بسم الله الرحمن الرحيم
تمر علينا في حياتنا العامة كثير من المصطلحات والألفاظ التي نعرف حكم بعضها ونحتار في بعضها الآخر, وربما اختلف المتحاوران في جوازها من عدمه, وهذا ما حدث في الحوار التالي..
في جلسة أسرية طلب الزوج من زوجته أن تعد له كوبا من الشاي قائلا: أريد شايا الله لايهينك,, ردت الزوجة: أبشر في الحال بإذن الله, ولكن لماذا تقول الله لايهينك؟! وهل الله يهين, لاأعتقد أبدا أن هذه اللفظة جائزة, والله أعلم بالصواب..
فأجاب الزوج: الأمر خلاف ماتتوقعين,, ألم تقرئي قول الله عز وجل: (ومن يهن الله فماله من مكرم),,
هنا ازداد عجب المرأة, فأردف زوجها قائلا: ولكي تقطعي الشك باليقين, إليك فتوى شيخنا محمد العثيمين-رحمه الله-حول هذه الجملة حين سئل عن هذه العبارة : "أعطني الله لا يهينك" ؟.
فأجاب : "هذه العبارة صحيحة ، والله سبحانه وتعالى قد يهين العبد ويذله،
وقد قال الله تعالى في عذاب الكفار: (فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي
الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُون) الأحقاف/20 ،
فأذاقهم الله الهوان والذل بكبريائهم واستكبارهم في الأرض بغير الحق.
وقال تعالى : (وَمَنْ يُهِنْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) الحج/18 ، والإنسان إذا أمرك فقد تشعر بأن هذا إذلال وهوان لك فيقول: "الله لا يهينك" انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/77)
شكرت الزوجة زوجها, وذهبت لإحضار الشاي وهي تتمتم بينها وبين نفسها: رحم الله علماءنا وأسكنهم فسيح جناته, حقا لو أننا لانستعجل في الحكم على الشيء بدون علم, لما انتشر الجهل والضلال عند كثير من الناس.