موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 حقيقة الابتلاء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

حقيقة الابتلاء Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

حقيقة الابتلاء Empty
مُساهمةموضوع: حقيقة الابتلاء   حقيقة الابتلاء Emptyالأربعاء 25 فبراير 2015 - 21:31

عنوان الخطبة
حقيقة الابتلاء
اسم الخطيب
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
رقم الخطيب
87
رقم الخطبة
1616
اسم المسجد
جامع الطريري
تاريخ الخطبة
 
حقيقة الابتلاء Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- مقادير الناس بيد الله ووفق حكمته. 2- الابتلاء يكون بالخير والشر. 3- العطاء للعاصي الكافر إنما هو استدراج. 4- البلاءات التي تصيب الناس متنوعة. 5- ما يصيب المؤمن اختبار من الله. 6- قصة أصحاب الجنة. 7- ارتباط الأحداث الكونية بقدر الله.
الخطبة الأولى
 
أما بعد:
فيا أيها المؤمنون اتقوا الله حق التقوى، عظموا أمر الله وعظموا نهي الله باستجابتكم لأوامر الله وبالبعد عن مناهي الله فبذلكم تكون التقوى.
أيها المؤمنون: إن الله جل جلاله بيده ملكوت السموات والأرض فله الملك كله، يقدر ما يشاء على عباده فيفيض عليهم الخيرات ويمنع عنهم المسرات ويفيض تارة ويمنع تارة، يبسط الرزق لمن شاء، ويقدر على آخرين أن يضيق، وهذا ابتلاء من الله جل وعلا.
ولذلك الابتلاء حكم عُليا جليلة يجب على المؤمنين أن يرعوها وأن يتعلموا ويعْلموا الأصول الشرعية التي جاءت في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تبين حقيقة الابتلاء والقصد منه كما أخبر الله جل وعلا أنه يبلو الناس بالشر تارة وبالخير تارة، وكل ذلك فتنة، يكون فتنة لمن أصابه الخير والسراء، ويكون فتنة لمن أصابه السوء والضراء وكل ذلك داخل في ابتلاء الله، في اختبار الله للناس.
فعلى هذا، الناس أفراداً وجماعات تارة يبتلون بالخير وتارة يبتلون بالمصائب، وكل ذلك هو في حكمة الله جل وعلا، فهو الذي يقدر ما يشاء ويقضي بما يشاء، له الملك كله وله الحكم كله، في كل ما يجري في ملكوته.
كل ما يجري في ملكوته بدون استثناء فإنما هو صادر عن أمره، موافق لحكمته، موافق لمشيئته جل وعلا، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فطائفة من الناس يفيض عليهم الله جل وعلا الخيرات والنعم والمسرات.
والقرآن العظيم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم يبينان لنا أن ذلك له حكمة كما قال جل وعلا: حقيقة الابتلاء Start-iconوألّوا استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا حقيقة الابتلاء Mid-iconلنفتنهم فيهحقيقة الابتلاء End-icon [الجن:16-17]. فمن أفيضت عليه المسرات، والخيرات حلت عليه والنعم، وأفيض عليه ما يسره يجب عليه أن يقف وقفة متأملاً متدبراً في هذه النعم التي حلت عليه، فينظر أولاً هل حاله حال المستقيمين؟ هل حاله حال الذين استقاموا على الطريقة؟ هل حاله حال المؤمنين بالله الذين استجابوا لله فامتثلوا أمره واجتنبوا نهيه؟ فإن كانت حاله تلك من الاستقامة والإيمان والصلاة وأنعم الله عليه من الخير فليعلم أن ما أعطاه الله جل وعلا له ليبلوه وليفتنه هل يشكر تلك النعم أم لا يشكرها فإن من الناس من كانت أحوالهم مستقيمة فلما أفيض عليهم المال وكملت لهم النعم انحرفوا وضلوا ولم يشكروا الله على نعمه الجزيلة وعلى ما وسع وأفاض من الخيرات، فمن كان مستقيماً وكانت حاله في رغد من العيش وسلامة وصحة وأمن ونحو ذلك فليعلم أن ذلك اختبار هل يشكر أم يكفر؟ كما أخبر الله جل وعلا عن سليمان عليه السلام حيث قال بعد أن أنعم عليه: حقيقة الابتلاء Start-iconليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريمحقيقة الابتلاء End-icon [النمل:40]. بعد أن أُتي له بعرش بلقيس وتمت له تلك النعم عرف أن ذلك ابتلاء، وأن ذلك ليختبر هل يشكر أم يظن أنه إنما أوتيه بقواه، وأنه إنما أوتي ذلك بمحض قوته وتفكيره، صنف آخر من الناس يبتلى بالنعم ويفاض عليه من الخيرات فيجب عليه أن ينظر في نفسه إذا كان غير مؤمن بالله الإيمان الكامل إذا كان مفرطاً بالواجبات، مفرطاً بحقوق الله جل وعلا وبحقوق الخلق، مقبلاً على المحرمات لا يرعى لله حرمة ولا يرعى للخلق حقاً وأنعم عليه بالنعم، فليعلم أنما ذلك ابتلاء واستدراجٌ من الله كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إذا رأيت الله يعطي العبد وهو مقيم على معاصيه فليعلم أن ذلك استدراج))[1] لأنه استدراج حيث قال تعالى: حقيقة الابتلاء Start-iconسنستدرجهم من حيث لا يعلمون حقيقة الابتلاء Mid-iconوأملي لهم إن كيدي متينحقيقة الابتلاء End-icon [القلم:44].
إن الله جل جلاله يغار على حرماته ومع ذلك يفيض الخير على من لم يستقم على أمره، ليبتليه وليختبره.
ثم ليعلم أولئك أنما ذلك استدراج لكي ينظر الناس في حالهم بعد أن تأخذهم العقوبة.
والمؤمن عليه أن يرجع إلى ربه دائماً بما أعطاه الله من النعم وأفاض عليه من الخيرات، فإن كان مؤمناً سليم الإيمان مقيماً على الطاعات مبتعداً عن المحرمات، سعى في شكر ذلك باستعمال النعم في مراضي الله وبأن يضيفها وينسبها إلى من أولاها وأسداها ثم إنه ينعم بها على من حرمها.
من كان على غير استقامة، على معصية، على موبقات وعلى تفريط في الواجبات وأنعم عليه فليعلم أن ذلك استدراج، فعليه أن يستيقظ من الغفلة، وأن يستيقظ من السِنَة التي غشيت عقله وعلى فؤاده، فإن المرء إذا أصابته الغفلة خسر ثم خسر خسراناً مبيناً.
الطائفة الأخرى من الناس لا تبتلى بالنعم إنما تبتلى بالمصائب من الله جل وعلا، بأنواع المصائب، إما بنقص في الأموال، وإما بمصائب بدنية وإما بمصائب عامة أو خاصة، وتلكم المصائب موافقة لحكمة الله، موافقة لقدر الله، موافقة لسنة الله التي أمضاها في خليقته منذ خلق السموات والأرض، ومنذ دب آدم على وجه الأرض، فتارة يكون الذي ابتلي بالمصائب ابتلي بالأمراض ابتلي بالموت ابتلي بالجوع، ابتلي بنقص المال، فتارة يكون مؤمناً فرداً أو جماعةً أو أمة، تارة يكون مؤمناً مسدداً كما حصل في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث ابتلي الناس في وقته وهم الكملة المنتقون ابتلي الناس في وقته بعام المجاعة المشهور الذي سمي عام الرمادة، كان الناس لا يجدون ما يأكلون وذلك لينظر الله جل وعلا في فعل أولئك بذلك الابتلاء وذلك الاختبار هل يقبلون على ربهم ويعلمون أن بيده ملكوت كل شيء أن في يده ملكوت كل شيء وأنه جل وعلا ماض حكمه في خليقته ثم إنهم يبذلون ويضحون أم أنهم يشحون على أنفسهم وعلى إخوانهم، وأنواع من الاختبار والابتلاء بل وكما ابتلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته بما حدث لهم في أحد حيث قال الله جل وعلا لهم: حقيقة الابتلاء Start-iconأولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكمحقيقة الابتلاء End-icon [آل عمران:165].
أولئك ابتلوا واختبروا بأنواع من المصائب المؤلمة مع ما هم عليه من السداد في الإيمان وكمال الأقوال والأعمال والبعد عن الشرك والبدع والبعد عن المحرمات صغيرها وجليلها إلا ما شاء الله أن يقع، أولئك كانت لهم المصائب ابتلاءً واختباراً لإيمانهم هل يصبرون على ذلك أم يتشككون في يقينهم وفي إيمانهم كما يحصل لبعض السفهاء ممن ضعف دينه وضعف إيمانه وقل يقينه.
طائفة أخرى من الناس تبتلى بالمصائب، تبتلى بالمصائب من عند الله جل وعلا بأنواع من المصائب إما بغرق يحيطهم من فوقهم من السماء وإما أن تزلزل الأرض من تحتهم، ثم إنهم إذا كانوا على نقص من الأموال ونقص في الأنفس ونقص من الثمرات فنظروا في حالهم فوجدوا أنهم مفرطون في أمر الله، مفرطون في حق الله، مفرطون في أعظم الحقوق لله، وهو توحيد الله بأن يظهر الشرك فيما بينهم ولا ينكرونه، وتظهر المحرمات ولا ينكرونها، يشيع الفحش والفجور ولا ينكر، بل يقر، ويتخلف الناس عن أداء فرائض الله، إذا كانت تلك الحال وأصابهم ما أصابهم من عذاب الله أو من الابتلاء من الله جل وعلا فقد يكون ذلك في حق البعض المؤمنين الذين أصيبوا في ذلك، يكون ابتلاء واختباراً، وفي حق الذين تنكبوا عن صراط الله وعن دين الله وغَشَوا المحرمات والكبائر وما هو أعلى من ذلك يكون في حقهم عقوبة من الله جل وعلا كما أخبر الله جل وعلا عن قصة أصحاب الجنة فقد قالوا متعاهدين فيما بينهم: حقيقة الابتلاء Start-iconأن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكينحقيقة الابتلاء End-icon [القلم:44]. حرموا الناس حقوقهم، فكانت تلك معصية في حقهم وكان ذلك مؤذناً ببلاء من الله جل وعلا قال تعالى: حقيقة الابتلاء Start-iconفطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون حقيقة الابتلاء Mid-iconفأصبحت كالصريم حقيقة الابتلاء Mid-iconفتنادوا مصبحينحقيقة الابتلاء End-icon [القلم:19-21]. الآيات، حتى قالوا معترفين: حقيقة الابتلاء Start-iconيا ولينا إنا كنا طاغينحقيقة الابتلاء End-icon لما ظلموا أصابتهم العقوبة، هذه هي طوائف الناس في المسلمين ممن ابتلوا بأنواع المصائب وممن ابتلوا بأنواع المسرات والخيرات، وهذه هي الأصول الشرعية إن أصابت المصائب المؤمنين فليصبروا وليحتسبوا، وإن أصابت من فرط في أمر الله فليعلم أن ذلك نوع من العقوبة يخوف الله به عباده المؤمنين كما أخبر عليه الصلاة والسلام لما كسفت الشمس في عهده قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تنكسفان لموت أحد ولا حياته))[2] وقال عليه الصلاة والسلام: ((يخوف الله بهما عباده))[3]، ((إن الله ليغار أن يزني عبده، إن الله ليغار أن تزني أمته))[4]، وهذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان للأمة لكي تعلم أن الآيات موافقة لحكمة الله، وكون أن لها أسباباً يعلمها بعض البشر لا ينافي أن فيها الحكمة البالغة من الله، فما من شيء يحدث إلا هو من الله موافق لحكمة الله، ماضٍ فيه أمر الله جل وعلا.
أيها المؤمنون اعتبروا في هذه الأصول الشرعية، كل بحسب حاله، من كان ذا نعمة فليشكر نعمة الله وليستقم على أمر الله، ومن كان ذا مصيبة فليتفكر في نفسه، إن كان مقيماً على الإيمان فليصبر وليحتسب وليعلم أن ذلك زيادة في إيمانه واختبار لتصديقه ويقينه، ومن كان على ضد ذلك فليعلم أن تلك العقوبة يعاقب بها من خالف أمر الله فيها إما ابتلاء وإما عقوبة، نسأل الله جل وعلا أن يجنبنا المكاره ما ظهر منها وما بطن وأن يجنبنا الفتن في أنفسنا وفيمن نحب وفي بلادنا وفي بلاد المسلمين عامة واسمعوا قول الله جل وعلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: حقيقة الابتلاء Start-iconولنبولنكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركمحقيقة الابتلاء End-icon [محمد:31].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من جميع الذنوب والخطايا وأتوب إليه فاستغفروه حقاً وتوبوا إليه صدقاً إنه هو الغفور الرحيم.



[1]  صحيح ، أخرجه أحمد (4/145) عن عقبة بن عامر رضي الله عنه.
[2]  أخرجه البخاري ح (1042)، ومسلم ح (901) عن ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم.
[3]  أخرجه البخاري ح (1048)، عن أبي بكرة رضي الله عنه.
[4]  أخرجه البخاري ح (1044) عن عائشة رضي الله عنها.
الخطبة الثانية
 
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة نزدلف بها إلى جنة الله وأشهد أن محمداً رسول الله شهادة نقترب بها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإن بالتقوى فخاركم ورفعتكم وسعادتكم في هذه الدنيا وفي الآخرة العظمى، فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
واعلموا رحمني الله وإياكم برحمته الواسعة أن الله جل جلاله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال قولاً كريماً :حقيقة الابتلاء Start-iconإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماًحقيقة الابتلاء End-icon [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون وعنا معهم بعفوك ورحمتك يا أرحم الراحمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حقيقة الابتلاء
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة الابتلاء
» الابتلاء بالخير والشر
» الفرق بين الابتلاء .. والقضاء والقدر
» حقيقة الالتزام
»  ما هي حقيقة الإِسلام؟



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: