الشيعة وعلم الحديث ..
ولقد فتح الشيعة على أنفسهم باباً لا يستطيعون إغلاقه أبداً عندما بدؤوا بالطعن في روايات أهل السنة والجماعة، وذلك لأن الشيعة قوم لا نقل لهم، وهذا ما يشهد به الشيعة قبل السنة، فكتب الحديث عندهم، وكتب الرجال، وكتب نقد الأسانيد والمرويات، فيها اختلاط وتضارب عجيب غريب، وفي أسانيدهم عدد لا يحصيه إلا الله من المجاهيل، إضافة إلى اعتمادهم على مرويات الكذابين والوضاعين والمغالين وغيرهم من أصحاب النحل الفاسدة، والشواهد المصدقة لهذا من كتب الشيعة كثيرة متضافرة، فقد جاء في بحار الأنوار 2/ 246 عن جعفر الصادق قوله: (إن الناس أولعوا بالكذب علينا)، وكانت مصيبة جعفر أن (اكتنفه قوم جهال، يدخلون عليه ويخرجون من عنده، ويقولون حديثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك، ويأخذوا منهم الدراهم)، وانظر في ذلك رجال الكشي ص 2.8، 2.9.
وأما أعداء الأئمة الاثني عشر عند الشيعة ومدى قبول رواياتهم وردها، فإن هذا الأصل لم يعمل به الشيعة إلا في حق الصحابة رضوان الله عليهم!!! حيث ردوا روايات الصحابة، ولكنهم لم يردوا روايات من أنكر بعض الأئمة من أسلافهم من الشيعة، مع أن من أنكر إمامة واحد من الأئمة ولوكان الغائب المزعوم فهوكإبليس!!! كما نص على ذلك صدوقهم ابن بابوية القمي في إكمال الدين ص 13!! وقد أكد شيخهم الحر العاملي على أن الطائفة الإمامية عملت بأخبار الفطحية، مثل: عبدالله بن بكير، وأخبار الواقفية، مثل: سماعة بن مهران، وكثيراً ما تقرأ في تراجم رجال الشيعة بأن فلاناً فطحي، وذاك واقفي، وهذا من الناووسية الذين أنكروا إمامة من بعد جعفر الصادق.
فكل هذه الطوائف الثلاث تنكر بعض أئمة الاثني عشر، ومع ذلك يعدون جملة من رجالها ثقات، جاء في رجال الكشي على سبيل المثال: (في محمد بن الوليد الخزاز، ومعاوية بن حكيم، ومصدق بن صدقة، ومحمد بن سالم بن عبدالحميد، قال أبوعمرو(الكشي): وهؤلاء كلهم فطحية، وهم من أجلة العلماء والفقهاء والعدول، وبعضهم أدرك الرضا، وكلهم كوفيون). رجال الكشي ص 563، وغيرهم الكثير والكثير.
وعندما يتهم أهل السنة الشيعة بأنهم يكفرونهم، ويحتجون عليهم بالأحاديث التي عندهم أن من أنكر أحد الأئمة فقد كفر؛ تجد الشيعة يحتجون في إنكارهم لتكفير أسلافهم لأهل السنة والجماعة، أن ما ذكره الأئمة من كفر من جحد إمامة أحد الأئمة؛ إنما جاء متعلقاً بمن اعتقد بإمامته أولاً، ثم جحدها بعد ذلك، فيكون حكمه كحكم المرتد!! وعلى هذا الأساس؛ فالصحابة كلهم مؤمنون، بينما الفطحية والناووسية والواقفة كفار، وما أعجب هذا الدين الذي يعارض روايات المؤمنين بروايات الكفار!!!!!!!!!!
وعلى أقل الأحوال؛ فالجميع من الناووسية والفطحية والواقفة يشتركون مع الصحابة رضوان الله عليهم في نفس العلة المزعومة التي من أجلها رفض الشيعة مرويات الصحابة، وهوإنكار أحد الأئمة، وإذا أدركنا ذلك؛ أدركنا عظيم تناقضهم، وأنهم ليس لهم ميزان ثابت، وأن الهوى المذهبي، والتعصب والتحزب قد أعمى أبصار شيوخهم، فأضلوا أتباعهم سواء السبيل، وحرموهم من منبع العلم والإيمان.
وهل ثمة مجال لمقارنة بين من أثنى الله عليهم ورسوله، بمجموعة من حثالة الأفاكين والمفترين إلا لبيان أنهم في مذهبهم في رد روايات الصحابة ليسوا على شيء.
الكتب الأربعة في الميزان (باختصار شديد):
الكتب الأربعة التي ملأ الشيعة الدنيا ضجيجاً في إثبات صحتها، وتواتر مضامينها، والقطع بصدورها عن الأئمة لم تسلم من يد الدس والتحريف، كما اعترف بذلك رجال الشيعة أنفسهم، فمثلاً اختلفوا هل كتاب الروضة من الكافي للكليني من تأليف الكليني أم زيد فيما بعد على كتابه؟ انظر روضات الجنات 6/ 118 - 176.
أما متون هذه الكتب ونصوصها فالملاحظ فيها ظاهرة الاختلاف والتضاد، ولقد تألم شيخهم محمد بن الحسن الطوسي (لما آلت إليه أحاديثهم من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه…)، واعترف بأن هذا الاختلاف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الأخرى، وأن هذا كان من أعظم الطعون على مذهبهم، وأنه جعل بعض الشيعة يترك هذا المذهب لما انكشف له أمر هذا الاختلاف والتناقض) (تهذيب الأحكام 1/ 2 - 3).
وهذا هوما يجعل بعض الشيعة المعاصرين يهجرون التشيع، ولكن الخطوة الأولى لا بد أن تبدأ من نقد الأحاديث نقداً موضوعياً، وعلى كثرة من جالسناهم من الشيعة؛ فإن المطلعين منهم على كتب الحديث عندهم، وعلى طرق التخريج، والحكم على الروايات قلة قليلة، بل لم أجد في حياتي شخصاً يستطيع أن يناقش نقاشاً شفهياً علمياً موضوعياً جاداً، ومن أراد التأكد من ذلك من الشيعة، فليفعل ذلك بنفسه، وليأتنا بالأحاديث الموثقة (من وجهة النظر الشيعية) التي تدعم قضية الإمامة، أوقضية العصمة، أوقضية ولادة المهدي المنتظر، فمن وجد شيئاً فليدلنا عليه حتى نشاركه هذا الكنز العظيم الذي لن يوجد.
وممن نقدوا الأحاديث الواردة في تلك الأبواب في هذا العصر: أحمد الكاتب، ولقاؤه الشهير في قناة الجزيرة أشهر من أن يذكر، وسمعنا من الردود الشيء الكثير من التسخط والاعتراض، ولكن للأسف لم نستمع لشخص واحد يقول لأحمد الكاتب: لقد روى الراوي الفلاني في كتابه الفلاني: عن فلان عن فلان عن الإمام الفلاني: بأن المسألة الفلانية كذا وكذا، مما يدعم إحدى القضايا التي أنكرها أحمد الكاتب، ويكون الإسناد متصلاً صحيحاً، وذلك لأن الشيعة أعجز من أن يقوموا بذلك.
وقد حكم الله تعالى على كل دين يضعه البشر بالتناقض والتضاد، ولهذا فنقد الأحاديث عند الشيعة بطريقة موضوعية لن يتم على الإطلاق، والمنصف يفهم معنى كلامي ويعقله، لأن الشيعة القدماء كانوا جهلة في علم قبول الأخبار ونقدها، فتراهم يحتجون على أهل السنة برويات ساقطة الإسناد في كتب أهل السنة، ولم يتم تقسيم الأحاديث عندهم إلى صحيح وضعيف وموثق وحسن إلا في أيام العلامة الحلي في القرن السابع الهجري تقريباً!!! ومن نقد أحاديثهم بالرجوع إلى كتب الرجال المشهورة عندهم؛ فلن يصفى له بين يديه إلا أقل القليل من الأسانيد، لأن كل أسانيدهم لا تخلومن مجاهيل أومطعونين، ولهذا قام الشيعة المعاصرين كالخوئي في كتابه معجم رجال الحديث، والعاملي في كتابه أعيان الشيعة بمحاولة يائسة للدفاع عن هؤلاء الرواة وتوثيقهم، ولكن حكم الله بالتناقض والوضع باق لا يزول، لأنهم بتوثيقهم لهذا الجمع الضخم من الرواة المجهولين أوالمطعونين قد وقعوا في مأزق آخر، ألا وهوأن هؤلاء الرواة هم أنفسهم الذين رووا المخازي العظيمة في كتب الشيعة: من روايات حلول الله في الأئمة، وعلم الأئمة الغيب، وأنهم لا يموتون إلا باختيارهم، وأن بيدهم الأرزاق، بالإضافة إلى الوصمة التاريخية العظيمة ألا وهي ألفا حديث في كتبهم تروي خرافة تحريف القرآن الكريم، إضافة إلى التقية، والرجعة، والبداء إلى غير ذلك مما يطول ذكره، فتوثيق هؤلاء الرواة توثيق لما رووه، ولكن خرجوا لنا بحيلة إبليسية جديدة بقولهم: (كل حديث يخالف القرآن فهوزخرف)، و(أي حديث يخالف العقل فهوباطل)، وأنا لا أدري والله إلى الآن: كيف يمكن أن يأتينا حديث صحيح الإسناد يكون مخالفاً للقرآن أوللعقل؟؟؟ إن ذلك يدعوللطعن في طريقة وصول هذا الحديث وصحته إلينا، أما عند أهل السنة والجماعة: فلا يمكن أن يصح إسناد حديث، ثم يكون متنه مخالفاً للقرآن أوالعقل، كما لا يمكن لأي
متن يخالف القرآن أوالعقل أن يكون صحيح الإسناد ولله الحمد، لأن السنة عند أهل السنة كلٌّ لا يتجزأ، ولا يأتي شيخ متعمم عندهم ليقول: هذا الحديث بهذا الإسناد مقبول، وذاك الحديث بنفس الإسناد السابق ردوه، لا لشيء إلا لمخالفته العقل!!!
نعوذ إلى تناقض الكتب الأربعة الرهيب العجيب، فقد قام شيخهم الطوسي يمحاولة يائسة لتدارك هذا الاختلاف وتوجيه هذا التناقض فلم يفلح، بل زاد الطين بلة، حيث علق كثيراً من روايات الاختلاف على التقية بلا دليل، سوى أن هذا الحديث أوذاك يوافق أهل السنة.
والدليل المادي على أن محاولته لم تنجح هوكثرة اختلافهم، وقد اشتكى بعض شيوخهم من هذه الظاهرة، وهوالفيض الكاشاني صاحب الوافي، فقال عن اختلاف طائفته: (تراهم يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قولاً، أوثلاثين قولاً، أوأزيد، بل لوشئت أقول لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أوفي بعض متعلقاتها) (الوافي، المقدمة ص 9).
والملاحظ أن اختلافهم هواختلاف في الأحاديث أوالنصوص، وليس اختلافاً في الاستنباط، أي يأتي الحديث ليقول إن الأمر الفلاني على الصورة الفلانية، ويأتي الحديث الآخر مناقض تماماً للحديث الأول، وليس لهم ملجأ إلا التقية المزعومة.
أما معاني هذه الروايات، ومادتها فإن فيها ما يحكم المرء بوضعه بمجرد النظر في متنه لمخالفته لأصول الإسلام وضروراته، وما علم بالتواتر، وما أجمع المسلمون عليه، مع مخالفته لصريح العقل، وقد جاء في بحار الأنوار عن جعفر الصادق أن رجلاً أتاه فسأله: جعلت فداك إن رجلاً يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب، فيحدث بالحديث فنستبشعه، فقال أبوعبدالله: يقول لك إني قلت لليل إنه نهار، وللنهار إنه ليل؟! قال: لا، قال: فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به، فإنك إنما تكذبني (البحار 2/ 211).
وأما مدى صحة هذه المدونات فهذا بحث طويل واسع، إلا أني أستطيع أن أقوم هنا في مقام التحدي بأن يأتيني أي شخص بأسانيد مرضية عند الشيعة من هذه الكتب الأربعة تثبت القضايا التي خالف الشيعة فيها أمة الإسلام، وسأظل أنتظر إلى أبد الآبدين، لأني أعلم قطعاً خلوكتب الشيعة من هذه الأسانيد المرضية عندهم، ومن طالع كتاب كسر الصنم علم الواقع الأليم في كتب الشيعة، وعلى رأسها أصح كتبهم وأعني به الكافي.
وبهذه المناسبة أريد أن أنقل نصاً هاماً لشيخ الشيعة عبدالله الممقاني من كتابه الشهير تنقيح المقال (1/ 183) حيث قال: (إن كون مجموع ما بين دفتي كل واحد من الكتب الأربعة من حيث المجموع متواتراً مما لا يعتريه شك ولا شبهة، بل هي عند التأمل فوق حد التواتر)!!!!!!!! وكذلك فقد قطع عبدالحسين الموسوي بصحة مضامين كل أحاديث الكتب الأربعة في كتابه المراجعات، المراجعة رقم 11.، حيث قال: (وهي متواترة، ومضامينها مقطوع بصحتها)، مع أن هذه الكتب الأربعة قد اشتملت على أخبار التجسيم، والتشبيه، وقدم العالم، وثبوت المكان، والزمان.
وقد حاول بعض الأذكياء من الشيعة التهرب من هذا القول؛ بأن قالوا: (إن المقصود من تواترها: هوتواترها من عصر الكليني إلى عصرنا هذا، وأن القطع المقصود هوالقطع بكونها مما جمعه الكليني، وأما ما قبل الكليني فهذا خاضع للإسناد)، ولكن أقول لهؤلاء المساكين: ما معنى قول عبدالحسين الهالك: (ومضامينها مقطوع بصحتها)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
وقد وقع الشيعة في مشكلة أخرى هي أن أصحاب الكتب الأربعة نصوا في مقدماتهم بأنهم لا يذكرون إلا الصحيح، خاصة أن الكليني عاش في زمن الغيبة الصغرى، وكان في بغداد بلد النواب الأربعة، وابن بابوية القمي أدرك من الغيبة الصغرى نيفا وعشرين سنة، فيجيب جعفر النجفي في كتابه كشف الغطا ص 4. بقوله: (فلا بد من تخصيص ما ذكر في المقدمات، أوتأويلة على ضرب من المجازات…) إلى غير ذلك من التعليلات الغير مقبولة عقلاً، صحيح أن هؤلاء المؤلفين قد قالوا: إذا خالف حديثنا القرآن؛ فارموا بحديثنا عرض الحائط؛ إلا أنهم قد صرحوا مع هذا التصريح بتصريح آخر مزعج للشيعة، ألا وهو: أنهم يعتقدون بكل ما رووه في كتبهم!!! وهنا المشكلة الأخرى التي وقع الشيعة فيها إلى اليوم، وما زالوا يفكرون في كيفية التخلص منها؟ بينما يتخلص جعفر النجفي من كل هذه التبعات بقوله: (وأنه لا يجب على الأئمة المبادرة إليهم بالإنكار ولا تمييز الخطأ من الصواب لمنع التقية المتفرعة على يوم السقيفة)!!!
قد ذكرنا رأي الأخباريين فيما سبق، ولنذكر الآن رأي الأصوليين من الشيعة، ولننظر في مسلك التصحيح والتضعيف عندهم، وهل لهم بصر بالرجال، ودراية بعلم الجرح والتعديل أم لا؟
فأولاً: لم يكن للشيعة كتاب في أحوال الرجال حتى ألف الكشي في المائة الرابعة كتاباً لهم في ذلك جاء على غاية الاختصار، وليس فيه ما يغني في هذا الباب!! وقد أورد أخباراً متعارضة في الجرح والتعديل، (كما أنه في كثير من الأسانيد قد وقع غلط واشتباه في أسامي الرجال أوآبائهم أوكناهم أوألقابهم) انظر تنقيح المقال للممقاني، 1/ 177.
وأما التأليف في أصول الحديث وعلومه؛ فقد كان معدوماً عندهم حتى ظهر زين الدين العاملي الملقب بالشهيد الثاني، والمقتول سنة 965 هـ!!! وهذا ما يعترف به علماء الشيعة أنفسهم، ومنهم الحائري في مقتبس الأثر 3/ 73.
وأما رجال الأسانيد في هذه الكتب، فيقول الطوسي عنهم: (إن كثيراً من مصنفي أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة، - ومع هذا يقول - إن كتبهم معتمدة) (الفهرست ص 24/ 25)، فالمهم عندهم التشيع، ثم لينتحل الشخص ما يشاء من المذاهب الفاسدة.
بل قرر جملة من علماء الرجال عندهم كابن الغضائري (على تشدده وتحامله في نقد الرجال)، وابن المطهر الحلي بأن القدح في دين الرجل لا يؤثر في صحة حديثه، (رجال الحلي ص 137)!!!!!!!!!!
ومن رواة الحديث عند الشيعة جابر الجعفي، قال عنه الحر العاملي: (روى سبعين ألف حديث عن الباقر عليه السلام، وروى مائة وأربعين ألف حديث، والظاهر أنه ما روى بطريق المشافهة عن الأئمة عليهم السلام أكثر مما روى جابر) (وسائل الشيعة 2./ 151)، يعني أن رواياته تقريباً اثنين وأربعين ضعفاً لجميع مرويات أبي هريرة بصحيحها، وضعيفها، وموضوعها، ومكررها، فلماذا لم يملأ الشيعة الدنيا صراخاً وعويلاً على جابر الجعفي في كيفية روايته لهذا العدد الفلكي من الأحاديث، بينما نرى هجماتهم على أبي هريرة لا تكل ولا تمل، مع أن الكشي روى عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا عبدالله عن أحاديث جابر؟ فقال: ما رأيته عند أبي قط إلا مرة واحدة، وما دخل علي قط) (رجال الكشي ص 191)، فإذا كان أبوهريرة رضي الله عنه قد روى خمسة آلاف حديث في مدة لا تقل بأي حال من الأحوال، وبعد القطع والبتر الشيعيين قدر الإمكان للمدة التي عاشها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تقل هذه المدة عن سنة وتسعة أشهر، مع أنه عاش أكثر منها، أما جابر الجعفي فلا غرابة أن يروي سبعين ألف حديث من جلسة واحدة، ولكن يبدوأن جابر كان يملك تقنية الحاسب الآلي في ذلك الوقت، وأن الباقر قد قام بتخزين هذه العلوم التي علمها جابر على أقراص سيدي روم، فقام بتحميلها في دماغة في تلك الجلسة اليتيمة التي جلسها عنده، ثم بعثه إلى الآفاق يروي الأحاديث عنه!!!!!!!!!!!
ولم يجد الخوئي ما يدافع به عن هذه الرواية إلا قوله: (لا بد من حمله على نحومن التورية) (معجم رجال الحديث: 5/ 25)، ولوكانت هذه القاعدة صحيحة، لما احتاج أحد إلى كتابة رد على أحد، لأنه وبكل بساطة سيقول: إن طعن الأئمة من علماء أهل السنة والجماعة في عبدالملك بن عمير، وعاصم بن أبي النجود، ونعيم بن أبي هند، وسلمة بن نبيط، وغيرهم إنما جاء من قبيل التورية والتقية، إلا أن هذا الرد معروف قطعاً أنه من وسائل الهروب الآمنة المريحة، فمرحى للشجعان.
وبالنظر البسيط إلى أسانيد هذه الكتب الأربعة وغيرها من كتب الشيعة؛ يعلم المنصف علم اليقين أن هذه الأسانيد إنما وضعت بأسماء رجال لا مسمى لهم، فلا يكاد إسناد واحد عندهم يسلم من مجهول ضمن رجاله، ودونكم كتب الشيعة جربوا فيها بأنفسكم، ووافونا بالنتائج.
وقد يعجب البعض من تضعيف علماء السنة لأكثر من 99 في المائة من مرويات الشيعة في كتبهم، حتى لوحكموا عليها من وجهة النظر الشيعية البحتة، وقد يجعله البعض تحاملاً من أهل السنة والجماعة على الشيعة، ولكن ليطمئن الجميع، فهذا يوسف البحراني الشيعي يقول في كتابة لؤلؤة البحرين ص 47: (والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار، كما هوعليه متقدموعلمائنا الأبرار، أوتحصيل دين غير هذا الدين، وشريعة أخرى غير هذه الشريعة لنقصانها وعدم تمامها، لعدم الدليل على جملة من أحكامها، ولا أراهم يلتزمون شيئاً من الأمرين، مع أنه لا ثالث لهما في البين، وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر، غير متعسف ولا مكابر)!!!!!!!!!!
وسيظل الشيعة إلى أبد الآبدين ينتقلون من مأزق إلى مأزق في هذا الموضوع، ولذلك نراهم قد أفرغوا أذهانهم من مسألة نقد كتبهم، وتفرغوا تماماً لنقد روايات أهل السنة والجماعة، في حين نراهم يجهلون الكثير والكثير عن كتبهم، ولوفرغوا أنفسهم لنقد مروياتهم لتبين لهم بطلان المذهب، ولهذا فالشيعة يتهربون وبشدة من إظهار الروايات الصحيحة عندهم مع التصريح بصحة إسنادها، لأنهم إن سلموا من انقطاع السند لم يسلموا من تضمن السند على مجاهيل، وإن سلموا من المجاهيل لم يسلموا من روايات الضعفاء المردودي الرواية، وإن سلموا بعد الترميمات الجبارة التي قام بها الخوئي والعاملي ليتم اتصال الإسناد، ويتبين حال كل راولم يسلموا من وجود حديث آخر بنفس هذا الإسناد، وخاضع لنفس شروط السند الأول يرفض الشيعة الاعتراف به، لأن فيه ما يخزيهم، ولهذا فهم يدورون في حلقة مفرغة إلى ما شاء الله، ولكن لعل المتبصرين منهم يقومون بتلك الخطوات الجريئة، ولهم في تجربة الشيخ إبي الفضل بن البرقعي في كتابه كسر الصنم خير دليل على ذلك، فلعل الله أن يفتح على قلوبهم ويهدينا وإياهم إلى سواء السبيل، والله أعلم.
قبل الختام، أود ذكر هذه الأبيات من معلقة الأعشى حيث يقول:
أبلغ يزيد بني شيبان مألكة أبا ثبيت! أما تنفك تأتكل؟
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا؟ ولست ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرة يوماً ليفلقها! فلم يَضِرْها وأوهى قرْنه الوَعِل
علم الحديث عند الشيعة
الوجه الأول:-
أن الرافضة أجهل الناس بالمنقول , وأغبى الخلق بالمعقول , ومذهبهم يجانب الأصول , وهم يتبعون الهوى في حياتهم فيُحسنون القبيح لهواهم , ويٌقبحون الحسن لهواهم , ويضعفون الصحيح ويُصححون الضعيف لهوى في نفسهم , فقد يُثنون على كتاب من أجل هوى وقد يمقتون كتاب آخر لهوى في نفوسهم فهم بين الهوى يعيشون , فلا علم عندهم مُقيد ولا فهم صحيح ولا معرفة بالأخبار , وهم قوم جهلة بالأسانيد , فكتبهم فيها من الروايات ما لا تُميز بالعلم والمعرفة بل بالهوى وما تميل له النفوس , ولوتأمل العاقل متى ألف أول كتاب لهم في "الرجال" لعلم أن هؤلاء القوم عالة على العلم وقد حذر أهل العلم من النقل عنهم تحذيراُ بليغاً , بل ذكرنا في ما سبق أنهم قوم يكذبون حتى على أئمتهم .. فمن كذب على من يعتقد أنه إمامه فهل بعد ذلك يُرجى أن يصدق مع غيره.!!
وليس عندهم علم في الجرح والتعديل بل سرقوا ذلك من كتب أهل السنة وقلدوهم. في ذلك.
الحر العاملي يقول: "إن الشيخ الطوسي كثيراً ما يتمسك بأحاديث في طريقها الضعفاء، وربما طرح أحاديث الثقاة وأوّلها لأجلها، وما ذاك لا لأنه ظهر له صحتها، إما لوجودها في الكتب المعتمدة، أوغير ذلك من الوجوه الموجبة لقبولها وترجيحها، فلذلك رجح العمل بها.
لذا فان اعتماد الفقهاء لم يكن على السند وحده، ولم يكونوا يحكمون بصحة حديث إلا بعد القطع بذلك، لان أكثر الأخبار كانت عندهم متواترة، أوفي حكم المتواترة لقرائن دلت على ذلك".
العاملي: حسين بن شهاب الدين: هداية الأبرار/85
فهذا العاملي يقرر أن الأحاديث تؤخذ على سبيل التخريص. (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ) .. لا على سبيل المعرفة والدراسة للأسانيد ..
قال العاملي: والثقات الأجلاء من أصحاب الإجماع وغيرهم يروون عن الضعفاء والكذابين والمجاهيل حيث يعلمون حالهم , ويشهدون بصحة حديثهم!
هذا قاله في الوسائل ج 3. ص 2.6
ومع جهلهم بالأسانيد هم كذبة " ويتعبدون الله بالكذب " ورحم الله من قال: سبحان من خلق الكذب وجعل تسعة أعشاره للرافضة .. وقد مل كثير من الأئمة منهم كما سبق ذكره وهنا نُذكر بقول الإمام جعفر:
رحم الله عبدا حببنا إلى الناس، ولم يبغضنا إليهم، أما والله لويروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا. الكافي ج8 ص 192
وقال أيضاً: إن ممن ينتحل هذا الأمر (أي التشيع) ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه!! الكافي ج 8 ص 212
وقال كذلك: لوقام قائمنا بدأ بكذاب الشيعة فقتلهم.
رجال الكشي ص 253.
فهؤلاء الائمة نجد تضايقهم الشديد من هؤلاء الروافض الذين سعوا في الأرض فسادا , فالكذب من دينهم ومن أقرب ما يُتقرب به عندهم إلي الله تعالي وكيف يكون دين (تسعة أعشار دينهم منه؟؟) هذا محال , وهم مع جهلهم بالأسانيد ومع كذبهم , فيهم حمق فهم لا يستندون إلي علم محقق ومقيد ومرتب , بل قد يتجدد دينهم بحسب الحال والمكان , والمحرم قد يكون محلل ولوكان ذلك في خلاف القرآن ,, إلي غير ذلك من جهل الرافضة بالأصول والمنقول وخلاف المعقول ,,
وقال جعفر أيضا - رحمه الله - تعالي -:
" إن الناس أولعوا بالكذب علينا، وإني أحدثهم بالحديث فلا يخرج أحدهم من عندي حتى يتأوله على غير تأويله وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون الدنيا".
بحار الأنوار ج2 ص 246.
فهذا صريح من إمام من أئمتهم أن هؤلاء القوم الرافضة لا يريدون وجه الله تعالي في أي حال من الأحوال بل يريدون الدنيا ..
وعندي في هذا الزمن أنهم يريدون أن يهدموا الإسلام كما كان علمائهم السابقين من المجوس الذين ينتحلون التشيع من أجل هدم الدين الإسلامي فالموجودين اليوم على هذه الشاكلة والله تعالي اعلم ,, ومثال ذلك صاحب هذه الشبهة فإنه لا يريد بذلك إلا التشكيك بهذا القرآن الذي ليس لهم به صلة أصلا لذلك بدأ ينفث مثل هذه الشبه لعل أن تُصغي لها أذن أويستمع لها جاهل ولكن ولله الحمد بدأ الرافضة " يعقلون " ويعلمون أن في الأمر خلل وأن كثيرا مما يقال يحتاج إلي مقال .. وإنه لا يُعقل أن يُخالف القرآن والسنة وأقوال الأئمة من أجل " قول عالم " لا يُعلم ما يريد في الحقيقة ..
قال الطوسي: إنّ كثيراً من المصنفين وأصحاب الأصول كانوا ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة!
راجع الفهرست ص 28
وقد ألف علمائهم قواعد غريبة " تدل على جهل هؤلاء القوم بالعلم والإسناد" ولعل من أمثلة ذلك ما قاله محمد بن باقر البهبودي محقق كتاب الكافي وأحد علماء الشيعة حيث قال:
ومن الأسف أننا نجد الأحاديث الضعيفة والمكذوبة في روايات الشيعة أكثر من روايات السنة .. قال ذلك في مقدمة الكافي
فهذا عالم من علمائهم يعترف بهذا الخلل الكبير والذي ينسف المذهب الرافضي من على أساسه لأن القول إذا لم يُعلم قائله كيف يُؤخذ به؟؟
وجابر مثلا وهومن أشهر رواة الرافضة يقول عنه العاملي: أنه روى عن الباقر سبعين ألف حديث .. مع العلم أن أبا عبد الله جعفر بن الباقر يقول ما رأيته دخل على أبي إلا مرة واحدة ويقول ما دخل عليّ قط .. وهذا مما يُبين أن في أسانيد الرافضة خلل وخللٌ كبير جداً مما يدل على جهلهم بالأسانيد ونحن يوم أن نذكر من مثل هذه الأمثلة لنبين للقارئ أن من كان جاهلا بالطب لا يتكلم بالطب , ومن كان جاهلاً بالحرب لا يُعطي قيادة الجيش , ومن كان جاهلاً بالطهي لا يأمر بأن يُنضج الطعام , وكسير القدم لا يُطلب منه مسابقة الفرس , والعقيم لا يُطلب منه الخلف , والأعمى لا يُطلب منه أن يُنقط المصحف , والجاهل بالأسانيد لا يتكلم عنها وعن رواتها , فهذا من الجهل ومن التعدي على العلم والعلماء والتاريخ حتى , ولم يقف جهل الرافضة بالأسانيد عند هذا الحد بل وجد بعض العقلاء من الرافضة تضارباً وتضاداً في الروايات , والسبب - والله أعلم - أن هذه عقوبة من الله تعالي عليهم لأنهم تكلموا بغير فنهم وكذبوا على الله وعلى رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى آل البيت - - - رضي الله عنهم -- فكانت هذه عقوبة عليهم حتى قال الفيض الكاشاني: تراهم يختلفون-يقصد الرافضة- في المسألة الواحدة على عشرين قولا أوثلاثين قولا أوأزيد!! بل لوشئت أقول: لم تبق مسألة فرعية لم يختلفوا فيها أوفي بعض متعلقاتها.
وهذا قاله في الوافي-المقدمة ص9
فالحمد لله هذا من أعلم علمائهم يعترف بهذا البلاء وبهذا العار الذي هوالتضاد والاختلاف والله تعالي قال:
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) (النساء: 82)
ولوكان هذه الروايات مسندة إلي الأئمة رحمهم الله لم يكن كل هذا الاختلاف بين رواياتهم ولكن هي من أمثال روايات جابر السابق الذكر وهوجابر بن يزيد الجعفي .. وغيره كثير من رواتهم ومن علمائهم ... فبُعد الرافضة عن الأسانيد جعلهم يكونون في مثل هذا التخبط والتساقط حتى مل " الرافضة " أنفسهم من هذه التضارب في المسائل والتضاد في الأقوال ..
الطوسي يقول: (وهومن أكبر علماء الرافضة على الإطلاق):
إنه لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم جديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه.
وهذا قاله في تهذيب الأحكام في المقدمة
وهم مع ذلك يزعمون أنهم ينقلون عن الأئمة فلمَ هذا التناقض والتضاد؟؟
إلا لأن القوم جهلة بالأسانيد ومن جهل بالإسناد يحسن به أن لا يتحدث بالإسناد .. وفاقد الشيء لا يُعطيه ..
وقد قال كثيرٌ من علماء الرافضة هذا التضاد وتضايقوا من هذا التناقض الذي بدأ يُعيرهم به العامة - أهل السنة - وصاروا يتحاشون هذا التناقض والتضاد .. فلم يجدوا حلاً لهذه المصيبة العظيمة فقالوا (إذا أتى قول إمام ويخالفه قول إمام فإن قول أحدهم " تقية " وبهذا الأمر يظنوا أنفسهم قد نجوا من هذا العار) .. ولكن وقعوا في مأزق أخر ألا وهو(كيف نستطيع أن نحكم على هذه المسألة بالتقية) إذ لا يوجد لها مقاييس ولا قوانين مما جعل الرافضة في تناقص كبير وصدق الله تعالي:
(أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً) (النساء: 82)
فكل هذه الأمور بجهلهم بالإسناد ..
قال الحر العاملي: الحديث الصحيح هوما رواه العدل الإمامي الضابط في جميع الطبقات. ثم قال: وهذا يستلزم ضعف كل الأحاديث عند التحقيق!! لأنّ العلماء لم ينصصوا على عدالة أحد من الرواة إلا نادراً!! وإنما نصوا على التوثيق وهولا يستلزم العدالة قطعا!! ثم قال: كيف وهم مصرحون بخلافها (أي العدالة) حيث يوثقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه!!!
فهذا العاملي أحد أعلم علماء الرافضة وهوصاحب كتاب الوسائل يعترف أن الرافضة ليس عندهم أي علم في السند ولا الرجال ولا العلم بأحوال السابقين ولم ينص أحد منهم على العدالة إلا نادراً .. فيا عجب .. كيف بعد مثل هذا يأتي إلينا رافضي من مثل هذا الرافضي ويقول وبكل حماقة (السلمي لم يسمع من عثمان -- رضي الله عنه - -؟؟ فيا عجب)
وإذا علمنا أن أقدم كتاب عند الشيعة هوكتاب رجال الكشي وهذا الكشي مات في القرن الرابع ولا أحد يعلم سنة وفاته بالضبط. وليس في هذا الكتاب ما يغني! وكله أوجله أخبار متضاربة في التوثيق والتجريح! تراجمه 52. فقط! ثم يأتي بعده كتاب رجال النجاشي وهومختصر جدا. ثم يأتي بعده كتاب الفهرست للطوسي وهوعبارة عن ذكر أسماء المصنفين ليس فيه جرح أوتعديل إلا نادراً. هذه كتب الرجال المتقدمة عندهم.
فكيف يتجرأ هذا الرافضي ويتكلم عن " السلمي " هل هوقرأ على عثمان -- رضي الله عنهما - لم يقرأ؟؟
وسبحان الله حتى وضع الأسانيد عند الرافضة مضحك .. فهذا الحر العاملي يقول: لمجرد التبرك باتصال سلسلة المخاطبة اللسانية [يقول ذلك عن الأسانيد] كذلك لبيان السبب الذي من أجله يذكرون الأسانيد، وأيضا لدفع تعيير العامة -أهل السنة - يعيرون الشيعة بعدم وجود العنعنة
الوسائل ج 3. ص 258.
فهذه حقيقة القوم في علم الإسناد والرجال وهذا حال القوم وهم يتحدثون عن تاريخ القرآن وهوبرئ منهم وهم براء منه .. فسبحان الله ما أعلم الرافضة بمن روى هذا القرآن إذا كان هذا القرآن لا يخصهم .. وما أعلم الرافضة بإسناد القرآن إذا كان علمائهم بل أئمة علمائهم يشهدون على أنفسهم بجلهم بالسند .. وما أعلم الرافضة بالرجال إذا كان كبار علمائهم يذكرون أن لا علم رجال عندهم ..
وقد قال كثيرٌ من العلماء في " الرافضة " أقوالاً لعل المتأمل فيها يعلم حقيقة أن الرافضة ليسوا إلا مجرد عالة على العلم والمجتمع والعلماء والكتب وهم قوم يعيشون في الظلام لا يعرفون معروفا ولا يُنكروا منكراً ولا يصححوا صحيحاً ولا يُضعفوا ضعيفاً ..
قال حبيبي -شيخ الإسلام - رحمه الله - تعالي في كتابه الصارم المسلول:
قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ((يَظْهَرُ فِي أُمَّتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ يُسَمَّوْنَ الرَّافِضَةَ يَرْفُضُونَ الإِسْلامَ)) هكذا رواه عبد الرحمن بن أحمد في مسند أبيه.
قال علي أبن أبي طالب: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ((يا علي! ألا أدلك على عمل إن عملته كنت من أهل الجنة -وإنك من أهل الجنة-؟ سيكون بعدنا قوم لهم نبز [نبز أي لقب] يقال لهم الرافضة فإن أدركتهم فاقتلهم فإنهم مشركون))، قال علي: سيكون بعدنا قوم ينتحلون مودتنا يكذبون علينا مارقة، آية ذلك أنهم يسبون أبا بكر وعمر - رضي الله عنه - م.
عن أنس قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام ((إن الله اختارني واختار لي أصحابي فجعلهم أنصاري وجعلهم أصهاري وانه سيجئ في آخر الزمان قوم يبغضونهم، ألا فلا توا كلوهم ولا تشاربهم ألا فلا تناكحهم، ألا فلا تصلون معهم ولا تصلون عليهم، عليهم حلت اللعنة)). انتهى
فسبحان الله كم تذمر منهم ذوعقل , وكم مل منهم ذودين , وكم تمنى فراقهم ذولب.
وكما سبق قد حذر من الأخذ منهم وحذر منهم كثيرٌ من العلماء .. قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!)
جاء في الصارم المسلول؛ (وقال مالك - رضي الله عنه -، إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي عليه الصلاة والسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال؛ رجل سوء، ولوكان رجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين) انتهى.
ولعل هذا الرافضي الذي ينفث مثل هذه الشبهة - أعني بالشبهة أن السلمي لم يسمع من عثمان- ليس إلا يريد بذلك ذالك .. فكأنه يريد أن يقدح بالقرآن بطريق أخر وهذا الذي يظهر لأنه ليس له من المصالح في نفث هذه السموم إلا من هذا الطريق إذ لا يحتاج " علي - رضي الله عنه - " إلي مدح في أنه إمام من أئمة القراء - رضي الله عنه - بل هوأحد الأربعة الذين قرأ عليهم الصحابة والتابعين - - رضي الله عنهم -أجمعين ..
والرافضي هذا يأتي بشهادة على الإمام " السلمي " مع العلم أن الرافضة لا يُشهدون كما قال ذلك الإمام البخاري: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم
قال لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته: (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب)
فهم كذبة وجهلة بالأسانيد .. ومع ذلك يأتون من أجل أن يُقيموا الرجال؟؟ عجبا!!
ومن حماقتهم ما نُقل عن شريك القاضي قال محمد بن سعيد الأصبهاني: (سمعت شريكاً يقول: احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً)
فمن جهل هؤلاء القوم ومن حمقهم يضعون الحديث والرواية عن الأئمة فتكون لهم ديناً فسبحان الله كيف سيعلم القوم أن هذه رواية تُنسب إلي الإمام ,, وهذه الرواية لا تنسب إلي الإمام إذا كانوا قومٌ جهلة بالأسانيد والرواية وعلم الرجال؟؟
حتى إن الإمام علي - رضي الله عنه - لا يُصدق قول هؤلاء الحمقى وقد درج الأئمة على هذا المنوال من أولهم إلي أخرهم بل هم سبب بلاء الأئمة - رحمهم الله - ورضي الله عن الصحابة منهم .. فهذا علي يقول في خطبة له ولعل فيها كفاية .. يقول:
((أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم! ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يُوهى الصُّمَّ الصُّلاب وفعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم وتثاقلتم وقلتم كيت وكيت أعاليل بأضاليل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ (كلمة يقولها الهارب!). لا يمنع الضيم الذليل، ولا يدرك الحق إلا بالجد والصدق، فأي دار بعد داركم تمنعون؟ ومع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور والله من غررتموه! ومن فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل. أصبحت والله لا أصدق قولكم ولا أطمع في نصركم ولا أوعد العدوبكم! فرق الله بيني وبينكم، وأعقبني بكم من هوخير لي منكم، وأعقبكم مني من هوشر لكم مني! أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا:
ذلاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة، فتبكي لذلك أعينكم ويدخل الفقر بيوتكم، وستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني وهرقتم دماءكم دوني، فلا يبعد الله إلا من ظلم. والله! لوددت لوأني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا وإياك كما قال الأعشى:
عَلِقتُها عرَضَاً وعَلِقَت رجُلاً غيري وعَلِق أخرى غيرها الرجُلُ
وأنت أيها الرجل علقنا بحبك وعلقت أنت بأهل الشام وعلق أهل الشام بمعاوية.))
نهج البلاغة ص (94 ـ 96).
قال الحسن بن علي - رضي الله عنه - واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه ((أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟
الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (29.)
فهل من يفعل هذا بمن يدعون حبه يكونون أمنا بعد ذلك على غيره من الكتب والنقل من مثل (هذا الرافضي) الذي ينقل عن السلمي وعن حفص وعن عاصم وعن أمير المؤمنين " عثمان "- رضي الله عنه -؟؟
وأما الباقر خامس الأئمة الاثني عشر يصف شيعته بقوله ((لوكان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق))!!
رجال الكشي ص (179)
ولعلنا لا ننسى كلام " شريك " - رحمه الله - حيث قال: احمل العلم عن من رأيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا " مع العلم أن شريكاً هذا " شيعي " وقد قال حماد بن سلمه: حدثني شيخ لهم يعني الرافضة، قال: كنا إذا اجتمعنا فاستحسنا شيئا جعلناه حديثا
فلا غرابة في ذلك فهم يعيشون حياتهم بلا أسانيد .. فكيف يُميزون بين التمرة والجمرة؟؟ فلا كل سوداء تمرة ولا كل بيضاء شحمة ..
وقال مسيح بن الجهم الأسلمي التابعي: كان رجل منا في الأهواء مدة ثم صار إلى الجماعة. وقال لنا: أنشدكم الله أن تسمعوا من أحد من أصحاب الأهواء، فانا والله كنا نروي لكم الباطل ونحتسب الخير في إضلالكم
وقال زهير بن معاوية: حدثنا محرز أبورجاء وكان يرى القدر فتاب منه، فقال: لا ترووا عن أحد من أهل القدر شيئا، فوالله لقد كنا نضع الأحاديث ندخل بها الناس في القدر، نحتسب بها فالحكم لله
فمن هنا يتبين لنا أن مثل هذا الرافضي يوم أن يتحدث بهذا الفن فإنه من الجهل فإن هذا الفن لا يليق" بالرافضة" فهم في هذا المجال مخذولين , وفي هذا المضمار مهزومين , وفي هذا الفن معاقين .. وقال الذهبي عنهم: "بل الكذب شعارهم والتقية والنفاق دثارهم، فكيف يقبل نقل من هذا حاله حاشا وكلا، فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم، هومن تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية، وطائفة ممن حارب عليا ; وتعرض لسبهم. والغالي في زماننا وعرفنا هوالذي يكفر هؤلاء السادة ويتبرأ من الشيخين أيضا، فهذا ضال مُفْتر .. انتهى
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران: 78)
(فَمَنِ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (آل عمران: 94)
(انظُرْ كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُّبِيناً) (النساء: 5.)
(وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ) (المائدة: 1.3)
(قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) (يونس: 69)
(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل: 1.5)
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ) (النحل: 116)
وصدق الله تعالي إذ قال وهوأصدق القائلين:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (المجادلة: 14)
فأئمة السلف والخلف يوم أن يُحذروا من الرافضة من تصديقهم والأخذ عنهم لأنهم يعلمون أنهم قوم لا " أمانة عندهم " ولا " خشية من الله " ولا " حياء من الله ولا من خلقه " ولا " يخجلون من الكذب والتهريج " ويضعون البدع ويُصدقونها ويؤمنون بها ولا يمنع أن يخترعوا بعد ذلك لها دليلاً من أقوال " المعصومين " فالرواية بلا قيد والقول بلا خطام ولا زمام .. فالحق ما وافق الهوى فهوالحق. والباطل ما لم يُوافق الهوى فهوالباطل .. فلا حول ولا قوة إلا بالله ما أصبر الأرض عليهم وما أعظم بلائهم على الإسلام وعلى كُتب الإسلام وأعظمها هذا القرآن وإسناد هذا القرآن الذي بدؤوا يشككون المسلمين به .. (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) (البقرة: 2.4/ 2.5)
قال أشهب: سئل مالك عن الرافضة؟ فقال لا تكلمهم ولا تروعنهم فإنهم يكذبون.
وقال حرملة سمعت الشافعي يقول: لم أر اشهد بالزور من الرافضة
فهذا الذي ينقل هذه الشبهة هل يريد بها وجه الله؟؟
لا أظن ذلك - وأترك السرائر إلي خلقها - ولكن من العنوان يتضح الجواب .. ومن الأثر يدل المسير والبعرة تدل على البعير .. فهذا عندما نقل هذه الشبه .. يتضح من نفثات سمه أنه لا يرد إلا التشكيك والتعريض لهذا القرآن الذي أقر علمائهم أنهم ليس لهم به أي صلة .. فهووأمثاله من مَن يُحذر أهل العلم من تصديقهم والنقل عنهم .. وقد رأيتُ ذلك جلياً في نقلهم وعزوهم .. فمثلا إذا قال الرافضي قال ذلك في "الدر" مثلا .. أوفي تفسير ابن كثير , تجد أن صاحب الدور مثلا أوصاحب التفسير قال بعد مقولة الرافضي (هذا باطل أوهذا ضعيف أوهذا مما لا يصح أوهذا من قول الرافضة) .. الخ
ومع ذلك الرافضي ينقل هذه النقولات إلي القارئ ليوهم أن هذا هوالحق الذي لا محيص عنه وسنرى إن شاء الله هذا الرافضي وهوينقل مثل هذه النقولات .. تجده يترك أقولاً ويأخذ ما يشتهي ويترك ما لا يشتهي ...
وقال مؤمل بن إهاب: سمعت يزيد بن هارون يقول:" يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون " فمثل هذا الرافضي يجب الحذر منه فإنه كما قال أهل العلم من قوم يكذبون بل قالوا هم عن دينهم أن " تسعة أعشاره التقية " يعني الكذب .. لأننا لا نعلم قول الإمام هل قال ذلك " تقية " أم لم يقل ذلك تقية .. والذي يُقرر أن قول هذا الإمام تقية أولا, لا يستطيع أن يقول ذلك جازما بدليل واصح بل يقول ذلك مجرد هوى في النفس وميلان إلي هوى ..
والمقصود من هذا كله أن الرافضة لا يؤتمنون على علم ولا على نقل .. ونقل هذا الرافضي لا يؤتمن لأنه ينقل ما تشتهيه نفسه ويترك ما لا يوافق مشربه .. كما سيأتي ..