هكذا كانت بدايتة (أدم عليه السلام)
لقد خلق الله(عز وجل)أدم من قبضة قبضها من جميع الارض:
عن ابى موسى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال.(إن الله خلق ادم من قبضة قبضها من
جميع الارض فجاء بنو ادم على قدر الارض‘ فجاء منهم الابيض والاحمر والاسود وبين
ذلك‘والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك)
*عن ابن مسعود رضى الله عنه انه قال بعث الله جبريل عليه السلام إلى الارض ليأتيه
بطين منها, فقالت الارض:اعوذ بالله منك ان تُنقص منى او تشيننى‘فرجع ولم يأخذ وقال:
يارب إنها عاذت بك فأعذتها،فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها،فرجع فقال كما قال جبريل،
فبعث الله ملك الموت فعاذت منه فقال:وانا اعوذ بالله ان ارجع ولم انفذ امره‘فأخذمن وجه
الارض وخلط ولم يأخذ من مكان واحد واخذ من تربة حمرا وبيضاء وسوداء فلذالك خرج بنو ادم
مختلفين ـ ولذلك سُمى آدم لانه أُخذ من أديم الارض ـفصعد به فقال الله تعالى له:
(أما رحمت الارض حين تضرعت إليك؟)قال:رأيت أمرك أوجب من قولها،فقال : أنت تصلح لقبض أرواح ولده
،قبل التراب حتى عاد طينا لازبا، ثم تُرك حتى أنتن، فذلك حيث يقول :{من حمأ مسمون}
[الحجر28]وقال منتن ،ثم قال للملائكة: {أنى خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه
من روحى فقعوا له ساجدين}[ص.71،72] .فخلقه الله بيده لكيلا يتكبر إبليس عنه يقول:
أتتكبر عما عملت بيدى ولم أتكبر عنه فخلقه الله بشرا فكان جسدا من أربعين سنة فمرت
بهالملائكة ففزعوا منه لما رأوه وكان أشدهم منه فزعا إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت
الجسد كما يصوت الفخار وتكون له صلصلة فذلك حين يقول :{من صلصال كالفخار}
[الرحمن140] ويقول:لأمر ما خلقت ودخل من فمه وخرج من دبره، فقال إبليس
للملائكة :لا ترهبو من هذا فإنه أجوف، ولئن سُلطت عليه لأهلكته،ويقال:إنه كان إذا مر عليه
مع الملائكة يقول:أرأيتم هذا الذى لم تروا شيئا من الخلائق يشبهه إنفُضل عليكم وأمرتكم
بطاعته ما أنتم فاعلون؟ قالوا:نطيع أمر ربنا ، فأسر إبليس فى نفسه لئن فُضل على فلن
أطيعه، ولئن فضلت عليه لأهلكته ، فلما بلغ الحين الذى أريد أن ينفخ فيه الروح فدخل الروح
فى رأسه عطس،فقالت له الملائكة: قل الحمد لله، فقال الحمد لله،فقال الله له: رحمك ربك،
فلما دخل الروح فى عينيه نظر إلى ثمار الجنة،فلما دخل فى جوفه اشتهى الطعام فوثب
قبل أن يبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة ذلك حين يقول:{خُلق الإنسان من عجل}
[الانبياء:37]..وذكر تمام القصة.
للشيخ/ محمود المصرى