المباحث: 1- تعريف الجاهلية. 2- مظاهر دعوى الجاهلية. 3- حكم دعوى الجاهلية. 4- أسباب دعوى الجاهلية. 5- آثار دعوى الجاهلية. 6- العلاج.
1) تعريف الجاهلية: هي الحال التي كانت عليها العرب قبل الإسلام من الجهل بالله ورسله وشرائع الدين والمفاخرة بالأنساب والكبر والتجبر وغير ذلك. نسبة إلى الجهل الذي هو عدم العلم أو عدم اتباع العلم.
2) أنواع الجاهلية: نوعان: أ-الجاهلية العامة: قال ابن تيمية "فالناس قبل بعث الرسول كانوا في جاهلية منسوبة إلى الجهل فإن ما كانوا عليه من الأقوال والأعمال إنما أحدثه لهم جاهل، وإنما يفعله جاهل، وكذلك كل ما يخالف ما جاء به المرسلون من يهودية ونصرانية فهو جاهلية، وتلك كانت الجاهلية العامة". ب-الجاهلية الخاصة: قال ابن تيمية: "فأما بعد بعث الرسول قد تكون في مصر دون مصر كما هي في دار الكفار، وقد تكون في شخص دون شخص كالرجل قبل أن يسلم فإنه في جاهلية وإن كان في دار الإسلام، فأما في زمان مطلق فلا جاهلية بعد مبعث محمد فإنه لا تزال من أمته ظاهرين على الحق إلى قيام الساعة، والجاهلية المقيدة قد توجد في بعض ديار المسلمين وفي كثير من الأشخاص المسلمين".
3) تعريف الجاهلية وصورها: لغة: نسبة إلى الجهل، وهو عدم العلم. شرعاً: فتنقسم إلى قسمين: الجاهلية العامة: وهي ما كان قبل مبعث الرسول وقد انتهت ببعثته. الجاهلية الخاصة: ببعض الدول أو البلدان أو الأشخاص وهذا جاهلية العرب، لا تزال قائمة ولا يجوز التعميم. صور الجاهلية أ-الجاهلية في العقيدة: الأصنام، اعتكاف، التجاء، حج، طواف، قربات، استسقام بالأزلام، تطير، الذهاب إلى الكهان. ب-في العبادة: تحريف للشعائر كما شرعت قريش طواف العرايا حول البيت ، فقالت إحدى الطائفات: اليوم يبدو بعض أو كله وما بدا منه فلا أحله ومنه أيضاً إيجابهم آتيان البيوت من أعلى للحاج، وكذلك أنهم لا يقفون بعرفة، الصلاة عندهم مكاء وتصدية. ج-في السياسة: وما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد د-في الحكم: لك المرباع فينا والضحايا وحكمك والتشيطة والفضول الجاهلية في القرآن تشمل أربعة أمور: - التصور للألوهية: وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية . - السلوك الاجتماعي: ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى . - التوجه والولاء: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية . - الحكم والتشريع: أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً . المظاهر الجاهلية: 1- الفخر بالأحساب. 2- الفخر بالانتماء الحزبي للأشخاص والتنظيمات. 3- الانتماء إلى الأوطان. 4- الانتماء إلى القومية والأحزاب الجاهلية. 5- نصرة أفراد القبيلة في الحق والباطل. 6- تحكيم غير شرع الله. 7- إظهار الجزع والضجر وعدم الرضا بالقدر. 8- الثارات التي لا تنتهي. 9- تعيير الآخرين في خَلْقهم وأشكالهم.
دعوى الجاهلية في ميزان الإسلام: لما اختلف الصحابة وكادوا يقتتلون ، المهاجرون والأنصار قال : ((أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم)) فأنزل الله واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا . روى الشيخان ابن مسعود مرفوعاً: ((ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية)). روى البخاري عن جابر مرفوعاً: ((ما بال دعوى أهل الجاهلية ثم قال: ما شأنهم فأخبر بكسعة المهاجري الأنصاري فقال: دعوها فإنها خبيثة، ثم قال عن قتل عبد الله بن أبي.. لا يتحدث الناس أنه كان يقتل أصحابه)).
4) أسبابها: 1. عدم معرفة حقيقة النفس. 2. النسب العالي. 3. الجهل بالميزان الشرعي للتفاضل. 4. السماع للمرجفين والمنافقين. 5. المال. 6. الشعور النقص. 7. تقليد الآباء والأجداد. 8. التاريخ المشرف للقبيلة أو العائلة. 9. الإعلام. 10. تقسيم الناس سيد، قبيلي. . . 11. عدم التحاكم إلى الشرع. 12. تهييج الدعاة بعض تلك القبائل. 13. الجهل بحقيقة الوحدة. 14. كيد أعداء الإسلام.
5) آثار دعوى الجاهلية: 1. التعلق بالأوهام. 2. حصول الفرقة وانفصام عرى الأخوة. 3. الفساد في الأرض. 4. فساد ذات البين. 5. الكذب. 6. السب والقدح في الأخوة. 7. التشبه بالمشركين. 8. الحقد والغل. 9. القتل. 10. حصول العجب والفرق والكبر. 11. تنفيذ مخططات الأعداء. 12. رد الحق. 13. تأخر النصر والتمكين.
6) العلاج: 1. معرفة حقيقة النفس. 2. . عدم الافتخار بالنسب العالي.. ((انتسب رجلان على عهد رسول الله فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان فمن أنت لا أم لك؟ فقال : انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى عدّ تسعة فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان، ابن الإسلام. فقال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن هذين المنتسبين: أما أنت أيها المنتمي أو المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشره ، فأما أنت أيها المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة)). وروى مسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: ((..ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)). 3. معرفة الميزان الشرعي للتفاضل: إن أكرمكم عند الله أتقاكم . وفي حديث مسلم عن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين)). روى الترمذي عن ابن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم ((يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عيبة الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب)). ورواه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة في رواية زاد فيها: ((ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم من فحم من فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان التي تدفع بأنفها النتن)). أيها الطالب فخـراً بالنسب إن النــــــاس لأم ولأب هل تراهم خلقوا مـن فضة أو حديد أو نحـاس أو ذهـب أو ترى فضلهم فـي خلقهم هل سوى لحم وعظم وعصب إنما الفضـل بحلم راجـح وبـأخــلاق كــرام وأدب ذاك من فاخر في الناس به فاق من فاخـر منهـم وغلب وقال آخر: إن لم تكن بفعال نفسك ساميـا لم يغن عنك سمو من تسمو به ليس القديم على الجديد براجع إن لـم تجـده آخـذاً بنصـيبه وقال آخر: ليس الكريم بمن يدنس عرضه ويرى مروءته تكون بمن مضى حتـى يشـيد بنـاءه ببنـائه ويزين صـالح ما أتوه بما أتى وقال آخر: كـن ابن من شئت واكتسب أدبا يغنيك محمـوده عـن النسـب إذا فخـرت بآبـاء لهـم شرف نعم صدقت ولكن بئس ما ولدوا 4. عدم سماع المرجفين والمنافقين. 5. التعال الصحيح بالمال. 6. الإكثار من الأعمال الصالحة لمعالجة الانتقاص من قبل الآخرين. 7. التخلص من تقليد الآباء والأجداد. 8. عدم سماع الإعلام. 9. نصرة القبيلة بالحق. روى البيهقي ابن مسعود (مثل الذي يعين قومه على غير الحق مثل بعير تروى وهو يجر بذنبه). وقال ابن مسعود: (من نصر قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي تردى فهو ينزع بذنبه). 10. لا يجوز تقسيم الناس سيد، قبيلي،...... 11. التحاكم إلى شرع الله: وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم إلى قوله: لقوم يوقنون . 12. ضرورة إنكار الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب: روى الإمام أحمد عن أبي موسى مرفوعاً: ((أربع بقين في أمتي من أمر الجاهلية ليسوا بتاركيها: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة على الميت)). وروى الطبراني من حديث سلمان مرفوعاً: ((ثلاثة من الجاهلية: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والنياحة)). 13. وعلى الدعاة إلى الله: عدم تهييج القبائل: وعليهم الآتي: - عدم مشاركتهم في الأعمال المخالفة للشرع. - دعوتهم إلى وحدة إسلامية وليس تحت لواء القبلية. - القعود بينهم من أجل نشر الدعوة فيهم. - إماتة الدعوات الجاهلية بينهم، وغرس ميزان التفاضل الصحيح. - دعوتهم إلى تقديم شرع الله على كل عرف وعادة. |