موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 وصايا للمسلمين في المحن

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

وصايا للمسلمين في المحن Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

وصايا للمسلمين في المحن Empty
مُساهمةموضوع: وصايا للمسلمين في المحن   وصايا للمسلمين في المحن Emptyالإثنين 23 فبراير 2015 - 9:42

عنوان الخطبة
وصايا للمسلمين في المحن
اسم الخطيب
صلاح بن محمد البدير
رقم الخطيب
104
رقم الخطبة
2229
اسم المسجد
المسجد النبوي
تاريخ الخطبة
10/8/1422
وصايا للمسلمين في المحن Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- محاسن الإسلام. 2- المستقبل لهذا الدين. 3- حاجة المسلمين إلى مراجعة أنفسهم. 4- حاجة الأمة إلى مراجعة نصوص الكتاب والسنة. 5- وجوب التضافر والتناصر والتعاون بين المسلمين. 6- مقتضيات رابطة العقيدة. 7- عظم حرمة المسلم. 8- معاناة المسلمين في هذا الزمن. 9- جرائم اليهود في فلسطين. 10- شروط النصر.
الخطبة الأولى
أما بعد: فيا أيها المسلمون، إن نعم الله على عباده كثيرة، ومننه عليهم كبيرة غزيرة، وإن من نعمه الكبار، ومننه الغزار أن جعلنا من خير أمة أخرجت للناس، وهدانا لمعالم هذا الدين الذي ليس به التباس، دينٌ كامل، وشرعٌ شامل، وقولٌ فصل، وقضاءٌ عدل، من تمسك به حصل على المناقب الفاخرة، وحصلت له السعادة في الدنيا والآخرة، ومن حاد عنه وتنكّب الطريق، حصل له الشقاء والاضطراب والضيق، دينُ القيمة، آدابه سامية، وتعاليمه عالية غالية، نعيمٌ مغدق فياض، وفضائلُ ومكارمُ ورياض، حكمه بالغة، وحججه دامغة، دعا إلى كل خير ورشاد، ونهى عن كل شر وفساد، وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَوصايا للمسلمين في المحن End-icon [آل عمران:85].
ليس على وجه الأرض دينٌ حق يُتعبَّد الله به سوى دين الإسلام، الذي هو خاتمٌ وناسخٌ لما قبله من الملل والشرائع والأديان، وكل من لم يدخل دين الإسلام بهو كافر عدوٌّ لله ولرسوله وللمؤمنين، وهو من أهل النار، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon أنه قال: ((والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار)) أخرجه مسلم[1].
أيها المسلمون، مهما حاول أعداء الإسلام ومهما سعوا في إنزال أنواع الفشل وألوان الشلل بالإسلام والمسلمين، فلن يستطيعوا أن يطفئوا نور الله، يقول جل في علاه: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconيُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفْوٰهِهِمْ وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَـٰفِرُونَوصايا للمسلمين في المحن End-icon [الصف:8]، وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon يقول: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزّا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر)) أخرجه أحمد[2]، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((إن الله زوى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوِي لي منها)) أخرجه مسلم[3]، ويقول ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)) أخرجه مسلم[4].
أمة الإسلام، ما أحوج المسلمين اليوم في زمنٍ عظمت فيه المصيبة، وحلَّت به الرزايا العصيبة، وتخطَّفت عالَم الإسلام أيدي حاسديه، ونهشته أيدي أعاديه، فالكرامة مسلوبة، والحقوق منهوبة، والأراضي مغصوبة، ما أحوج المسلمين في زمن الحوادث والكوارث إلى أن يراجعوا دينهم، وينظروا في مواقع الخلل، ومواطن الزلل، ويصلحوا ما فسد، ويكونوا وَحدةً كالجسد، ليغسلوا عنهم أوضار الذل والهوان، ويزيلوا غُصص القهر والخذلان، ويتخلّصوا من التبعية المقيتة، والمجاراة المميتة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon يقول: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) أخرجه أبو داود[5].
أيها المسلمون، وما أحوج الأمة في زمنٍ مُيِّعت فيه الحقائق الشرعية، وضُيِّعت فيه الثوابت المرعية، في مسارات فكرية مسمومة، ومصطلحات شيطانية مذمومة، واجتهادات عقيمة، وآراء سقيمة، لا تتفق مع الدين الحنيف، ولا مع العقل الحصيف، ما أحوجها في هذا الوقت إلى أن تراجع نصوص الكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، في قضاياها المعاصرة، ومشكلاتها المحاصرة، لتفهم جذور المشكلات، وأسباب الويلات والنكبات، وتقرأ المتغيرات، وتوجد التحليلات والتعليلات، وتتوقع المستجدات، وترجع إلى أهل العلم الثقات، وتنهض بالمسؤوليات والواجبات، بصدق لا يشوبه كذب، وإخلاص لا يخالطه رياء، وتجرّد لا يتخلله هوى، وتوحيد لله لا يكدّره شرك ولا شكّ، وثقة به جل في علاه لا تهزها أراجيف المرجفين، ولا تخذيل المخذّلين، حتى لا تواقع الأمة الأمر المحظور، أو تقترف الخطأ المحذور، يقول جل وعلا: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مّنَ ٱلأمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِى ٱلأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ ٱلشَّيْطَـٰنَ إِلاَّ قَلِيلاًوصايا للمسلمين في المحن End-icon [النساء:83].
أيها المسلمون، إن الواجب على أهل الإسلام كلما اشتدت بهم البلايا والرزايا أن يقوى تضافرهم، ويشتدَّ تناصرهم، لنصرة دينهم وحماية بلادهم، وأن يكونوا صفًا واحدًا متعاضدين متساعدين متساندين، متعاونين على البر والتقوى، متناهين عن الإثم والعدوان، نابذين العداء والبغضاء، حتى يفوّتوا على العدو فرصته وبُغيته في زرع بذور التمزُّق وجذور التفرق، وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَلاَ تَنَـٰزَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُواْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَوصايا للمسلمين في المحن End-icon [الأنفال:46]، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon قال: ((إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، ويكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال))[6].
أيها المسلمون، إن رابطة العقيدة والدين رابطة عظمى، وآسرة كبرى، لها مقتضياتها وواجباتها، وتكاليفها وحقوقها الثابتة في كتاب الله وسنة رسوله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon، رابطةٌ تنكسر تحتها شوكة أهل الكفر والعدوان، وتنزاح أمامها قوى الظلم والطغيان، يقول تبارك وتعالى في كتابه العزيز وكلامه البليغ الوجيز: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌوصايا للمسلمين في المحن End-icon [التوبة:71]، ويقول جل في علاه: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَٱلَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى ٱلأرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌوصايا للمسلمين في المحن End-icon [الأنفال:73]، ويقول وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم)) أخرجه أبو داود[7]، ويقول وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه)) أخرجه أبو داود[8].
أيها المسلمون، إن المجتمعات الإسلامية على اختلاف أجناسها وألوانها وبلدانها بنيانٌ واحد وجسدٌ واحد، يسعدُ بسعادة بعضه، ويتألّم لألمه ومرضه، يجمعهم دين واحد هو دين الإسلام، وكتاب واحد هو القرآن، ونبي واحد هو سيدنا سيد الأنام نبينا محمد وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon، يقول ـ بأبي هو وأمي ـ صلوات الله وسلامه عليه: ((من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله، فلا تُخفروا الله في ذمته)) أخرجه البخاري[9]، ويقول وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا))[10]، ويقول وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) أخرجه مسلم[11]، وفي لفظ له: ((المسلمون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كلّه، وإن اشتكى رأسه اشتكى كلّه))[12].
أيها المسلمون، إن المسلم له حرمةٌ عظيمة، ومكانةٌ كريمة، وفي النوازل المدلهمّة والمحن الملمَّة يتوجب التذكير بها، والتحذير من انتهاكها، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صعد رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon المنبر، فنادى بصوت رفيع فقال: ((يا معشر من أسلم بلسانه، ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله)) أخرجه الترمذي[13]، ويقول النبي وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((لا يحل لمسلم أن يروّع مسلمًا)) أخرجه أبو داود[14]، وقال وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر)) متفق عليه[15]، وقال وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((أيما رجل مسلم أكفر رجلاً مسلما، فإن كان كافرًا وإلا كان هو الكافر)) أخرجه أبو داود[16].
أيها المسلمون، أصيخوا سمعكم، وأصغوا قلوبكم لقول الصادق المصدوق وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) أخرجه الترمذي[17].
فاتقوا الله عباد الله، وأطيعوا الرسول فيما أمر، واجتنبوا ما نهى عنه وزجر، يتحقق لكم العيش الرغيد، والمردّ السعيد.
أيها المسلمون، يلاقي المسلمون في هذه الأعصار في عدد من الأمصار أعتى المآسي وأدمى المجازر، فظائع دامية، وجرائم عاتية، ونوازل عاثرة، وجراحًا غائرة، غصصا تثير كوامن الأشجان، وتبعث على الأسى والأحزان:
في كل أفق على الإسـلام دائـرةٌ       ينهدُّ من هولها رضوى وسـهلانُ
ذبـحٌ وسلبٌ وتقتيـلٌ بإخوتنـا       كمـا أُعدِّت لتشفِّي الحقد نيرانُ
يستصرخون ذوي الإيمان عاطفـة        فلم يُغثهم بيـوم الروع أعـوانُ
فاليوم لا شاعرٌ يبكي ولا صحف         تحكي ولا مرسلات لهــا شـانُ
هل هذه غيـرة أم هـذه ضـعةُ        للكفـر ذكـر وللإسلام نسـيانُ
 هولٌ عاتٍ، وحقائق مرة، تسمو على التصوير والتبيين، في كل ناحية صوت منتحب، وفي كل شبر باغ ومأفون ومغتصب.
أيها المسلمون، هذه الصهيونية العالمية، الأمة الخوانة، التي ليس لها عهد ولا أمانة، تمارس في فلسطين أبشعَ صور الظلم والقهر والتخويف والإرهاب، تفرض ألوان الحصار، وتقتل الرجال والنساء والصغار، وتهدف إلى إبادة المسلمين، وتصفيتهم جسديًا، وإرعابهم نفسيًا، بمذابح جماعية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
إن إسرائيل تمارس أمام نظر العالم وسمعه الإرهاب بمختلف أشكاله وألوانه، وبجميع أنواعه وأدواته، تمارسه عقيدة وسياسة، ضاربةً بالمعاهدات والمحادثات والاتفاقات الدولية عرض الحائط، فأين من يوقف وحشية هذا الإرهاب وبشاعته، ويطارد رجاله وقادته، ويستأصل شأفتهم، ويقتلع كافَّتهم؟! أين ميزان العدل والإنصاف يا من تدعونه؟! أين شعارات التقدم والتحرر والحضارة والسلام، التي لا نراها إلا حين تصبّ في مصلحة يهود ومن وراء يهود؟!! ولكن صدق القائل:
المستجير بعمرو عند كربته      كالمستجير من الرمضاء بالنار
أيها المسلمون، كيف يهنأ المسلم بعيش، أو يرقأ له دمع، أو يدرك فرحا بأمنية في دار كلها قذى وأذى، المسلمون فيها ما بين قتيل مرمّل، وجريح مجدّل، وأسير مكبّل.
أيها المسلمون، إن تنتصر هذه الأمة على نفسها وأهوائها، وتطبق شريعة الله في جميع مناحي حياتها، ويستقم أفرادها على دين خالقها تنتصر على عدوها، وتعلُ كلمتها، وتُحرَصْ نعمتها، ويدُمْ عزّها، وتشتدّ قدرتها، وتزددْ قوتها، وتنفض الوهن عن عاتقها، ذلك الوهن الذي أخبر عنه رسول الله وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon بقوله: ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق، كما تداعى الأكلة على قصعتها))، قالوا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، ينتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن))، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: ((حبّ الحياة، وكراهية الموت)) أخرجه أحمد وغيره[18].
أيها المسلمون، إن لم تقمْ الأمة بذلك فهي على خطر أن ينالها وعيد الله في قوله جل في علاه: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconوَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُواْ أَمْثَـٰلَكُموصايا للمسلمين في المحن End-icon [محمد:38]، وقوله تبارك وتعالى: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconيٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ يُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَخَـٰفُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَٱللَّهُ وٰسِعٌ عَلِيمٌوصايا للمسلمين في المحن End-icon [المائدة:54].
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.



[1] أخرجه مسلم في كتاب الإيمان (218).
[2] أخرجه أحمد (28/154-155) (16957)، والبيهقي (9/181)، وصححه الحاكم (4/430)، ووافقه الذهبي، وقال الهيثمي في المجمع (6/14): "رجاله رجال الصحيح". وصححه الألباني على شرط مسلم في تحذير الساجد (ص118-119).
[3] أخرجه مسلم في الفتن (2889).
[4] أخرجه البخاري في المناقب (3369)، ومسلم في الإمارة (3548) من حديث معاوية رضي الله عنه، واللفظ لمسلم.
[5] أخرجه أحمد (4825، 5007، 5562)، وأبو داود في البيوع (3462)، وصححه ابن القطان كما في التلخيص الحبير (3/19)، وقوّاه ابن القيم في تعليقه على سنن أبي داود (5/104)، وصححه الألباني لمجموع طرقه في السلسلة الصحيحة (11).
[6] أخرجه مسلم في الأقضية (3236).
[7] أخرجه أحمد (6691، 7012)، وأبو داود في الجهاد (2371)، وابن ماجه في الديات (2675) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وصححه ابن الجارود (ص194، 269)، وكذا الألباني في الإرواء (2208).
[8] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (239)، وأبو داود في الأدب (4272) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه العراقي كما في فيض القدير (6/252)، وكذا الألباني في صحيح الأدب (178).
[9] أخرجه البخاري في الصلاة (378) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.
[10] أخرجه البخاري في المظالم (2266)، ومسلم في البر (4684) من حديث أبي موسى رضي الله عنه.
[11] أخرجه مسلم في البر (4685) من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
[12] هو عند مسلم في البر (4686) كذلك.
[13] أخرجه الترمذي في البر (1955)، وصححه ابن حبان (5763)، وأورده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2339).
[14] أخرجه أحمد (23064)، وأبو داود في الأدب (5004)، والبيهقي في الكبرى (10/249) عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وحسنه العراقي كما في فيض القدير (6/447)، ورمز له السيوطي بالصحة، وصححه الألباني في غاية المرام (447).
[15] أخرجه البخاري في الإيمان (46)، ومسلم في الإيمان (97)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
[16] أخرجه أبو داود في السنة (4067) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وأصل الحديث في البخاري في كتاب الأدب (5639)، ومسلم في كتاب الإيمان (92) بلفظ "أيما امرئ قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه".
[17] أخرجه الترمذي في الديات (1315) والنسائي في المحاربين (3922) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقال الترمذي: "وفي الباب عن سعد وابن عباس وأبي سعيد وأبي هريرة وعقبة بن عامر وابن مسعود وبريدة"، وأشار إلى أن وقفه أصح من رفعه، وكذا رجح وقفه البيهقي في الكبرى (8/22)، ورمز له السيوطي بالصحة، وصححه الألباني في غاية المرام (439).
[18] أخرجه أحمد (22397) واللفظ له، وأبو داود في الملاحم (3745)، من حديث ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (958).
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أيها المسلمون، اتقوا الله وأطيعوه، وراقبوه ولا تعصوه، وصايا للمسلمين في المحن Start-iconيَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَوصايا للمسلمين في المحن End-icon [التوبة:119].
أيها المسلمون، إن وحدة الشعور بين المسلمين واجبٌ معظَّم، وفرضٌ محتَّم، شعورٌ يحمل على العون والعطف والإشفاق، والإحسان والبذل والإنفاق، يقول وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((من أصبح ولم يهتمَّ بأمر المسلمين فليس منهم)) أخرجه الحاكم[1].
أيها المسلمون، أحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعًا، أو تقضي له دينًا، و((من نفَّس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسَّر على معسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))[2]، و((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)) [3]، يقول رسول الهدى وصايا للمسلمين في المحن Salla-icon: ((عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكّوا العاني)) أخرجه البخاري[4].
أيها المسلمون، ((لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تشاتموا، وكونوا عباد الله إخوانا))[5]، و((المستبَّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان))[6]، ((فما قالا فهو على البادئ حتى يعتدي المظلوم))[7].
أيها المسلمون، بالعزمات الصِّحاح يشرق صباح الفلاح، وما حصلت الأماني بالتواني، ولا ظفر بالأمل من استوطن الكسل، والدنيا مناخ ارتحال، وتأميل الإقامة فيها فرض محال، وصايا للمسلمين في المحن Start-iconفَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُوصايا للمسلمين في المحن End-icon [لقمان:33].
واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلّث بكم ـ أيها المؤمنون ـ من جنّه وإنسه، فقال قولاً كريمًا: وصايا للمسلمين في المحن Start-iconإِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًاوصايا للمسلمين في المحن End-icon [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد...
 



[1] أخرجه الحاكم (4/320)، من حديث ابن مسعود وفي سنده إسحاق بن بشر ومقاتل بن سليمان ، قال الذهبي في التلخيص: "ليسا بثقتين ولا صادقين". وأخرجه البيهقي في الشعب (7/361) من حديث أنس وضعفه. وأخرجه الطبراني في الصغير (ص188) من حديث حذيفة وفي سنده جعفر بن أبي عبد الله، هو وأبوه ضعيفان. وعزاه الهيثمي في المجمع (10/248) إلى الطبراني من حديث أبي ذر وقال: "فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك".
[2] أخرجه مسلم في الذكر (4867) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[3] أخرجه البخاري في المظالم (2262)، ومسلم في البر (4677) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
[4] أخرجه البخاري في الأطعمة (4954) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
[5] أخرجه البخاري في الأدب (5606)، ومسلم في البر (4648) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، واللفظ له، وليس في شيء من الروايات "ولا تشاتموا".
[6] أخرجه أحمد (17483)، والبخاري في الأدب المفرد (427، 428) من حديث عياض بن حمار، وصححه ابن حبان (5726، 5727) والعراقي كما في الفيض (6/267)، وهو في صحيح الجامع (6696).
[7] أخرجه مسلم في البر (4688) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، بلفظ: "المستبان ما قالا فعلى البادئ حتى...".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وصايا للمسلمين في المحن
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الاستغفار للمسلمين
» الدعاء للمسلمين بالرحمة والمغفرة
» وصايا أبي الدرداء
» شرح احكام الاحوال الشخصية للمسلمين والنصارى واليهود
» مناهج تعليمية للمسلمين الجدد باللغة الإنجليزية



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: