موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 التقوى والورع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

التقوى والورع Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

التقوى والورع Empty
مُساهمةموضوع: التقوى والورع   التقوى والورع Emptyالأربعاء 25 فبراير 2015 - 21:13

عنوان الخطبة
التقوى والورع
اسم الخطيب
عبد الله عزام
رقم الخطيب
133
رقم الخطبة
1553
اسم المسجد
سبع الليل
تاريخ الخطبة
 
التقوى والورع Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- تلازم الصبر مع التقوى. 2- حب الرياسة والشرف. 3- حب الظهور وشهوة الكلام. 4- علاج الشهوات والشبهات. 5- ورع الإمام النووي. 6- قصص في الورع.
الخطبة الأولى
يا من رضيتم بالله ربا وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ورسولاً، اعلموا أن الله قد أنزل في محكم التنزيل بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
التقوى والورع Start-iconإن تمسسكم حسنةٌ تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً إن الله بما يعملون محيطالتقوى والورع End-icon [آل عمران:120].
ويقول الله عز وجل على لسان يوسف عليه السلام: التقوى والورع Start-iconإنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنينالتقوى والورع End-icon [يوسف:90].
ويقول الله عز وجل: التقوى والورع Start-iconبلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف  من الملائكة مسوّمينالتقوى والورع End-icon [آل عمران:125].
فالصبر جُمع مع التقوى في أماكن كثيرة من القرآن الكريم، والتقوى والصبر عمودان لازمان لحماية الإنسان من شرور أعدائه، فلابد من التقوى أن يتدرع بها ومن الصبر أن يتدثر به، من أجل أن يتم المطلوب، ويصل إلى الهدف.
وقد ذكرنا وتكلمنا في خطبة سابقة عن الصبر، وفي هذا اليوم نتكلم عن التقوى التي من أنضج ثمراتها الجانية الدانية: الورع.
حب الرياسة والشرف:
لقد وضح الإسلام على لسان رسوله التقوى والورع Salla-icon على أن: ((الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات – أو مشابهات – فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه))[1]. فمجال الورع هو مجال الشبهات، والتقوى والورع بالنسبة للرجل إنما يعرفان عند الشبهات؛ فكلما كان التوقي مستمراً والحذر دائماً، والمراقبة متواصلة، كلما كان الورع أرفع وأعلى.
والورع أول ما يظهر في قضيتين: قضية الرئاسة، وقضية المال، وفي الحديث الصحيح: ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على الشرف والمال لدينه))[2]. أي شبه رسول الله التقوى والورع Salla-icon هذين بالذئبين الجائعين، الحرص على الشرف ذئب، والحرص على المال ذئب آخر، وهما ينطلقان في ليلة شاتية باردة، والغنم متنافرة، يفترسان دين الإنسان وورعه.
وآخر ما يخرج من قلب الإنسان حب الرياسة والشرف، وهو مهلكة، وكم من النفوس تردّت، وكم من الناس سقطوا في هوّه سحيقة بسبب حرصهم على الشرف أو المرتبة والرئاسة، ولذا فحب المال أخف من حب الرياسة، والورع من الذهب والفضة أخف من الورع على حب الرياسة؛ لأن الذهب والفضة إنما يدفعان ويبذلان للرئاسة، وآخر ما يخرج من قلب الإنسان من حظوظ وشهوات هو شهوة الظهور والرئاسة، وكم ضاع من الأموال على هذا الطريق، وكم هلك من المسلمين، وكم تمزقت من الدول، وكم ضاعت من الممالك؛ كل ذلك بسبب حرص واحد أو اثنين أو ثلاثة على حب الرئاسة، آخر ما يخرج من قلب المؤمن هو حبه الظهور.
حب الظهور وشهوة الكلام:
وحب الظهور كم قصم من الظهور، فكان المسلمون الأوائل الذين يُضرب بهم المثل في الورع يتَوقّون هذا المنزلق الخطير، وهذا المنحدر الصعب، وهو حب الظهور الذي يخالط القلوب دائماً إلا من رحم الله وعصم، وإلا من وقى الله ومنع، وحمى قلبه من أن يغرق في هذا الحظ الذي قلما تتخلص النفس منه إلا عند لقاء ربها.
والورع إنما يتمثل في توقي السيئات، وفي محاولة وقاية الحسنات ووقاية الإيمان كذلك، وقاية النفس مما يشينها ويعيبها أمام رب العالمين وأمام ملائكته المكرمين، وكلما زادت المراقبة كلما خفّت المعاصي، وقلّت الذنوب وتناقصت السيئات، واتقوا الله؛ فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء أو عندما يفضي الرجل إلى أهله، فاتقوا الله وأكرموهم، وأكرموهم بحسن الخلق، وإن الله يغار وغيرة الله أن يرى عبده على المعاصي، دع نفسك مما يشينها.
وأعلى مراتب هذا المقام هو البعد عن التوسع في المباحات، وترك ما لا يعنيه من الأمور، وجماع الأمر في هذا كما قال التقوى والورع Salla-icon: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))[3]، وكم من الناس يشتغلون فيما لا يعنيهم، فيفرقون جماعات، ويمزقون أسراً، ويشتتون أحبة، كل ذلك لأن عنده شهوة الكلام، لأن عنده شهوة، يريد أن يتكلم، ولا يستطيع أن يتخلص من هذه الشهوة، فهو يتّبع الشبهات، ويتكلم فيما لا يعلم حقه، ويثرثر فيما يظن، و((كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))[4].
وأما الظنون:
التقوى والورع Start-iconإن الظن لا يغني من الحق شيئاًالتقوى والورع End-icon [يونس:36].
والتقوى والورع Start-iconإن بعض الظن إثمالتقوى والورع End-icon، فكيف إذا كان الكلام في الحرمات مبنياً على الظنون والشبهات. إن شهوة الكلام فيما لا يعنيك أمرٌ خطيرٌ، يأكل حسناتك كما تأكل النار الحطب.
((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً، فيهوي بها في النار))[5].
إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً.
هو يضع رجلاً على رجل، ويحتسي القهوة والشاي، ولكنه يريد أن يملأ فراغه، فلا يملأ فراغه بذكر أو تلاوة أو عبادة، إنما يملأ فراغه بأكل لحوم إخوانه، بتمزيق الحرمات، بانتهاك الحدود، وهو لا يملك من الحسنات إلا قليلاً، فدع نفسك عما يشينها.
إذا شـئت أن تحيا سليمـاً من الأذى   وحظك موفورٌ وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر بـه عـورة امـرئ         فكلـك عـوراتٌ وللناس ألسن
وعيـنـك إن أبـدت إليـك معايبـاً         لقومٍ فقل يا عين للنـاس أعيـن
فصاحب بمعروف وسامح من اعتدى  وفارق ولكن بالتي هي أحسـن
يأتي إليك فتسأله عن فلان؛ تريد أن تتثبت منه، تريد شهادة ممن يعرفه، فيقول لك: هو رجل طيب وصالح، ولكنه يفعل كذا، وكذا، وكذا، (لكن) هدّم بها بنيانه، وهدّم بها أركانه، ومزق بها حرماته، ولم يبق له في نظرك أي شيء، هو بدأها: رجل طيب صالح. ولكن... ولكن..  ولكن.. ثم يتكلم لك من السيئات مالا يعلمه إلا الله عز وجل، منها ما هو عالم به يقينا، وأكثرها شبهات وشهوات نفس، لأنه لا يرضى عنه، لا يعجبه هذا المرء؛ في طعامه أو شرابه أو طريقة كلامه، ثم يمزقه تمزيقاً، ليشبع شهوة الحقد والغضب في نفسه يطفؤها بنار.  نار على نار، نار الحقد، ونار الغيبة التي أكلت بها حسناته، ولذا قال التقوى والورع Salla-icon: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، قال: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة، وزكاة، وحج، وصيام..، ويأتي وقد شتم هذا، وأكل مال هذا، وطعن هذا، فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار))[6].
وليس في صندوقك من الحسنات إلا الزاهد اليسير، فلماذا تقدم على حسناتك وتحرقها بكلمات هي كما قال التقوى والورع Salla-icon مما لا يعنيك: ((من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))[7].
قيل أن أحد الصالحين سأل عن صاحب قصر رآه؛ لمن هذا اقصر؟ ثم تذكر هذا الحديث: ((من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)) فصام سنة كاملة تكفيراً لهذا، لأنه سأل عن صاحب القصر، فكيف الذي لسانه يلغ ليل نهار في الحرمات، ويتتبع الشبهات، ولا يدع مسلماً عامّياً أو عالماً أو أمّياً إلا وقد مزق لحمه بين أسنانه، وولغ في عرضه بلسانه، كيف يلقى الله عز وجل؟؟.
اعلم يا أخي – كما قال ابن عساكر وجاء بها على لحوم العلماء: (أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار من أكلها معلومة، ومن أطلق لسانه على الناس بالثلب أصابه الله بداء موت القلب)، ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))[8]، دع الشبهات، دع المناطق المباحات حتى ترتفع إلى مقام الورع ومقام التقوى، من أجل أن يحميك الله من أعدائك، ثم تذكر القاعدة التي قالها رب العزة في كتابه:
التقوى والورع Start-iconإن الله يدافع عن الذين آمنواالتقوى والورع End-icon [الحج:38].
((من عادى لي ولياً فقد بارزته بالحرب))[9]، فهل تطيق حرب رب العالمين؟ هل تطيق مبارزة قاهر السموات والأرض؟ فما بالك يا أخي؟! ألا تتذكر آخرتك؟ ألا تذكر يوم أن تعرض على ربك؟! ألا تذكر الموازين وضغطة القبر؟! ألا تتذكر العقارب والثعابين؟! ألا تذكر الصراط المنصوب على جهنم؟! وكم من الناس قد سقطوا عن الصراط، ويسقطون من أجل حقوق الناس التي لا تضرك ولا تنفعك، وإنما تتبعتها، وانتهكتها، وبخستهم حقوقهم من أجل شهوة انتقاص الآخرين في نفسك، وحب انتقاص الآخرين نقص عندك، والنفس الناقصة لا تحب إلا أن تنتفش، وإلا أن تنتقص، وإلا أن تبخس الموازين، وإلا أن تهضم حقوق الناس، وأن تبطر الحق، وأن تغمط الحق.
في المرحلة الأولى من مراحل الورع: هي البعد عن السيئات، وانتبه إلى المناطق المزروعة بالألغام؛ مناطق المباحات والشبهات، ومن اتقاها فقد استبرأ لدينه وعرضه، أرأيتم كيف يحافظ الإنسان على ثوبه أن لا يتلطخ بالبول والبراز والنجس عندما يكون في أرض نجسة؟ فاستبرئ لدينك، واستبرئ لعرضك، واستبرئ لقلبك، ونق قلبك؛ ولا ينقيه إلا الورع، ولا يمكن أن يصبح الإنسان إماماً في الدين، وأن يتقبل كلامه من المتقين إلا إذا اتقى الشبهات والشهوات.
الصبر واليقين علاج الشهوات والشبهات:
فاتقاء الشبهات علاجه اليقين، واتقاء الشهوات علاجه الصبر، وبالصبر واليقين يبلغ الإنسان إمامة المتقين.
التقوى والورع Start-iconوجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنونالتقوى والورع End-icon [السجدة:24].
فعليك باليقين الذي يطرد الشبهات، لا تتكلم بكلمة لا تقطع بصحتها، ولا تتكلم بكلمة قطعت بصحتها إلا إذا كانت خيراً، وإذا تردد الأمر بين الخير والشر فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، ودع الشبهات حتى ترتقي إلى مقام الأئمة التقاة.
ثم الورع بالنسبة للحسنات؛ لتكثيرها ووقايتها من الاحتراق، ثم الورع للإيمان، لأن الأعمال الصالحة كلما ازدادت كلما ازداد الإيمان  وهذا الذي اتفق عليه جمهور أهل السنة والجماعة: أن الإيمان ما وقر في القلب وتكلم به اللسان، وعملت به الأركان، تزيده الطاعة، وتنقصه المعصية، ولذا كلما دخل الإنسان في ساحة الشبهات والشهوات، كلما ازدادت السيئات، والسيئات تطفئ نور القلب؛ كما قال الإمام مالك للشافعي – رحمهما الله جميعاً – عندما رآه لأول مرة – قال -: ((يا غلام إني أرى أن الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية))، ويقول الله عز وجل: التقوى والورع Start-iconكلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبونالتقوى والورع End-icon [المطففين:14].
والران هو عبارة عن الغلاف الأسود الذي يحيط بالقلب بسبب النكات السوداء، إذ في الحديث الصحيح: ((إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو على قلبه، وهو الران الذي ذكر الله تعالى: التقوى والورع Start-iconكلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبونالتقوى والورع End-icon)). وهكذا. . وهكذا. . حتى يتغلف القلب بغلاف أسود، وذاك هو الران، ويصبح القلب كما جاء في بعض الروايات ((كالكوز مُجخّيا)) أي لا يستقر به ماء؟  كذلك القلب إذا غلف بالران، وإذا ازدادت السيئات لا يستقر به أي نور – أي نور – ولا حسنة، ولا خير، ولا بر، ولا حكمة، ولا علم، إنما هو فارغ للشيطان يذرعه ذهاباً وإياباً.
ورع النووي:
وقد جاء في روايات عن السلف مالاً يصدقه العقل من ورعهم وتقواهم، حتى نقلوا أن (النووي) مكث في الشام وعاش فيها ومات، ولم يذق ثمارها، وعندما روجع (النووي) في هذا قال: "إن هنالك بساتين موقوفة قد ضاعت، وأخشى أن آكل مال الوقف".
ولذا لورعه كم فتح الله عليه! لقد نقل الكثير عن (النووي) أنه طفئ المصباح ذات مرة لخلاص زيته عنه، وإذا بأصابعه تنير له ليكتب عليها. لقد ألف مؤلفات لا يصدق العقل أن هذه مؤلفات بشر، كتبٌ بعضها مقرر في قسم الدكتوراه، والماجستير، والدراسات العليا؛ في السنة لا يكاد الإنسان يقرأ منها العشرات من الصفحات.
حسبوا (للنووي) أنه كان يؤلف في كل يوم من أيام حياته (ملزمة) – قسّموا ما ألفه على أيا حياته منذ ولادته حتى وفاته – إذ أنه لم يعمّر سوى اثنين وأربعين عاماً، قسّموا كتبه – صفحاتها – على أيام عمره، فخرج لكل يوم (ملزمة) من التأليف.
والورع يورث قوة القلب، ويورث العزة، وعندما طلب (الظاهر بيبرس) فتوى: أن يجمع المال لشراء السلاح أفتاه علماء الشام إلا (النووي)، فعاتب (الظاهر بيبرس) (النووي) على هذا، قال: "أنا أريد أن أصد أعداء الله وأحمي حوزة الإسلام وبيضته، وأنت لا تعطيني فتوى أن أجمع المال من أجل شراء السلاح؟! قال له: "لقد جئتنا عبداً مملوكاً لا تملك من الدنيا شيئاً، وأنا أرى لك اليوم الغلمان والجواري والقصور و الضّياع، فهذه ليست أموالك، فإن بعت هذا جميعاً ثم احتجت بعد ذلك لشراء السلاح أنا أفتيك أن تجمع من أموال المسلمين"، قال: اخرج من الشام. فخرج من الشام إلى (نوى) وجاء علماء الشام (للظاهر بيبرس) وقالوا: لا غنى لنا عن (محي الدين النووي)، قال: أرجعوه. وذهبوا إلى (نوى) في (حوران) وقالوا له: ارجع فقد سمح لك (الظاهر) أن ترجع إلى الشام، قال: "والله لن أدخلها و(الظاهر) فيها". . عزة. . رفعة، قمم، ما الذي جعل هذه القلوب تقف هذه المواقف؟ ما الذي جعل هذه النفوس تعلو هذه الذرى؟ ما الذي جعل هذه الأفئدة ترتقي هذه القمم؟ إنه الورع الذي يصنع به – بإذن الله – يصنع به العزة، ويصنع به القوة.
والقلب الورع، قلب جسور، شجاع، قوي، عزيز.
وأما القلوب – قلوب أصحاب الشهوات والشبهات – فهي ضعيفة، مريضة، ترتجف لشرطي يمر في الشارع، تظنه يراقبها أو يكتب عنها ورقة يقدمها.
أما أصحاب القلوب العظيمة، أصحاب الصدور المنشرحة، أصحاب النفوس التي تربت على الحلال، على الورع، فهذه قلوب عظيمة قوية، وأنى للأسود أن يكون لها قلوب بشجاعتها، وبرّ الله بقسم (النووي)، ولم يمض سوى شهر حتى مات (الظاهر)، وعاد (النووي) إلى الشام.
من بيتكم خرج الورع:
جاءت أخت (بشر الحافي) إلى الإمام (أحمد)، قالت له: يا إمام، أوَ يجوز لي أن أغزل على نور الظالمين؟!!
كان الزعماء والكبراء في ذلك الوقت يضيئون أسرجة كبيرة ومصابيح عظيمة في بيوتهم تضئ المنطقة حولهم، فجاءت لتسأل أوَ يجوز لي أن أنسج، وأن أغزل على مثل هذا النور؟ قال: من أين هذه؟ قالوا: هذه أخت (بشر الحافي)، قال: من بيتكم خرج الورع.
هؤلاء النماذج القليلة هي التي حفظت الإسلام.
الطمع علاجه الورع:
ولقد أعجب (الحسن البصري) عندما سأل غلاماً قال له: يا غلام ما ملاكُ الدين؟ قال: الورع، قال: وما هلاك الدين قال: الطمع. كم أهلك الطمع من أديان الناس؟ وكم أضاع من آمال تمنتها الأمة وبذلت من أجلها؟ وكم ضاع من الدعاة بسبب الدنيا والطمع فيها؟ وما حفظ الإسلام على مرّ التاريخ سوى ورع الصالحين، وزهد المتقين، وأنت تعرف الإنسان عندما تعامله فتشعر بورعه عند معاملته بالدرهم والدينار، وعندما تلوح بارقة من بوارق الزعامة والرئاسة، - ونرجو الله عز وجل أن يطهر قلوبنا منها، ونرجو الله عز وجل أن لا يبقى لنفوسنا حظاً في نفوسها – عندما تلوح بارقة يُضّحي بكل القيم، بارقة طمع في زعامة أو رياسة؛ يُضّحي بكل القيم والمقدسات، يرى الناس يُقتّلون أو يُذبّحون، ويرى الناس فقراء ويتسولون، ومع ذلك شغله الشاغل، وعمله العامل ليل نهار، كيف يحافظ على منصبه هذا الحقير التافه الزهيد الذي لا يساوي من الدنيا شيئاً، فكيف من الآخرة!!، ((ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع))[10]، وماذا يحمل الإصبع من ماء البحر، و((ما الدنيا في الآخرة إلا كموضع سوط أحدكم في الجنة))[11]. وماذا يساوي موضع السوط في الجنة، وأقل الناس في الجنة – في رواية مسلم – له ضعف مساحة الأرض، وفي رواية أحمد له عشرة أضعاف مساحة الأرض، فاتقوا الله وانتبهوا لقلوبكم، ودعوا ما يريبكم إلى ما لا يريبكم، وانتبهوا إلى ما يدخل في أفواهكم وما يخرج منها، وأهم ما يحميكم منها: الفم والفرج فيدخلكم الجنة، وفي الصحيح ((من يكفل لي ما بين لحييه وما بين رجليه أكفل له الجنة)).
احفظ فمك من المحرمات الداخلة، ومن الشبهات النازلة، ومن الكلام الخارج، واحفظ فرجك من الزنا يدخلك ربك الجنة،  ونرجو الله أن لا يحرمنا الجنة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم. .


[1] حديث صحيح رواه البخاري بأطول من هذا.
[2] صحيح الجامع الصغير رقم (5620) بلفظ (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال ولشرف لدينه).
[3] صحيح الجامع الصغير رقم 5911.
[4] حديث صحيح رواه مسلم في المقدمة لصحيحه.
[5] جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه.
[6] رواه مسلم.
[7] صحيح الجامع الصغير 5911.
[8] صحيح الجامع الصغير 3377.
[9] جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه.
[10] رواه مسلم بنحوه في الصحيح.
[11] رواه البخاري في صحيحه.
الخطبة الثانية
الحمد لله ثم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
لقد عاش فوق هذه الأرض صالحون، وفي الأرض الآن صالحون، ولكن أين أصحاب الورع؟ أين الذين تخلصوا من الطمع؟ أين الذين تخلصوا من إيثار الدنيا؟ أين الذين يقفون عند حدود الشبهات والشهوات؟
قال الصحابة – رضوان الله عليهم –: (تركنا تسعة أعشار الحلال خوفاً من الحرام). اجعل بينك وبين الحرام فسحة، فسحة من الحلال، حتى تستبرئ لدينك وعرضك، حتى تبرئ قلبك.
وكلما كثر أصحاب الورع في المجتمعات كلما حيت وظهرت، وكلما قلّ أصحاب الورع في المجتمعات كلما اندثرت وبادت، فانتبه يا أخي، وقد أكرمك الله عز وجل بالوصول إلى هذا المقام، ونرجو الله عز وجل أن لا يحرمك من أجر الرباط، وأن لا يحرمك من أجر الجهاد، فانتبه إلى نفسك، وانتبه إلى قلبك، وإياك وذئب الشرف وذئب المال، ذئب حب الشرف – أي المكانة –، وذئب حب المال؛ فإنه أهلك لدينك من إهلاك ذئبين جائعين أرسلا في غنم في ليلة شاتية ((ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم، بأفسد لها من حرص المرء على الشرف والمال لدينه))[1].
نعم. . هنالك أناس ورعون، ولكنهم قليلون، كنت أراهم ينفقون الآلاف المؤلفة، بل الملايين، ولكنهم عند درهم واحد ليس لهم أو يشتبهون به يقفون كثيراً.
يقفون أن يدخلوا بطونهم منه شيئاً، كنت أراهم ينفقون على الجهاد مئات الألوف بل ملايين من الروبيات، ولكنهم على أنفسهم، وعلى أهلهم لا يكادون يدفعون إلا بالقطارة، والمال مالهم، وهو جهدهم، ولكنهم يحبون أن يعاملوا أنفسهم بالشدة.
أعرف أخاً كان مندوباً في إحدى المؤسسات، أو كان مندوباً هنا في الهلال الأحمر السعودي كانت زوجته تطلب منه الأغراض فيقول: نحن لا نحتاج لهذا، ولا نريد أن نتوسع بالمباحات – وهو يدفع كل يوم ألف ريال بدل انتدابه للجهاد الأفغاني – فكان إذا اشتد طلب زوجته لأغراضه، تقول له: احسبنا كما تحسب الأفغانيين، وعاملنا كما تعامل الأفغانيين، وهب أننا من الأفغانيين، فتصدق علينا كما تتصدق على هؤلاء، الورع في معاملة النفس، ولذا ترك البلد وله في كل قلب مكانة، وما وطئ مكاناً إلا – والحمد لله – ترك فيه خيراً، ولقد كان هذا التغيير بالنسبة للمهاجرين والمجاهدين كان له – بفضل الله – بعض الآثار فيه.
أيها الأخوة:
انتبهوا إلى أنفسكم، انتبهوا إلى قلوبكم، انتبهوا إلى الشهوات والشبهات حتى ترتقوا إلى مقام الأئمة التقاة، وهو سهلٌ، وجماعه وعماده ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك))، ((ومن حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه))، استمع كثيراً، وتحدث قليلاً تنجُ، لا تتوسع في المباحات، واكتفِ ما استطعت بالضرورات، واجعل المال الفائض بين يديك في سبيل الله، وانظر كم يغدق الله عليك من الخيرات.
[1] صحيح الجامع الصغير رقم 5620 بنحوه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التقوى والورع
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: