أحـكام النفقة
النفقة لغة : الإخراج ، والدارهم ونحوها ، وهي اسم مصدر وجمعها نفقات .
وفي الاصطلاح : كفاية من يمونه خبزاً وأُدماً وكسوة وسكنى وما يتبع ذلك .
حكم النفقةحكمها الوجوب ، قال تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ) . ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم .
ما يلزم الزوج من النفقة ؟* متى سلمت المرأة نفسها للزوج على الوجه الواجب عليها ، فيلزم الزوج نفقة زوجته قوتاً وكسوة وسكنى بما يصلح لمثلها . قال تعالى : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق:7) وقوله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) (البقرة:228)
وقال تعالى : ( أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ ) (الطلاق:6)
ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ) رواه مسلم
فالحديث دال على وجوب النفقة والكسوة للزوجة بالمعروف ،
وقال صلى الله عليه وسلم : ( تطعمها إذا طعمت ، وتكسوها إذا اكتسيت ) رواه أهل السنن .
قال شيخ الإسلام : ولا يلزم الزوج تمليك الزوجة النفقة والكسوة بل ينفق ويكسو بحسب العادة.
المرجع إذا اختلف الزوجان في النفقة* إذا اختلف الزوجان في النفقة فالمرجع للحاكم فيفرض للموسرة تحي الموسر قدر كفايتها من أرفع خبز البلد وأُدمه عادة الموسرين ، وكذلك ما يلبس من حرير وغيره ،
* ويفرض للفقيرة تحت الفقير بما يلائمه من قوت البلد .
*وكذلك للمتوسطة تحت المتوسط ، ويفرض للغنية تحت الفقير والعكس ما يكفيها بالمعرف .
* يجب على الزوجة مراعاة حال زوجها ، ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم لهند : ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ) . متفق عليه
هل يلزم الزوج مؤونة النظافة والدواء ؟* نعم يلزم الزوج مؤونة النظافة من الأدهان وما تتجمل به من سائر المنظفات . وما يعود بنظافتها
* وأما نفقة العلاج ، ففيه خلاف بين العلماء ، والراجح أنه تلزمه ؛ لأن ذلك من المعشرة بالمعروف ؛ ولأن الزوجة ضعيفة لا تستطيع العمل والقيام بما يصلحها . والله أعلم
الحكم إذا كانت المرأة ممن لا تخدم نفسها ؟
- قال في المغني : ” إذا كانت المرأة ممن تخدم نفسها لكونها من ذوي الأقدار ، أو لأنها مريضة فإنه يجب لها الخادم ، لقوله تعالى : ( وعاشروهن بالمعروف ) ، ومن العشرة بالمعروف أن يقيم لها خادماً ، ولأنه مما تحتاج إليه غي الدوام ، فأشبه النفقة ” 11/355 .
- ولكن يكون الخادم من المحارم أو يأتي لها بخادمة .
- والأولى لها أن تصبر وتتحمل مسؤولية البيت ، ولها في ذلك أسرة بخير النساء فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد دلها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي وزوجها علي رضي الله عنه على التسبيح ثلاثاً وثلاثين ، والتحميد ثلاثاً وثلاثين والتكبير أربعاً وثلاثين ، وأخبرهما أنه خير لهام من خادم .
- المطلقة طلاقاً رجعياً كالزوجة لها النفقة والسكنى . لأنها زوجة قال تعالى : ( وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحاً)(البقرة: من الآية228)
نفقة المطلقة الرجعية ، والمطلقة ثلاثاً ، والناشز
- المطلقة طلاقاً بائناً ( ثلاث طلقات ) أو على عوض ، لا نفقة لها ولا سكنى ، لما في الصحيحين أن صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس – وكان زوجها طلقها البتة – ( لا نفقة لكِ ولا سكنى ) قال ابن القيم رحمه الله : المطلقة البائن لا نفقة لها ولا سكنى بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة ، بل موافقة لكتاب الله ، وهي مقتضى القياس ومذهب فقهاء الحديث . أ. هـ
لكن إن كانت حاملاً فالنفقة للحمل وليس لها قال تعالى : ( وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ )(الطلاق: من الآية6) . ولقوله صلى الله عليه وسلم -لفاطمة بنت قيس – وكان زوجها طلقها البتة – ( لا نفقة لكِ إلا أن تكوني حاملاً ) .
- المرأة الناشز ليس لها نفقة لأنها منعت نفسها عنه بسبب لا من جهته .
الحكم إذا غاب الزوج أو كان حاضراً ولم ينفق ؟
- إذا غاب الزوج أو كان حاضراً ولم ينفق لزمته نفقة ما مضى ويجبره الحاكم على ذلك ، لأن ذلك حق ثابت مع اليسار والإعسار فلم يسقط بمضي الزمان . ، وروى الشافعي أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أمراء الأجناد في رجال غابوا عن نسائهم فأمرهم أن يأخذوهم بأن ينفقوا أو يطلقوا ، فإن طلقوا بعثوا بنفقة ما مضى .
- ومتى أعسر الرجل ولم ينفق فإن المرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه . وهو قول عمر وغيره من الصحابة رضي الله عنهم .
هل للمرأة أن تأخذ من مال زوجها بدون إنه ؟
- إذا كان الزوج لا ينفق عليها ، أو ينفق نفقة لا تكفي ، وكان شحيحاً فلها أن تأخذ ما يكفيها بدون إسراف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهند : ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) . متفق عليه
النفقة على الأولاد
- يجب على الأب النفقة على أولاده ، قال تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )(البقرة: من الآية233) .
ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم لهند : ( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ) . متفق عليه .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة فقال رجل : يا رسول الله عندي دينار فقال : ( تصدق به على نفسك ) قال عندي آخر قال : ( تصدق به على ولدك ) قال عندي آخر قال: ( تصدق به على زوجتك ) أو قال : ( زوجك قال عندي آخر قال : ( تصدق به على خادمك ) قال عندي آخر قال : ( أنت أبصر ) رواه أبو داود .
قال ابن عبد البر : ” أجمع كل من نحفظ عنه على أن على المرء نفقة أولاده الأطفال الذين لا مال لهم ”
- ويجب على الأب أن يسترضع لولده إذا عدمت أمه أو امتنعت لقوله تعالى : ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى) (الطلاق:6) .
- إذا لم يكن للصغير أب أجبر وارثه على نفقته على قدر ميراثهم منه .
- إذا استغنى الولد بنفسه فلا يلزم الأب النفقة عليه ، وفي فتاوى اللجنة الدائمة ” النفقة إنما تجب عليك لم احتاج من أولادك وليس لهم طسب ، أما من استغنى بكسبه فلا يجب عليك الإنفاق عليه لعدم الحاجة ” .
هذه بعض أحكام النفقة ، والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين