موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 بر الوالدين

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

بر الوالدين Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

بر الوالدين Empty
مُساهمةموضوع: بر الوالدين   بر الوالدين Emptyالأحد 22 فبراير 2015 - 17:13

عنوان الخطبة
بر الوالدين
اسم الخطيب
حمادة بن غازي أبو عبيد
رقم الخطيب
285
رقم الخطبة
4929
اسم المسجد
جامع الكيلاني
تاريخ الخطبة
 
بر الوالدين Printpage-logo
ملخص الخطبة
1- فضل الوالدين في القرآن الكريم. 2- ثمرات البر. 3- خطر العقوق.
الخطبة الأولى

أولا: فضل الوالدين في القران الكريم:

حقيقة عندما تقترب من هذا الموضوع تحس بأنك تزلزل داخليا معه، يكاد قلبك أن ينخلع، بل يكاد لحم وجهك يسقط، بل لا تستطيع التحكم في سيل الدمع ولا شكوى اللسان خجلا وحياء واستحياء من الله لتقصيرنا في هذا الحق العظيم، والذى جاء به قرآن يتلى ويتعبد به إلى يوم الدين، فالأم والأب ودائما نقول: الأم قبل الأب لأن الذي قدمها هو المصطفى بر الوالدين Salla-icon كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي فقال له: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أمك))، قال: ثم من؟ قال: ((أبوك)).
 إذا ذكرتهما ذكر البر والإحسان، وإذا ذكرتهما ذكر الوفاء والعرفان، وإذا ذكرتهما ذكر فضلهما في السنة والقرآن، وإذا ذكرتهما أسعفتك بالدموع العينان، ذهبت أيام حياتهما، وانقضى شبابهما، وقفا على عتبة هذه الدنيا ينتظران منك قبا رقيقا رقراقا عطوفا حنونا، ينتظران منك كلمة حانية وبرا وإحسانا وجودا وعرفانا، كيف لا والأم قد لاقت من الآلام والمصاعب ما لاقت، يود المرء أن يكون معه نسيا منسيا؛ من حمل وولادة ووضع ورضاعة، جعلت لك بطنها وعاء ودمها لك غذاء وثديها لك سقاء وحنانها وعطفها لك غطاء، تبكي لتضخك أنت، تجوع لتشبع أنت، تسهر لتنام أنت، تمرض لتشفى أنت، تحزن لتسعد أنت. والأب يلاقي ما يلاقي في هذه الحياة من متاعب ومشقات ومصاعب؛ ليوفر لك لقمة العيش الحلال والبيت السعيد والمال الوفير، لتعيش مرفوع الرأس بين الناس.
من هنا كان الملك الجليل جل وعلا يعلم فضلهما وعظم مكانتهما، ورفعها وجعلها مكانة سامية تتوارى معها كل مكانة مهما علت أو سمت، بل قرن المولى جل وعلا هذه المكانة بأهم حق لله تعالى على عباده على الإطلاق، ألا وهو حق التوحيد إذ قال تعالى: بر الوالدين Start-iconوَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا بر الوالدين Mid-icon وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًابر الوالدين End-icon [الإسراء: 23، 24].
قرن عبادته وتوحيده وتمجيده والخضوع له والتذلل له مقترنا بالإحسان إلى الوالدين ولين الجانب وخفض الجناح لهما وجعلهما فوق الرأس، بل وضع أقدامهما فوق الرؤوس كما كان يفعل محمد بن المنكدر، كان يضع خده على التراب ويقول: يا أماه ضعي رجلك على خدي.
قال تعالى: بر الوالدين Start-iconوَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًابر الوالدين End-icon [النساء:36]، وقال تعالى: بر الوالدين Start-iconقُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًابر الوالدين End-icon [الأنعام:151]، وقال تعالى مخاطبا الأمم السابقة: بر الوالدين Start-iconوَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًابر الوالدين End-icon [البقرة:83]، بل وصى الله تعالى وصية خالدة إلى يوم القيامة نزل بها سيد الملائكة على سيد البشر والأنبياء والمرسلين بر الوالدين Salla-icon، فقال: بر الوالدين Start-iconوَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًابر الوالدين End-icon [العنكبوت:8]، وقال: بر الوالدين Start-iconوَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُبر الوالدين End-icon [لقمان:14]. فأي فضل هذا؟! وأي منزلة ومكانة هذه؟! بل قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاثة، لا يقبل الله واحدة بدون قرينتها، أما الأولى فهي قوله تعالى: بر الوالدين Start-iconأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَبر الوالدين End-icon [النور:54]، فمن أطاع الله ولم يطع الرسول فلن يقبل منه، وأما الثانية فهي قول الله: بر الوالدين Start-iconوَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَبر الوالدين End-icon [البقرة:43] فمن أقام الصلاة وضيع الزكاة لن يقبل منه، أما الثالثة فهي قول الله تعالى: بر الوالدين Start-iconأَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَبر الوالدين End-icon [لقمان:14]، فمن شكر الله ولم يشكر لوالديه لن يقبل منه).
فشكرك والديك هو برهما والإحسان إليهما والقيام على خدمتهما وأن تجثو على الركب تحت أقدامهما كالعبد الذليل بين يدي مولاه؛ لأن هذا من مقامات النبوة ومن أخلاق الأنبياء، فهذا نبي الله نوح يقول: بر الوالدين Start-iconرَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِبر الوالدين End-icon [نوح:28]. وهذا نبي الله إبراهيم الذي علم البشرية كلّها معنى البر، انظر كيف يتحبّب إلى والده بأحب كلمة له كلمة يا أبي، والله الذي لا إله غيره منّا من يتمنى أن يسمع هذه الكلمة ولو لو مرة واحدة، نداء غالٍ له قيمة روحية عالية، انظر مع أن أباه على الكفر يصنع الأصنام ويبيعها ويروّج لها في الأسواق، ومع ذلك انظر إلى هذا النداء الرقيق الرقراق الذي يلين القلوب القاسية: بر الوالدين Start-iconوَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا بر الوالدين Mid-icon إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا بر الوالدين Mid-icon يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنْ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا بر الوالدين Mid-icon يَا أَبَتِ لا تَعْبُدْ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا بر الوالدين Mid-icon يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّابر الوالدين End-icon [مريم:41-45]، ما أجمل هذا الأدب والبر من خليل الرحمن بعد أن رفض أبوه دعوته، انظر إلى حسن المعاشرة والبر والأدب من الخليل: بر الوالدين Start-iconسَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّيبر الوالدين End-icon. وهذا نبي الله يحيى، بر الوالدين Start-iconوَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّابر الوالدين End-icon [مريم:14]. وهذا نبي الله عيسى، بر الوالدين Start-iconوَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّابر الوالدين End-icon، بل وإن كان الأب والأم على الكفر فقد أمر الله سبحانه بالإحسان إليهما بالمعروف في الدنيا، قال تعالى: بر الوالدين Start-iconوَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَبر الوالدين End-icon.
أي فضل هذا أيها الحبيب حين تصبغ بصبغة البر والإحسان والصدق والإخلاص ستجنى ثمرات هذا البر من الله، وهذا هو عنصرنا الثاني.

ثانيا: ثمرات البر:

1- أيها الأخ الكريم، اعلم ـ رحمك الله تعالى ـ أن البر من أعظم الطاعات وأجلّ الأعمال إلى الله تعالى؛ لأن البر بلغ عند الله مكانة عالية سامية، وعند المصطفى أيضا، كما في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبيّ بر الوالدين Salla-icon: أيّ العمل أحب إلى الله؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثمّ أيّ؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)).
انظر إلى هذه المنزلة العظيمة للبر عند الله تعالى، بل في البخاري من حديث ابن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي بر الوالدين Salla-icon قال: أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى، فقال: ((فهل لك من والديك أحد حيّ؟)) قال: نعم، بل كلاهما، قال: ((فتبتغي الأجر من الله تعالى؟)) قال: نعم، قال: ((فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)). فجلوسك تحت أقدام والديك وتقبيلهما وغرس السعادة في قلبيهما ويد حانية وكلمة رقيقة وقبلة حانية أعظم قربة لله تعالى بحبّ وإخلاص، بل راجيا من الله لهما البركة في العمر والرزق والصحة، وهذا شيء مهم جدا، لا بدّ من الحبّ بإخلاص، جاء رجل إلى الفاروق عمر رضي الله عنه فقال له: إن لي أمًا بلغ بها الكبر، وإنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها وأصرف وجهي عنها، فهل أديت حقها؟ قال: لا، قال: أليس قد حملتها على ظهري وحبست نفسي عليها؟! فقال عمر: إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك وأنت تتمنى فراقها.
نعم أحبتي، يجب الإخلاص في حبهما، بل قال أبو موسى الأشعري: شهد ابن عمر رجلاً يطوف بالبيت قد حمل أمه وراء ظهره يقول:
إني لها بعيرها المذلّل   إن أذعرت ركابها لم أذعر
فقال: يا ابن عمر، أتراني جزيتها؟ قال: لا، ولا وبزفرة واحدة، ولكنك أحسنتَ، والله يثيبك على الإحسان.
إنهما بابان إلى الجنّة تدخل منهما إلى الجنّة، كما قال أحد الصالحين إياس بن معاوية عندما ماتت أمه فبكى بكاء مريرا، فلما سألوه: لِمَ تبكي هكذا؟ قال: كيف لا أبكي وقد كان لي بابان إلى الجنة، واليوم أغلق أحدهما؟! الله أكبر.
2- البر سبب في دخول الجنة:
كما في مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله بر الوالدين Salla-icon: ((رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة))، خاب وخسر ولصق وجهه بالتراب، إنها تجارة رابحة مع الله جل وعلا، رأس مال مع الله ينمو ويزيد، فاز به من برهما، وخاسِر ومغبون من عقهما، بل في الحديث الذي رواه البيهقي ورواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث معاوية بن جاهمة أن جاهمة عندما جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو ـ أي: في سبيل الله ـ وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟)) قال: نعم، قال: ((فالزمها، فإن الجنة عند رجلها)).
انظر إلى الصالحين كيف كانوا، هذا زين العابدين علي بن الحسين قيل له: إنك من أبرّ الناس بأمّك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة! فقال: أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، فأكون قد عققتها. وأنت لا تعرف أإذا كانت أمك أكلت أم لا، وكذلك الأب لا تعرف أكل شبِع جاع، لا تعرف. وكان طلق بن حبيب لا يمشي فوق ظهر بيت وأمه تحته إجلالاً لها وتوقيرًا، بل وكان الفضل بن يحيى يُدِْفئ الماء لأبيه وهما في السّجن، فيضع الدلو عند المصباح ويمسكه طوال الليل، فعرف السجان ذلك فأخذ المصباح في الليلة التي بعدها، فجعل الفضل يضمّ الوعاء إلى جلده وبطنه طوال الليل، فإذا طلع الفجر كان الماء فاترًا فأعطاه أباه ليتوضأ به، فاتَّقِ الله عبد الله.
3- البر سبب لرضا الله تعالى:
كما في الترمذي بسند صحيح من حديث ابن عمرو أن الحبيب بر الوالدين Salla-icon قال: ((رضا الرب من رضا الوالدين، وسخط الرب من سخط الوالدين)).
فيا من تهينهما ولا تكرمهما، يا من تغضبهما ولا ترضيهما، احذر عضب الجبار جلّ وعلا، ألك قدرة على الله؟! ألك قدرة على النار؟! إن أخذه شديد مرير عسير، أخذ عزيز مقتدر. ويا من حرصت على رضاهما، هنيئا لك برضا الله الذي هو أكبر من الدنيا، بل أكبر من الجنة وما فيها، بر الوالدين Start-iconوَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُبر الوالدين End-icon، وخدمتهما شهادة لك بين يدي الجبار جل وعلا، ورضاهما ثروة لك في الدنيا قبل الآخرة. وانظر حينما يكون الأب والأم في رضا عن ولدهم؛ كان رجل يقال له: كلاب بن أمية بن الأسكر، له أبوان شيخان كبيران، وكان يأتيهما بصبوحهما وغبوقهما ـ الصبوح: شرب اللبن في الصباح، والغبوق: في المساء ـ، فجاءه رجلان فلم يزالا به يرغبانه في الغزو حتى اشترى غلامًا فأقامه مقامه وخرج للجهاد، فجاء الغلام ذات ليلة بغبوق الأبوين وهما نائمان، فقام ساعة فلم ينبههما فذهب وتركهما، فانتبها في بعض الليل وهما جائعان فقال الشيخ:
لِمن شيخان قد نشدا كلابا     كتابَ الله إن قبل الكتابا
تركت أباك مرعشـة يداه     وأمك ما تسيغ لها شرابا
إذا نعب الحمـام ببطن وج    على بيضاته ذكرا كلابا
أتـاه مهاجـران تكنفـاه     ففارق شيخه خَطِئا وخابا
أنـاديه فيعـرض في إبـاء    فلا وأبي كلاب ما أصابا
وإنك والتماس الأجر بعدي    كباغي الماء يتبع السرابا
وكان عمر بن الخطا رضي الله عنه إذا قدم عليه قادم سأله عن الناس وعن أخبارهم وعن حالهم، فقدم عليه قادم فقال: من أين؟ قال: من الطائف قال: كيف تركتهم؟ قال: رأيت بها شيخًا يقول.. وذكر الأبيات، فبكى عمر وقال: أجل، وأبي كلاب ما أصابا. ثم إن أمية بن الأسكر أخذ بيد قائده ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده:
أعاذل قد عذلت بغيـر قدر   ولا تدريـن عاذل ما ألاقـي
فإمـا كنت عـاذلتي فردي    كلابـا إذا توجـه للعـراق
فتى الفتيـان في عسر ويسر    شديد الركن في يوم التلاقـي
فلا وأبيك ما باليت وجدي     ولا شفقي عليك ولا اشتياقي
وإيقادي عليك إذا شتونـا     وضمك تحت نحري واعتناقي
فلو فلق الفؤاد شديد وجد     لَهمَّ سـواد قلبِي بانفـلاق
سأستعدي على الفاروق ربا     له دفعَ الحجيج إلَى بسـاق
وأدعـو الله مجتهدًا عليـه     ببطن الأخشبين إلَى دفـاق
إن الفاروق لَم يردد كلابا      على شيخيْن هامُهما زواق
فبكى عمر وكتب إلى أبي موسى الأشعري في ردّ كلاب إلى المدينة، فدعاه فقال: الحق بعمر بن الخطاب، فقال: لِمَ؟! ما أحدثتُ حدثا ولا آويت محدثا، قال: انطلق. فجاء إلى عمر بن الخطاب، فلما قدم دخل عليه فقال له عمر: ما بلغ من برّك بأبيك؟ فقال: كنت أوثِره وأكفيه أمرَه، وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنًا إلى أغزر ناقة في إبله، فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقرّ، ثم أغسل أخلافها حتى تبرد، ثم أحتلب له فأسقيه. فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب؟ فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين، فقال: هل لك من حاجة؟ قال: نعم، كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمّة وأضمه ضمّة قبل أن أموت، فبكى عمر وقال: ستبلغ في هذا ما تحبّ إن شاء الله تعالى. ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه، ففعل وناوله عمر الإناء وقال: اشرب هذا يا أبا كلاب، فأخذه فلما أدناه من فمه قال: والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدَي كلاب، فبكى عمر وقال: هذا كلاب عندك حاضر، وقد جئناك به، فوثب إلى ابنه وضمّه إليه وقبّله وبكى بكاء شديدًا، فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب: الزم أبويك، فلم يزل مقيمًا عندهما إلى أن مات. فانظر إلى هذا المثال الرائع في رضا الوالد والوالدة.
4- البر سبب في سعة الرزق والبركة:
كما في مسلم من حديث أنس قال رسول الله بر الوالدين Salla-icon: ((من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه)). وإياك أن تتخيل أن الرزق فقط في المال، ولكن حب الله لك رزق، جلسوك الآن في المسجد رزق، حبك للنبي رزق، حب الناس لك رزق، حب والديك لك رزق، وصومك رمضان رزق، وقيامك الليل رزق. فيا باغي الخير أقبل، ها هي البركة والرزق، أب وأم وأبواب كثيرة للرزق والبركة في العمر.
5- البر سبب لاستجابة الدعاء:
كان عمر رضي الله عنه إذا أتى عليه أمراء اليمن سألهم: أفيكم أويس بن عامر؟ حتى أتى إليه فقال: أنت أويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مراد؟ ثم من قرن؟ قال: نعم، قال: فكان بك برص فبرأت منه إلا موضع درهم؟ قال: نعم، قال: ألك والدة؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله يقول: ((يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد اليمن، من مراد ثم من قرن، كان به برص فبرئ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بارّ به، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل)) فاستغفر لي. لم يأت إلى النبي مع شدة احتياجه وشوقه إلى ذلك؛ منعه برّه بأمه أن يذهب إلى النبي، فأصبح مجاب الدعوة بفضل برّ الوالدين.
فيا من لا تفكّر في ذلك كلّه ولا تأبه به، بل تعصي والديك، انظر إلى هذا الخطر العظيم الجسيم للعقوق، وهذا هو عنصرنا الثالث مع حضراتكم في عجالة سريعة.

ثالثا: خطر العقوق:

1- العقوق من أكبر الكبائر:
ففي الصحيحين من حديث أبي بكرة أن النبي بر الوالدين Salla-icon قال: ((ألا أُنَبِّئُكم بأكبر الكبائر؟)) ثلاثًا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ((الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ألا وشهادة الزور، أو قول الزور))، وكان متّكئًا فجلس، فما زال يكرّرها حتى قلنا: ليته سكت. وفى الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي بر الوالدين Salla-icon قال: ((إن من أكبر الكبائر أن يسبّ الرجل والديه))، فقال الصحابة: وهل يشتم الرجل والديه؟! فقال المصطفى: ((نعم؛ يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه)).
انظر إلى هذا الخطر العظيم، فيا من تنظر إلى أبيك وأمك نظرة خائبة، بل يا من ترفع صوتك عليهما، يا من تدير لهما ظهرك، يا من تفضّل عليهما زوجتك، احذر من أكبر الكبائر، واحذر من غضب الله، ويا شباب تسبّون آباءكم في لهوكم ومرحكم مع أصدقائكم، احذروا هذا فإنه من أكبر الكبائر، ويا من لا تذهب إلى أمك وأبيك، ولا تعرف عنهما شيئا، أين أنت منهما؟! اتقِ الله واحذر عقوبته.
2- العقوق سبب لغضب الله تعالى:
ففي الحديث الذي رواه النسائي والبزار بسند جيد وحسنه الألباني، ورواه الحاكم في المستدرك وصححه على شرط الشيخين من حديث عمر أن النبى بر الوالدين Salla-icon قال: ((ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة))، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث)).
هل لك قدرة على الله وعلى غضبه؟! يا من تعقّ والديك، هل لك قدرة على الطرد من رحمته وأنت في أشد الحاجة إليها؟! احذر غضب ربك أيها العبد المسكين، فلولا رحمة ربك ما دخل أحد الجنه، فاتقِ الله واحذر عقوق الوالدين، واستمع إلى هذه القصة العجيبة:
رجل خلّف ثلاثة أبناء، جمع الأموال، وبنى العمارات، وزوّج أبناءه الثلاثة من ثلاث أخوات، وكبر الأب، وماتت زوجته، فسكن مع أبنائه حتى بلغ من الكبر عتيًا، ورد إلى أرذل العمر، وأصبح لا يعلم من بعد علمٍ شيئًا، فأبدت البنات حينها تضجرًا وتذمرًا من أبيهم، من أبي أزواجهم، وبعد إلحاح من الزوجات قرر الأبناء أن يذهبوا بأبيهم إلى الملجأ، وهناك أخبروا المدير أنهم وجدوه في الطريق وأنه تبين لهم أنه معتوه، فأتوا به إلى الملجأ يبتغون الأجر من الله، فشكرهم المدير على فعلهم الجميل، ولما خرجوا من الملجأ قالوا للحارس: إذا مات ذلك الشخص فاتّصل بنا فنحن سنتبرع بأمور كفنه ودفنه لوجه الله، وعرضوا عليه جزءًا من المال إن هو اتصل بهم، وفي مساء ذلك اليوم أخذ الأب المسكين ينادي زوجات أبنائه: يا فلانة، يا فلانة، هاتوا الإبريق لأتوضأ، فقال له رجل بجواره: من فلانة هذه؟ إنك في ملجأ المسنِّين، وهنا أفاق الرجل وردّ الله إليه عقله، فأخذ يسأل: من أتى بي إلى هذا المكان؟ فقيل له: ثلاث رجال شهامٍ كرام، فلمّا عرف صفاتهم قال: هؤلاء أبنائي، ثم طلب اللقاء مع مدير الملجأ، ثم تبرّع للملجأ بجميع ما يملك من عقارات وعِمارات، وأحضر مدير التسجيل لأنه رفض أن يخرج من الملجأ إلا ميتًا، وصُدّق على الأوراق، واشترط أن يخرج جميع الساكنون من عماراته ولو عرضوا دفع الإيجار، ثم ما لبث الرجل أن مات بعدها بيومين إذ لم يحتمل الصدمة، وسمعه جيرانه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول: اللهم اشهد إني غاضبٌ عليهم، اللهم كما حرمتهم من نعيم الدنيا فاحرمهما من نعيم الآخرة، اللهم لا ترني وجوههم في الآخرة إلا وهي ملتهبة بالنيران، اللهم، اللهم.. حتى فارق الحياة، أيّ غضب هذا؟! احذر يا عبد الله.
3- العقوق سبب لعنة الله:
كما في الحاكم من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن رسول الله بر الوالدين Salla-icon قال: ((لعن الله العاق لوالديه)). وعن ابن عباس قال: قال رسول الله بر الوالدين Salla-icon: ((لعن الله من سبّ أباه، لعن الله من سبّ أمه)). فاحذر يا عبد الله.
4- العقوق سبب في عدم قبول الأعمال:
ففي الحديث الذي رواه الإمام الطبراني وابن أبي عاصم في كتاب السنة بسند حسن وحَسَّنَ الحديث الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة من حديث أبي أمامة أن النبي بر الوالدين Salla-icon قال: ((ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً: العاق لوالديه، والمنان، والمكذب بالقدر))، لا فرض ولا نفل ولا أي عمل تقوم به، فإن الله لا يقبله طالما أنت عاقّ لوالديك، فكيف تنام على فراشك وأنت تعلم أن أعمالك غير مقبولة من الله؟! انهض ـ يا عبد الله ـ من غفلتك.
5- العقوق دين واجب السداد في الدنيا:
ففي الحديث الذي رواه الطبراني والبخاري في التاريخ وصححه الألباني من حديث أبي بكرة أن النبي قال: ((اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين)). ولعل القصة معروفة بين الناس أسوقها لحضراتكم للعبر والعظة:
هذا ابن عاق يعيش معه والده في بيته، فكبر الوالد، وانحنى ظهره، وسال لعابه، واختلت أعصابه، فاشمأزت منه زوجة الابن، وكم من الأبناء يرضون الزوجات على حساب طاعة الأمهات والآباء، فطرد الولد أباه من البيت، فَرَقَّ طفلٌ صغير من أبنائه لجده فقال له: لماذا تطرد جدنا من بيتنا يا أبي؟! فقال: حتى لا تتأففوا منه، فبكى الطفل لجده وقال: حسنًا يا أبتِ، وسوف نصنع بك هذا غدًا إن شاء الله.
العقوق دَين لا بد من قضائه، وهذا ابن آخر يصفع والده على وجهه، فيبكي الوالد ويرتفع بكاؤه، فيتألم الناس لبكاء هذا الشيخ الكبير، وينقض مجموعة من الناس على هذا الابن العاق ليضربوه، فيشير إليهم الوالد ويقول لهم: دعوه، ثم بكى وقال: والله، منذ عشرين سنة وفى نفس هذا المكان صفعت أبي على وجهه .
العقوق دَين لا بد من قضائه، وهذا ابن ثالث عاق يجر أباه من رجليه ليطرده خارج بيته، وما إن وصل الولد بأبيه وهو يجره حتى الباب وإذا بالوالد يبكي ويقول لولده: كفى يا بني، كفى يا بني، إلى الباب فقط، فقال: لا بل إلى الشارع، قال: والله، ما جررت أبي من رجليه إلا إلى الباب فقط. كما تدين تدان.
أيها الأخ الحبيب، اذهب اليوم إلى أبيك فقبّل يديه وقدميه، وارجع اليوم إلى أمك فقبل يديها وقدميها؛ تنعم وتسعد وربّ الكعبة، والله أسأل أن يعلمنا ما جهلنا وأن يجعلنا ممن يستعمون القول فيتبعون أحسنه.
اللهمّ اغفر لنا وارحمنا واهدنا واهدِ بنا وثبّت على الحق أقدامنا وأحسن خواتيمنا وعاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا والآخرة...
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بر الوالدين
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» بر الوالدين
» بر الوالدين
» بر الوالدين
» حب الوالدين والمعلم
» عقوق الوالدين



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: