العلاقات الزواجية في المنهج الإسلامي الدكتور / إبراهيم بن حمد النقيثان
إن من نعم الله –تعالى- على عباده أن شرع لهم الزواج ليكون سنة محكمة من سنن الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم –وجعله سنة لأتباعهم إلى يوم القيامة قال –تعالى- : ( ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ) الرعد 38.
وفي القرآن الكريم ما يدل على أن نعمة الزواج نعمة عظيمة امتنّ الله بها على عباده كما قال – تعالى – يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءاً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ) النساء1.
وقال –تعالى- وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله صهراً ونسباً وكان ربك قديرا) الفرقان54 ، وقال –جل شأنه- : ( والله جعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطبيات) النحل72 ، إلى غير ذلك من الآيات التي تلفت النظر إلى هذه النعمة.
إن من نعم الله –تعالى- على عباده أن شرع لهم الزواج ليكون سنة محكمة من سنن الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلام إلى خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله –صلى الله عليه وسلم
كما حثّ النبي على الزواج بأحاديث كثيرة منها قوله – عليه الصلاة والسلام – : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) رواه البخاري ومسلم ، وروى الترمذي وأحمد والبيهقي عن أبي أيوب أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : ( أربع من سنن المرسلين؛الحياء والتعطر، والنكاح، والسواك) وقال : ( مسكين مسكين رجل ليس له امرأة وإن كان كثير المال ، مسكينة مسكينة امرأة ليس لها زوج وإن كانت كثيرة المال ) رواه الطبراني في الأوسط ، وروى الحاكم في المستدرك عن أنس –رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال : ( من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه ، فليتق الله في الشطر الباقي ) والأحاديث في ذلك كثيرة جداً .
قال ابن عثيمين –رحمه الله- : النكاح باعتبار ذاته مشروع ، مؤكد في حق كل ذي شهوة قادر عليه ، وهو من سنن المرسلين .
وأضاف قائلاً : وقد تزوج النبي –صلى الله عليه وسلم وقال : ( أني أتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ) متفق عليه ، ولذلك قال بعض العلماء : إن التزوج مع الشهوة أفضل من نوافل العبادة ، لما يترتب عليه من المصالح الكثيرة والآثار الحميدة ، وقد يكون النكاح واجباً في بعض الأحيان كما إذا كان الرجل قوي الشهوة ويخاف على نفسه من المحرم إن لم يتزوج ، فهنا يجب عليه أن يتزوج لإعفاف نفسه وكفها عن الحرام .
من حكم الزواج :للزواج حكم وفوائد شتى منها :
- تطبيق السنة ، قال – عليه الصلاة والسلام : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) متفق عليه .
قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – لزوجه : إذا رأيتني غضبت فرضني ، وإذا رئيتك غضبى رضيتك وإلا لم نصطحب .
[list=2]
[*]حفظ كل من الزوجين وصيانته ، قال – عليه الصلاة والسلام – ( فإنه اغض للبصر وأحصن للفرج ) متفق عليه .
[*]أنه ملائم للفطرة الإنسانية ويوافقها وينسجم معها .
[*]حفظ المجتمع من الشرور وتحلل الأخلاق وانتشار الرذائل .
[*]بقاء النوع الإنساني على وجه سليم .
[*]استمتاع كل من الزوجين بالآخر بما يجب له من حقوق وعشرة ، الرجل يكفل المرأة ويقوم بنفقاتها ، والمرأة تكفل الرجل بالقيام بما يلزمها في البيت من رعاية وإصلاح .
[*]طلب الولد وتكثير سواد المسلمين .
[*]تدريب الذات على تحمل المسؤولية والقيام بشؤون الطرف الآخر وشؤون الأولاد والرحم.
[*]إتاحة الفرصة للزوج أو الزوجة أن يشعر أنه محبوب كما يُّحبُ في الوقت نفسه .
[/list]
- الشعور بالنوع فالزواج يحقق إشباعاً اجتماعياً يورث توازناً في الشخصية ، فالإنسان لا يستطيع أن يعيش في عزلة عن الآخرين .
- النمو النفسي السليم بإشباع الدافع الجنسي في مجال ما أباحه الله، مما يعود على الذات بالطمأنينة والراحة النفسية .
- يخلص الإنسان من التصرفات الرعناء والانحرافات السلوكية والانفعالية .
- إشباع دافع الأمومة والابوة لكل الزوجين .
- تحقيق اثبات الذات من خلال الحياة الزوجية السعيدة .
- ما يثمره الزواج من ترابط الاسرة والعائلات والقبائل وتوطيد أواصر المحبة .
الكفاءة في الزواج :يقصد بالكفاءة : المساواة والمماثلة ، والكفء المثيل والنظير ، والمقصود أن يكون الزوج كفؤاً لزوجته ، أي مساوياً لها في المنزلة والمركز الاجتماعي وغيره ، وكلما كانت منزلة الرجل مساوية لمنزلة المرأة ، ربما كان ذلك أدعى لنجاح الحياة الزوجية.
هذه الكفاءة ما موقف العلماء منها ، فبعضهم – كابن حزم – ذهب إلى عدم اعتبار الكفاءة ، فيرى ان أي مسلم مهما-مالم يكن زانياً- فله الحق في أن يتزوج أي مسلمة ما لم تكن زانية .
فلا اعتبار للنسب والحسب فقد زوج النبي – صلى الله عليه وسلم-القرشية زينب بنت جحش مولاه زيداً ، وزوج المقداد بن عمرو ضباعة ، وذهب جماعة من العلماء إلى خلاف ماذهب إليه ابن حزم حيث اعتبروا أن الكفاءة معتبرة ، ولكن اعتبارها بالاستقامة والخلق خاصة ، فلا اعتبار لنسب ولا صناعة ولا حرفة أو غنى أو نحو ذلك .وذهب آخرون إلى أن الكفاءة أعم من الصلاح والخلق لتشمل النسب والمال والسلامة من العيوب .
الحقوق الزوجية :
هناك حقوق مشتركة بين الزوجين،وهناك حقوق للرجل وهناك حقوق للمرأة ، فمن الحقوق المشتركة بين الزوجين :
- استمتاع كل من الزوجين بالآخر .
- ثبوت التوارث بينهما بمجرد العقد.
- المعاشرة بالمعروف كي يسودهما الوئام ويطلهما السلام.
أما حقوق الزوجة فمنها /
- حقوق مالية كالمهر والنفقة .
- حقوق غير مالية كالعدل بين الزوجات إن كان متزوجاً بأكثر من واحدة وعدم الإضرار بالزوجة .
- إكرامها واحترامها ومعاملتها بالمعروف وحسن الخلق معها .
- التزين لها وإظهار جانب اللين والرقة والتواد.
- القيام على شؤونها .
أما حقوق الزوج فمنها/
- طاعة الزوج في المعروف .
- حسن التبعل للزوج .
- خدمة الزوج .
- حفظه في نفسه وبيته وماله وولده .
- التزين للزوج وإظهار المودة والمحبة .
- القرار بالبيت.
عندما يعرف كل من الزوجين حقوق كل منهما على الآخر ، فهذه علاقة صحيحة في سبيل السعادة الزوجية ، ولكن ليس الأمر بالمقايضة ، فإذا وصلت الحال إلى هذا المستوى فهو نذير ببدء المشكلات الأسرية ، ولكن الأمر يحتاج إلى تنازل من الطرفين لكي تدوم العشرة ، أما إذا تمسك كل من الطرفين بحقه فستحصل المشكلات ويتكدر العيش .
قال أبو الدرداء – رضي الله عنه – لزوجه : إذا رأيتني غضبت فرضني ، وإذا رضيتك غضبى رضيتك ن وإلا لم نصطحب .
وقال الشاعر في هذا المعنى :
خذي العفو مني تستديمي مودتي ولا تنطقي في سورتي حين أغضب
ولا تنـقريني نـقرك الدف مـرة فـإنــك لا تـدرين كـيـف المغـيـب
ولا تكثري الشكوى فتذهب بالقوى ويـأباك قلـبي والقـلوب تـقـلـب
فاني رأيت الحب في القلب والاذى اذا اجـتمعا لم يلـبث الحب يذهـب
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال:
إياك والغيرة، فإنها مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء، وعليك بالكحل فإنه أزين الزينة، وأطيب الطيب الماء.
ولعل من أبرز الوصايا ما أوصت به أمامة بنت الحارث ابنتها أم إياس بنت عوف بن ملجم الشيباني لما زفّت إلى عمرو بن حجر ملك كندة ، وهي وصية عظيمة اشتملت على مقدمة عن الزواج والحياة الجديدة وعشر وصايا ذهبية ، حيث قالت :
أي بنية : إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت لك ، ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ، ولو أن امرأة استغنت الزوج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليهما ، كنت أغن الناس عنه ، ولكن النساء للرجال خلقن ، ولهن خلق الرجال .
أي بنية : إنك فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العيش الذي فيه درجت ، إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه ، فأصبح عليك رقيباً ومليكا يكن لك عبدا.
أي بنية : احفظي له خصالاً عشرا يكن لك ذخرا :
أما الأولى والثانية :فالخشوع له بالقناعة ، وحسن السمع والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة : فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ، فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
وأما الخامسة والسادسة : فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة .
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله ، والادعاء على حشمه وعياله ، وملاك الأمر في المال حسن التقدير ، وفي العيال حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة :فلا تعصين له أمرا ، ولا تفشين له سرا ، فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره .
ثم إياك والفرح بين يديه ، إذا كان مهتما ، والكآبة بين يديه إن كان فرحاً ، فإن الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير ، وكوني أشد ما تكونين له موافقة واعلمي أنك لا تصلين على ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت ، والله يخير لك .
فلما تزوجها عظمت عنده وولدت الملوك السبعة الذين ملكوا اليمن بعده .
أمور تراعى عند الزواج وبعده :
- الدين : ونقصد به مستوى تدين الزوج أو الزوجة ، فلا ينبغي أن يذهل عنه الخاطب او المخطوبة ، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم ، وقال أيضاً : ( من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الباقي ) رواه الطبراني والحاكم ، وقال – عليه الصلاة والسلام – : ( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ) رواه البخاري ومسلم .
وقد يقول الخاطب أو المخطوبة : بعد الزواج سأدعوه إلى التوبة والالتزام ، وهذا هدف نبيل ، ولكن قد يحدث العكس فقد يسحب ضعيف الإيمان التقي إلى مستواه ، وقد يحدث العكس ، ولكن الأولى الحرص على ذا الدين وذات الدين.
[list=2]
[*]الحسب والنسب: وقد عدّه بعض الفقهاء من الكفاءة لكن الإسلام لا يعوّل على ذلك فقد زوج النبي –صلى الله عليه وسلم – ابنة عمه زينب بنت جحش مولاه زيداً ، وغيره من الصحابة فعل ذلك ، والإسلام يفاضل بالتقوى فقط ،ولكن نظراً لتفشي ظاهرة الاعتداد بالحسب والنسب في بعض المجتمعات الإسلامية ، فتراعى مثل هذه الأعراف، لا لكونها ديناً كلا لكن لما ينشأ من تخطيها من المشكلات الاجتماعية والنفسية الشئ الكثير خاصة في بعض البيئات فقد وصل إلى القتل أو التهديد به والنبذ الاجتماعي ونحوه ، فمراعاة لمثل هذا على الشاب والشابة ألا يتجاوز مثل هذه الأعراف.
[/list]
[list=3]
[*]الجمال وحسن الخلقة : الجمال عنصر لم يغفله الإسلام والإنسان بطبعه يعشق الجمال وهو نسبي يختلف في معاييره من فرد لآخر وقد قال – عليه السلام – : ( خير النساء من إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك …) رواه النسائي ، وقال – عليه الصلاة والسلام – : ( للمغيرة بن شعبة – رضي الله عنه- حين خطب امرأة : ( أنظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) رواه النسائي والترمذي وابن ماجه ، ولكن لا ينبغي أن نغلّب جانب الجمال على الدين والخلق ، فإن روعة وقتية ، بعد فترة تصبح عادية ، ولذا لا يعوّل عليه كثيراً ، إذ نسمع الشباب يركزون عليه وكذلك الشابات وما ذاك إلا تأثرا بالحضيرة الغربية التي تقدس الجسد ، وغاية الزواج الاستمتاع بالجسد فغزت تلك النظرة وهذا التوجه مجتمعات المسلمين فصار يأتي بالمقام الأول معيار الجمال للأسف .
[/list]
[list=4]
[*]السن: التقارب في السن مما يعين على دوام العشرة وبقاء الألفة ، فليس من المستحسن أن يكون الفارق السني كبيراً بين الزوجين ، ولا يعني ذلك فشل الزواج ، بل هناك حالات كثيرة ناجحة ،رغم التفاوت الكبير في ذلك لكن التقارب العمري يجعل التفاهم والانسجام أحرى ، ولنا في زواج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قدوة فقد كان بينه وبين أم المؤمنين خديجة خمس عشرة سنة وكانت من أحب نسائه إليه.
[*]المستوى الاجتماعي والاقتصادي : إن التقارب في هذا مما يدعم العشرة الحسنة بين الزوجين وبين أسرتيهما ، ولكن حين يكون أحدهم أعلى مرتبة من الآخر في الجانب المادي فقد يؤدي ذلك إلى تفاوت في الاهتمامات والتصرفات ويؤدي إلى تباعد بين أسرتي الزوجين وخاصة من جانب النساء ، فتحدث القطيعة مما قد ينعكس سلباً على الزوجين .
[/list]
[list=6]
[*]المستوى الثقافي : يفضل أن يكون مستوى الخاطبين متقارباً كي تسير عجلة الحياة الزوجية في تفاهم وتقدير ، ومشاركة الطرف الآخر للطرف الآخر في الاهتمامات والميول والاطلاع وحسن النقاش والحوار .
[/list]
المشكلات الأسرية :الإنسان يسعى لتحصيل السعادة عموماً والسعادة الزوجية خصوصاً، والمشكلات بين الزوجين أو مع الأولاد هي ما يحصل كثيراً ولعل ذلك مما يبتلى به المرء ذكراً كان أم أنثى ، ولعله مما يكفر به السيئات وتعلى به الدرجات ، قال – تعالى – : ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) النساء19 ، وقال –سبحانه- : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) البقرة 216. ، وقال –عليه الصلاة والسلام – : ( مايصيب المسلم من نصب ولا وصب ، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا م حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ) متفق عليه ، وقال – عليه الصلاة والسلام- : ( ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حطّ عنه بها خطيئة ) رواه مسلم .
الحياة الأسرية لا تسلم من منغصات ولو سلم منها بيت لسلم منها بيت خير الخلق-صلى الله عليه وسلم – ، ثم إن الحياة المثالية الخالية من الصعوبات والمشكلات لا توجد إلا في عقول المراهقين والمراهقات والحالمين والحالمات ، وفي الروايات والقصص والمسرحيات ، بل لو افترضنا أن أسرة عاشت سنوات دون هذه المنغصات لملّ أصحابها منها ، ولكن غضب ورضا ، خطأ وغفران ن خطاً وتسامح ، عتب ومسامحة ، زعل ورضا ، لوم وإقرار بالخطأ …ألخ ، بهذا تسير الحياة بصورة طبيعية ، فابن آدم خطاءولا معصوم إلا من عصمه الله ، قال –عليه الصلاة والسلام – : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائيين التوابون ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه .
نخلص مما سبق أن المشكلات بين الزوجين أو مع الأبناء من الأمور المتوقعة في مسيرة الحياة ، كما أن الإنسان مأجور عليها حين الصبر والاحتساب ، ولا يعني هذا إهمال البحث عن العلاج والحلول..كلا ولكن القصد التنبيه لبعض الإخوة والأخوات إلى أن وجود مثل هذه الأمور لا يعني انتفاء السعادة من الحياة الزوجية أو انعدام الحل ولكن ليوطد الإنسان نفسه لمثل هذه الأمور.
ونعرض فيما يلي بعض التوجيهات لحصر المشكلات في أضيق نطاق ولعلاجها داخلياً ما أمكن ذلك :
- أخي .. أختي راجعوا أنفسكم فما وقع بلاء إلا بذنب ، فتفقدوا أحوالكم وأصلحوا ما بينكم وبين خالقكم جل شأنه تصلح لكم أموركم .
- العمل على محاولة تضييق المشكلة وحصرها في أقل ما يمكن .
- عدم إفشاء السر سواءاً لأهل الزوجة من قبل البنت أو لأهل الزوج من قبل الزوج ، أو لغيرهم من الأصدقاء والصديقات وزملاء العمل وزميلات العمل .
- عدم تمسك كل فرد برأيه والإصرار على اعتراف الطرف الآخر بالخطأ ، فهذا الأمر يوصل لطريق مسدود .
- محاولة أحد الزوجين امتصاص غضب الآخر وعدم زيادة استفزازه .
- معالجة المشكلة أولاً بأول وعدم التهرب منها ، فالتهرب والإرجاء في حلها قد يعقّد المشكلة .
- حين يصل أطراف المشكلة إلى طريق مسدود ، فحينئذ يمكن الاسترشاد بالوسطاء من أهل العقل والتجربة أو الاختصاص كمراكز الاستشارات العائلية والزواجية .
- عدم إثارة مشكلة سابقة والاستدلال بها على خطأ الطرف الآخر ونحو ذلك ن فهذا مما يزيد الطين بلّة .
- لا بأس بالتنازل للطرف الآخر ولوكان هذا المتنازل هو صاحب الحق لكي تستمر عجلة الحياة الأسرية .
- مع وجود مثل هذه المشكلات فلا يفتقد أطراف المشكلة المعاملة بالمعروف واحترام الآخر.
- البعد عن محاولة الانتصار للذات .
- محاولة اقتناص وقت مناسب لأطراف المشكلة لمناقشتها وإيجاد الحلول لذلك .
- الحرص على ضبط النفس والاتزان حين الاستفزاز من قبل الطرف الآخر.
- مما يقلل المشكلات هو عدم السماح للغير –خاصة الأقربين – بالتدخل في الحياة الزوجية لأنها لا تسلم من الانحياز لأحد الطرفين .
تلك أبرز النقاط التي أحببت إلقاء الضوء عليها داعياً الله أن يجمع الزوجين على الطاعة وأن يرزقهم الذرية الصالحة وأن يعم الجميع بالسعادة في الدنيا والآخرة
وصلى الله على نبينا محمد بن عبدالله .