تحت عنوان "خيالية خامسة ترمي إلى حسن عواقب الرحمة"
قال : أخرج البخاري عن أبي هريرة يرفعه قال : غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على رأس ركي يلهث ( قال ) وكاد يقتله العطش فنزعت خفها وأوثقته بخمارها فنزعت له من الماء فشرب فغفر لها بذلك. وأخرج البخاري عن أبي هريرة يرفعه قال : بينما رجل يمشي في طريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ! قال فنزل الرجل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب فشكر الله له وغفر له بذلك – الحديث.
ثم علق قائلاً : وقد تعلم أن هذا الحديث والذي قبله إنما هما من مخيلة أبي هريرة يمثل بينما حسن عواقب العطف والحنان ويحض بهما على البر والاحسان.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان "خلق الله آدم على صورته"
قال : أخرج الشيخان البخاري ومسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه قال : هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : خلق الله آدم على صورته طوله.
ثم علق قائلاً : وهذا مما لا يجوز على رسول الله صلى الله عليه وآله ولا على غيره من الأنبياء ولا على أوصيائهم عليهم السلام. ولعل أبا هريرة انما اخذه عن اليهود بواسطة صديقه كعب الأحبار أو غيره.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان " طواف سليمان بمائة امرأة في ليلة"
قال : أخرج الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة مرفوعا قال : قال سليمان ابن داود لأطوفن الليلة بمائة امرأة ! تلد كل امرأة غلاما ! يقاتل في سبيل الله ! فقال له الملك : قل إن شاء الله فلم يقل ! فأطاف بهن ! فلم تلد منهن إلا امرأة نصف انسان ! ( قال أبو هريرة ) : قال النبي صلى الله عليه وآله لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان أرجى لحاجته.
ثم علق قائلاً : في هذا أيضا نظر من وجوه : -
أحدهما ) : ان القوة البشرية لتضعف عن الطواف بهن في ليلة واحدة مهما كان الانسان قويا ، فما ذكره أبو هريرة من طواف سليمان عليه السلام بهن مخالف لنواميس الطبيعة لا يمكن عادة وقوعه ابدا.
( ثانيهما ) : انه لا يجوز على نبي الله تعالى سليمان عليه السلام أن يترك التعليق على المشيئة ، ولا سيما بعد تنبيه الملك إياه إلى ذلك. وما يمنعه من قول إن شاء الله ؟ وهو من الدعاة إلى الله والأدلاء عليه ، وانما يتركها الغافلون عن الله عز وجل ، الجاهلون بأن الأمور كلها بيده. فما شاء منها كان وما لم يشأ لم يكن ، وحاشا أنبياء الله عن غفلة الجاهلين إنهم عليهم السلام لفوق ما يظن المخرفون.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان "لطم موسى عين ملك الموت "
قال : أخرج الشيخان في صحيحيهما بالاسناد إلى أبي هريرة قال : جاء ملك الموت إلى موسى عليهما السلام فقال له : أجب ربك. قال فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها : قال : فرجع الملك إلى الله تعالى فقال : أنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت ففقأ عيني. قال فرد الله إليه عينه وقال ارجع إلى عبدي فقل : الحياة تريد فان كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور : فما توارت بيدك من شعرة فإنك تعيش بها سنة الحديث.
ثم علق قائلاً : وأنت ترى ما فيه مما لا يجوز على الله تعالى ، ولا على أنبيائه. ولا على ملائكته ، أيليق بالحق تبارك وتعالى ان يصطفي من عباده من يبطش على الغضب بطش الجبارين ؟. ويوقع بأسه حتى في ملائكة الله المقربين ويعمل عمل المتمردين ؟ : ويكره الموت كراهة الجاهلين ؟ : وكيف يجوز ذلك على موسى ؟ وقد اختاره الله لرسالته ، وائتمنه على وحيه ، وآثره بمناجاته ، وجعله من سادة رسله ، وكيف يكره الموت هذا الكره مع شرف مقامه ؟ ورغبته في القرب من الله تعالى والفوز بلقائه ؟ وما ذنب ملك الموت عليه السلام ؟ وانما هو رسول الله إليه. وبما استحق الضرب والمثلة فيه بقلع عينه ؟ وما جاء إلا عن الله وما قال له : سوى أجب ربك أيجوز على أولي العزم من الرسل إهانة الكروبيين من الملائكة ؟ وضربهم حين يبلغونهم رسالات الله وأوامره عز وجل ؟. تعالى الله وتعالت أنبياؤه وملائكته عن ذلك علوا كبيرا.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان " فرار الحجر بثياب موسى وعدو موسى خلفه ونظر بني إسرائيل إليه مكشوفا"
قال : أخرج الشيخان في صحيحيهما بالاسناد إلى أبي هريرة قال : كان بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض ، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده ، فقالوا : والله ما يمنع ان يغتسل معنا إلا أنه آدر ( أي ذو فتق )قال فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه ! فجمح موسى بأثره يقول : ثوبي حجر ! ثوبي حجر ! حتى نظر بنو إسرائيل إلى سوأة موسى فقالوا : والله ما بموسى من بأس فقام الحجر بعد حتى نظر إليه فأخذ موسى ثوبه فطفق بالحجر ضربا ؟.
ثم علق قائلاً : وأنت ترى ما في هذا الحديث من المحال الممتنع عقلا فإنه لا يجوز تشهير كليم الله " ع " بابداء سوأته على رؤوس الاشهاد من قومه لان ذلك ينقصه ويسقط من مقامه ، ولا سيما إذا رأوه يشتد عاريا ينادي الحجر وهو لا يسمع ولا يبصر : ثوبي حجر ثوبي حجر ثم يقف عليه وهو عاري أمام الناس فيضربه والناس تنظر إليه مكشوف العورة كالمجنون ! وهذه الحركة لو صحت فإنما هي من فعل الله تعالى فكيف يغضب منها كليم الله فيعاقب الحجر عليها ؟ ! وما هو إلا مقسور على الحركة وأي أثر لعقوبة الحجر ؟. ثم إن هربه بثياب موسى عليه السلام لا يبيح له ابداء عورته ، وهتك نفسه بذلك وقد كان في امكانه أن يبقى في مكانه حتى يؤتي بثيابه أو بساتر غيرها كما يفعله كل ذي لب إذا ابتلى بمثل هذه القصة.
واني لأعجب من الشيخين يخرجان هذا الحديث والذي قبله في فضائل موسى وما أدري أي فضلية بضرب ملائكة الله المقربين وفق ء عيونهم عند أرادتهم تنفيذ أوامر الله عز وجل ؟ وأي منقبة بابداء العورة للناظرين وأي وزن لهذه السخافات ؟ ان كليم الله ونجيبه ونبيه لأكبر من هذا ، وحسبه ما صدع به الذكر الحكيم والفرقان العظيم ، من خصائصه الحسنى عليه السلام.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان "فزع الناس يوم القيامة إلى آدم فنوح فإبراهيم فموسى فعيسى رجاء شفاعتهم فإذا هم في أمرهم مبلسون"
قال : أخرج الشيخان بالاسناد إلى أبي هريرة حديثا ( من أحاديثه الطويلة ) مرفوعا جاء فيه ما هذا نصه : يجمع الله الناس الأولين منهم والآخرين يوم القيامة في صعيد واحد يسمعهم الداعي ، وينفذهم البصر ، وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يتحملون ، فيقول الناس : ألا ترون ما قد بلغكم ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟. فيقول بعض الناس لبعض عليكم بآدم فيأتون آدم " ع " فيقولون له : أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ، وأمر الملائكة فسجدوا لك ، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى إلى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ! ولن يغضب بعده مثله ! وانه نهاني عن الشجرة فعصيته نفسي نفسي ! ! اذهبوا إلى غيري إذهبوا إلى نوح ( قال ) فيأتون نوحا عليه السلام فيقولون : يا نوح انك أنت أول الرسل إلى أهل الأرض وقد سماك الله عبدا شكورا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ! وانه قد كانت لي دعوة دعوتها على قومي ! نفسي نفسي نفسي ! ! اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى إبراهيم ( قال ) : فيأتون إبراهيم عليه السلام فيقولون : يا إبراهيم أنت نبي الله وخليله من أهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول لهم : ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله : ولن يغضب بعده مثله ! واني قد كنت كذبت ثلاث كذبات ! نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى موسى عليه السلام ( قال ) : فيأتون موسى فيقولون : يا موسى أنت رسول الله فضلك الله برسالته وبكلامه على الناس اشفع لنا إلى ربك أترى إلى ما نحن فيه ؟ فيقول ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، واني قد قتلت نفسا لم أؤمر بقتلها ، نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى عيسى عليه السلام ( قال ) : فيأتون عيسى فيقولون : يا عيسى أنت رسول الله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه وكلمت الناس في المهد صبيا اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ( قال ) : فيقول عيسى عليه السلام ان ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ! ولن يغضب بعده مثله ، - ولم يذكر ذنبا - نفسي نفسي نفسي ، اذهبوا إلى محمد ، قال فيأتون محمدا صلى الله عليه وآله فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك من ذنبك ما تقدم وما تأخر اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وآله : فانطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله على من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب أمتي يا رب فيقال يا محمد ادخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب الحديث.
ثم علق قائلاً : فيه من التسور على مقام أولى العزم من أنبياء الله وأصفيائه ما تبرأ منه السنن وتتنزه عن خطله فان للسنن المقدسة ( سنن نبينا صلى الله عليه وآله ) في تعظيم الأنبياء غاية تملأ الصدور هيبة واجلالا وتعنوا لها الجباه بخوعا.
وقال : فحديث أبي هريرة هذا - بهرائه وهذره - أجنبي عن كلام رسول الله صلى الله عليه وآله مباين سننه كل المباينة. ومعاذ الله ان ينسب إلى أنبياء الله ما اشتمل عليه هذا الحديث الغث التفه.
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان "مولودان يتكلمان بالمغيبات"
قال : أخرج الشيخان عن أبي هريرة مرفوعا من حديث قال فيه : وكان في بني إسرائيل رجل يقال له جريج كان يصلى فجاءته أمه فدعته فقال أجيبها أو أصلى ؟ فقالت أمه اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات " قال وكان جريج في صومعته " فتعرضت له امرأة فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت من جريج فأتوه فكسروا صومعته وأنزلوه وسبوه فتوضأ ! وصلى ثم اتى الغلام فقال من أبوك يا غلام ؟ فقال " الغلام ان أبي لهو " الراعي.
قال شرف الدين : لم يكن جريج من الأنبياء ، وكذلك هذان الطفلان ، فلا يمكن أن تصدر على أيديهم خوارق العادات ، فان الخوارق انما تكون من النبيين في مقام تعجيز البشر اثباتا لنبوتهم كما هو مقرر في محله وكلام هذين المولودين واخبارهما بالمغيبات مما تأباه فطرة اله " التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".
الرواية من طرق الإمامية
تحت عنوان "أبو طالب أبى الشهادتين"
قال : قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعمه أبي طالب : قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة ، قال : لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينيك ، فأنزل الله تعالى ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء ).
ثم علق قائلاً : إن هذا الحديث مما ارتجله المبطلون تزلفا لأعداء آل أبي طالب ، وعملت الدولة الأموية في نشر أعمالها ، وقد كفانا السلف الصالح من أعلامنا مؤنة الاهتمام بتزييفه وتلك مؤلفاتهم تثبت إيمانه بأدلة لا تجحد ، وحجج لا تكابر نحيل عليها من أراد الوقوف على الحقيقة من شأن عم رسول الله ومربيه وكافله وحاميه.
الرواية من طرق الإمامية