لا دليل على رافضية "السلمي" ..
وبعد أن بينا في الفصل السابق بعضاً من الفروق بين " الشيعة " و" الرافضة " وأن الفرق بينهما كما بين الثراء والثرياء وكما الفرق بين الجمرة والتمرة , ننظر هل كان " السلمي أبوعبد الرحمن " - رحمه الله - " رافضي " كما يزعم هؤلاء الرافض وأنهم منه وأنه منهم ويدل على ذلك العقائد فهل عقائد الرجل من عقائدهم فإن كان مثلهم فهم منهم
لأن القرين بالمقارن يقتدي
وعقائد القوم التي شذوا بها عن المسلمين كثيرة وبعضها مستقبح طبعاً تنفرُ منه النفس البشرية الصحيحة ولكن هوعندهم مستساغ ,
فمثلا الإمامة
. عند الرافضة أنه من لم يؤمن بالأئمة الاثنا عشر فإنه لا يدخل الجنة بل من جحد منهم واحداً كان كمن جحد النبوة قال ابن بابويه القمي: " اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين والأئمة من بعد عليهم السلام أنه بمنزلة من جحد نبوة الأنبياء عليهم السلام , وفيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده الأئمة عليهم السلام أنه بمنزلة من آمن بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم "
اعتقادات الصدوق نقلا عن مقدمة البرهان ص 19
فهنا يتضح للقارئ الفرق بين " الشيعي " والرافضي .. وسؤالنا لمن أراد أن يُرفض القرآن هل "السلمي" - رحمه الله - تعالي - يؤمن بالأئمة الإثنا عشر؟؟
قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
فهذا القارئ " السلمي " - - رحمه الله - إما أنه عند الرافضة " كافر جاحد " وإلا "رافضي (فأن كان كفاراً - في نظرهم - كيف يكون بعد ذلك من خاصتهم وينتمي إليهم وإن كان " رافضي " فعليهم الإثبات).
وقال الطوسي " دفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر , لأن الجهل بهما على حد واحد " تلخيص الشافي المجلد 4 ص 131
فهل " السلمي " عندهم يؤمن بهؤلاء الأئمة؟؟
سبحانك يا رب.
الرجعة
ومن عقائد القوم "الرجعة" وهي أنهم يعتقدون رجوع الأموات قبل البعث [ومع أن هذه الفكرة يهودية] إلا أن لهم فيها تأييد بل قال بعض علمائهم أن الإمامية مجمعون على ذلك .. ! فعندهم أن إمامهم يرجع إلي الدنيا وينتقم من أعداءه ويُرجع معه بعض الأموات من أمثال أبي بكر وعمر - - رضي الله عنهما - ويصلبهما ويرجع عائشة - - رضي الله عنها - - ويقيم عليها الحد - حاشاها و- رضي الله عنها - - وهذه الأفكار لا تقبلها الفطر السليمة فضلا عن العقول المؤمنة المسلمة .. فيا عجب .. !! هل " السلمي " يؤمن بالرجعة؟؟ وهل يؤمن بإحياء الأموات قبل يوم النشور؟؟ ولماذا يُسمى يوم القيامة يوم النشور إذا كان سيُنشر قوم قبله في الحياة؟؟ فهل يستطيع الرافضة إثبات " ترفض السلمي " وأنه يؤمن بمثل هذه الأفكار المقيتة؟ فأن لم يستطيعوا - ولن يستطيعوا - فإن القول بترفض القرآن وسنده ليس إلا:-
مجرد دعاوى لم يقيموا عليها الرافضة بينات فهم في الواقع أدعياءُ.
البداء:-
ومن عقائد الرافضة " البَداء " وهوالظهور بعد الخفاء. " فالرافضة " تجيز البداء لله تعالي " وهوأن يظهر للهِ أمر بعد أن كان خافياً عليه " تعالي الله عما يقولون علوا كبيراً وقالوا في ذلك (ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل) ولا يحتاج هذا الموضوع إلي إطالة فقد ملأ القوم كتبهم ورواياتهم بمثل هذا الكفر - عياذا باللهِ من ذلك - وسؤالنا الذي يخطر على البال .. هل يؤمن " السلمي " بهذه الأفكار وهل يؤمن بأن الله تعالي يظهر له بعد الجهل علم؟؟ سبحان الله ..
أقول: قد خالف الرافضة كثيراً من المسلمين في عقائدهم ولوأردنا أن نسرد كل عقائد القوم لطال المقام .. وأحيل في ذلك إلي كتاب شيخنا " الدكتور ناصر القفاري - حفظه الله تعالي - المسمى [أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية] فهوكتاب قيم من ثلاث مجلدات " ففيه يفضح القوم بمراجع من أصول كتبهم وعمدتها .. ولكن لعلي هنا أن اذكر بعض أقوال الرافضة المخجلة .. فمثال ذلك
قولهم إتيان النساء من الأدبار .. !! فهذا أمر مستقبح حتى عند " الحيوان " فلا يوجد " حيوان " يفعل هذا الفعل ومع ذلك الرافضة يُحلون ذلك كما في الكليني بسنده إلي صفوان بن يحيى يقول: " قلت للرضا عليه السلام إن رجلاً من مواليك أمراني أن أسألك عن مسألة هالك , واستحى منك أن يسألك , قال: وما هي؟ قلتُ: الرجل يأتي امرأته في دبرها! قال: ذلك له , قلتُ فأنت تفعل؟ قال: إنا لا نفعل ذلك " الفروع من الكافي المجلد 5 ص 54.
فهل " السلمي " يؤمن بهذه القاذورات؟؟
قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - تعالى: " وأما الدبر فلم يبح قط على لسان نبي من الأنبياء , ومن نسب إلي بعض السلف إباحة وطء الزوجة في دبرها , فقد غلط عليه " زاد المعاد المجلد الرابع ص 257.
فهل كان " السلمي " من الرافضة الذين يقولون بجواز وطء الزوجة من الدبر؟؟. والنقل عن القوم في هذا ليس فقط من طريق الكليني محدث القوم وإمامهم في الحديث والثقة المعروف بل غيره قال ذلك كثير.
الطبرسي ذكر ذلك في مجمع البيان المجلد الثاني ص 321. والطوسي يقول ذلك في الصافي المجلد الأول ص 232 وصاحب البرهان يقول ذلك ويحله كما أحله الطبرسي والكليني والطوسي يقول ذلك في البرهان المجلد الثاني ص 214. فهل بعد ذلك يأتي رافضي ليقول لنا أن الإمام " أبوعبد الرحمن السلمي " - رحمه الله - القارئ يقول ويؤمن بهذا الخبث والرجس؟؟
ومن عقائد الرافضة التي لا يؤمن بها " السلمي " - رحمه الله -[نكاح المتعة] وهوعندهم من أعظم القربات إلي الله حتى إنهم جعلوا من تمتع أربع مرات كان بمنزلة (رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -) سبحان الله .. ! ومن تمتع ثلاث كان بمنزلة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - .. ! ومن تمتع مرتين كان بمنزلة الحسن - - رضي الله عنه - .. ! ومن تمتع مرة كان بمنزلة الحسين - رضي الله عنه - .. ! هذه منازل هؤلاء الشمس والقمر النجوم عندهم يصل إليها الرافضي بمجرد " متعة أوأربع متاع " فيا عجب؟؟ وهل يستطيع الرافضة أن يقولوا لنا " كم مرة تزوج السلمي - رحمه الله - متعة "؟؟
إذا كان لا يستطيع الرافضة أن يُثبتوا ذلك فلمَ يأخذون السلمي القارئ إلي صفهم وهومنهم ومن عقائدهم براء؟؟
يتبين مما سبق أن " السلمي " ليس كما يدعي " الرافضة" أنه منهم.
وعلى فرض " تشيع " السلمي - رحمه الله - تعالي فإن هذا لا يُخل بدينه ولا يدل ذلك على انتسابه" للرافضة" فإن تشيع السلمي سيكون مثل تشيع علماء أهل السنة الذين (يحبون الصحابة ولم يخسروا آل البيت)
فمثلاً ..
-الإمام النسائي " صاحب السنن " إمام من أجل أئمة أهل السنة وفيه تشيع وهذا الإمام يأخذ منه أهل السنة دينهم مثله مثل علماء الحديث وغيرهم , فإن تشيع هذا الإمام ليس مثل تشيع "الرافضة" اليوم من سب وشتم ولعن وطعن بالأعراض وقذف للأمهات المؤمنين - رضي الله عنهنّ - أجمعين وتكفير للصحابة - - رضي الله عنهم -- وتكفير للمسلمين أجمعين .. ! هذا ما لا يؤمن به النسائي أبداً ولا يقوله .. وكذلك " السلمي " - رحمه الله - تعالي لا يؤمن بهذه الأمور فإن كان شيعي فلا ضير.
- الإمام الحاكم فيه تشيع .. وقد سبق قول الإمام الذهبي- - رحمه الله - -: في ترجمة الحاكم النيسابوري: أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظِّمٌ لهما بكل حال، فهوشيعي لا رافضي. ..
فهم يفرقون بين الشيعي والرافضي والإمام الحاكم - رحمه الله - ما قال أحد من أهل العلم عنه أنه رافضي لا يُقبل منه العلم .. ! وكذلك السلمي يوم أن يكون شيعي لا يمنع أن يكون بمنزلة بمثل منزلة هذا الإمام.
وحتى الإمام الصنعاني عبد الرزاق " شيعي " لا رافضي ..
وكذلك شريك القاضي شيعي لا رافضي ..
قال أبوعمر الكشي: قال يحي بن عبد الحميد الحمّاني في كتابه الذي ألفه لإثبات إمامة أمير المؤمنين - - رضي الله عنه - -: قلت لشريك: إن أقواماً يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث .. !!
قال: أخبرك القصة، كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون: حدثنا جعفر بن محمد، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كذب موضوعة على جعفر، ليستأكلوا الناس بذلك، ويأخذوا منهم الدراهم، وكانوا يأتون بكل منكر، فسمعت العوام بذلك فمنهم من هلك ومنهم من أنكر "
رجال الكشي ص 2.8 - 2.9، بحار الأنوار 2./ 3.2 - 3.3
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني: سمعت شريكاً يقول: احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً
ولا يخفى أن شريكاً بن عبد الله، قاضي الكوفة من قبل علي (- رضي الله عنه -). أحد أعظم وأعدل القضاة في التاريخ الإسلامي ومع ذلك يقول ذلك عن " الرافضة " وهوشيعي ..
قال- حبيبي- شيخ الإسلام ابن تيمية - - رحمه الله - رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأنزله الفردوس الأعلى -: " ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا علياً، أوكانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان، وهذا مما يعترف به علماء الشيعة الأكابر من الآوائل والأواخر "
وروى اللالكائي عن إبراهيم بن أعين قال: قلت لشريك:
(أرأيت من قال: لا أفضل أحداً، قال: هذا أحمق أليس قد فُضِّل أبوبكر وعمر؟). شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/ 1369، وأورده الذهبي في السير 8/ 2.5
ومع ذلك هوشيعي .. ليس برافضي ..
وعن سليمان بن أبي شيخ قال: لقي عبد الله بن مصعب الزبيري شريكاً فقال: بلغني أنك تنال من أبي بكر وعمر؟ فقال شريك: (والله ما أنتقص الزبير، فكيف أنال من أبي بكر وعمر!)
وعن حفص بن غياث قال: سمعت شريكاً يقول: (قُبض النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، واستخار المسلمون أبا بكر، فلوعلموا أن فيهم أحداً أفضل منه كانوا قد غَشُّونا، ثم استخلف أبوبكر عمر، فقام بما قام به من الحق والعدل؛ فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة فاجتمعوا على عثمان، فلوعلموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غَشُّونا) أورده الذهبي في السير 8/ 2.9.
قال علي بن خشرم: (فأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا على عبد الله بن إدريس، فقال ابن إدريس: أنت سمعت هذا من حفص؟ قلت: نعم، قال: الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه، فوالله إنه لشيعي، وإن كان شريكاً لشيعي) نفس المصدر ..
قال الذهبي معقباً: (قلت: هذا التشيع الذي لا محذور فيه -إن شاء الله- إلا من قبيل الكلام فيمن حارب علياً - - رضي الله عنه - - من الصحابة، فإنه قبيح يؤدب فاعله ... ) نفس المصدر.
قلتُ أنا مؤدب:
نعم هذا التشيع الصحيح النقي ليس " التشيع اليوم " الذي هوفي الحقيقة " رفض " وليس تشيع , بغض وليس حب .. فلوأن " السلمي " شيعي فوعلى مثل هذا التشيع المحمود الموقر ليس كما يزعم "الرافضة" أنه منهم اليوم وهم يقصدون تشيعهم الذي هوفي الحقيقة " رفض "
عن سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق [الصنعاني الشيعي] يقول: (ما انشرح صدري قط أن أفضل علياً على أبي بكر -فرحمهما الله-، ورحم الله عثمان وعلياً، من لم يحبهم فما هوبمؤمن أوثق عملي حبي إياهم) أورده الذهبي في السير 9/ 574.
وعن عبد الرزاق أيضاً أنه قال: (أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه، كفي بي إزراء أن أخالف علياً) نفس المصدر ..
قال ابن حجر [يُعرف عبد الرزاق]:" حافظ، مصنف، شهير، عمي في آخر عمره، وكان يتشيع ". تقريب التهذيب ص354
وروى اللالكائي عن أبي السائب عتبة بن عبدالله الهمداني قال: (كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الداعي بطبرستان ... وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح، من الفاحشة. فقال: يا غلام اضرب عنقه فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله هذا رجل طعن على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، قال الله عز وجل:
(الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) (النور: 26)
فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي - - صلى الله عليه وآله وسلم - خبيث، فهوكافر فاضربوا عنقه. فضربوا عنقه وأنا حاضر) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 7/ 1269
فهل الرافضة الذين يقعون بعرض عائشة اليوم يسمون أنفسهم " شيعة " وهل علماء الرافضة بل كبار مفسريهم والذين أقسموا على الفاحشة هل هؤلاء " شيعة " وهل يُصدق عاقل أن تشيع هؤلاء مثل تشيع " السلمي " .. !!
وهل " السلمي " - رحمه الله - تعالي يفضل علي - رضي الله عنه - على الشيخين؟؟ وهويسمعه يقول: على منبر الكوفة: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر ثم عمر -- رضي الله عنه - ما-) رواه الإمام أحمد في المسند وصححه الألباني في ظلال الجنة.
نقول ما قال الحسين رضي الله عنه حيث قال:
عن عمروبن الأصم قال: قلت للحسن: إن الشيعة تزعم أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة، قال: (كذبوا والله ما هؤلاء بالشيعة؛ لوعلمنا أنه مبعوث، ما زوجنا نساءه ولا اقتسمنا ماله)
أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 148
فهؤلاء الشيعة وهؤلاء الرافضة ... وهذا الفرق بين الفريقين والبون بين الطائفتين .. فهذا السلمي - رحمه الله - الراوي القارئ على الأربعة - - - رضي الله عنهم -- برئ من عقائد الرافضة ومن الانتماء إلي شيء من أفكارهم .. فتبين ..
والرافضة ينسبون إلي أنفسهم البلاد كذاباً ..
فمثلاً ينبسون إلي الإمامين " حفص وعاصم " أنهما رافضيين لمجرد وجودهما في الكوفة. فيا عجب .. !
وإن الإنسان ليتعجب من حال "الرافضة" .. وسأبين في القادم إن شاء الله أنه ليس كل أهل الكوفة روافض ..
ولكن يجب أن يعلم أن الرافضة .. وحسب كثرة قراءتي عنهم ومعتقدهم ينتسبون إلي البلاد أكثر من انتسابهم للدين .. ولا أدل على ذلك من احتقارهم لبقاع الأرض إلا مواطن الرفض من مثل " قم " والنجف " وإيران " وكربلاء وغيرها ..
فهذه يعطونها قداسة كبيرة بل قال بعضهم أن بعض هذه البلاد أفضل من المدينة ومكة ..
وجعلوها حرماً أيضا بل جعلوا معها غيرها حراماً من مثل " قم " فهي كذلك حرماً , فصاحب الوافي مثلا يُبوب باب ويقول: (باب فضل الكوفة ومساجدها) ويضع تحت هذا الباب هذه الرواية " المقيتة " ويقول: "إنّ الكوفة حرم الله وحرم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حرم أمير المؤمنين، وإنّ الصّلاة فيها بألف صلاة والدّرهم بألف درهم"!!
فيا عجباً .. !!
هل يُوجد عند المسلمين والإسلام أن الكوفة " حرم " لله - سبحانه - ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟
فهم ينتمون إلي " البلاد " في نظري أكثر من انتماءهم إلي الدين ..
وأما صاحب بحار الأنوار .. فكعادته بالكذب والافتراء يزيد في الحرم فيقول في مجلده المائة واثنين: عن جعفر قال: " إنّ لله حرمًا هومكّة، ولرسوله حرمًا وهوالمدينة، ولأمير المؤمنين حرمًا وهوالكوفة، ولنا حرمًا وهوقم ستدفن فيه امرأة من ولدي تسمّى فاطمة، من زارها وجبت له الجنّة "
.. فهُنا نلاحظ تعظيمهم للقبور وتحبيب زيارتها وجعل المدن التي فيها بعض الأموات من آل البيت من أمثال " فاطمة بنت موسى بن جعفر (إمامهم السّابع) فيجعلون ذالك حرماً
ويقول صاحب البحار أيضا في مجلده المائة وواحد ..
عن علي بن الحسين قال: "اتّخذ الله أرض كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرمًا بأربعة وعشرين ألف عام، وقدّسها وبارك عليها، فما زالت قبل خلق الله الخلق مقدّسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في الجنّة، وأفضل منزل ومسكن يسكن فيه أولياءه في الجنّة"
فنحن نجد هُنا أنهم " يعظمون " كربلاء .. !
فهل تعظيمهم لها من باب " الدين "؟؟
وهل السلمي - رحمه الله - تعالي يعتقد هذه الاعتقادات الفاسدة؟؟
والكلام عن انتمى هؤلاء " الحمقى " للبلاد " يطول ولعلي أختم بهذه الروايات التي تُبين أن هؤلاء القوم " ليسوا بمسلمين " بل هم كفرة بثياب الإسلام وهذا ما تدل عليه هذه الروايات:-
عن جعفر قال: " إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج عميق وجعلت حرم الله وأمنه.
فأوحى الله إليها - كما يفترون - أن كفي وقرّي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقرِّي واستقري وكوني ذنبًا متواضعًا ذليلاً مهينًا غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم"
كامل الزيارات: ص27.، بحار الأنوار: 1.1/ 1.9.
فهل يقول هذا مسلم؟؟
"إن أهل مدينة قم يحاسبون في حفرهم ويحشون من حفرهم إلى الجنة"
بحار الأنور: 6./ 218، عباس القمي/ الكنى والألقاب: 3/ 71.
فكيف يكون هذا؟؟
بالله عليكم يا مسلمين هل تُمس الكعبة؟؟ هل يُتخطى على الحرم الآمن من قطع الأشجار وسلامة الأطيار ويُعتدي عليه من هؤلاء المسمين أنفسهم مسلمين .. ووالله ما هم كذلك وهم يمسون أغلى بقعة على وجه الأرض مكة حرم الله؟؟
{وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (القصص: 57)
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ} (العنكبوت: 67)
عن أبي الحسن الرضا قال: "إنّ للجنّة ثمانية أبواب، ولأهل قم واحد منها فطوبى لهم ثم طوبى" بحار الأنوار: 6./ 215، سفينة البحار: 1/ 446
وبعد أن بينا أن الرافضة ينتمون إلي البلاد أكثر من انتمائهم إلي الدين ..
فإن كثيراً من الروافض يدخلون باسم الدين " الإسلام " من أجل هدم هذا الدين.