روى البخاري عن أبي هريرة قال أوصني قال : ((لا تغضب...)). روى أحمد أن رجلاً قال يا رسول الله علمني شيئا ولا تكثر علي لعلي أعيه فقال رسول الله : ((لا تغضب)). فردد مراراً، كل ذلك يقول: ((لا تغضب)). روى الترمذي أن رجلاً قال: يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ولا تكثر علي، قال: ((لا تغضب)). حسن الخلق، عدم فعل ما يترتب على الغضب.
عرض موجز لآثار الغضب : 1- عدم القدرة على الإمساك بزمام النفس. 2- قتل، تشريد، أيتام، أرامل، طلاق، هجر، قطع، ظلم. 3- الإضرار بالبدن والوقوع في المهلكة. 4- وقوع الفرقة بين المسلمين.
أسباب الغضب : البيئة المحيطة بالمرء والجهل المتفشي. العدوان من الآخرين :سخرية، استهزاء، غيبة، نميمة، سب، تجريح، اعتقال، سجن، تعذيب. الاستعلاء والتكبر في الأرض بغير الحق. التذكير بالعداوات والثارات القديمة. كما حصل بين الأوس والخزرج، ويحصل بين القبائل اليوم.
أدلة تحذر من الغضب المذموم : روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعاً: ((ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)). روى مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله قال ((ما تعدون الصرعة فيكم؟ قلنا: الذي لا تصرعه الرجال، قال: ليس كذلك ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب)). وفي مسند أحمد عن ابن عمرو أنه سأله رجل: ماذا يباعدني من غضب الله عز وجل؟ قال: ((لا تغضب)).
أدلة تدعو إلى الغضب المحمود: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار . يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم . روى البخاري ومسلم عن عائشةأنها قالت ((ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)). روى البخاري ومسلم عن ابن عمر قال: قال ((إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله حيال وجهه فلا يتنخمّن حيال وجهه في الصلاة)). روى مسلم عن أبي مسعود الأنصاري: جاء رجل إلى النبي فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: ((يا أيها الناس إن منكم منفرين، فأيكم أمّ الناس فليوجز، فإن من ورائه الكبير والضعيف ذو الحاجة)).
علاج الغضب: 1- كظم الغيظ: والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون . وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين . روى أحمد عن معاذ بن أنس الجهني مرفوعاً: ((من كظم غيظاً وهو يستطيع أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيره في أي الحور شاء)). روى أحمد عن ابن عمر مرفوعاً: ((ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله عز وجل)). 2- تذكر نماذج من كظم الغيظ : روى البخاري ومسلم مرفوعاً: ((لما سمع النبي قول القائل: هذه قسمة ما أريد بها وجه الله شق عليه وغضب ثم قال: قد أوذي موسى بأكثر من هذا فصبر)). ما يفعله الغاضب: روى أحمد عن ابن عباس قال: قال : ((إذا غضب أحدكم فليسكت)). 3- الاستعاذة: روى البخاري ومسلم أن رجلان استبا عند رسول الله فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي : ((إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)). 4- التغيير من الهيئة: روى أحمد وأبو داود عن أبي ذر مرفوعاً: ((إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع)). 5- الوضوء: روى أحمد وأبو داود عن عطية مرفوعاً: ((إن الغضب من الشيطان، والشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ الناس بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)). |