ذكر الشيخ محمد بن عمر -وفقه الله- في كتابه " الترجيح في مسائل الطهارة والصلاة " حديث: " لا يمس القرآن إلا طاهر " وأشار إلى أن الإمام الألباني صحح الحديث لغيره في "إرواء الغليل" (1/158).
وأنقل لك من "الإرواء" ما قاله الإمام الألباني -رحمه الله- بعد تخريج الحديث:
(( وجملة القول: أن الحديث طرقه -كلها- لا تخلو من ضعف، ولكنه ضعف يسير؛ إذ ليس في شيء منها من اتُّهم بكذب، وإنما العلة الإرسال أو سوء الحفظ، ومن المقرَّر في "علم المصطلح" أن الطرق يقوِّي بعضها بعضًا إذا لم يكن فيها مُتهم -كما قرره النووي في تقريبه، ثم السيوطي في شرحه-.
وعليه: فالنفس تطمئن لصحة هذا الحديث، لا سيما وقد احتج به إمامُ السنة أحمد بن حنبل -كما سبق-، وصحَّحه -أيضًا- صاحبه الإمام إسحاق بن راهويه ... )) ["الإرواء"، (1/160-161)].
نقلت هذا للفائدة، وأما حديث: "لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر"؛ فلم أجده، ولعلي أبحث لك عنه.
وإن شئتِ نقلتُ لك كلام الشيخ محمد بن عمر -وفقه الله- في "الترجيح" فقد فصل في المسألة كثيرا وذكر أقوال السلف في ذلك.
أما حديث أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أهل اليمن كتابا وفيه : " لا يمس القرآن إلا طاهر " رواه الأثرم والدارقطني متصلا واحتج به أحمد وهو لمالك في الموطأ مرسلا ، وقد صححه العلامة الألباني في صحيح الجامع.
وقد قال في تمام المنة:
أن المراد بالطاهر في حديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) هو المؤمن ، سواء أكان محدثا حدثا أكبر أو أصغر أو حائضا أو على بدنه نجاسة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن لا ينجس" ، وهو متفق على صحته ، والمراد عدم تمكين المشرك من مسه ، فهو كحديث : " نهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو" ، متفق عليه أيضا ، وقد بسط القول في هذه المسالة الشوكاني قي كتابه " نيل الأوطار "، فراجعه إن شئت زيادة التحقيق ثم إن الحديث قد خرجته من طرق في "إرواء الغليل" ، فليراجعه من شاء.
انتهى كلام الألباني من تمام المنة.
ولكن حديث حكيم بن حزام فأخرجه الطبراني في " الكبير " ( ج 1 / 322 / 1 ) وفي " الأوسط " ( ج 1 / 5 / 2 من الجمع بينه وبين " الصغير " ) والدارقطني ( ص 45 ) والحاكم ( 3 / 485 ) واللا لكائي في " السنة " ( ج 1 / 82 / 2 ) من طريق سويد أبي حاتم حدثنا مطر الوراق عن حسان بن بلال عنه قال لما بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن قال : " لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر " . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! ووافقه الذهبي !
وقد ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (14423) وفي الإرواء.
قال الشيخ حسين العوايشة في الموسوعة:
ومحور الخلاف وأقواه فيما رأيت منصب على فهم حديث "لا يمس القرآن إلا طاهر"..بيد أن الحديث جاء بلفظ : "وأنت طاهر"..
ثم قال :
فالمسألة تحتاج إلى تتبع واستقصاء , فإن ثبت لفظ : " وأنت طاهر " وما في معناه , كان تحريم مس القرآن واضحا بيِّنا للمحدث والجنب والحائض.
وقد سألت الشيخ المحدث علي بن حسن الحلبي الأثري عن حديث عمرو بن حزم : " لا تمس القرآن إلا وأنت طاهر " ؛ فقال:( حسن بشواهده ).