موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 اختصار كتاب العبودية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

اختصار كتاب العبودية Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

اختصار كتاب العبودية Empty
مُساهمةموضوع: اختصار كتاب العبودية   اختصار كتاب العبودية Emptyالأربعاء 17 ديسمبر 2014 - 20:34

اختصار كتاب العبودية


أبو زيد


المسألة الأول : تعريف العبادة :
هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة .
ومن أمثلتها : الصلاة والصيام والزكاة والحج والصدقة والشكر ونحوها .
فإن قيل : إذا كان كل ما يحبه الله داخلا في العبادة ، فلماذا عطف عليها غيرها كقوله تعالى : " فاعبده وتوكل عليه"[1] ؟
قلنا : هذا له نظائر ، فهو كقوله : " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى "[2] فإيتاء ذي القربى من العدل والإحسان ، فهو من عطف الخاص على العام .

المسألة الثانية : أهميتها ومكانتها :
تظهر أهمية العبادة وفضلها ومكانتها في أنها الغاية التي خلق الله لها الخلق . قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "[3] ، وبها أُرسل الرسل كما قال تعالى : " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "[4] ، وبتحقيقها يكمل المخلوق ، وهي الصفة التي وصف الله بها ملائكته وأنبيائه ونعت بها صفوة خلقه ، ووصف بها النبي صلى الله عليه وسلم في أكمل أحواله كحال الإسراء . قال تعالى : "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " [5] ، وجعل ذلك لازما له حتى الموت ، ولذلك فمن توهم أن المخلوق يخرج من العبودية بوجه من الوجوه فهو أضل الخلق وأجهلهم .
ولو نظرنا لوجدنا أن الدين كله داخل في العبادة كما دل على ذلك حديث جبريل الطويل ، وكذلك فالدين يتضمن الذل والخضوع إضافة إلى أن العبادة في أصل معناها : الذل ، وعبادة الله تشمل الذل والمحبة غايتهما ، فإن الذل بلا محبة أو المحبة بلا ذل لا تسمى عبادة .
والعبادة أمر اختُص الله به ، فلا يعبد غيره ، فإن جنس المحبة والطاعة الإرضاء والإيتاء لله ورسوله ، أما العبادة وما يناسبها فهي لله وحده .

المسألة الثالثة : أقسام العباد :
ولتقسيم العباد طرق كثيرة ، وسيتم تقسيمها باعتبار العبودية :
1- عبد عبودية كونية : وهو مأخوذ من أن العبد مذلل لله خاضع له داخل في تصرفه ، ويدخل في ذلك الأبرار والفجار ، والمؤمنون والكفار ، سواء أقروا بها أو لا .
2- عبد عبودية شرعية : وهو مأخوذ من أن العبد عابد لله طائع له متبع لأوامره ، وهذا هو الفرق بين المؤمنين والكفار .
وقد ضل كثير باعتقاد أن العبادة هي النوع الأول ، وما علموا أن رأس الكفر إبليس كان مقرا بالقسم الأول حيث قال تعالى في قصته عند رفضه السجود لآدم : " رب فأنظرني إلى يوم يبعثون "[6] ، ومع ذلك فلم يدخله ذلك الجنة .

المسألة الرابعة : الضلال في مسألة العبودية :
إذا علم ما سبق ، فلنعلم أن للعبد مشيئة خاصة وقدرة يستطيع من خلالها اختيار الخير وعمله وترك الشر والابتعاد عنه ، ويترتب على ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإذا علم العبد هذا وجب عليه الأمر بالمعروف بفعل الطاعات ، والنهي عن المنكر بترك السيئات ، ثم عليه أن يوالي أولياء الله ، ويعادي أعداء الله .
وفي هذا الباب ضل كثير من الناس ، فسووا بين الحقيقة الكونية والشرعية ، حتى وصل بهم الأمر إلى أن سووا بين الله وبين الأصنام ، بل آل بهم الأمر إلى أن سووا الله بجميع الموجودات ، وهذا أعظم الكفر والإلجاد ، فقالوا بالحلول والاتحاد حتى جعلوا العبد معبودا والمعبود عبدا ، ولو نظرنا لوجدنا أنه حتى النصارى إنما كفّرهم الله إذ قالوا بالحلول واتحاد الرب بالمسيح خاصة ، فكيف بمن جعل ذلك عاما في كل مخلوق .
أما الناجون – وهم أهل الكتاب والسنة – فيعلمون أن الله أمر بطاعته ، ونهى عن معصيته ، فيستعينون بالله على ذلك ، ولا يتكلون على القدر ، بل يدفعون القدر بالقدر ، فبذلك نجوا وفازوا .
وقد ضلت في ذلك فرقتين : فرقة قالت بأن العبد ليست له مشيئة أبدا ، وإنما هو مجبور على كل شيء ، وفرقة قالت : إن العبد له مشيئة مطلقة ، وما يفعله ليس مقدرا ولم يخلقه الله .
وهذه الأصناف فيها شبه من المشركين فإن المشركين الذين كذبوا الرسول كانوا يترددون بين البدعة المخالفة لشرع الله ، وبين الاحتجاج بالقدر على مخالفة أمر الله ، وهؤلاء مثلهم ؛ لأنهم إما ابتدعوا وإما أن يحتجوا بالقدر ، وإما أن يجمعوا بين الأمرين ، ولم يكتفوا بهذا بل جعلوا ما ابتدعوه من البدع حقيقة قطعية ، وما ورد إليهم من الكتاب والسنة حقائق ظنية ، فنشأ عن هذا جهل وفساد عظيم .
وهذا هو منشأ الضلال ، فإن أصل ضلال من ضل هو بتقديم قياسه على النص المنزل من عند الله ، وتقديم اتباع الهوى على اتباع أمر الله .
ثم إن من هؤلاء فرقة عملوا بالطاعات المشهورة ، وتركوا المحرمات المشهورة ، لكنهم ضلوا بتركهم ما أمروا به من الأسباب التي هي عبادة كالدعاء والتوكل ظانين أن هذه من مقامات العامة دون الخاصة ، وأنهم قد وصلوا إلى مقام يشهدون معه القدر وأنه سيكون لا محالة فلا حاجة إلى ذلك .
وهذا ضلال عظيم فإن الله قدر الأشياء بأسبابها ، فكل ما أمر الله به عباده من الأسباب فهو عباده ، كما قال تعالى عن التوكل : " فاعبده وتوكل عليه "[7] ، فقرن التوكل بالعبادة .
ومنهم أيضا طائفة عملوا بالواجبات دون المستحبات ، فنقصوا بقدر ذلك .
وكل هذه فرق وتوجهات لا ينجو منها العبد إلا بملازمة أمر الله وأمر رسوله في كل وقت ، وهو مع ذلك يتشبث بأصلين : ألا يعبد إلا الله ، وألا يعبده إلا بما شرع .

المسألة الخامسة : التفاضل بالإيمان :
تبين لنا مما سبق أن العباد يتفاضلون في عبوديتهم لله تفاضلا عظيما ، ولنعلم أنهم ينقسمون في تلك العبودية إلى عام وخاص ، ولهذا كانت ربوبية الرب لهم فيها عموم وخصوص .
وهذا يتضح في تعلقات القلب بغير الله من مال وصورة ونحوها ، ومن ذلك : تعلقه بغير الله في طلب حوائجه وقضاء أموره ، وهذا مما يضعف من عبوديته لله تعالى ، فإنه كلما قوي طمع العبد في الله وفضله ورحمته قويت عبوديته له وحريته مما سواه ،كما قيل : ( استغن عمن شئت تكن نظيره ، وأفضل إلى من شئت تكن أميره ، واحتج إلى من شئت تكن أسيره ) ، ولذلك فكل من علق قلبه بالمخلوقين صار عبدا لهم ، وإن كان في الظاهر أميرا أو رئيسا ، لكنه في الحقيقة مملوكا أسيرا ، بل إن ما هو فيه من الأسر أعظم من أسر البدن ، فإن المأسور بدنه مطمئن وقد يحتال للخلاص ، أما هذا فأنى له الخلاص ؟ إضافة إلى أن عبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها العقاب والثواب لا عبودية البدن وأسره ، فالحرية حرية القلب والعبودية عبودية القلب .
ومن أعظم أسباب تعلق القلب بغير الله : إعراض القلب عن الله ، فإن القلب إذا ذاق طعم عبودية الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك ، ولا ألذ ولا أمتع ولا أطيب .

ومتطلبات العبد نوعان :
1- ما يحتاج إليه العبد ، فهذا يطلبه من الله ، ويكون المال عنده فيستعمله وقت حاجته .
2- ما لا يحتاج إليه العبد ، فهذا لا ينبغي أن يعلق قلبه به ، فإذا علق قلبه به صار مستعبدا له ، وربما صار معتمدا على غير الله فلا يبقى معه حقيقة العبادة لله .
ولذلك فإن العبد إذا علق قلبه بالله أحب كل ما يحبه الله ووالاه ؛ لأن ذلك من مقتضى المحبة ، ثم كان لازما عليه تنفيذ ما أمره به محبوبه حتى يتحقق كمال المحبة ، ولذلك جعل الله لأهل محبته علامتين : اتباع الرسول ، والجهاد في سبيل الله ، ومعلوم أن الحب يحرك إرادة القلب ، فكلما قويت المحبة قويت الإرادة فحصل العمل والتنفيذ ، ولذلك فالمحبون للرئاسة والصور والمال لا ينالون مطالبهم إلا بضرر يلحقهم في الدنيا ، ومع ذلك هان عليهم الضرر في سبيل تحقيق مطلوبهم .
ولنعلم أن القلب فقير بالذات إلى الله من جهتين :
من جهة العبادة ، ومن جهة التوكل والاستعانة ، فالعبد مهما حصل له من الملذات لم يطمئن حتى يسكن بعبوديته إلى ربه وخالقه ، وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له ، ولذلك فهو يدعو دائما : إياك نعبد وإياك نستعين ، وهو مستسلم لله وحده منقاد له .
ومن فطرة الإنسان أنه يتحرك بالإرادة ، فلا بد له من شيء يحبه ويتوجه إليه ويعبده ، فإذا لم يعبد الله فلا بد أن يعبد غيره، ومن عبد غيره كان مشركا ، وإذا أخلص العبادة لله تبرأ وابتعد عن الشرك وسبله ، وحقق العبودية التامة لله ، وهي العبودية التي أسلمت لها جميع الكائنات طوعا أو كرها ، وهي منهاج إبراهيم عليه السلام الذي أمر البشر باتباعه والاقتداء به ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في أعلى مراتب المحبة لله وهي الخلة ، وذلك أنه حقق عبودية الله حقاً ، ولكن لنعلم أنه لابد مع المحبة من الخوف والرجاء ، ولذلك قال بعض السلف : ( من عبد الله بالحب فهو زنديق ، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف وحد فهو حروري ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد ) .
وليست محبة الله مجرد كلام كما يقوله البعض ، بل قد امتحن الله من ادعى محبته بآية الامتحان ، فقال :" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم "[8] ، فعلّق المحبة بالاتباع ، وقد فهم ذلك أصحاب البي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا أكمل الأمة ، فمن كان بهم أشبه كان في ذلك أكمل .
أما من زعم المحبة وهو واقع في المحرمات ، ومنغمس في البدع المضلات فقد كذّب نفسه ، ودعواه هذه من جنس دعوى اليهود والنصارى حين قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه ، بل ربما أشر .
والله سبحانه يبغض الكافرين ، ويحب من يحبه ، فيحب العبد بقدر محبته له وإن كان جزاؤه لعبده أعظم ، وكلما ازداد العبد طاعة لله ازدادت محبة الله له ، وعلى العكس فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل ، وكل محبة ليست لله فهي باطلة ، فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها خلا ذكر الله وما والاه [9] .
ولذلك فإن أجمل ما في الدنيا محبة الله ، فإن العبد إذا ذاق محبة الله انجذب إليه ، فأصبح منيبا خاشعا خائفا ، وأعرض عن معاصيه فصُرف عنه السوء والفحشاء ، وهدي طريق الحق والصواب .

المسألة السادسة : في الفرق بين الخالق والمخلوق :
بالغ بعض أهل البدع في موضوع المحبة حتى سووا بين الخالق والمخلوق ، فوقعوا في أبطل الباطل ، وسموا ذلك : (الفناء) ، والفناء ثلاثة أنواع : نوع للكاملين من الأنبياء والأولياء ، ونوع للقاصدين من الأولياء والصالحين ، ونوع للمنافقين الملحدين .
فأما النوع الأول : فهو الفناء عن إرادة ما سوى الله ، فلا يحب إلا الله ، ولا يعبد إلا إياه ،ولا يتوكل إلا عليه ، وهذا هو الإسلام حقا .
وأما النوع الثاني : فهو الفناء عن شهود السوى ، وذلك يحصل لكثير من السالكين ، فيتعلق بالله حتى لا يخطر بقلوبهم غيره ، فيصبح القلب فارغا من سوى الله ، بل ربما يقوى حتى يضطرب في تمييزه ، وهذا الفناء كله فيه نقص ، فإن أكابر الأولياء كأبي بكر وعمر لم يقعوا في مثل هذا الفناء فضلا عمن فوقهم من الأنبياء ، وإنما وقع شيء من هذا بعد الصحابة .
وأما النوع الثالث : فهو أن يشهد ألا موجود غير الله ، وأن وجود الخالق هو وجود المخلوق ، وهذا يبرأ منه المشايخ إذا قال أحدهم : ما أرى غير الله ، فهو يقصد ما أرى إلها غير الله ، أما أن يكون يرى بوحدة الوجود فهو اعتقاد فرعون وآله ومن تبعهم من القرامطة والمتصوفة ، وقد نشأ عن أولائك كثير من البدع والمعتقدات الفاسدة كمعتقدهم في تقسيم الخلق إلى عامة وخاصة وخاصة الخاصة ، وأن توحيد العامة : لا إله إلا الله ، وأما الخاصة فأن يقول اللفظ المجرد : الله ، وأما خاصة الخاصة فأن يقول الاسم المضمر : هو ، وغيرها من البدع مما لم ينزل الله بها من سلطان .

والخلاصة : أن العبد في سيره وعبوديته لله لا يفلح إلا بتحقيق أمرين :
الأول : الإخلاص لله ، وإفراده بالعبادة .
الثاني : أن تكون العبادة وفق ما شرعه الله سبحانه وتعالى .
فإذا تحقق الأمران فقد استقام العبد على الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة والفلاح بإذن الله .

---------------------------------
[1] سورة هود . آية : 123 .
[2] سورة النحل . آية : 90 .
[3] سورة الذاريات . آية : 56 .
[4] سورة النحل . آية :36 .
[5] سورة الإسراء . آية : 1 .
[6] سورة الحجر . آية : 36 .
[7] سورة هود . آية : 123 ..
[8] سورة آل عمران. آية : 31 .
[9] وقد صح هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم . رواه الترمذي وابن ماجه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اختصار كتاب العبودية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقتطفات من كتاب العبودية
» كتاب الافتقار الى الله تعالى لب العبودية
» عز العبودية وذل الحرية
» تعارض الحرية مع العبودية
» هاجر بين الحرية و العبودية



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الأبحاث-
انتقل الى: