تعريف سوء الظن: لغة:للظن معاني،منها أ-السوء: - مقابل القبيح من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها . – كل ما يغم الإنسان. ب- يشك من كان يظن أن لن ينصره الله . ج- التهمة: اجتنبوا كثيراً من الظن . د- الحسبان: وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه . هـ-اليقين: استعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم . اصطلاحاً: تخريص أو تخمين ينتهي بوصف الغير بما يسوءه من كل قبيح من غير دليل ولا برهان.
مظاهر سوء الظن: سوء الظن بالله: 1- القعود عن نصرة الدين. وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية . 2- الولوغ بالمعاصي وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين . وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحداً . 3- توقع هلاك المؤمنين بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً . سوء الظن بالخلق: 1- فيقول عمن يقصر في المندوبات بأنه فيه كبر واستعلاء. 2- فيقول عمن يقوم بالواجبات بأنه يصنعه رياء وسمعة. 3- ويقول عمن يعمل في تجارة صناعة بأنه يصنعه للدنيا. 4- ويسمي العبادة بإتقان تبتلاً رهبانية. 5- ويسمي الجهاد تهوراً، والتوقف جبناً.
حكم سوء الظن: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم . وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث)). وروى مسلم عن جابر مرفوعاً: ((لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى)).
أسباب سوء الظن: 1- سوء النية وخبث الطوية: ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانيّن بالله ظن السوء . بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوماً بوراً . وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية . 2- البيئة قريبة كانت أو بعيدة. 3- عدم التنشئة الصحيحة على تقويم الرجال والمؤلفات. 4- اتباع الهوى: وعين الرضا عن كل عيب كليلة كما أن عين السخط تبدي المساويا. إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس . 5- عدم مراعاة آداب الإسلام في التناجي: روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود مرفوعاً: ((إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، من أجل أن ذلك يحزنه)). 6- الوقوع والمعاصي مع المجاهرة بالمعاصي: روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)). 7- الوقوع بالشبهات: روى البخاري والترمذي عن الحسن مرفوعاً: ((دع ما يريبك إلى مالا يريبك). 8- نسيان الحاضر النظيف والوقوف مع الماضي الدنس: روى مسلم عن عمرو بن العاص أن النبي قال له: ((أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها وأن الحج يهدم ما كان قبله)). 9- الغفلة عن آثار سوء الظن.
آثار سوء الظن: على الفرد: 1- الوقوع في المعاصي: غيبة، نميمة، تجسس، تباغض، تقاطع. يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً . ويروي الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً: ((إياكم والظن.. ولا تجسسوا ولا تحسسوا)). 2- القعود عن الطاعات: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى . 3- الحسرة والندامة: ندم حسان ومسطح في حادثة الإفكز ومثله ندم الصحابة المشتركين في الفتنة. تقول عائشة وقد بكت حتى ابتل خمارها:(وددت أني كنت جلست كما جلس أصحابي)، وفي رواية لابن أبي شيبة: (وددت أني كنت غصناً رطباً، ولم أسر مسيري هذا). وكذلك ورد عن الحسن بإسناد الثقات أنه سمع أباه يقول: ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة) رواه ابن أبي شيبة في منصفه. وفي صحيح البخاري عن شقيق بن سلمة أنه سئل: (هل شهدت صفيناً، قال: نعم، وبئست صفّون) 4- كراهية الناس. 5- تضييع العمر. 6- التعرض لغضب الله. على الجماعة: 1- التمزيق ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات . 2- كثر التكاليف إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداءً ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء .
العلاج: 1- بناء العقيدة السليمة وتحسين الظن بالله وبرسوله. 2- التربية على هذه العقيدة. 3- الالتزام بآداب الإسلام في الحكم على الرجال والمؤلفات. أ- النظر إلى الظاهر. روى البخاري ومسلم عن أم سلمة مرفوعاً: ((إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم يكون ألحن بالحجة)). روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد في قصته عندما قتل المحارب الذي قال لا إله إلا الله فقال له : ((أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا، فما زال يكررها على حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ)). ب- الاعتماد على الدليل والبرهان: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين . لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون . ج- التأكد من صحة الدليل. يا أيها الذين آمنوا إذا خرجتم في سبيل الله فتبينوا . يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . د- عدم معارضة الدليل لدليل الآخر كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون
الالتزام بآداب التناجي: أ- لا تنفرد بواحد معه ثاني. ب- النجوى بالطاعة يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى . 4- عدم المجاهرة بالمعاصي والوقوع في الشبهات كان النبي معتكفاً في المسجد وعنده صفية ثم قام معها ليردها إلى بيتها فمر رجلاً من الأنصار فلما رأيا النبي أسرعا فقال: ((على رسلكما إنها صفية)). فقالا: سبحان الله يا رسول الله قال: ((إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً)). جابر بن يزيد عن أبيه قال: شهدت مع النبي حجته، فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف، قال: فلما قضى صلاته وانحرف إذا هو برجلين في أخرى القوم، لم يصليا معه، فقال: ((علي بهما)) فجيء بهما ترعد فرائصهما. فقال: ((ما منعكما أن تصليا معنا؟)) فقالا: يا رسول الله إنا كنا قد صلينا ي رحالنا قال: ((فلا تفعلا إذا صلى أحدكم في رحله ثم أدرك الإمام ولم يصل فليصل معه فإنها له نافلة)). 6- مجاهدة النفس. 7- معاملة التائبين بحاضرهم. 8- التذكير الدائم بعواقب سود الظن. 9- دوام النظر في كتب السيرة والتاريخ. |