بنعرات قد اندثـرت        وأنفقوا الْمال تبذيرًا وإضـلالاً
سبحان الله! كيف يجتمع الناس هذا الاجتماع الشعبي الكبير من أجل جمال حيوان لا ينطق ولا يتكلم, ويجعلونه في كامل أناقته وزينته، ويتقافزون طربًا من أجل شفَتَيه أو رقبته، وفي القبيلة ذاتها بشر لا يجدون ما يسدّ رمقهم ويقضي حاجتهم؟! لماذا لا نجتمع لسد حاجة الآلاف من أسرنا المحتاجة أو شبابنا العاطل أو المحتاج للزواج وبناتنا العوانس المحتاجات للزواج؟! هل مزايين الإبل أهم عندنا من بناتنا مزايين الخلق والدين؟! وقد يتساءل بعض الناس عجبًا: أين عقلاء القوم؟! وهل يمكن أن يجتمع كل هؤلاء على باطل؟! فنقول: لا تعجب، فإن التجمعات الكبيرة الجماهيرية المشوبة بالمشاعر والحماس يتساوى فيها العاقل والجاهل، ويصبح التمييز فيها معدومًا، خصوصًا في الأمور التي مرجعها الشعور كالأدب والقبيلة والجماعة, فينحّى تحكيم العقل فيها، ويصبح الشعور هو سيد الموقف.
أيها المسلمون، ويبقى السؤال الهام: ما الحكم الشرعي لهذه المسابقات والمهرجانات؟ لقد صدرت الفتوى من اثنين من علمائنا الكبار بتحريم مسابقات (مزايين الإبل) بوضعها الحالي:
فقد سئل معالي الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عن مسابقات (مزايين الإبل) فقال: "لا تجوز المشاركة في ذلك لما فيه من المنكرات من بذل الأموال الطائلة بغير فائدة والله جل وعلا قال: مزاين الإبل Start-iconيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْمزاين الإبل End-icon [النساء: 29]، ولا يجوز أخذ العوض عن المسابقات لأنه من القمار إلا ما استثناه الرسول مزاين الإبل Salla-icon بقوله: ((لا سبق إلا في ثلاث في نصل أو خف أو حافر))، والمراد بذلك المسابقة على الخيل أو على الإبل أو على الرماية لأجل التدرب على الجهاد في سبيل الله، وما عدا ذلك لا يجوز أخذ الجوائز عليه من المسابقات؛ لأنه أكل للمال بالباطل وهو داخل في الميسر والقمار" اهـ.
وممن أفتى كذلك في ظاهرة (مزايين الإبل) معالي الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع عضو هيئة كبار العلماء، فقد ذكر أن فعاليات ومسابقات (مزايين الإبل) هي من البدع الضالة، وأكد أن كُلَّ من ينساق وراء هذا النوع من السباقات مشمول بصفات التبذير والإسراف وكذلك التغرير ببسطاء العقول. وكان الشيخ المنيع تلقى سؤالاً في هذا الخصوص، فحواه أن بعض المواطنين يتفاخرون بكرائم الإبل (المزايين)، ووصل حد التفاخر إلى التغالي بأسعارها وتداول بيوعها بأثمان باهظة جدًا، يصل البعير أو الناقة إلى مليون ريال أو مليونين أو أكثر، وامتد هذا التفاخر إلى قبائل البادية وإلزام مشايخ هذه القبائل أفرادها بدفع مبالغ مالية للدخول في هذه المفاخرات. وأكد فضيلة الشيخ المنيع في فتوى أصدرها بذلك أن هذا التفاخر مما كان لدى الجاهلية من الأعراف والتقاليد البالية المتنافية مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ومن ذلك العدل في الإنفاق والبعد عن الإسراف والتبذير، مذكرًا بقول الله تعالى: مزاين الإبل Start-iconإِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِمزاين الإبل End-icon [الإسراء: 27]، وقوله تعالى في شأن المال وحفظه: مزاين الإبل Start-iconوَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُمزاين الإبل End-icon [النساء: 5]. وأشار الشيخ عبد الله المنيع إلى أن مشايخ القبائل حينما يلزمون أفرادهم بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر والتباهي يعتبرون ظالمين لإخوانهم وإخوانًا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير، والله سبحانه وتعالى غيور على حدوده ونعمه، ولا شك أن المتجاوزين لهذه الحدود والكافرين بنعم الله جديرون بغضب الرحمن. وأضاف في فتواه: "يغلب على الظن أن نفوق الإبل الذي حدث أخيرًا هو عقوبة من رب العالمين على هذا الانحراف بالأموال إلى الإسراف والتبذير"، سائلاً المولى عز وجل أن يعيد أهل هذا التصرف الآثم إلى رشدهم.
فيا أيها الإخوة، هذا ما أفتى به كبار علمائنا، وإن لنا في ذلك لعبرة، فاسمعوا وخذوا النصيحة منهم، ولا تزهدوا في كلام الناصحين، اضبطوا عواطفكم بالشرع المطهر، وانصروا دينكم وأمتكم.
نسأل الله عز وجل أن يوفقنا جميعًا لشكر نعمته والاستقامة على طاعته، وأن يجعلنا ممن إذا أعطي شكر.
أيها الإخوة المؤمنون، قد كتبت ما قلت وسمعتم...
 
الخطبة الثانية
الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى، القائل: مزاين الإبل Start-iconيـٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَـٰكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَـٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَـٰرَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَـٰكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌمزاين الإبل End-icon [الحجرات: 13]، والصلاة والسلام على النبي المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى.
عباد الله، ونحن نتحدث عن القبلية ربما يقول قائل: هل يمنع الشرع من الانتساب إلى القبيلة والاعتزاز بها والوفاء لها؟ الجواب: بلا شك لا، ولكن ـ أيها المبارك ـ إذا انتسبت لقبيلتك فليكن لك مساحتك الخاصة في الاعتزاز بها في الوقت المناسب والمكان المناسب، دون مخالفةٍ شرعية ولا تعصبٍ أعمى ولا تجريحٍ للآخرين أو افتخارٍ عليهم. إن الافتخار بالقبيلة والتعصب لها مظهر جاهلي ممنوع، أما مجرد الانتماء إليها وصلة رحمها فهو مظهر إسلامي مشروع. وأشير كذلك إلى أنه من أسباب انتشار التفاخر بين أبناء البدو وأبناء القبائل هو استفزازهم من قبل بعض السفهاء سواء في الإنترنت أو في بعض المجالس العامة, فيحتقر البدو ويقلّل من مكانتهم ويذكر مثالبهم، فيرد الآخر بازدراء الحضر والتعصّب لقبيلته، وكل هذا والله من الجهل والسفه.
والواجب على الجميع نبذ كل هذه الألوان من التعصب والتحزب، فلا بدوي ولا حضري، ولا قبيلي ولا خضيري، مزاين الإبل Start-iconإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌمزاين الإبل End-icon [الحجرات: 10]، مزاين الإبل Start-iconإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْمزاين الإبل End-icon [الحجرات: 13]. لو كان النسب وحده ينفع صاحبه لكان أبو لهب عمّ النبي مزاين الإبل Salla-icon متربّعا في سماء العزّ والمجد، ولكنه لما أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، فتردى في هاوية مزاين الإبل Start-iconسَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍمزاين الإبل End-icon [المسد: 3]، أما بلال رضي الله عنه فإنه لما أسرَع به عمله مع كونه حبشيًّا تربّع في سماء ((إني لأسمع خشخشة نعليك في الجنة))، فدعوها فإنها منتنة.
عباد الله، إن مما يدعو للتفاؤل أن عددًا من العقلاء من نفس القبائل التي تقيم هذه المسابقات قد كتبوا عنها في الصحف والمنتديات، وحذروا من مساوئها على البلاد، وطالبوا بإيقافها، ونحن نضمّ أصواتنا لهم بمنع مثل هذه المسابقات ولو تضمّنت بعض الأمور المشروعة كما أفتى مشايخنا الكبار بذلك.
وختامًا أيها الإخوة الكرام، أوصيكم ونفسي بالتزام الكتاب والسنة، وتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، واحذروا من كل بدعة تخالف كتاب الله تعالى وسنة نبيه مزاين الإبل Salla-icon.
ثم اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنَّ كلّ ما سمعتم في هذه الخطبة إنما هو والله غيرة على أمن ووحدة هذه البلاد المباركة، وأرجو أن لا يفهم البعض أن هذا الكلام موجّه ضد قبيلة أو أخرى، فحن نكنّ كل تقدير واحترام لكل القبائل في بلادنا، ولكل مواطن صالح، بل ولكل مسلم تقيّ داخل بلادنا أو خارجها.
ونسأل الله أن يجمع قلوبنا تحت راية التوحيد في هذه البلاد المباركة، بلادنا المباركة كلها هي قبيلتنا وعزتنا، وفوق ذلك إسلامنا هو انتماؤنا الأكبر وهو الذي نجتمع عليه ونذود عنه، وهو مصدر فخرنا وعزنا ورقينا، نسأل الله أن يجعل كل أبناء الأمة الإسلامية بادية وحاضرة يدا واحدة في وجه أعدائها، وأن ينزل السكينة في أنفسنا، والرحمة فيما بيننا، ويؤلف بين قلوبنا، ويهدينا سبل السلام، ويجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، كما نسأله سبحانه أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يأخذ نواصينا إلى الهدى.
ألا وصلوا على نبي الرحمة والهدى كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا في كتابه فقال سبحانه: مزاين الإبل Start-iconإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًامزاين الإبل End-icon [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعنا معهم بعفوك وجودك ومنك يا جزيل العطاء.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الملة والدين، اللهم احم حوزة هذا الدين، اللهم انصر عبادك الموحدين...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مزاين الإبل
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خلق الإبل
» الشبهة حول التداوي بأبوال الإبل وألبانها
» معنى: تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان
» شرح حديث: ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها
» الإعجاز العلمي في قوله تعالى أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: