الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فبعد الاستعراض السريع لأصول هاتين الفرقتين الضالتين نجد أنهما تلتقيان وتتفقان في عدة أمور ظاهرة وباطنة فأول ما يتفقان فيه أن أصولهما متشابهة. فالصوفية أصلها وثني إغريقي تعتمد على الفلسفة وتؤمن بعقيدة وحدة الوجود. والشيعة الرافضة أصلها يهودي محرف بدأت بإدعاء أحقية علي رضي الله عنه بالخلافة ثم بعقيدة البداء ونسبه النسيان إلى الله كما يعتقد اليهود عليهم لعنة الله، وكلا الفرقتين تبطن غير ما تظهر، فأسلوبهما أسلوب المنافقين وهذه عندهم دين يدينون به وهو ما يسمى بالتقية، ولا يكشفون سرهم إلا لمن وثقوا فيه وبلغ عندهـم مبلغاً عالياً في مراتبهم الكفريــة. ولو حاول بعضهم كشف سر عقيدتهم لقتلوه اغتيالاً حتى لا يظهر حقيقتهم كذلك تتفق الفرقتان على الاعتماد على قول مشايخهم وأئمتهم فقط فلا يعترفون بالقرآن والسنة الصحيحة إنما يأخذون من القرآن منه ما يجادلون به ويتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة. وأما التفسير فلا يرجعون إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم ولا قول الصحابة إنما يتبعون أقـوال مشايخهم فقط. ولا يرضون بالسؤال ولا بالنقاش من أتباعهم، إنما على المريد أن يتبع شيخه ويسلم له نفسه وعقله، فالاعتماد فقط عند الفرقتين على كتبهم ومشايخهم ولا يقولون بشيء من القرآن والسنة إلا فيما يرون أنه في صالحهم وليحتجوا به على الآخرين في معتقداتهم وبدعهم. وتتفق الفرقتان في عدم إنكار المنكرات والسكوت والرضى بما يفعل الناس، بل إن أتباع الفرقتين غلاة الصوفية والشيعة يفعلون المنكرات ويمارسونها علناً، فالشيعة يجيزون الزنا باسم زواج المتعة، الذي هو عقد بين رجل وامرأة لمدة ساعة أو ساعتين أو يوم أو يومين على مبلغ معين، فيستمتع بها، وبمجرد انتهاء العقد تذهب المرأة إلى رجل آخر. وهذا زنا يفعلونه ويعتبرونه زواجاً. وأما الصوفية الغلاة فيتغزلون بالمردان وبالصبيان وبالصور الجميلة، ولذلك هم يقربون المردان في اجتماعاتهم، وأصحاب الأصوات الجميلة، لينشدوا لهم، ويفعلون فعلة قوم لوط بينهم ولا يجدون في ذلك حرجاً، والعياذ بالله. وإن عبادتهم يصحبها الطبل والرقص والتزمير وهذه من المنكرات، وفيها مشابهة للمشركين الذين كانت صلاتهم عند البيت مكاءً وتصدية، أي صفيراً أو تصفيقاً. كما أنهما يتفقان في موالاة أعداء الله من اليهود والنصارى فيحضرون احتفالات عيد رأس السنة لدى النصارى، وقبل عامين كان زعيم شيعي يخطب يوم الجمعة ويهنئ النصارى والكنيسة بعيد رأس السنة الميلادية من فوق المنبر. كما أن الصوفية يفعلون ذلك. وأيضاً واليهود والنصارى يحضرون الاحتفالات البدعية لدى الفرقتين كالموالد وحضور المشاهد والطواف على القبور، وقد رأيت في إحدى الدول العربية قبراً يطوف عليه الصوفيون والنصارى جنباً إلى جنب وتحظى الفرقتين بالتأييد من مجلس الكنائس العالمي وبتأييد دول الكفر في كل مكان. والفرقتان أيضاً تتشابهان في الظهور أمام الناس بأنهم حريصون على الإسلام وعلى المسلمين وعلى جمع كلمتهم وبث روح المحبة والإخاء والتعاون بينهم وتهتمان بالقبور والأضرحة، والاستعانة بالأموات والذبح عندهم وإعطاء النذور، وبالأناشيد والاحتفالات والاجتماعات المخصوصة والأذكار البدعية والشركية وبالمدائح التي فيها غلو بالنبي صلى الله عليه وسلم وآله، وبالتغزل فيه بشكل مشين ويندى له الجبين، حيث يذكرون فم النبي صلى الله عليه وسلم ووجنتيه ووجهه ويديه ورجليه بأسلوب لا يكون إلا من ماجن فاسق لعشيقته والعياذ بالله، لذلك هم يذكرون كلمة العشق والتي هي أصلاً تكون بين الزوجين لأن العشق علاقة حب تنتهي بالجماع، فهم يذكرون العشق في شعرهم وفي مدحهم وفي غلوهم في النبي صلى الله عليه وسلم وغلوهم في آل البيت، وكثيراً ما يكون في هذا خداع للناس حيث يظنون أن هؤلاء الشيعة أو الصوفية إنما يفعلون ذلك لحبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ولآل بيته، والواقع أن هذا ستار لما وراءه من عقائد فاسدة وأصول باطلة وصفات رذيلة. وليس معنى هذا أن كل من تابع الصوفية أو الشيعة الرافضة يكون بنفس المعتقد أو بنفس الفهم لأصولهم، كلا، بل كثير من الناس التابعين للصوفية أو للرافضة لا يعرفون منها إلا هذه المظاهر، مظاهر حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب آل البيت، بل إن فيهم العباد، وكم رأينا من هؤلاء أناساً تابوا ورجعوا إلى الصراط المستقيم بعد أن انكشفت لهم الأمور. لذلك يا أيها الإخوة: ليست المسألة بالبساطة هذه، إنما وراء الأكمة ما وراءها. وأنا أطلب من كل من يتابع زعماء هاتين الفرقتين سواء هنا في هذه البلاد أو في خارجها أن يطلب من مشايخهم والزعماء أو الأقطاب في هذه البلاد أو في خارجها إنكار المعتقد الأساسي المدون في كتبهم وحرقها وإبطالها، مثل كتاب الكافي بالنسبة للشيعة أو طبقات الشعراني بالنسبة للصوفية، وما شابههما من كتب لهم، أن يعلنوا البراءة منها واعتقاد أن أعيادهم باطلة وكذلك أعياد النصارى ولا يجوز مشاركتهم فيها، ويعلنون العودة إلى القرآن وتفسيره والصحيح من السنة والسيرة الصحيحة، ويمتنعون عن الاحتفالات البدعية والشركية ويعودوا للسير على منهج الصحابة رضي الله عنهم. إن كانوا حقيقة يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته .. فهل يستجيبون لذلك؟ .أم يحيدون عن الإجابة ويلبسون على الناس بأقوال ظاهرها حق ويراد بها الباطل. ومن التلبيس على الناس ادعاء هاتين الفرقتين أن المسائل المختلف عليها مسألة عادية مثل الاختلاف في المذاهب الأربعة، فهذا مذهبه صوفي والآخر مذهبه شيعي، وهذه مسائل الاختلاف نتركها جانباً ونتفق علي المسائل الأخرى حسب زعمهم، وهذا تضليل وكذب وافتراء لأن هذه المسائل في المعتقد وليست في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف ... المسألة توحيد أو شرك، هدى أو ضلال، صراط مستقيم أو سبل للشيطان. كذلك مما يلبسون به على الناس أنك إذا أنكرت على أحدهم في مسألة من المسائل أو في بدعة من بدعهم التي يفعلونها قال أحدهم: أنا شافعي أو حنبلي أو مالكي أو حنفي مما يشعر المستمع أن هذا الأمر مما يقول به ذلك الإمام، وهذا بهتان عظيم بأن يرمي الأئمة بأنهم من أهل البدع، فكلهم من أهل السنة، وأما الاختلافات الفقهية التي اجتهدوا فيها فهي في المسائل الفرعية وليست في الاعتقاد أو في اتباع السنة فكلهم يعلن أنه من أهل السنة وأنه متبع للنبي صلى الله عليه وسلم ولكن أبى هؤلاء المنافقون إلا أن يضللوا الناس ويتهموا الأئمة بالتهم الباطلة، وهم بريئون من ذلك. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صلاة دائمة عدد ما خلقت وعدد ما تخلق إلى يوم القيامة وعلى آله وصحبه أجمعين. وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك. |