- السلام عليكم، أهلا نورة ، ما أخبارك.
- وعليكم السلام ، أخبارنا تمام وأنت كيف حالك وحال الأولاد؟
- الحمد لله طيبين وبخير. هل استعددتم للمدارس أم لم تستعدوا بعد؟
- أووه.. المدارس.. نحن مددنا الإجازة وليس لدينا نية أن نذهب بأولادنا للمدارس.
- لماذا؟!
- أنت تعلمين عن انفلونزا الخنازير، ونحن نخاف أن يصابوا بالمرض في المدارس، بصراحة أنا خائفة ومتشائمة من أي اجتماع وقررت أن نتجنب أي مكان فيه أناس كثر.
- نورة أما تلاحظين أنك أعطيت الموضوع أكثر من حجمه, وكأن الحمى مرض الطاعون أو الجدري أو الأمراض التي بخطورتها.
- يحق لي أن أعطيه ذلك,, أما تسمعين الأخبار ، أما تقرأين الصحف، لتري كثرة المصابين وعدد الوفيات.
- فعلا سمعت وقرأت, والحمد لله كثير من الحالات شفيت بفضل الله, والوفيات قليلة ولا تستحق كل هذا الهلع، حتى الانفلونزا العادية قد يموت منها بعض الأشخاص.
- إذا هل تريديننا أن نعرض أنفسنا للمرض؟!
- لا هذا ولا ذاك، الوسط مطلوب، وبما أن المرض يمكن علاجه كما نسمع إلا في حالات نادرة، لذا لابد أن نأخذ بأسباب الوقاية الممكنة ونتوكل على الله، ولن يصيبنا إلا كل خير بإذن الله.
و النبي صلى الله عليه وسلم حث على اتخاذ أسباب الوقاية من العدوى، ومن ذلك قوله: " غطوا الإناء وأوكئوا السقاء, فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء, لا يمر بإناء ليس عليه غطاء, أو سقاء ليس عليه وكاء, إلا نزل فيه من ذلك الوباء " رواه مسلم
وقد أخذ العلماء من هذا الحديث وجوب أخذ الحذر إذا نزل الوباء بشتى الأسباب المعينة عليه: مثل تغطية الأواني والأطعمة المكشوفة، وحفظها في الثلاجات، والتداوي، ولبس الكمامات الواقية، والعناية بالنظافة الشخصية، وغسل الخضار والفواكه، والطهي الجيد للطعام، وغلي ماء الشرب، والحجر الصحي على المصابين.. الخ
لكن كوننا نعطل أعمالنا ومنافعنا ونغير حياتنا ونتشاءم ونتطير فهذا ليس في صالحنا.
والحمد لله الذي منحنا " ضمن منحه الربانية الكثيرة " أدوية واقية وشافية وهي كثيرة منها:
1- آية الكرسي من قرأها لا يزال عليه من الله حافظ وفيها: " ولا يؤوده حفظهما " أي السموات والأرض، أفيعجزه سبحانه حفظ عباده؟!
2- قل هو الله أحد، والمعوذتين من قرأها حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات تكفيه من كل شيء. وقال صلى الله عليه وسلم : " أفضل ما تعوذ به المتعوذون : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس"
3- قول: " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " من قرأه ثلاث مرات لم يضره شيء.
4- قول: " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" من قاله ثلاث مرات لم يضره شيء.
ولا يمنع مع تحصننا بهذه الأذكار أن نتعاطى الأدوية والأعشاب التي ثبت أثرها في مقاومة المرض لأن هذا أيضاً من فعل الأسباب.
- صدقت.. كلامك مقنع سأتوكل على الله, وأبذل الأسباب والله الحافظ أولاً وآخرا.