موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 شرح ايات قوامة الرجل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

شرح ايات قوامة الرجل  Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

شرح ايات قوامة الرجل  Empty
مُساهمةموضوع: شرح ايات قوامة الرجل    شرح ايات قوامة الرجل  Emptyالإثنين 23 فبراير 2015 - 22:46

شرح ايات قوامة الرجل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد المرسلين , وعلى آله وصحبه التابعين لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين, وبعدُ:
هذه دروس مباركة ألقاها فضيلة الشيخ “مصطفى العدوي” ضمن سلسلة “أحكام النساء” في شرحِ “آياتِ قوامةِ الرجال على النساء” وهذا موضوعٌ مهمٌ لنسائنا ورجالنا في هذا الزمان الذي قصر فيه فهمُ كتابِ الله فضلاً عن تطبيقه .
* فمتى كانَ الرجلُ يطبق أحوال ما أمره الله بهِ أولاً: من العظةِ لهنَّ , ثم من هجرهنَّ في المضاجعِ , ثم منْ ضربهنَّ ضرباً غير مبرحٍ !؟
* ومتى كان الرجلُ يعقل حدودَ قوامتهِ على زوجتهِ ؟! وكيفَ كانَ الزوجانِ يفعلانِ عند حصولِ نزغٍ شيطانٍ بينهما ؟!
(هذا ما أفاضه الشيخ -حفظه الله- في دروسه فأحببتُ تفريغها مع تنقيحها ليستفيد منه الأزواج حفظهم الله).
قال الشيخ -حفظه الله-:
لا شكّ أن النساء بحاجة إلى التفقه في أحكام دينهنّ. قال النبي –صلى الله عليه وسلم- النساء شقائق الرجال. وهنَّ داخلات في قوله تعالى {وقل رب زدني علما}وقول النبي –صلى الله عليه وسلم- من يردِ الله به خيراً يفقهه في الدين. وغيرها من العموماتِ التي لا تختصّ بجنسٍ عن آخرَ, وفي تفضيلِ كل معلم عن كل جاهل, حتى إن الكلاب المعلمة أفضل من الكلاب التي هيَ غير معلمة. كما قال تعالى{تعلمونهن مما علمكم الله} وقال –عليه السلام-: نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها كما سمعها .
فجدير على أخواتنا الفضليات أن يعرفنَ أحكام معاملتهن, وقد أثنت عائشة –رضي الله عنها- على نساء الأنصار: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من الفقه في الدين .
وقال الله لنساء محمد –عليه السلام- [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءاياتِ الله والحكمة] وقد طلبَ بعض النسوة مجلساً يعلمهن النبي فيهِ ويدرسهنّ ويعظهنّ .
وكانَ النبي يأمرُ بإخراج النساءِ إلى مصلى العيدِ حتى الحيّض, وربما يعلم أنَّ النساء لم يكن قد سمعن خطبته فيقبل عليهنّ ويعلمهن ما قاله .
(مقدِّمةُ)
قال تعالى [الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) ]
هذه الآية رسمت منهاجاً للأسرةِ وللحياةِ الزوجيةِ, يرتّب أمرها ويقوّمها ويسددها, وهو “الرجل” يسعى لجلبِ الأرزاقِ وتهيأةِ الحاجات والكماليات, لما أنّ المرأة غير ملزمة بذلك, فالرجل “راعٍ ومسؤول عن رعيته” وهذا الرجل عليهِ أن يلتزمَ بقيوميته على بيته بشرعِ الله سبحانه تعالى.
لماذا الرجل هو القيّم ؟ وما حدوده ؟
[بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ] فهناكَ أمر جبليٌ فطر به الرجل كان بذلك مفضّلا به على المرأةِ وهو: قوته البدنية وقوته العقلية وجلادته, ولذا جعل شهادة المرأة على النصفِ من شهادةِ الرجل, لما في عقلها ودينها من نقصان. وسئل النبي لمَ ذلك؟ قال: أليسَ اذا حاضت لم تصل ولم تصم . قالت بلى يا رسول الله. قال: فذلك من نقصانِ دينها. أليسَ إذا شهادة المرأةِ تعدل نصف شهادةِ الرجل. قالت بلى يا رسول الله. قال: فذلك من نقصانِ عقلها.
والرجل قيّمٌ كأيّ مسؤولٍ ومديرٍ يكون قيما على مركزِه وشركته, إذا عصيَ أمره أو عصى أمرَ الله, حصل من الفسادِ الكبير, لذا..جاءَ قوله ” فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ” أي مطيعاتٌُ لأمرِ زوجها, لأنّ من شئنِ الصالحاتِ أن يكنّ مطيعاتٍ . وهذا على صورةِ الخير يرادُ بهِ الإنشاءُ . وهذا كثيرٌ في القرآن الكريم كقوله تعالى “ومن دخله كان آمنا” أي: أيها الناسُ أمّنوا من دخل المسجد الحرام.
ولكن لا طاعةَ لزوجٍِ في معصية الله –عزوجل- لقول النبي –عليه السلام-: لا طاعةَ لمخلوقٍٍ في معصيةِ الخالقِ. وبهذا نعلمُ أنّه لا يجوز في حالٍ معصية الزوج, لأنه القيم في بيته, وقال عليه السلام: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تصوم–التطوع- وزوجها شاهد إلا بإذنه, ولا تأذن في بيتٍ لأحدٍ إلا بإذنه ولا تجلس على تكرمةٍ إلا بإذنه .
فالقيّم يُستأذنُ حتى لا تضطربَ الأمور, وقال –عليه السلام-: إذا استأذنتِ امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها. فدلَّ أنَّ الاستئذانَ مشروع في كل حال. وقال –عليه السلام-: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
ما هيَ واجبات القيّم ؟
* هذا القيم عليهِ واجباتٌ كما له حقوقاً, وهكذا في أيِّ قيم شركةٍ وبيتٍ وجماعةٍ وإمام البلدةِ, فهذا سليمانُ عليه الصلاة والسلام كان يخرجُ ويراقبُ رعيته وخدامه وحشمه حتى ماتَ وهو متَّكاٌ على عصاه.
فعليه
أولاً: أن يشكرَ الله –سبحانه- بأن جعله قيما وبأن رزقَ امرأةً صالحةً, قال –عليه السلام-: الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة وفي بعض الروايات “إن نظر إليها أسرته, إذا أمرها أطاعته, إن غاب عنها حفظته” فهذه سمةُ المرأةِ الصالحة .
ثانياً: أن يكونَ رفيقاً على أهلِهِ ورعيَّته, قال تعالى لمحمد –عليه الصلاة والسلام-[فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ]. وقال –عليه السلام-: ما كان الرفق في شيءٍ إلاّ زانه, لا نزع من شيءٍ إلاَّ شانه. وقال –عليه السلام- : إن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق . وعن مَالِك بن الحويرث قال: أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا ، أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُواإِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ..الخ.
فكانَ –عليه السلام- كما هو مبعوث رحمةً للعالمين, رحيما بأمثالِ هؤلاءِ الشببةِ رفيقا بنسوتهم لغيابِ أزواجهم عنهم . ولذا…أقولُ –لمن يسافر لجمع الأموالِ فوق الأموال وقد ترك نسائه وبناته السنين- أن يحاسبَ نفسه, وأن يتقيَ الله عزوجلّ, لأنَّ المرأة ضعيفة وأسرع إلى الميل إلاَّ أن يرحمَ اللهُ بها, وقال –عليه السلام-: تعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شيكَ فَلا انْتَقشْ. [وقال –عليه السلام-: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي] فلا تأتِ زوجكَ ووجهكَ ” عبوساً قمطريراً ” وتبتهج إلى غيرها, وتقابلها بغليظِ القولِ والفعلِ, فالزوجةُ أولى بكلِّ خيرٍ, وهيَ إنما إن فقدتِ السعادة والحنان والعفةَ من زوجها رغبت إلى آخرَ والعياذ بالله.
فعلى القيّم الزوجِ أن يحسّن أخلاقَهَ ويهذِّبها بمكارمِ الأخلاقِ, لأنَّ –عليه السلام- يقول عن النسوة “إنما هنَّ عوانٍ عندكم” وقال موجّها في التقويم [اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاء” وعند ابن حبان “فدارها تعش بها] .
ثالثاً: أن يعلمَ عن خصالِ وطبائعِ من هم تحتَ يديكَ, فجرت سنَّة الله -عز وجل- أن تختلفَ طبائع النساءِ, فصاحب الشركةِ وصاحب الرعية عليه أن يسوسَ أحوالَ الناسَ وكيف استجابتهم ومالطريقة لتقويهم؟ فجديرٌ بالزوجِ أن يتقنَ معرفة من تحتَ يديه, فيتعامل معهنّ بمقتضى معرفته بهن, حتى تستقيم أموره, ثم إنَّ الهدايةَ من الله –عزوجل- فالتمس من الله هدايتك وهدايةَ زوجتك وللنساء المسلمات.
[وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ] فعلى الزوجِ أن ينفقَ على زوجته على قدر استطاعته –وجوباً بإجماعِ العلماء-, فلا يبخلَ عنها, ولا يمسكها عن التصرّف بمالها الشخصي, ولها إن لم ينفق عليها زوجها أن تأخذَ منهُ بغيرِ علمه, كما في حديث “هند” زوجةِ أبي سفيان –رضي الله عنهما-. وذلكَ بالمعروف من غير إسراف ولا إقتارٍ, كما قال لها النبي –عليه السلام-: خذي منه ما يكفيك وولدك بالمعروف .وقال تعالى [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ] وقال تعالى [وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا] .
وبيّن الله سبب القوامة من الرجلِ حتى لا تأتي أمرأة مترجلة وتنافحُ بالمساواةِ بينهن والرجالَ, وهذا من عظيمِ التطاول على شرعِ الله سبحانه تعالى, وقال الله تعالى راداً ذلك [لَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا] فقد شرع لكلٍ من الرجالِ والنساءِ ما يتناسب مع أصل خلقته وطبيعته, والواجبُ من المسلم أن يستسلمَ لأمرِ الله, ويكون شعارنا “سمعْنا وأطعْنا غفرانكَ ربنا وإليكَ المصير” .
[فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ] أي طائعات, وفسّر بعضهم “القنوت” الطاعة, والقنوت له معانٍ: منه “الدعاء” بقولهم ” نقنت في صلاة الفجر, ومنه “السكوت” عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِى الصَّلاَةِ يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فِى الصَّلاَةِ حَتَّى نَزَلَتْ (وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ وَنُهِينَا عَنِ الْكَلاَمِ.
ومنه “طول القيام” قال –عليه السلام-: أفضلُ الصلاةِ طول القنوتِ . والسياق هو الذي يحدد المعنى الائق بها.
[حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ] حافظات لغياب أزواجهن ولفروجهن في غيابِ الأزواج عن الحرامِ, فليسَ حفظك فرجك أيتها الزوجةُ باجتهادكِ أصالةً, إنما بحفظ الله لكِ, فلتسألِ الله سبحانه أن يحفظَك ويبعدك عن كلّ سوء.
ثم بيّن تعالى طرائقَ التقويم من الرجلِ في حال وجود نشوز أو تمرّد فقال تعالى:
[وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا] والنشوز: التعالي على الأمر ورفضه.
وقد قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أي النساء خير؟ قال: التيتسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره.
فبهذا على الزوجِ أن يكونَ حافظاً لأهلِ بيتِهِ, كما أنَّ صاحبَ الشركةِ يكون القيم والمسؤول عن أركانِ شركتهِ كلها, فإنه سيجد الصالحَ والطالحَ, وقد كانَ سليمان –عليه السلام- في ملكه العظيم وحشمه الكبير من الجنِّ والإنسِ, فقد كانَ يراقِبُ أعمالهمْ وينظر للمطيعِ والعاصي, فمن يزغ عن أمره [نُذقّه منْ عَذَابِ السَّعِير]وكذلك ذو القرنينِ فلما مرَّ بقومٍ في مغرب الشمس قال تعالى [قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا]فإنَّ الزوجَ سيبتلى كذلك بتمرد من زوجته, إن أمرها عصتْه, وإن نهاها عصتْهُ, فما الحلُّ من هذا؟
ما يحصلُ من النزغِ بين الزوجين ؟
إنَّ الشيطان ينزغ بين العبادِ [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا] لذا.قال تعالى لنبيه [قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ] فأمره بالتعوّذِ من همزاتهم ومن حضورهم, ودلّت الآيةُ أنَّ هناك من الشياطين ما هو نشطاء وما هم لبداء, ويزيد ذلك دلالة الحديث في صحيح مسلم: عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِىءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ – قَالَ – فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ ». قَالَ الأَعْمَشُ أُرَاهُ قَالَ « فَيَلْتَزِمُهُ ».
فليتنبه لهذا بني الزوج, وأن لا يدع من الغضبِ نزغاً وتفريقاً شتاتاً, ثم إن المغاضبةَ لا بدًّ وحاصلةٌُ, من أهلِ الفضلِ والصلاح والفساد, لكنَّ المؤمنين إذا تذكروا بربهم ذكروه,فقدوتنا “إبراهيم الخليل” عليه الصلاة والسلام, فقد كانَ متزوجاً سارة –وكانت أجمل نساء زمانه- وجاءَ أحد الجبابرة وبلّغ عنها, فدعاها وزوجها, فأرادها, فدعت عليه ثلاثاً لا يستطيع حراكاً, حتى قال: أخرجوها فإنما هيَ بشيطانَ. فأعطى الجبار إبراهيم هاجرَ أم إسماعيلَ فكانتْ أمةً عند سارة, ثم ملكته لإبراهيم, فغشيها فولدت له, فنشبتِ الغيرةُ وهربت بمنطقها –وهيَ أوَّل من اتخذت المنطق- إلى مكة, فهذه سارة زوجة خليلنا وقدوتنا إبراهيمَ قد توعَّدت هاجرَ إن لقيتها لتقطعنَّ منها بعضُ أعضائها, فالشاهدُ: أنّه إن كانَتِ المشاكل ومساوئ الحال منها! وكما حصلَ مع أيوب –عليه السلام- لما قسمَ إن عافاه الله ليضربنَّها (مائة جلدة) فلما عافاه الله وأرادَ أن يبرَّ بقسمِهِ قال الله له [وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ] أي شمخاراً مكوناً من 100 عصا تضربها في جلدةٍ –وهذه خاصية لأيوب عليه السلام- وذلكَ لبر زوجتِهِ ووفاءِها في مدة تزيد على (18سنة) بعد أن هجره قومه وبعد عنه أهله.
وكما حصل مع النبي –صلى الله عليه وسلم- مع زوجاته, فقد روى مسلم في “صحيحه” أنَّه دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَوَجَدَ النَّاسَ جُلُوسًا بِبَابِهِ لَمْ يُؤْذَنْ لأَحَدٍ مِنْهُمْ – قَالَ – فَأُذِنَ لأَبِى بَكْرٍ فَدَخَلَ ثُمَّ أَقْبَلَ عُمَرُ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَوَجَدَ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- جَالِسًا حَوْلَهُ نِسَاؤُهُ وَاجِمًا سَاكِتًا – قَالَ – فَقَالَ لأَقُولَنَّ شَيْئًا أُضْحِكُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ رَأَيْتَ بِنْتَ خَارِجَةَ سَأَلَتْنِى النَّفَقَةَ فَقُمْتُ إِلَيْهَا فَوَجَأْتُ عُنُقَهَا.
فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَقَالَ « هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ ». فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عَائِشَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا فَقَامَ عُمَرُ إِلَى حَفْصَةَ يَجَأُ عُنُقَهَا كِلاَهُمَا يَقُولُ تَسْأَلْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا لَيْسَ عِنْدَهُ. فَقُلْنَ وَاللَّهِ لاَ نَسْأَلُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا أَبَدًا لَيْسَ عِنْدَهُ . ثُمَّ اعْتَزَلَهُنَّ شَهْرًا أَوْ تِسْعًا وَعِشْرِينَ في مشربة له ثُمَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةُ (يَا أَيُّهَا النَّبِىُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ) حَتَّى بَلَغَ (لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا) .
فكانَ في بيته -صلوات الله وسلامه عليه- نوعاً من المغاضباتِ من زوجاتِهِ, ولكن يصلح الأمر ويهدأ ويزداد بذلك حباً لنسائه.
وهذا الشيخ الصحابي أبو بكرٍ الصديق –رضي الله عنه- جاءَ في “صحيح البخاري”: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَ رَهْطًا فَقَالَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُونَكَ أَضْيَافَكَ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَافْرُغْ مِنْ قِرَاهُمْ قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَأَتَاهُمْ بِمَا عِنْدَهُ فَقَالَ اطْعَمُوا فَقَالُوا أَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اطْعَمُوا قَالُوا مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا قَالَ اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنَلْقَيَنَّ مِنْهُ فَأَبَوْا فَعَرَفْتُ أَنَهُ يَجِدُ عَلَيَّ فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ فَقَالَ مَا صَنَعْتُمْ فَأَخْبَرُوهُ –في رواية: فجدَّع وسبَّ ونال من زوجته من شدة حرجه مع أضيافه- فَقَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ ثُمَّ قَالَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ فَقَالَ يَا غُنْثَرُ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ فَخَرَجْتُ فَقُلْتُ سَلْ أَضْيَافَكَ فَقَالُوا صَدَقَ أَتَانَا بِهِ قَالَ فَإِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي وَاللَّهِ لاَ أَطْعَمُهُ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ الآخَرُونَ: وَاللَّهِ لاَ نَطْعَمُهُ حَتَّى تَطْعَمَهُ. وقال: كلوا لا هنيئاً . فقالوا: والله نحن ما بآكلينَ حتى تأكل. قَالَ: لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ وَيْلَكُمْ مَا أَنْتُمْ لِمَ لاَ تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ هَاتِ طَعَامَكَ فَجَاءَهُ فَوَضَعَ يَدَهُ فَقَالَ بِاسْمِ اللهِ الأُولَى لِلشَّيْطَانِ فَأَكَلَ وَأَكَلُوا. وجاءَ في بعضِ الرواياتِ أنه أتى النبيَّ عليه السلام فقال: قد بروا بيمينهم وحنثت في يميني؟ فقال –عليه الصلاة والسلام-: بل أنت خيرهم وأبرهم يا أبا بكر. وقد حدَّث عبد الرحمن ابنه إذ قال: ايْمُ اللهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ إِلاَّ رَبَا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ بركةً . فقال أبو بكر: إنما كان –أي يمينه- من الشيطان.
فَإذا دارت مشكلة بين الزوجين, فجديرٌ بكل غضب أن يتعوَّذ بالله من الشيطانِ الرجيمِ, فإنَّ الغضب من الشيطان, وإنما خلقَ الشيطان من نارٍ, والماءُ يطفئ النار, ويحسنُ أن يتوضأ بعده, وأن يغيّر من جلسته وهيئته, فإنَّ ذلك مما يخفّفُ من الغضبِ, ورد هذا –على خلافٍ- بعضاً من النبي –صلى الله عليه وسلم- .
وهذا عليُّ بن أبي طالب رضي الله عنه –أول من أسلم من الصبيان وزوجته فاطمة سيدة نساء الجنة- أسرةٌ مباركةٌ, ومع ذلك فهم بشر, فقد ورد في الأثرِ: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ …
وهكذا فليكنِ الآباء يزوروا أحوالَ بناتِهِ كما كانَ يفعل ذلك أبو بكر الصديق مع عائشة وعمر بن الخطاب مع حفصةَ وما حصلَ مع أبي الدرداءِ وسلمانَ في أمر زوجته…وكانَ النبيُّ يأتي بيتَ فاطمةَ من الليلِ فيطرق البابَ ليقوما من الليلِ فيصليا..
فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي لا أدري أين هو..
فإذا حصلت مغاضبات في البيت فلا ينبغي أنْ يُخرجَ زوجته ويطردها من بيتها إلى أهلها, فليسَ ما ستذهب إليهِ مأواها, بل أخرج أنتَ أيها الزوج إلى مسجدكَ إلى أهلكَ…
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ فَجَاءَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ.
ما وسائل المعالجةِ في حالِ مخالفة الزوجة ؟
فالأمر الأول: (فعظوهن) قدّم لها المواعظ الجميلة, وذكرها بالله وبأحاديثِ رسول الله تعالى, وبالغ في وعظها, لأنَّ في الوعظِ تأثيراً جاذبياً, وخوفهن من مغبة مخالفة أمر الله وأمر رسول الله, [فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ] [وذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى][فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ] ثمَّ إن أشعرتها بترهيبٍ من عذابِ الله وعذابه, فإنها سترقُّ بل هيَ أسرعُ إلى البكاءِ من الرجالِ, فاجتهدَ أن ترسمَ الموعظةَ في قلبها ببلاغةٍ وفصاحةٍ,[وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا] وكذا أنتِ أيها الزوجةُ إن وجدت من زوجك ظلماً وتعالياً فذكّريه بحدود الله, وأنه –سبحانه- أقدر على الزوجِ من قدرةِ الزوج على زوجها, فذكّريه بأطيبِ الكلامِ وأحسنِهِ, تذكره بأمه, بأخته, بعمته, فترضى لهم الظلمَ ؟فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا : مَهْ. مَهْ. فَقَالَ: ادْنُهْ ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا. قَالَ: فَجَلَسَ قَالَ: أَتُحِبُّهُ لأُمِّك؟ قَالَ: لاَ . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ؟ قَالَ: لاَ . وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ قَالَ : وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ . قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ؟ قَالَ: لاَ . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ. قَالَ : أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِك؟ قَالَ: لاَ . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ . قَالَ: وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ. قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لاَ . وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ. قَالَ: وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ. قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ.
فليقلْ من الكلامِ الطيب بانتقاء, البعيد عن الوساوس والهواجز والارتياب, تحظى به مرضاةَ الله عزوجل, فيحصل بذلك الإئتلاف والنفع بإذنِ الله تعالى.
ثمًّ إن الناسَ متفاوتون في غضبهم ورضاهم, فرجلٌ سريع الغضب سريع الرضا, وآخر سريع الغضب وقاف عن الرضا, فلا بدَّ من مراعاةِ أخلاق كل من الزوج لزوجته, فيتفادون أوقاتَ الغضب حتى تزول, كما قال القائل:
خذ العفو مني تستديمي مودتي *** ولا تنطقي في سوأتي حينَ أغضبُ
وأحسن من ذلك قوله تعالى [خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ] فقد نزلتْ في أخلاقِ النَّاس, فإنْ وجد الزوج من زوجته الفورَ والغضب السّريع, فليتقِ غضبها حتى تهدأَ ثمَّ يوجِّهُ العتاب, وإن وجدتِ الزوجةُ من زوجها الغضبَ والفور السريع وانفعالاً فلتسكن حتى تذهب عنه غضبه, -لأنَّ فِي الغضبِ يتصرّف معه الشخص تصرفات همجية لا تليقٌ بالرجلِ المتوسّط فضلاً عن الرشيدِ العاقلِ, فيتصرّف كالمغيّب عن عقلِهِ, لحديث في سندِه كلامٌ: “لا طلاق في إغلاق” وهو الغضب وقيل: الإكراه- ثمَّ توجّه الذكرى النافعة, أما أن يحتدّا ويتحاورانِ فإنَّ الشيطان يزيد بينهما إشعالاً وافتعالاً, فينسى كلٌّ منهما أنهما بشرٌ يعتريهما الخطأ .
وقد علم من الشريعة أنَّ أوقاتِ الخروج عند حدّ الاعتياد تتفادى, فقال –عليه السلام-: لا يقضينَّ حكمٌ بين اثْنينِ وهو غضبان. ثمَّ إنه حصل موقف لم يردَّ النبيُّ فيهِ على عائشة , إذ تقول: لَمَّا جَاءَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرٍ وَابْنِ رَوَاحَةَ جَلَسَ يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ – شَقِّ الْبَابِ – فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ فَأَمَرَهُ أَنْ يَنْهَاهُنَّ فَذَهَبَ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ لَمْ يُطِعْنَهُ فَقَالَ انْهَهُنَّ فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ قَالَ وَاللَّهِ غَلَبْنَنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَزَعَمَتْ أَنَّهُ قَالَ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ التُّرَابَ .
فَقُلْتُ –أيْ عائشة-: أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ لَمْ تَفْعَلْ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم, وَلَمْ تَتْرُكْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ.
* وقد كانَ الغضبُ في موسى –عليه السلام- فقد قتل نفساً, وكسَّر الألواحَ, وفقأ عين ملكِ الموتِ, وهذا كلّه مغمورٌ في بحرِ فضائله, فغفرَ اللهُ له .
* وهذه أم سليم –رضي الله عنها- قد حملتْ من أبي طلحةَ, فولدت له, فمرض الولد فماتَ, وهذه القصة بنصها: عَنْ أَنَسٍ قَالَ مَاتَ ابْنٌ لأَبِى طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ لأَهْلِهَا لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ – قَالَ – فَجَاءَ فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً فَأَكَلَ وَشَرِبَ – فَقَالَ – ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ فَوَقَعَ بِهَا فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا قَالَتْ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ قَالَ لاَ. قَالَتْ فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ. قَالَ فَغَضِبَ وَقَالَ تَرَكْتِنِى حَتَّى تَلَطَّخْتُ ثُمَّ أَخْبَرْتِنِى بِابْنِى. فَانْطَلَقَ حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِى غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا ».
قال تعالى [أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ] فحرّي بالمؤمن والمؤمنة إذا خوفوا بالله أن يُخاف, وإن ذكروا بالله تذكَّروا, وقوله –تعالى- “فطال عليهم الأمد” في تفسيرها قولانِ:
الأول: أي فطال عليهم الأمدُ في نعيهم, رزقوا فلم يفقروا, وتنعموا فلم يمرضوا, فلما كان المال مغدقاُ عليه, فأنساهم هذا النعيم عن ذكرِ الله, وأورث طغياناً وقسوةً في القلب, [كلا إنَّ الإنسانَ ليطغَى*أنْ رآهُ استَغنَى] وقال تعالى [وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ] فمن رحمةِ الله تعالى أن الله يضيق العيش أحياناً, ويبتلي المؤمن بالمصائب.
الثاني: أي طال عليهم الأمد في البعدِ عن الذكرى والموعظةِ زماناً طويلاً, فلما بعدوا وحرموا من التذكير أورثَ قسوةً في قلوبهم كلاَّ من الزوجين.
* فيستحبُّ الوعظ والتذكير عموماً, وبين الزوجين خصوصاً, ووردَ أن ابن عمر أرادَ أن يطلق أحد نساءه, فقالتْ له: ما تنقم من امرأةٍ صوامةٍ قوامةٍ؟ فأعرضَ عن طلاقها. فلا تستكبر ولا يستكبر عن الاعتذار عن الخطأِ فقد قال نبي الله –عليه السلام-: الكبر بطر الحقِّ وغمط الناس.
فاستعنْ بالله واطلب منه أن يصلحّ لك زوجكَ,فالله أصلحَ لزكريا زوجه,[وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ] أنها كانت عقيماً فجعلها مهيئة للإنجاب فحملت نبيا كريما “يحيى” عليه السلام. وقيل: أي أنه كان في لسانها شدة وكلمات قاسية فأصلحه الله تعالى لزوجه. ثمَّ إن الزوجةَ قد تتسلط على شخصٍ بسببِ ذنب ارتكبه, قال الحسن البصري: والله إني لأعلم ذنبي في خلق زوجتي وفي خلق دابتي. يعني: أنه يكون مع الزوجة في عيشةٍ هنيةٍ فإذا –وبلا سبب- أرى الزوجة قد كرهتني وتغير تعاملها معي, لذا قال تعالى [وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ] .
* واعلم أن الذي يسلط عليكِ وعليكَ إنما هو ” الله تعالى ” وكلُّه بأمرِ الله –جلَّ وعلا- قال تعالى [وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ] وقال في شأنِ اليهودِ [كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ] فالله الذي يطفئ شعل المصائبِ والمشاكِلِ, واعلم أنَّ هذا مما كسبت يداك, فكنْ حذراً من ذنوبكِ التي تسبب من أن يتسلّط عليكَ شراذمُ الخلقِ. فتب واستغفر إلى الله تعالى, فمع الاستغفار تنال لك الحياة السعيدة[وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ]. فلعلكّ ايها الزوج قد أسأتَ إليها من حيثُ لا تشعرُ فيحملُ ذلك نشوزها, فكن حكيما عارفاً, وباشر بإصلاحِ ما سبَّبَ ذلك من الزوجِةِ, فقد كانَ النبي عارفاً حال عائشة –رضي الله عنها- فقد روى الشيخانِ: عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً ، وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قَالَتْ فَقُلْتُ مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذَلِكَ فَقَالَ أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لاَ وَرَبِّ مُحَمَّدٍ، وَإِذَا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ لاَ وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قَالَتْ قُلْتُ أَجَلْ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ مَا أَهْجُرُ إِلاَّ اسْمَك.
وكانتْ عائشةُ تتبَّع أحوالِ النبي –عليه السلام- من رضا وغضبٍ, ففي حديثِ الإفكِ تقول عائشة:وَهُوَ يَرِيبُنِى فِى وَجَعِى أَنِّى لاَ أَعْرِفُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- اللُّطْفَ الَّذِى كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَشْتَكِى إِنَّمَا يَدْخُلُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَيُسَلِّمُ ثُمَّ يَقُولُ « كَيْفَ تِيكُمْ ». فَذَاكَ يَرِيبُنِى.
{ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }
الأمر الثاني: (واهجروهن في المضاجع), فهذه المرتبةُ لا تكونُ للمرأةِ الصالحةِ التقيةِ, إنما المرأةُ العاصيةُ المخالفةِ التي تستحقُّ الهجْرانَ في المضجعِ لا غيرَ المضجعِ, وجميعُ ما ذكرَ من الأدلةِ توضِحُ أنَّ الرجلَ يكون في بيتهِ حال الهجرانِ, وتكون المرأة في بيتها, لا كما يفعل بعض الجهلةِ من طرد الزوجاتِ إلى أهلهنِّ, ولكن إن أرادَ الرجل أن يستتبَّ بعض الأمورِ فإنَّ الزوجَ يخرجُ من بيتهِ, وبخروجه أفضلُ من المرأةِ, وإن طلبتِ المرأة الذَّهابَ إلى أهلها فلتذهبْ ولا يمنعها زوجها حتى تهدأ المشاكِلُ بينَ الأزواجِ, فقد آلى النبي –عليه السلام- من نسائهِ شهراً, والإيلاءُ هو: الحلفُ. قال تعالى [لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌٍ] فمن حلَفَ لا يقربُ الزوجةَ “سنةً” فإنه يَنتظرُ إلى أربعةِ أشهرَ فإما أن يراجِعها وإمَّا أن يطلِّقها. قال تعالى- وقوله فوقَ كلِّ قولٍ – [إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَ ] .
وصورةُ الهجرانِ: اختلفَ الفُقَهاء –رحمه الله- فقَالَ بعضُهُم: أن يعطِي الرجل ظهرَه لها. وقال بعضهم: هو تركُ الجماعِ . وقال بعضهم: ترك السرير لها. هذه بعض الصورِ التي ذكرها العلماءُ, ولكنْ: ينتهي هذا الهجران بانتهاءِ النشوزِ بعد اعتذارِ الزَّوجَةِ, لأن علة الهجران ” تأديب الزوجة بنشوزها ” فإن حَصَل المقصود رجع الرجل, فالهجران كالدواء يُعطى بجرعاتٍ معينةٍ, فإن انقطع الداءُ انقطع الدواءُ, فلا يكونُ الهجرانُ ديناً ولا ديدناً .
* ولا بأسَ لأنْ يكونَ للزوجِ سريراً خاصاً وللزوجةِ سريراً خاصاً في غير الجماعِ, كما أنه جائزٌ بل الأصل في سريرٍ واحدٍ .
والواو هنا لا تقتضي ترتيبا في كل حال, وقد تأتي ويستأنسُ بها, كما قال “إن الصفا والمروة من شعائر الله” وقال عليه السلام: أبدأ بما بدأ الله به .
الأمرُ الثَّالث: (وَاضْرِبُوهُنَّ), رخَّص النبي في ضرب النساء النواشز وبيَّن النبي –عليه السلام- أن يكونَ غير مبرِّحٍ, فلا يكسرُ عظماً, ولا يخضِّر جلداً, بيدَ أنَّ اتقاءَ الضَّربِ قدر الاستطاعة من سنَّة النبي عليه السلام, إذ إنه ما ضربَ خادماً ولا زوجةً, إلاَّ ما كانَ من الضَّربِ الخفيفِ كماضربَ النبيُّ –عليه السلام- عائشةَ لمَّا رجع من البيقعِ وكانتْ مترصِّدةً له فلما رجعَ سرعت قبله, فإذا هيَ تلهث فقال لها: مالكِ يا عائش! حشيا رابية –أي مالك تنهجي بنفسٍ شديد- فأخبرته الخبر,,فقال لها: أظننت أن يحيفَ الله عليك ورسوله. قالتْ عائشة: فلهدني في صدري لهدةً أوجعتني.
ثمَّ قال تعالى[فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا] إذاً قد انْتَهى مسائلُ الهجرانِ وانْتَهى مسائل الضرب, بل ليسَ من حقَّكَ ذاكَ إن هيَ أطاعتك, ولا تختلقوا الأسباب الفارغة التالفة لتضربَها فلا تلخنْ منكَ ومن قدرتِكَ على بحجَّتكَ وهيَ لك مطيعةٌ, ثمَّ هدَّد الله الزَّوجَ إن نشزَ أمر الله تعالى بقوله [إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا] فاللَّهُ أقدر عليك زوجتِكْ لكونِ أهلها فقراءَ أو ضعفاءَ ! . فاللَّه قادرٌ أن يتنقمَ منكَ إما بمرضٍ يحل بك, وقد يتسلَّط عليكَ شرّيرٌ عربيدٌ بغير حقٍّ منهُ, عقاباً من الله بسبب ما كسبت يداكَ ممَّا صنعتَ, وتذكر دوما أن لو كانَ لك بنت متزوجة فهل ترضى لأختِكَ أن تؤذى أو تهانَ أو أن تظلمَ من زوجها ؟ فاعلم أيها الزوج والزوجةِ أنَّ اللَّه يراكما فاتقيا الله في السرِّ والعلَنِ .
قال تعالى [ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)] النساء .
[ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا] اختلفَ العلمَاءُ فِي المُراد بخفتم, فقال كثير المفسرين: أي “علمتم” أي إن علمتم أهل الأولياء أن هناكَ ثمة شقاق بين زوجين فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن نشبت المشاكل بينهما, لأن الشيطان لا يبرأ أن يوسوس للعبادِ في طرق الشرِّ والفسادِ, لذا قال هالله [وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا] وقال تعالى[يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ].
وقال –عليه السلام- في التحذير من التفريقِ بينَ المرءِ وزوجِهِ: من خبب خادما على أهلها فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس هو منا. وتوالت النصوص في الأمر بالإصلاح قال تعالى [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ] وقال تعالى [ لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا] فنفى الله الخيريةَ في غير المعروفِ منها إصلاح بين الناسِ, ووعد بالأجر العظيم لمن أصلحَ بين الناس ابتغاءَ مرضاتِ الله .
عن زُهَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ الْمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللَّهِ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِى حُكْمِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ وَمَا وَلُوا». ولقدْ وصف النبي الكريم سبطه بالسيادةِ لأمر عظيم فقال: إن ابني هذا سيد ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. وقد كانَ ما أخبرَ بهِ النبي –عليه السلام- فبعد مقتل عليِّ –رضي الله عنه- بويع ابنه الحسنِ مثل كتائب الجبالِ كلها تريد قتل معااوية وأهل الشام, فنظر الحسن نظرة العاقل ورأى أن فئة لن تنتصر إلاَّ إن أبيدَ فئام من الناسِ, فتنازل الخلافةَ إلى معاويةَ خشيةَ الفتنةِ وإرهاقِ الدماءَ بأكثر ممَّا عليهِ الأمر, وهو يقول [وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ] .
ثم ختمت الآية بقوله [إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا] للتذكير بأن الله يعلم نوايا الحكمين والزوجين, أيريدان الإصلاح ؟ أيريدان الإفساد ؟ فعليها اتصفية القلب حالَ الإصلاحِ وإصلاح النيةِ حال الإصلاح بين الزوجين .
وقد وردت في الآيةِ الكريمة بعض الآثار وردت في ذلك منها:
* أن عقيل بن أبي طال تزوج بفاطمة بنت عتبة بن ربيعة وكانت فاطمة ثريةً فقالت لزوجها: أنفق عليك وتحسب نفسك علي! أي: أأنفق عليك على أن تتزوّج عليَّ! فوافقَ على ذلكَ, وكانت تذكرُ أباها –عتبة- وأخاها -الوليد بن عتبة- وعمها –شيبة- وهم الذين قتلوا يوم بدر ونزلتْ فيهم قوله [هذان خصمان….] . فكانَ كلما دخل عقيل عليها –وهو قرابة الذين قتلوا أقاربها- تتذكرهم و تقول فاطمة: أين عتبة؟ أين شيبة؟ أين الوليد؟ أين الذين الذين رقابهم كأباريق كالفضة؟ أين الذين ترد أنوفهم الماء قبل أفواههم؟ فدخل عقيل ذات يوم وهو ضجران وهي تقول هذا القول: وعن يسارك في النار إذا دخلتِ, فقالت: والله لا أجتمع معك. (وكانا شيخان كبيران) وانطلقت إلى عثمانَ تخبره بما حدث. فضحكَ وأرسل حكما من أهله –عبد الله بن عباس- وحكما من أهلها –معاوية بن أبي سفيان-. فقال ابن عباس لمعاويةَ: لأفرِّقنَّ بينهما. وقال معاوية: ما كنت لأفرق بين شيخ كبير وامرأته العجوز! فرجع عقيل إلى بيته مع زوجته
فاصطلحا, وابن عباس ومعاوية في طريقهما إليهما فأغلقا الباب في وجوههما فابتسما ورجعا. انتهى.
* واختصمت امرأة مع زوجها فأتيا إلى علي بن أبي طالب ومع الزوج فئام من الناس ومع الزوج فئام من الناس. فقالت المرأة لعلي: رضيت بكتاب الله لي أو علي. قال زوجها: أما التفريق فلا أما التجميع فأقبل. قال علي: لا والله, لا تنصرف حتى تقر بالذي أقرت به المرأة كتاب الله لك أو عليكَ .
* فعلى هذا يسنّ للقاضي أن يرسل حكما من أهله وحكما من أهلهِ, وأن يتباحثَ الحكمانِ بينهما, إن رأيا التفريقَ فرَّقا وإن رأيا الجمعَ جمعا, وإن اختلفَ رأيهما في التفريق والجمعِ فلا عبرةَ بقولِ واحدٍ منهما, فالقضاة كثيرا ما يرسلونَ من الحكم يكونُ مجرَّد آلةٍ يسمع من هذا وتلكَ فقط ! بل الواجبُ إرسال حكمٍ عادلٍ عاقلٍ من أهلِ الزوجِ وحكماً عاقلاً عادلاً من أهلها فيستمعانِ ويقضيانِ, فهو حكمٌ ليسَ بوكيلٍ كما ذكرَ ذلك الإمام ابن القيِّمِ –رحمه الله- . انتهى كلام الشيخ –حفظه الله-.
(أقولُ)
وأخيراً: الواجبُ على الرجال والنساءِ أن يطيعوا أوامرَ الله , فتحفظ الزوجةُ للزوجِ حقه , ويحفظ الزوج للزوجةِ حقها , وأن يحسنا فيما بينهما , وإنما أقول هذا الآنَ دفعاً لإخواننا المتزوجين أن يحسنوا تمام الإحسان لبعضهم في هذا العيدِ المباركَ , وأن يبادرا لبعضهم بتبادل الهدايا والرسائل التي تنمي عن توافق حسي ومعنوي بينهما , فيتمم الله لهم بذلكَ على خيرٍ –إن شاءَ الله- .
, وتمَّ في شهرِ رجب الموافق (1431هـ) ,
, والله الجامعُ الحكيم ,
موقع صيد الفوائد
شَرحُ آياتِ ” قِوَامَة الرِّجالِ عَلَى النِّسَاءِ ” للشَّيخِ “مُصطَفى العَدَوي”.
أبو همام السعدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح ايات قوامة الرجل
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: منتدي الزوجان :: من القران والسنه-
انتقل الى: