﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾ [المائدة:35]، هذه الآية هي دليل الرافضة على جواز التوسل بالأولياء.
دائماً ما يتشدق الروافض بشركياتهم والتي تتمثل بدعاء سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأبناؤهما الطيبين الأطهار بأنها هي الدعاء السليم، وهم يتوجهون لهم بما لهم من فضل عند الله عز وجل، فيجعلون آل البيت واسطة بينهم وبين الله، وهذا ما فعله كفار قريش عندما قالوا: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر:3]، وكذلك توجههم للقبور وطلب الحاجات من صاحب القبر؛ فعليهم من الله ما يستحقون!
المشكلة أن في كتبهم ما يناقض ادعاءاتهم في هذه الشركيات، ومن أهم كتبهم كتاب نهج البلاغة، وهو خطب ورسائل لعلي رضي الله عنه وفي الصفحة 163 ما يلي:
110- و من خطبة له (عليه السلام) في أركان الدين:
الإسلام
"إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْإِيمَانُ بِهِ وَبِرَسُولِهِ، وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ، وَكَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ، وَصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ، وَحَجُّ الْبَيْتِ وَاعْتِمَارُهُ، فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَيَرْحَضَانِ الذَّنْبَ وَصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، وَمَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ، وَصَدَقَةُ الْعَلَانِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ، وَصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ، أَفِيضُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الذِّكْرِ، وَارْغَبُوا فِيمَا وَعَدَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّ وَعْدَهُ أَصْدَقُ الْوَعْدِ، وَاقْتَدُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُمْ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهَدْيِ، وَاسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فَإِنَّهَا أَهْدَى السُّنَنِ".
فأين الروافض عن اتباع هذا الكلام الرباني العدل والذي لا يوجد فيه أي ذكر لطلب التوسل بآل البيت، أو من في القبور والأضرحة، ولم نجد فيه إلا وحدانية الله بالعبادة، والتوسل لله التوسل المشروع، وهو الأعمال الصالحة التي يرضاها منا المولى عز وجل.
فرضي الله عنكم يا آل بيت رسول الله، فبحكم نتقرب إلى الله، ولم نجعلكم لله شركاء كما فعل أعداءكم من الروافض المجوس.
إن الوسيلة تعني العمل الصالح, يقول المجلسي: "أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي" [بحار الأنوار جـ 67 ص (271)]، ويقول الطبرسي: "الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات" [جوامع الجامع جـ 1 ص (496) وكذا في تفسير الصافي للكاشاني جـ 2 ص (33)].
بل إن الله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة:186]، ولم يقل كما في كل الآيات الأخرى: فقل إني قريب!! كما أننا نقرأ في كتب سير عن خلفاء كأمثال عمر الفاروق الذي كان متواضعاً ولا يتكبر ولا يتجبر, وكان يتمكن أضعف الناس من مخاطبته!! فهل عمر الفاروق وغيره من الخلفاء أفضل من إلهكم الذي تزعمون أنه لا يمكن الوصول إليه إلا بالواسطة؟؟!
وما الفرق بينكم وبين المشركين الذين قالوا عن أصنامهم: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر:3]؟ وصدق الله تعالى إذ قال: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ [سبأ:37].